سؤال يطرح نفسه: ما علاقة الفوتوغرافي بالفوتوغرافيا…؟ هل مجرد هواية فقط، تدخل في نطاق علاقة فنان فوتوغرافي مع آلة فوتوغرافية…؟ أم أكثر من ذلك، علاقة عشق وهوس وتكوين مستمر وانفعال ورباط وثيق..؟  وكيف يرى الفوتوغرافي الفوتوغرافيا في زمن صارت الصورة الفوتوغرافية أكثر انتشارا وأكثر استعمالا…؟؟

من خلال حوارات فوتوغرافية سنحاول تقريب عالم الفوتوغرافي من خلال خمسة محاور بسيطة جدا لنكتشف أسراره وخباياه لعشقه للفوتوغرافيا.

نستضيف اليوم في الحلقة الثامنة من حوارات فوتوغرافية، الفنان الفوتوغرافي أيوب محاسني وهو القادم من عالم الهندسة إلى الفوتوغرافيا، فستهوته بدون سابق إعلان ليركب بحرها متسلحا بالمعرفة الهندسية، يجول بين الطبيعية يلتقط ما يبهره من مناظر طبيعية خلابة ومن مخلوقات صغيرة تتمسك بالحياة وبالضوء، فأيوب محاسني ليس فوتوغرافيا هاويا فحسب، بل متمسك بزمام الاحترافية فأعطى للفوتوغرافيا حقها كما يعطي للهندسة حقها، يمازج بينهما في اختيار الزوايا والإنارة .. الخ.

ويبقى الفنان الفوتوغرافي أيوب محاسني من الفوتوغرافيين الذين يطورون أدواتهم ومعرفتهم باستمرار ليتمكن له من إبداع ما يخلب العين والعقل في الفوتوغرافيا.

الحسن الكامح

• ورقة عن الفنان الفوتوغرافي  أيوب محاسني:

من مواليد سنة 1962 بمدينة الجديدة، متزوج وأب لطفلة وطفل. مهندس دولة وعاشق للفن بصفة عامة منذ الصغر. درست الموسيقى لمدة 4 سنوات بمعهد الموسيقى بالرباط في السبعينات. في أواخر الثمانينات، وبعد بداية مشواري المهني والوظيفي بالرباط، بدأت بمزاولة فن الرسم بالصباغة المائية والزيتية.

باشرت ممارسة التصوير الفوتوغرافي بكاميرا الفيلم بداية التسعينات بصفة غير منتظمة.

2012  اقتنيت أول كاميرا فوتوغرافية رقمية وكانت تلك هي انطلاقتي في هذا المجال الراقي والجميل.

• البداية الأولى مع آلة التصوير أو مع الفوتوغرافيا (أول آلة تصوير وأول صورة)

في سنة 1990، بينما انا اتجول في شوارع سنغافورة وجدت نفسي أمام عمارة هائلة من 7 طوابق او أكثر، كانت متخصصة لبيع جميع أنواع الآلات الاليكترونية. قضيت فيها بقية يومي واقتنيت منها أصغر أداة هاي- فاي آنذاك (chaîne hifi) وأول آلة تصوير بالفلم كانون 70 D التي مازالت بحوزتي الى اليوم.

الصور التي كنت التقطها كانت عبارة عن صور توثيقية، التقطها لأفراد عائلتي وأثناء سفري وفي بعض المناسبات.

• كيف ترى الفوتوغرافيا؟

أرى الفوتوغرافيا كفن يتكامل مع فنون أخرى كالرسم وتصوير الفيديو. الصورة توقف الساعة لتمنح المشاهد الفرصة للتأمل أكثر في مشهد ما. تترك المشاهد يتخيل ما حدث قبل وبعد الصورة.

انتقلت تدريجياً وليس ” كلياً ” من الرسم الى التصوير لثلاثة أسباب: السبب الأول هو سهولة وسرعة التنقل بالكاميرة بدلا من الريشات واللوحات والصباغة الخ… السبب الثاني هو السفر، التصوير مكنني من السفر واكتشاف عدة مناطق بالمغرب وخارجه. والسبب الأخير هو التعرف على أصدقاء جدد، جمعني بهم سوى فن الفوتوغرافيا دون أي مصلحة أخرى باستثناء تقاسم أوقات جميلة ومرحة.

• ما هي طموحاتك وأمنياتك الفوتوغرافية؟

بعد مضي الخمس سنوات الأخيرة في تطوير نفسي في عدة مجالات التصوير الفوتوغرافي الرقمي وبعد دراسة كل شعبة وكل باب من ابوابه وبعد اقتناء أنواع كثيرة من الكاميرات ومعدات التصوير، قررت التركيز على ثلاثة مجالات التصوير التي تروقني وبدأت أعزها بإفراط.

أول مضمار اخترته هو تصوير المناظر الطبيعية (Landscape photography)، هو مجال مكنني من السفر والتمتع والتأمل في خلق الله تعالى.

ثاني مضمار هو تصوير الحياة البرية  (Wildlife photography)، هو كذلك مجال ممتع جداً وشاسع ومتعدد. هناك بعض المصورين متخصصين في نوع واحد من الحيوانات البرية ويقظون أوقات طويلة يترقبونهم.

ثالث مضمار هو التصوير المجهري (Macro photography) الذي يمكنك من التقاط صور تمكن من استكشاف أشياء صغيرة جداً لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة.

يجب الإشارة الى أن كل مجال من مجالات التصوير يبيت شاسعاً ومتعدد التخصصات، يستوجب دراسته والتمرن لفترة من الزمن لإدراكه واتقانه.

طموحي حالياً هو القيام بتدريس الفوتوغرافيا في معاهد متخصصة أو دور الشباب أو أي مكان يسمح بذلك، كي يرقى هذا الفن من مستوى التصوير البسيط للحفلات والأعراس الى مستوى فني عالمي راقي.

تحسيس الشعب المغربي قاطبة بما يمكن ان تلتقطه العدسات من صور تبين ما تزخر به بلادنا من مناظر ومخلوقات جذابة وخلابة. هذه يمكن عرضها في البيت والمكتب والأماكن السياحية والمعارض الخ. هذا الوضع سيظفر بالمصور “الفنان” المغربي الى المكانة التي تليق به وبالتالي الرقي بفنه في مجتمعنا وتمكينه من العيش الكريم.

• مؤخرا بدت ظاهرة معالجة الصور بالفوطوشوب أو غيره من برامج معالجة الصور، ما رأيك؟

التصوير هو أولا وقبل كل شيء فن، وكل فن له بالطبع قواعده وضوابطه. لست ضد استعمال برامج معالجة الصور، يجب فقط عدم تشويه ما تلتقطه العدسة والذي هو أصلا ما يريد المصور ان يظهره للمشاهد.

بما أن الصورة تكون رقمية يمكن إذاً استغلال هذا الوضع، الذي لم يكن متاحا بهذا الحجم الكبير أيام التصوير بالفيلم، لإنتاج صور لن يتمكن إنسان عادي من إنجازها بكاميرا أو هاتفه النقال.

فن التصوير حاليا يتطور مع تطور التكنولوجيا الرقمية. يجب إذاً على المصور مواكبة كل حدث واستغلال كل الامكانيات المتوفرة لتطوير وإنتاج صور تروق وتكون مقبولة لدى العديد من الناس. يجب بالطبع مراعات ما هو موجود في الطبيعة دون تشويه خلق الله.