“جمالية الخط العربي، ابدع العراقيون في رسمه وهندسته، ومن العراق خرج خطاطون كبار”
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 22 كانون2/يناير- 2019 م
-
“جمالية الخط العربي، ابدع العراقيون في رسمه وهندسته، ومن العراق خرج خطاطون كبار”
منذ ولادة الأنسان ومعيشته على الارض، ارتبط مفهوم الزمن لديه بما يجري من تغيرات في هذا العالم الذي نعيش فيه، ومن ثم بدأ يبحث عن وسيلة لتدوين ما يمر به من أحداث لأنه أدرك أنه لا غنى له عن تدوين مسيرته الحضارية على سطح هذا الكوكب منذ الأزل، ومن ثم لجأ إلى الرموز كوسيلة أولى للتعبير، وتدرج إلى أن ظهرت الكتابة في بلاد الرافدين ومصر منذ الالفية الثالثة قبل الميلاد، وقد تطورت هذه الكتابة من كتابة صورية إلى كتابة صوتية، ثم إلى كتابة أدائية، ثم إلى كتابة بالحروف، حيث تشير بعض المصادر ان اصلها من الكتابة السريانية الحيرية، وتعتمد هذه المصادر على ما أورده البلاذري، ثم على النقش الذي اعتمد عليه (ستاركي) والذي عثر عليه في دير سمعان (غربي حلب)، كما يعتمد على الرأي الصادر عن ابن النديم بأنَّه انتقل من الأنبار إلى الحيرة ومنه إلى الحجاز عن طريق دومة الجندل، أما المصادر الذي اتفق عليه أكثر الباحثين فهو أن الكتابة التي ظهرت في جبيل انتقلت إلى الآراميين، واستعمل الأنباط الكتابة الآرامية وطوروها وامتد تطورها إلى العربية، وانتقلت هذه الكتابة إلى الجزيرة العربية من مدينتي الحيرة والانبار في جنوب العراق، وكان الخط يسمى حينذاك الخط الحيري، والذي اتخذ شكلين: (المقور) الذي هو مثل النسخ، و(المبسوط) وهو المسمى باليابس، وتطورت في شمالها إلى الكتابة الفينيقية، وهي الكتابة التي انبثق منها الخط اللاتيني، الذي ولدت منه جميع الخطوط المستعملة في أوروبا في الوقت الحاضر.
توصَّل العلماء في ضوء إكتشافاتهم للنقوش الحجرية القديمة إلى أن الخط العربي القديم أشتق من الخط النبطي المتأخر الذي أشتق من الخط الآرامي.
في مكة عند كتابة القرآن بأملاء الرسول محمد(صلى الله عليه وسلم) سمي بالخط المكي، وكان كتاب الوحي يكتبون بالمقور، ولما انتقل الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة سمي الخط بالخط المدني، وظل يكتب به حتى وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) سنة 11 هجرية، وغلب اسم الخط المدني على الخطين المكي والمدني؛ كما غلب اسم الخط الحيري على الخطين الحيري والأنباري، وفي عام 14هـ بنيت مدينة البصرة في زمن الخليفة عمر بن الخطاب، وكانت أول مدينة تبنى في الإسلام، وانتشر فيها الخط الذي كتب به الوحي في الحجاز، والذي بانتقاله إليها سمي بالخط الحجازي، ثم عرف بالخط البصري، ولما أنشأ الخليفة عمر بن الخطاب مدینة الكوفة سنة 18هـ انتقل إلیها النشاط السیاسى بجانب البصرة فأصبحت صنعة الكتابة أكثر تنمیقا، ومركزاً من مراكز التجديد والابتكار في الكتابة العربية، فسمي الخط فيها بالخط الكوفي، وغلب اسم الخط الكوفي على الخطين الكوفي والبصري، فهناك عدة انواع من الخط الكوفي هي: البسيط والمورق والمزهر والمظفور والهندسي المربع والموصلي والقيرواني وهكذا.
اذاً تطور الخط عبر مدرستين أولهما الكوفية والثانية الحجازية، أما الخط الكوفي فكان يميل الى نوع من الرفعة والاعتلاء، كما انه يمتاز بحروفه العمودية القصيرة وحروفه الافقية الطويلة، بينما يمتاز الحجازي بليونته وسهولة كتابته إبان الدعوة الإسلامية، وقد بدأ التدوين القرآني في عهد الخلفاء الراشدين، وكان هذا الخط غير منّقط وغير مُهجى ولم يكن له علامات لبدايات السور ونهاياتها ولا أرقام للآيات الكريمة، وكان لابد أن يتطور هذا الخط، فمر بمراحل عدّة كوضع النقاط على الحروف أولاً ووضع التشكيل الخفيف والمصطلحات الضبطية ثم تطور الخط وتشعبت أنواعه بعدها على يد خطاطي العصر الأموي وأولهم” قطبة المحرر” الذي استخرج الأقلام الأربعة واشتق بعضها من بعض، وكان في عصره أكتب الناس على الأرض العربية، وقد بدأ يدخل من التدوين من خلال الزخرفة وإدخال التزيينات والذهب في الآيات القرآنية.
ازدهرت بغداد ودخلت عصرها الذهبي في الفترة العباسية، وأصبحت قبلة العلماء ورجال المعرفة، وحفل الخطاطون بمكانة رفيعة، شع ضياء الخط العربي في العراق خلال العصر العباسي واتسعت آفاقه، وامتدت رقعتها من تخوم الصين إلى الأندلس، ازدهر وتطور فن الخط العربي وتوالى إبداعه، بما في ذلك في بلاد فارس، وشكل اداة لتجسيد لغة كاملة للخصائص الحضارية والتأريخية والثقافية التي اكتسبت قوانين وفلسفة البيئة العربية والاسلامية بكل معطياتها، وقام الخط العربي بدور مهم فی الحضارة الاسلامية، لا كوسیلة للتفاهم ونقل الأفكار فحسب، انما كفن له خصائصه وقیمه الجمالیة الرفیعة، فاللوحة الخطية تشكل بيئة خطاب متماسك داخل سمفونية الفن الاسلامي.
