عزيزة أمير واسمها الحقيقي مفيدة محمد غانم.
ولدت في 17 ديسمبر 1901 بطنطا توفي والدها بعد ولادتها بـ (15 يوم ) فعادت أسرتها إلى الإسكندرية لتقضي طفولتها بها ثم انتقلت إلى القاهرة وتحديدا بالقرب من حي السيدة زينب والتحقت بالمدرسة لكنها لم تكمل تعليمها المدرسي إلا أنها أكلمت دراستها المعرفية بتعلم مبادئ الموسيقي لأنها تمنت أن تصبح موسيقية ثم تعلم اللغة الفرنسية.نشأتها نشأت عزيزة تحت رعاية شخصية سياسية معروفة حينذاك (ويقال إنه تزوجها لكن بعد فترة ليست طويلة تم الطلاق لفرق السن الكبير بينهما بجانب أنه كان متزوجا وله أولاد من أخرى) له مؤلفات ومقالات تنشر في الصحف، وقد اهتم هذا الرجل بتعليمها وتثقيفها كما اصطحبها معه إلى أوروبا مما ساعد على اتساع مداركها وأفق تفكيرها فأحبت الأدب والفن وترددت على المسارح واستوديوهات السينما.
دخلت عزيزة أمير إلى السينما من باب المسرح عن طريق فرقة رمسيس المسرحية برئاسة يوسف وهبي و التي انضمت إليها في صيف عام 1925. ظلت عزيزة أمير مع يوسف وهبي موسماً واحداً فقط ثم تنقلت بين فرقتي “شركة ترقية التمثيل العربي” و نجيب الريحانى ثم عادت إلى فرقة رمسيس وقامت ببطولة مسرحية “أولاد الذوات” اخراج والتي تحولت إلى فيلم سينمائي، كانت مرشحة لتمثيل دورها فيه إلا أن الدور قد ذهب إلى الفنانة امينة رزق. ثم تنتقل عزيزة أمير بين المسارح.. حتي تكون بنفسها شركة سينمائية تحت اسم «ايزيس» وتنتج أول فيلم لها اسمه: (نداءالله ) اخراج المخرج التركي الذي لا يعرف اللغة العربية ودار العرض ليسقط سقوطا مريعا..
في بداية عام (1926م)، جاء إلى القاهرة الفنان التركي ”وداد عرفي” فيلم (نداء الرب) – المخرج التركى(وداد عرفى)الذي اقترن اسمه دائماً بتاريخ نشأة السينما المصرية بالرغم من أن جميع محاولاته في هذا الميدان كانت مجرد مشروعات بدأ بتنفيذها ثم قام بإتمامها غيره كان له الفضل في إقناع عدد من السيدات المصريات بالنزول إلى ميدان الإنتاج مثل عزيزة أمير ـ فاطمة رشدي ـ آسيا داغر. الرحلة إلى السينما -عزيزة أمير أول امرأة تخرج للسينما
حياة عزيزة أمير أسطورة عجيبة من الأزواج والعشاق. كانت ذات فتنة طاغية، وجمال مصري صميم امرأة رقيقة مع شطارة فنانة موهوبة أولعت بالسينما وأضاعت ثروتها عليها وأشقت بعض من عملوا معها.
سيدات عصر ذهبي في تاريخ السينما-لولاهن ما عرفت صناعة السينما المصرية هذا التنوع المثير وقد كانت عزيزة يتيمة الأب لذلك تكفل بها قريباً لها من بعيد،،كان سياسي بارز وله مؤلفات أدبية و قد دخل كعضو للبرلمان وأخذها معه الي أوروبا فشاهدت الجمال والحياة الكاملة ثم أعجبته فتزوجها سراً بعيداً عن أعين زوجته،ثم بدأت تشعر بالضيق والكراهية لهذه العلاقة السرية فطلقت منه. ثم ما لبثت حتي بعدت عنه وتزوجت أثناء وجودها في فرقة رمسيس من أحمد الشريعي عمدة سمالوط وأحد أثرياء الصعيد وبعد مرور إحدي عشر سنة علي هذا الزواج بدأت الخلافات تنشب بينهما خاصة وأن أسرة أحمد الشريعي قد علمت بهذا الزواج وطلبت منه أن ينهيه علي الفور وأرادت عزيزة الإنتقام منه ومن أسرته فتزوجت بعد طلاقها منه من شقيقه مصطفي الشريعي ولكنها طلقت منه بعدما عرفت أنه قد تزوج عليها سراً هو الأخر بعد سبع سنوات.
إذن ففيلم (آمنت بالله) هو الفيلم الذي ختمت به أم السينما المصرية مشوارها الفني. ولهذا الفيلم حكاية حيث احترقت بعض فصول منه في حريق القاهرة في السادس والعشرين من (يناير) عام (1952م) وكاد يحتجب دون أن يرى النور، بعد وفاة بطلته بعد يومين من نفس التاريخ، لولا أنه قد أجريت عليه بعض التعديلات، وعرض الفيلم في الموسم التالي، وقد وضعت باقة زهور كبيرة في مكان البطلة الراحلة.
وبالرغم من أهمية هذه الفنانة الرائدة في تاريخ السينما المصرية كمنتجة وممثلة إلا أن أفلامها الأولى الصامتة غير موجودة في مكتبتنا السينمائية، والتي من المفترض أن تحتفظ بتراث السينما المصرية. هذا إضافة إلى أن التليفزيون العربي لم يعرض أي من أفلامها الناطقة حيث يوجد كثير منها صالح للعرض وعدد آخر يحتاج إلى إعادة طبع ليرى أبناء هذا الجيل أمجاد هذه الفنانة.
إن القيمة الحقيقية لهذه الفنانة الرائدة ليست في تأسيس صناعة السينما المصرية ولا في اكتشاف النجوم والمواهب في شتى فروع الفن السينمائي فحسب وإنما في مقدرتها الفنية وخبرتها في الإنتاج والتأليف أيضاً بجانب براعتها في التمثيل. وكان أملها أن تصبح أماً، لكنها كانت دائماً تعزي نفسها، وتقول: (…لقد أنجبت بنتاً واحدة اسمها السينما المصرية…). وهي صاحبة الفيلم الاول في السينما المصرية… وهو -ليلى- عام ١٩٢٧….
كل التحية والتقدير لأرشيف الصور الخاص للفنان الاستاذ مكرم سلامة سلامة