أصبح من الضروري على الصحفي الذي يعمل في الميدان الإلكتروني، أن يتخلّى عن النهج الكلاسيكي الذي دأبت عليه الصحافة التقليدية، وأن يتقن مجموعة من الآليات التي تتجاوز ما هو مكتوب إلى ما هو مصوّر وما هو تقني.
لذلك يُعتبر التصوير الفوتوغرافي من أهم المكتسبات التي على الصحفي الإلكتروني التحلي بها، فلم يعد مقبولاً في المجال الإلكتروني أن يبحث الصحفي عن مصوّر فوتوغرافي ليرافقه عندما يريد إنجاز تقرير ميداني ما.
إلّا أن ابتياع آلات التصوير الفوتوغرافية هو بحد ذاته رهان على الصحفي النجاح فيه، ويوصي هنا المصور الفوتوغرافي المغربي سلمان ضحيوي، باستعمال كاميرا كانون canon 1Dx أو نيكون nikon D4s، وذلك لما تتوفران عليه من قدرة سريعة على التقاط الصور بجودة عالية.
أشار سلمان في لقائنا معه إلى ضرورة أن تكون لدى الصحفي عدستان بدل عدسة واحدة، العدسة الأولى تكون زاويتها أكبر، حيث يمكن أن تصل إلى 17-40 mm، أما الثانية فتكون أصغر قليلاً بحيث يتمحور دورها في التصوير عن قرب. وإن كان ممكناً، على الصحفي شراء كاميرا إضافية للحالات الطارئة، فضلاً عن وَمض إضافي يجعل الصورة أكثر إضاءة.
يقول سلمان إنّ أهم ما على الصحفي الإلمام به هو السرعة في التقاط الحدث، فهو لا يملك الوقت للبحث عن الجوانب الجمالية كما هو الأمر في الصور السياحية، ومن أجل ذلك عليه أن يدرس المكان الذي سيصوّر فيه جيداً، وأن يكون ثابتاً في الوقت الذي يريد فيه التصوير، فضلاً عن التقاط ما هو حركي وليس ما هو ثابت.
أشار مصطفى مسكين بدوره – المصوّر المغربي الذي سبق له أن فاز بجائزة مسابقة “التقط حكاية” لقناة “ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي” – إلى أن أفضل آلات التصوير التي يمكن استعمالها في العمل الصحفي هي تلك التي يطلق عليها “ريفليكس، أو “Reflex”، فهو نوع متطوّر ويتيح للصحفي استخدامه في مختلف الأوضاع التي تُحتّمها عليه مهنته، كما أن هذه النوعية من الأجهزة تمكّن الصحفي من تغيير العدسات حسب طبيعة الموقف.
ويضيف مسكين أن آلة التصوير تأتي في الدرجة الثانية بعد عين الصحفي التي يجب أن تكون متمرّسة ولديها القدرة على التقاط حدث صغير من واقع كبير وشاسع كي تختزله في صورة فوتوغرافية. يقول مسكين إن الصحفي ملزم بمعرفة الجوانب التقنية في جهازه وأن يحاول فهمها عن ظهر قلب سواءً بالاستعانة بالخبراء أو بالبحث على شبكة الإنترنت. يضاف إلى ذلك، ضرورة استيعاب الجوانب الفنيّة في التصوير، من قبيل اختيار الزوايا المناسبة وكمية الإضاءة والتعديلات التي تتطلبها اللّقطة.
بدوره، يؤكد المصور محسن ثبات، أن آلة التصوير لا تحدّد جمالية الصورة، وإنما تحدّدها عين المصور وممارسته المهنية وطريقته في التقاط المشهد، لكن مع ذلك، على الصحفي أن يحاول استخدام آلات التصوير التي تتوفر على قدرة التقاط أكبر عدد من الصور في وقت قياسي، وهو النوع الذي يتوفر على تقنية “رافال” أو “Rafal”.
ويوصي المصوّرون الثلاث بأن يعمّق الصحفي معارفه في هذه الجوانب التقنية، ومنها “ميغا بيكسيل” التي تعني دقة وحدة الصورة، وتقاس بالملايين وفق عدد البيكسيلات الموجودة في الخطوط والأعمدة، و”إيزو” الذي يعني سرعة حساسية الضوء في وضع محدد، و”فوكال لينغث” الذي يعني قياس العدسة التي تمكّن من التقريب والتبعيد.
وهناك متاجر إلكترونية تمكّن الصحفي من شراء آلة التصوير التي يريد أو تساعده على التعرّف على أهم خصائصها ومن ثمّ البحث عنها في الأسواق القريبة منه، منها “برايس كرابر”، “وات ديجيتال كاميرا”، “فوتوغرافي بلوغ” ، و”دايمند كاميرا”.
الصورة لمحسن ثبات، وُضعت بعد أخذ الإذن من حسابه على فيسبوك.