اشتهر خطاطان عرفا بجودة خطيهما وهما الضحَّاك بن عجلان (في خلافة أبي العباس السفاح)، واسحاق بن حماد(في خلافة المنصور والمهدي) وكان هذان الكاتبان يخطان ” الجليل” وعلى أيديهما تنوعت الخطوط وتفرَّعت، فكان هناك (قلم الجليل، وقلم السجلات، وقلم الديباج، وقلم الثلثين، وقلم الطومار الكبير، وقلم العهود) ، وفي عصر المأمون برز كتبة آخرون استطاعوا أن يقدموا نماذج متقدمة للخط ، وهم امتداد لمن سبقهم، وأوجدوا خطوطاً مثل : قلم المرصع، وقلم النساخ، وقلم الرياسي، وقلم الرقاع، وقلم غبار الحلية، ومن أولئك الخطاطين : (إبراهيم الشجري) الذي طوَّر قلم الجليل إلى قلم الثلثين، ومن قلم الثلثين إلى قلم الثلث ، ثم ظهر المبدع “ابن مقلة ابو محمد بن علي” الوزير المعروف والشاعر والسياسي. فهو يعد من رواد الخط وأحد مبدعيه في ذلك العصر، وقد ابتكر ابن مقلة قواعد جديدة للخط ، وابتكر عليه وأضاف، وهو الذي أطلق على قلم النسخ اسم (البديع)، وأضاف خطاً عرف بـ (الدرج) ، وذُكِر إنَّه كتب المصحف مرتين . ويمكن القول : إنَّ ابن مقلة هو أول من بلغ بالثلث والنسخ هذا المبلغ من الكمال الذي لا يزال أثره هو واللاحقون له قائماً في خطوطنا المعاصرة، إذ ظهرت حروفه بابعاد هندسية متناسقة منسجمة جميلة، ظهر عليها التشكيل والإشباع، والإرسال، كما وضع قواعد خطية متميزة، منها : الترصيف، والتأليف، والتسطير، وغير ذلك، مات مقتولاً كما تشير بعض المصادر، إذ عذِّب في نهاية عمره وقُطعت يده اليمنى، لكنه ترك أثراً أضاف إلى الفن العربي أجمل الآثار.
ابن البواب علي بن هلال البغدادي: ملك الكتاب، الذي اجاد فنون الخط العربي، أخذ الخط من محمد بن أسد ومن محمد بن السمسماني ، من خطاطي العصر العباسي ، بلغ الذروة في الإبداع والتطوير، واجاد في تراكيبه ، وقد ملأ الدنيا بإبداعه وقوة قلمه كما امتاز خطه بالتنسيق وجمال التركيب، كما كانت لديه مواهب متعددة إلى جانب الخط كالتهذيب والتصفيح بنفس الوقت، ينسب إليه الخط المعروف بالمحقق، ولكنه لم يتدخل في القواعد التي ذكرها ابن مقلة من قبله فبقيت ثابتة إلى اليوم، وياقوت المستعصمي : الذي فاق من سبقوه، كابن مقلة، وابن البواب، وطوَّر من خطوطهم وأساليبهم، وتميَّز أسلوب ياقوت برشاقة الحرف ودقته في قلم مائل المقطع، واستنسخ عدداً من المصاحف الشريفة، وقد تأثر به بعض الخطاطين المعاصرين وقلدوه، الأمر الذي يجعله مصدر الإلهام الأول لفنون الخط العربي في العصر الحديث، وقد بلغ ياقوت بالخط العربي غاية الجمال والإتقان والبراعة في مداخلات الحروف وتشكيلاتها ، وترك لنا جملة من نماذج خطه تُعد مدرسة جديدة متكاملة لصياغة وتجويد الخط العربي.
الخليفة المستعصم بالله: المستعصم بالله أبو احمد عبد الله بن أبي جعفر منصور آخر الخلفاء العباسيين، ولد سنة (609 للهجرة ) ببغداد ونشا فيها واخذ من علمائها وأدبائها وأجازه المؤيد الطوسي وغيرهم، وكان المستعصم خطاطا بارعا يكتب الخط المنسوب البديع ، ويعتني به واليه ينسب الخطاط البغدادي الشهير ياقوت المستعصمي ، حيث كان ياقوت من موالي الخليفة وقد نشا برعايته، وكذلك اشتهر:عز الدين الجوزي، وابن حبيب البغدادي، وشمس الدين الجويني، وابو حسن اليشكري، هؤلاء قدموا صور مشرقة للحضارة الاسلامية وتراثها، المتخصصون يرون أن الخط كاللغة العربية، وخزائن مفرداته غنية، لأن الاشتقاق الأنيق يمدها بصيغ جديدة من الجذور القديمة، فيثرى الفنون التشكيلية جيلا فجيل، وترفدها الآثار بمعين لاينضب، ولعب الحرف العربي دورا مهما فى المخطوطات، تزيين المساجد، والمحاريب، والقباب، وواجهات المبانى، والحشوات الخشبیة فى العصور العباسية والطولونية والفاطمية والمملوكية، وفى الزخارف الأندلسية، وفي تزيين المصاحف الشريفة، وتطوير الخط وتجويده، وتلوينه وتذهيبه، فى رؤوس الصفحات والسور، وعلامات الأجزاء والأحزاب.
ومن سمو وجمالية فن الخط، قيلت اقوال ماسية وذهبية واشعار، وما زالت درر على مر الزمان، نذكر بعض من هذه الأقوال والأشعار :
قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام:
تعلم قوام الخط ياذا التأدب ***** فما الخط إلا زينة المتأدب
فإن كنت ذا مال فخطك زينة **** وإن كنت محتاجاً فأفضل مكسب
الخط الحسن للأمير جمال والغني كمال وللفقبر المال
وقال جعفر بن يحيي:
” الخط سِمْط الحكمة ، وبه تَفضل شذورها ، وينتظم منثورها”
” الخط حلية الكاتب”
قال المأمون الخليفة العباسي :
” لو فاخرتنا الملوك الأعاجم بأمثالها لفاخرناهم بما لنا من أنواع الخط ؛ يقرأ في كل مكان ، ويترجم بكل لسان ، ويوجد مع كل زمان “
يقول بيكاسو زعيم الرسم الحديث :
“إن أقصى ما وصلت إليه في فن الرسم وجدت الخط العربي قد سبقني إليه منذ أمد بعيد.”
وقال دونسون روس :
” إن حروف العربية مرنة سهلة لها في النفوس ما للصور من الجمال الفني ولا سيمّا حين تنقش على المباني، سواء كان ثلثا أو نسخا أو كوفيا”.
وبعد هذه الفترة التاريخية عان العراق كغيره من البلدان العربية من مصائب وويلات وتخلف نتيجة غزو التتار لبغداد، والدولة العثمانية والاستعمار البريطاني، مما ادى الى طمس كل ما هو حضاري وتراثي؛ وكان منها هذا الفنُّ الجليل، حيث تصدأ وخف ضيائه، ومع ذلك بدأ هذا الفن يبرز في القرن الثامن عشر برزت جمهرة من الخطاطين الذين امتازت اعمالهم باسمى ايات الفن والابداع في بغداد:
عمر بن رمضان الهيتى، الذي قدم العديد من المخطوطات للمكتبة القادرية، والملا علي بن شلال الفضلي الزبيدي ومحمد علي صابر الكردي ومحمد امين يمني الكردي وعبد الله بهاء الدين الآلوسي ومحمود شكري الالوسي، وفي الموصل: سلطان الجبوري وخليل ابن عمر خدادة وقاسم بن محمد حسن، وقد تتلمذ عليهم أبرز خطاط عرفته الموصل حينذاك، بل العراق والأقطار العربية كافة وهومحمد صالح السعدي الموصلي: المولود في الموصل عام 1891، فهو كان يعمل بتصليح الأسلحة النارية ويعرف بمدينة الموصل (بالجقمقجي ) ، عمل مصوراً بالتصوير الشمسي عند دخول الإنكليز إلى مدينة الموصل الحدباء، ثم غادرها متوجهاً إلى بغداد بسبب ضيق العيش وكثرة الأولاد عام 1930، ثم حصل على إجازة في الخط العربي من الأستاذ محمد طاهر الكردي، وأجازه أيضا الخطاط حامد الأمدي، أجاد جميع أنواع الخطوط اليدوية، واشتهر بإجادته لخط الثلث والنسخ، ومن آثاره الخطية موجودة في إحدى الجوامع في منطقة باب السراي بالموصل وكذلك جامع مرجان في بغداد، وانقطع عن ممارسة الخط بعد أن نال منه المرض وضعف بصره فتوقف عن الكتابة مع بداية عام 1970، توفى في الموصل عام 1975. وفائق الدبوني: المولود في الموصل عام 1089، درس الخط على أستاذ الخط المعروف في المكتب الإعدادي احمد محمد طاهر عبدا لله الصائغ والذي أجازه في أنواع الخط العربي، العالم والكاتب والخطاط، احد رواد الحركة الفكرية في الموصل منتصف القرن العشرين.
بعد تأسيس الدولة الملكية في مطلع القرن العشرين، ازداد الاهتمام بهذا الفن الجميل، وأضحى الخط العربي في العراق سمة مميزة ومعبراً عن الانتماء العروبي لها، وقد تفنن الخطاطون في إظهار براعتهم الخطية على واجهات الصحف والمجلات والمحلات واللافتات والاعلانات وبطاقات التهنئة والتعزية، وحتى المساجد والجوامع التي ازدانت بخطوطهم الجميلة، وذلك لجماله وحسنه، ولاحتماله الحركات الكثيرة في التشكيل سواء كان بقلم رقيق أو جليل، حيث تزيده في الجمال زخرفة ورونقاً.
في بداية السبعينات من القرن العشرين تألقت بغداد ونينوى وغيرها من المحافضات وعادت لمجدها في فن الخط العربي، بظهور خطاطين مبدعين كان لإبداعاتهم أن تتخطى عصرها وتختصر زمنها، ومن كثرتهم ساعـــد على إنشاء أول جمعية من نوعها في الوطن العربي هي (جمعية الخطاطين العراقيين) وقد تأسـست سنة 1974، واستقطبت أغلب خطاطي القطر الذي جمعت إمكانياتهم بين المجيد والمبدع والمبتكر والإعتيادي والمجـدد، مما يملي علينا انتقاء أبرز الخطاطين في العراق بعد نشوء الدولة المدنية في بداية القرن العشرين وما بعده، والذين يتمتعون بنواحي إبداعية وإبتكارية أو إضافات ذكية أو استطاعوا الوصول إلى تكوينات تشكيلية جذابة، وكان لحضورهم تأثير واضح في وسطهم الفني، نذكر منهم:
صبري الهلالي: المولود في مدينة بغداد عام 1900، درس الخط العربي على أيدي أساتذة معروفين منهم : الملاّ محمد والملاّ عارف الشيخلي والشيخ أحمد الحائري الكاظمي والملاّ علي الفضل، بدأ صبري الهلالي يراسل الخطاط المصري الشهير نجيب هواويني وأخذ عنه خط الرقعة حتى أجادها وأتقنها، له آثار خطية بارزة في بغداد منها الشريط الكتابي على جدار جامع العادلية، أصدرت له وزارة المعارف العراقية آنذاك كراسة خط الرفعة الموسومة بكراسة صبري، اتقن واجاد للخطوط العربية، كما إهتم بالإعلان التجاري في العراق، فكان يكتب الألواح الكبيرة بجمالية رائعة، ويبرز في خطه روح الترابط حيث تظهر الكلمات وكأنها حلقات سلسلة تكمل بعضها، نجله الضابط غالب خطاط معروف، توفى الخطاط صبري عام 1953.
عبد الكريم رفعت (التركي): أبو رفعت عبد الكريم بن الحاج محمد رفعت باش كاتب زاده، تركي الأصل، ولد في محلة الحيدر خانة ببغداد سنة 1913، أخذ الخط عن أبيه، وأجاده إجادة تامة وبرع فيه غاية البراعة.هاشم بن محمد بن الحاج درباس القيسي البغدادي: علم بارز من أعلام الخط العربي في العراق وفي العالم العربي والإسلامي، ولد ببغداد عام 1917،
أخذ الخط عن الاستاذ ملا عارف الشيخلي والحاج علي صابر، أجازه الخطاط التركي حامد الآمدي مرتين. أخذ أول إجازة في الخط العربي عام 1943.عمل خطاطاً مستخدماً في مديرية المساحة العامة والتقى هناك بحكم عمله مع الخطاطين صبري الهلالي وعبدالكريم رفعت، سافر إلى مصر فقدم إلى الإمتحان في القاهرة عن طريق مدرسة تحسين الخطوط في الإسكندرية وبواسطة محمد إبراهيم وقد حصل على الدبلوم بدرجة إمتياز في سنة 1949، اتصل اثناء تواجده في مصر بالخطاط المشهور حســــــني والخطاط سيد إبراهيم فأجازه إجازة تامة في أنواع الخطوط، إجاد الخطوط العربية وضبطها وأدائها بشكل متقن، واستطاع بجهده أن يعيد لبغداد مجدها العالي في الخط، ويتمتع بذهنية مبدعة ومبتكرة في إيجاد تكوينات مؤثرة في الخطوط العربية .له من الآثار الفنية الفريدة وخاصة الخطوط النفيسة على مسكوكات الجمهورية العراقية والتونسية والليبية والسودانية والمغربية، ووكتابة الخطوط الجميلة في عدد من جوامع بغــداد لعل اخرها كان جامع الحاج محمود (بنية)، أصدر كراسته الفريدة حول الخط ( قواعد الخط العربي ) سنة 1961، وأن امكانيته في الزخرفة فريدة وخاصة في لوحته التي تضم انواعا متعـددة من الخطوط العربية والموجودة في متحف الفنانبن الرواد، سافر إلى ألمانيا سنة 1967 وسنة 1970، موفداً من قبل وزارة الأوقاف للإشراف على طبع المصحف الشريف، وتخرج على يديه عدد من الطلبة البارزين، صاحب أرقى مجموعة للخطوط العربية لحدّ الآن، تدرس في العراق ومصر وسوريا ولبنان وتركيا وإيران،
توفي عام 1973، ودفن في بغداد، (ولد الخط ومات في بغداد)!! هذه العبارة الشهيرة قد قالها الخطاط التركي الشهير (حامد الآمدي) بمناسبة وفاة الخطاط العراقي الكبير (هاشم الخطاط). وكان يقصد بالولادة الخطاط العراقي العباسي (ابن البواب)، اما الموت فهو موت (هاشم الخطاط).
الحاج مهدي بن محمد بن صالح الجبوري: المولود في مدينة الرميثة عام 1928، تعرف على الأستاذ هاشم محمد البغدادي، فأخذ بيده وتولاه برعايته وتوجيهاته.
امتاز الخطاط بقدرته العالية على الضبط والإتقان للخطوط ويجيد خط النسخ والثلث إجادة تامة مما جعله في مصاف الخطاطين البارزين، ويتضح من هذا التكوين قدرة الخطاط على ضبط الحروف لخط الثلث وتفوقه في تركيب كل كلمة على بعضها مما أعطى الشريط رونقاً وبهاءً وتوزيعاً للكتل بصورة متوازنة،
له آثار فنية رائعة على بعض الأضرحة والجوامع، منها في جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني، وجامع بنية، وكتب الكثير من عنوانات الكتب والصحف والمجلات.محمد عزت كركوكلي : المولود في كركوك عام 1929، فنان وشاعر واديب،
أدرك كنه الخطوط وتعرف على أنواعها فكان إنتاجه غزيراً وتراكيبه جميلة وجذابة، و تولع بفن الخط منذ صباه، وبدأ تلقي الدروس الدينية ودروساً في حسن الخط عند الشيخ (ملا حمدي أفندي صو قولو زاده)، وشجعه على الإستمرار في تعلم فن الخط ،وكان هناك مشجعين آخرين الأول (دايي قادر بن سعيد اغا) ، والثاني هو الخطاط (بكر صدقي) حيث أخذ منه النقش والزخرفة، والثالث هو (حسن نقاش البناء). فتح أول مكتب للخط عام 1955، في شارع بابا كركر قرب سينما الحمراء ومن مؤلفاته ا كتاب بعنوان (كيف تتعلم الزخرفة)، وكتاب مكون من خمسة مجلدات بعنوان (مدخل إلى الخط العربي) ويتضمن هذا الكتاب تاريخ الخط العربي في كركوك ويتضمن هذا الكتاب مخطوطات مشاهير الخطاطين في كركوك من بداية القرن التاسع عشر إلى نصف الأول من القرن العشرين.
وفي عام 1959، كلف بالتدريس في دورات المعلمين، ثم عين خبيراً في المحاكم لفحص وتدقيق الخطوط والتواقيع، وفي عام 1969، كلف بإلقاء محاضرات في موضوع فن الخط للمعلمين والمعلمات عن كيفية تحسين خطوط التلاميذ في الصفوف الأولية، وفي عام 1975 كتب سطور مرقد الإمام أحمد في كركوك وصمم كتاب (أرزي قمبر) للأستاذ المحامي ( عطا ترزي باشى ) وصمم كتاب( ألف باء) للصفوف الأولية في المدارس التركمانية في عام 1971، ومن آثاره الخطية كتابات جامع الشيخ حسام الدين واليرموك والياس وجامع عرفة للحاج (حسن نجم ) في كركوك وجامع في الحويجة حيث قام بالتصاميم الفنية والزخارف المنقوشة وكتابة الآيات القرآنية بتصاميم مبتكرة رائعة مع زميله الخطاط (عبد الملك عباس خطاط)، توفى في 29/ 7 / 1991.
غالب صبري الهلالي: المولود في بغداد 1930، وفي عام 1948 دخل الكلية العسكرية، ليتخرج برتبة ملازم، نسب إلى وزارة الدفاع، وتدرج إلى عدة مراكز إدارية، تعرف إلى الأستاذ الخطاط هاشم البغدادي من خلال والده الخطاط الرائد صبري الهلالي وتطورت العلاقة، وتوسعت رقعة التعارف حيث التقى بعدها بالأستاذ مهدي الجبوري وغني العاني، دخل عام 1962 معهد الفنون الجميلة، القسم المسائي ليتخرج عام 1966 متتلمذاً على يد الخطاط هاشم البغدادي، أحد الخطاطين الرواد، حافظ على أصالة ومنهجية تجويد الخط العربي، منذ بداية مسيرته الإبداعية، مبتعداً عن التشوهات التي تمزق جمالية وصورة الحرف العربي الجميل.
لقد كان الشاغل الأكثر والأعمق لدى الهلالي هو الخط وكيف ينتج لوحات متكاملة من حيث جمالية صورة الحرف العربي بتركيباته وتعبيراته ممزوجة بالزخارف الهندسية والنباتية الزاهية، ليحتفظ بها لنفسه، لذلك لم يفرط بأية لوحة من أعماله الفنية فهو (لا يبيع ولا يهدي) مهما كانت الظروف.. لذلك فإن جميع لوحاته الآن بحوزته.. لتصبح فيما بعد تركة نادرة لعائلته، توفى في بغداد.وليد عبد الكريم محمد الاعظمي العبيدي: المولود في الاعظمية عام 1930، خطاط ماهر، فقد أخذ الخط سنين طويلة من عمره، مستفيداً من موهبة خطاط العراق الأول (هاشم محمد البغدادي)، الشيء الذي مكن شاعرنا من الإتقان وببراعة لفن الخط العربي باختلاف أنواعه على امتداد عقدين من الزمان، وحصل على إجازة في الخط العربي من الخطاط الشيخ (أمين البخاري) كاتب سطور كسوة الكعبة المشرفة، والخطاط المصري (إبراهيم البرنس) كاتب سطور المسجد الحرام المبارك، والتقى في مدينة القدس بالخطاط الفلسطيني المجاهد (حسن قطب) سنة 1963.
شاعر، وأديب، ومؤرخ وكاتب إسلامي مشهور له العديد من الكتب والبحوث الرائدة في الخط العربي، منها كتاب ” جمهرة الخطاطين البغداديين”، توفى عام 2004 ودفن في مقبرة الخيزران.
الدكتور سلمان إبراهيم عيسى: المولود في بغداد عام 1930، حاصل على دبلومات في الفن وماجستير فنون بدرجة جيد جداً بإمتياز من أكاديمية الفنون الجميلة، وارشو 1969، دكتوراه عام في علم الآثار، جامعة وارشو 1972، علم من اعلام الخط، فنان، عضو مؤسس ورئيس لجمعية الخطاطين لمدة عشر سنوات، ساهم بتأليف كتاب( الفن في العراق قديما)، اصدر كتابا لتعليم الخط، وأصبح أول مدرس للخط بعد وفاة المرحوم هاشم محمد البغدادي، عمل أكثر من عشرين معرضاً خاصاً وأكثر من ثلاثين معرضاً مشتركاً خارج وداخل القطر، مولوع بجمع اللوحات الخطية لكبار الخطاطين الأتراك والعرب، وكان يبذل جهوداً كبيرة للحصول عليها، كثير المطالعة بالمواضيع العلمية والتي تخص طباعة الأقمشة والألوان والخط والزخرفة والفنون الأخرى وله إهتمامات خاصة بالآثار ومن المهتمين بدراساتها واشترك في ترجمة مواضيع كثيرة بهذا الشأن، كما عرف بأنه من أجود الذين عملوا في اللوحات وبالأحجام الكبيرة بمادة (البوية) والبنتلايت. حتى أنه نفذ لوحات كثيرة جداً من هذا النوع، له خطوط كثيرة ومنتشرة في كثير من دوائر الدولة ومنها دوائر الاوقاف، توفي في 6/ 12/ 2001.يوسف ذنون: ولد في الموصل عام 1932، بدأ بدراسة خط النسخ على كراسة الخطاط محمد عزت التركى، ومن بعدها انتسب فى معهد المعلمين، وقام بتدريس الخط العربي للطلبة، ومن ثم سافر إلى القاهرة والتقى بالخطاط المصرى محمد حسنى ومحمــد إبراهيم، التقى بشيخ خطاطي العالم الاسلامي الأستاذ حـــــــامد الأمــدي وحصل في تركيا على الإجازة في الخط، من أبرز ما قدمه فى فن الخط العربى، هو ابتكاره طريقة مختزلة فى تبسيط وتدريس الخطوط كما استطاع أن يوجد خصائص مدرسة موصلية فى الخط العربى، وتمكن من الوصول إلى أنماط تشكيلية فى تكوينات خط الثلث تحديداً، انفرد ذنون ببحوث عميقة في تاريخ الخط العربي وتقنيات خاصة في تدريس الخط كانت فتحاً في تسهيل تعليمه للدارسينt
، لديه العديد من الأثار الفنية الخطية والتى منها سلسلة فى الخط العربى تحت عنوان سلسلة الخط الجديدة فلا خط الرقعة والديوانى والكتابة الاعتيادية، كتب معظم مساجد وجوامع الموصل.محمد سعيد الصكار: المولود في المقدادية “ديالى” عام 1934، احد اهم الخطاطين العرب في العصر الحديث، اتخذ باريس منفى اختياريا منذ العام 1978، سمّي “شاعر الحرف”، أو صاحب “مشروع للأبجدية العربية”، أو عِرف ب”شيخ الخطاطين”، مارس في بغداد العمل الصحفي محرراً ومصمماً، صاحب “مشروع للابجدية العربية” الذي وضعه لجهاز الحاسب اللآلي منذ خمس وارعون عاماً، ومنه اخذت اولى التطبيقات المعلوماتية التي مكنت مصممي اجهزة الطباعة الالكترونية من تصميم النصوص العربية في حروفها المستخدمة حالياً، الصكار ليس الخطاط الماهر فحسب، بل هو أيضاً الرسام والكاتب والصحافي، والشاعر الذي أصدر دواوين عدة منها «أمطار» (1962) و«برتقالة في سَوْرة الماء» (1968) بالاضافة الى 14 كتاباً. ورسم قصائد لمحمود درويش، وسميح القاسم، فضلا عن بدر شاكر السياب، ومحمد مهدي الجواهري، والشعراء العرب قديماً، وكان “شاعر الحرف” يكرر انه اقرب الى الشعر، ويحب ان يوصف نفسه بقوله، “انا شاعر بخطي، وملون بشعري”،أشعاره كانت محوراً للاحتفاء الذي أقيم في مناسبة بلوغه الثمانين، قرأها الممثلان هالة عمران وجان داميان باربان. صدر يومها كتاب بالعربية والفرنسية بعنوان «من بغداد إلى باريس» ضمّ قصائده بترجمة لعباس محسن. اقام الصكار كثيراً من المعارض التشكيلية معارض الخط عبر العالم، اما نصوصه الشعرية فقد ترجمت الى عدة لغات منها، الروسية، والهولندية، والدنماركية، والاسبانية، والكردية، والبلغارية، الى جانب اللغتين الفرنسية، والأنكليزية، تعرفت عليه في بيت احد اقربائنا عام 1988 في مربيا اسبانيا، وكان قريبي يحتفظ بعدد من تحف فن الصكار في بيته هناك، وفعلا ان لوحاتها تجذبك بحروها وانسيقها وجمال لونها وكأنها تنطق بموسيقى عذبة. توفى في باريس في 26\3\2014، ودفن في بغداد بناء على وصيته. كتب الشاعر محمد مظلوم، مؤبناً الراحل: <<حروف كثيرة في الكومبيوتر، من التي نستخدمها، هي من تصميم محمد سعيد الصكار الذي يعدُّ رائداً في هذا المجال. لا أعتقد أنّ هناك منذ هاشم البغدادي، من يضاهيه في إضفاء روح على الحرف تجمع بين البراعة في استلهام الأصول، والإبداع في ابتكار أشكال جمالية للحرف>>.
عبد الغني عبد العزيز العاني: المولود في بغداد عام 1937، تتلمذ على الخطاط هاشم البغدادي، فمنحه إجازة في الخط، وهو الوحيد الذي حصل على إجازة منه، نسب مدرسا للخط العربي في السوربون، له الكثير من المقالات عن الخط و الزخرفة الإسلامية في الصحف و المجلات إضافة إلى إلقاء المحاضرات في جامعة بغداد و جامعة اكس في فرنسا وكلية اللغات الشرقية بباريس كما قام بجولات فنية في عدد من الدول ، حاز عبد الغني العاني، على جائزة اليونسكو – الشارقة للثقافة العربية لعام 2009، باعتباره من كبار أساتذة فن الخط في العصر الحديث.عبد الكريم بن حسن الرمضان:، المولود في مدينة البصرة عام 1939، حصل على الإجازة في الخط من الخطاط التركي الشهير حامد الآمدي، له مساهمات خطية في الكثير من المعارض الفنية، يعمل رئيسا لقسم الخط العربي والزخرفة، في معهد الفنون الجميلة – البصرة.
صادق بن علي بن جمعة بن محمد الدوري: المولود في ناحية الدور عام 1940، انتقلت عائلته الى بغداد عام 1953تتلمذ على الخطاط هاشم البغدادي،، له آثار راقية على واجهات الجوامع، ومنها الحضرة الكيلانية،اضاءة مشعة تدعم امكاناته الفنية، وكتب الكثير من عنوانات الكتب، رسام وقطاط ماهر بحيث لا يجايره في قط الأقلام أحد من خطاطي بغداد، ومن لطفه وأدبه أنه يدور على أصدقائه الخطاطين ويقط لهم أقلامهم بين حين وآخر، وقد كتب خمس عشرة لوحة فنية بمختلف أنواع الخطوط بتراكيب بديعة.
الحاج محمد حسن البلداوي: من مواليد الكرخ\ الفلاحات عام 1942، وتتلمذ على الخطاط هاشم البغدادي، كان له الدورالكبير والسعي في ولادة جمعية الخطاطين العراقيين عام 1974 بعد وفاة المرحوم (هاشم الخطاط)، وهذه الخطوة كانت ايجابية لجمع الخطاطين في منظمة ترعى حركة الخط العربي مثل بقية المنظمات التي ترعى الاختصاصات العلمية والثقاقية، وكان انبثاقها تحفيزا لولادة حركة فنية واقامة معارض متخصصة في العراق وكان انشاء الجمعية حالة رائدة في المنطقة العربية، وهو الذي صممم شعارها واصبح امينا للسر في الهيئه الادارية، صاحب أُسلوب مميز في كتابة الخطوط الممتزجة بالتشكيل، استاذ في الزخرفة الإسلامية، بارع في خط الديواني الجلي خصوصا، له خبرة حرفية في صناعة الأحبار، كما انه مصور محترف، توفى عام 2005 في بغداد.حسن قاسم حبش البياتي البجلي: المولود في الموصل عام 1944،أختص بكتابة الخط الكوفي وأشتهر بهِ، وتخرج من معهد المعلمين في الموصل عام 1965، وسار على نهج الخطاط يوسف أحمد يوسف المصري في كتاباتهِ، ثم تأثر بكتابات محمد عبد القادر المصري، ومن ثم أوجد لهُ طريقة خاصة سار عليها وذلك بتوحيد الصورة الصحيحة للحرف العربي، وورد ذكرهِ في كتاب مرجع الخطوط العربية لمؤلفه فوزي سالم عفيفي وأعتبر من الخطاطين البارزين في العراق، ودرس الخط والزخرفة في دورة المعلمين والمعلمات وفي معهد تطوير اللغة العربية التابع لوزارة التربية، وعمل في النشاط المدرسي وكان متفرغاً للتأليف والكتابة. ولقد تم تكريمه من رئيس العراق السابق أحمد حسن البكر، وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة، وهو عضو في جمعية التشكيليين العراقيين، ومن آثاره الخطية واجهة جامع حليمة السعدية ببغداد، ومجموعة مؤلفات من كتب وكراريس خطية، طبع قسم منها داخل العراق وقسم آخر خارجه. ، وأقام معرضه الشخصي في الخط العربي عام 1976، وله مخطوطات عديدة.
حسن المسعود: المولود في النجف عام 1944 فنان تشكيلي وخطاط، بدأ مشواره الفني التشكيلي مع الفنان (سعدي الكعبي) ومشواره مع الخط العربي مع عدد من الخطاطين في بغداد، أعقبها بافتتاح مكتب للتخطيط والرسم وسط بغداد، سرعان ما تحول إلى ملتقى للأدباء والفنانين والخطاطين، وفي هذه الفترة، التقى المسعود بالخطاط الرائد (هشام البغدادي). في العام 1969 سافر إلى باريس، وانتسب إلى المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة توجت بحصوله على دبلوم في الفنون، في العام 1980 صدر له كتاب في باريس باللغتين: العربيّة والفرنسيّة، ضمنه خلاصة بحوثه في الجوانب التقانيّة والجمالية والاجتماعية لهذا الفن العربي الخالص، وفي العام 1986 صدر له كتاب ثانٍ حمل عنوان (حسن المسعود الخطاط)، ثم تتالت مساهماته في تخطيط ورسم العديد من الكتب الأدبية الصادرة في باريس، على الرغم من كون أعـمال حسن المسعود آتـية من الخـط العربي، فأنها تـبدوا بمظاهـر تشـكيلية حديثة، وتعكس العصر الذي نـعـيش فيه، تشكيلاته الخطية يـبـنـيها كتـماثـيل عالية في الهواء الطلق، ديناميكيةالحروف في لوحاته مـُسـتـلهمة من الاجواء التي يعـيـشها.الحاج خليل الزهاوي: المولود في مدينة خانقين عام 1946، خطاط وفنان يرجع نسبه إلى عائلة الزهاوي، ويعد الزهاوي أحد أشهر الخطاطين في العالم الإسلامي. يلقب في العراق بشيخ الخط العربي، بدأ مشواره الفني عام 1959، اعتمد على نفسه في ممارسة الخطوط العربية بالاسلوب التشكيلي، برع في الخط الفارسي، وهو الأستاذ المقدم فيه، حصل على إجازة في الخط الفارسي من الخطاط الإيراني الكبير زرين خط عام 1975، صاحب مدرسة في الخط العربي يطلق عليها “مدرسة الزهاوي”، وقيل: إن أي دارس للخط لا بد أن يمر أولا عبر هذه المدرسة. استطاع الزهاوي أن يؤسس لنفسه أسلوبا خاصّا في فن الخط العربي، أدخل فيه الكثير على تشكيلاته، وحررها من الجمود، وجعلها تنطلق نحو الدمج بين الحرف والشكل، وصار أكثر تتوقا إلى إدخال الحرف في أعمال الجرافيك والجداريات، استطاع بجهوده أن يحافظ على روحية وأصالة هذا النوع من الخطوط العربية، وتمكّن من صيانة خط “التعليق” بالعراق من العبث والتحوير، أقام 34 معرضا فنيا كان أولها عام 1965، كان يوجد له جناح خاص في مركز صدام الفني في بغداد تضم ما يناهز ال300 عمل فني لكن هذه الأعمال سرقت خلال فترة الفوضى التي أعقبت احتلال العراق عام 2003، استشهد في شهر ايار من عام 2007، ليضاف إلى الاغتيالات التي طالت العلماء والأطباء والأكاديميين في شتى المجالات.
الدكتور صلاح شيرزاد الكركوكلي: المولود في كركوك عام 1947 من ابوين كرديين، تتلمذ على الخطاط هاشم البغدادي، درس الزخرف على الأُستاذ محمد البلداوي، ذهب في السبعينات الى تركيا وتلقى دورات مكثفة في فنون الخط وابداعاته على يد الخطاط العملاق احمد امدي، كما زامل الخطاط شيخ حسن جلبي، حصل على الدكتوراه في الخط عام 1996 من تركيا، يعيش في الامارات، من آثاره الفنية كتابة بوابة جامع الحيدر خانة الشهير.
سالم عبدالهادي الزبيدي : المولود في مدينة الموصل عام 1948، تخرج من معهد المعلمين بدرجة دبلوم عام 1969، درس الخط ولأول مرة بصورة سليمة على يد باسم ذنون عام 1973، قام بتدريس كثير من الطلبة وأعضاء الهيئات التعليمية والتدريسية من خلال دورات الخط العربي، شارك في معظم المعارض الفنية المحلية والقطرية لوزارة التربية وجمعية التراث العربي، يمتلك إبداعاً فنياً متميزاً حيث إنه استطاع الخطاط أن يمنح خبرته في هذا الفن إلى كثير من الناس الذين درسوا عليه، ويمارس كتابة التكوينات المعقدة بإتقان وخاصة التكوينات الدائرية والكمثرية والمتقابلة، كما أنه يمتلك ذهنية مبدعه في الوصول إلى حالة التبسيط في تعليم الخطوط العربية.جاسم بن حمود بن حسين النجفي: المولود في النجف الأشرف عام 1950، اعتمد على نفسه في تعلم الخط، حصل على شهادة في الخط من كبار خطاطي تركيا، أمثال داود بكتاش، يتميز بالسرعة والإتقان في الخط، له آثار رائعة في المشهد الحيدري.
الدكتور روضان بهية: المولود عام 1952، تتلمذ على الدكتور سلمان إبراهيم، وحصل على الإجازة في الخط من الحاج مهدي الجبوري، نال شهادة الدكتوراه في التصميم من كلية الفنون الجميلة سنة 1976،
وحازم عزو العلاف والشيخ الراحل علي الراوي وعبدالباري محمد سلو وعمار عبدالغني ومروان حربي ثم اياد الحسيني وزكريا عبدالقادر وعلي الفخري وخليل إسماعيل وأكرم ذنون وعلي حسان ومحمد عبدالمطلب وشهاب الكعبيطه ثابت الهيتي: المولود في بغداد، برزت موهبته منذ كان عمره اربع عشر سنة، وبدأها مع كراسة الخطاط العبقري هاشم الخطاط، مهندس معماري، تعرفت على موهبته عندما جاء مع والده الدكتور المعروف الصديق ثابت الهيتي الذي عمل لمدة سنتين كخبير للطب الاشعاعي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، لمست بعض من بداية ابداعاته عام 1985-1986، احتل هذا المهندس المعماري مكانته منذ التسعينيات بين بغداد وعمان ولندن وفيينا والإمارات العربية، وعُرف خطاطاً منذ عام 1980، تتلمذ الهيتي على يد عباس البغدادي وأطلق عليه هذا الأخير لقب «سفير الخط» كنوع من الإعجاب بطريقته ونهجه الجميل في التمسك بحذافير وأسرار مدرسة الخط العربي البغدادية، وقد حاز عام 2004 إجازة من عباس البغدادي رئيس جمعية الخطّاطين العراقيين حين ذاك، ليكون خلفه في هذا الفن الذي يتبع مدرسة الخط العربي البغدادية، لوحاته اشتركت بنجاح لمستقبل واعد في معارض لندن وفيينا والامارات.
لوحاته تبرز الجانب الروحاني للكلمة والحرف العربي من خلال الآيات القرآنية، وأقوال الرسول الكريم التي يقدمها بخطوط الثلث والنسخ والديواني، كما له لمسة رائعة في اظهار أشعار العرب، كأشعار الجواهري والمتنبي والحلاج والأخطل الصغير ونزار قباني والسياب، وبعض عبارات الحكمة التي أعطت الحرف مزيداً من التوهج.كما برز آخرون كخطاطي هذا الفن الجميل وهم: حازم عزو العلاف والشيخ الراحل علي الراوي وعبدالباري محمد سلو وعمار عبدالغني ومروان حربي ثم اياد الحسيني وزكريا عبدالقادر وعلي الفخري وخليل إسماعيل وأكرم ذنون وعلي حسان ومحمد عبدالمطلب وشهاب الكعبي ومصعب شامل الدوري، وهناك الكثير لم نستطع ان نذكرهم وهو موزعون في مشارق الارض ومغاربها، الذين امتلكوا براعة الخط العربي وجمالياته.
الخط العربي فن وإبداع وهو واحد من أجمل خطوط اللغة في العالم وذلك لطواعيته ومرونته ولانه يملك ميزة لا تملك معظم حروف اللغات الاخرى وهي إتصالها ببعض، ما يعني أن هامش الإبداع كبير جد، وظلت مكانته محفوظة، فحين تقف أمام عمل لخطاط عربي مبدع حينها ستختبر مشاعر لعلك لم تختبرها من قبل.. فتلك الحروف تختزن جماليات فريدة من نوعها وفرادة وتعقيدات وبساطة في الوقت عينه، ان هؤلاء الخطاطين الأفذاذ وغيرهم من الخطاطين اللذين برزوا منذ بداية العصر العباسي والى اليوم، قد تركوا بصماتهم على فن الخط العربي وطوروه، وقد أثرت ثمرات جهدهم وإبداعهم على خطاطين معاصرين جدد في العراق، فإنه باق حتى لو حاولت أكثر القوى ظلامية النيل من ثقافة العراق وتراثه، لأنه يمتلك ما يكفي من عوامل القوة الإيجابية الكفيلة لأعادة الحياة فيه، فالفن لا يموت، ومن الله التوفيق
سرور ميرزا محمود.