“بريد الليل” يحمل لهدى بركات جائزة البوكر
فازت الروائية اللبنانية هدى بركات بـ”الجائزة العالمية للرواية العربية” (البوكر العربية 2019)، في دورتها الثانية عشرة، عن روايتها “بريد الليل”، التي أعلنت عنها لجنة الجائزة في حفل أقيم في أبوظبي عشيّة افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين.
اقرأ أيضاً: “بأي ذنب رحلت” للمعزوز بالقائمة الطويلة للبوكر: إعادة الرواية العربية إلى أفق الفلسفة
وقال الناقد المغربي، شرف الدين ماجدولين، رئيس لجنة التحكيم “تعبر رواية “بريد الليل” عن تجربة في الكتابة الروائية شديدة الخصوصية بتكثيفها واقتصادها اللغوي وبنائها السردي وقدرتها على تصوير العمق الإنساني، ويتمثل تحدّيها الكبير بأنّها استخدمت وسائل روائية شائعة وأفلحت في أن تبدع داخلها وأن تقنع القارئ بها”.
وقالت بركات عقب إعلان النتيجة “سعيدة جداً بهذه الجائزة لأنّ الجائزة التي أنالها عن رواية كتبتها باللغة العربية تعادل ربما كل ما قد يقدمه العالم لي من اعتبارات أو جوائز أو تقدير”.
وكانت الأسماء الأخرى التي تنافست على الجائزة الأولى هي: الأردنية كفى الزعبي “شمس بيضاء باردة”، والسورية شهلا العجيلي “صيف مع العدو”، والمصري عادل عصمت “الوصايا”، والعراقية إنعام كجه جي “النبيذة”، والمغربي محمد المعزوز “بأي ذنب رحلت؟”.
اقرأ أيضاً: البريطانية آنا بيرنز تفوز بجائزة مان بوكر المرموقة عن روايتها “بائع الحليب”
وتشارك الكاتبة اللبنانية مع زملائها الذين وصلوا إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية هذا العام في ندوة خاصة تقام لهم اليوم بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب.
والجائزة التي تأسست في 2007 هي الأبرز والأعلى قيمة عربياً بمجال الرواية؛ إذ تحصل كل رواية من الروايات الست التي تصل إلى القائمة النهائية على عشرة آلاف دولار بينما تحصل الرواية الفائزة على 50 ألفاً إضافية مع ترجمتها للغة الإنجليزية.
ولدت بركات في بيروت عام 1952 وعملت في التدريس والصحافة وتعيش حالياً في باريس؛ حيث أصدرت ست روايات ومسرحيتين ومجموعة قصصية، كما شاركت في كتب جماعية باللغة الفرنسية، وتُرجمت أعمالها إلى لغات عديدة.
حصلت بركات خلال مشوارها الأدبي على “جائزة نجيب محفوظ”، التي تمنحها “الجامعة الأمريكية في مصر”، عن روايتها “حارث المياه”، ووصلت روايتها “ملكوت هذه الأرض” إلى القائمة الطويلة في “جائزة البوكر العربية” عام 2013، كما وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة “مان بوكر العالمية” عام 2015، وكرمت من قبل فرنسا مرتين، وحصلت على “جائزة سلطان العويس الأدبية” عام 2017.
بشر هاربون من مصائرهم
إنّ “بريد الليل” هي رواية تدور حول بشر هاربين من مصائرهم، وقد أصبح الصمت والعزلة والكآبة والاضطراب كونهم الجديد، فهي رواية “إنسانية توازن بين جدة التكنيك وجمال الأسلوب وراهنية الموضوع الذي تعالجه”.
ولدت بركات في بيروت عام 1952 وعملت في التدريس والصحافة وتعيش حالياً في باريس
رغم أن لا تحديد للمكان في “بريد الليل”، إلا أنّ لبنان حاضر في الرواية في كل تفاصيلها، في ضياع شخصياتها، في آلامهم وتمزقاتهم. وعبر 5 رسائل يكتبها أصحابها بما يشبه الفضفضة، لا يعرف القارئ إن كانت مصارحة أو هذياناً، كذباً أو خبثاً، اعترافات أم مجرد كلام لا يراد منه أن يصل إلى المخاطب.
كل رسالة لها نكهتها وأسلوبها وروحها الخاصة، والبوسطجي هذا الذي لن يوصل الرسائل التي كتبت، وليس موجوداً أصلاً، ليس حضوره تقنياً، كما فهم البعض، “هو وجود له رمزيته، لأن دوره الوجودي برمته قد انتهى، ولم يعد له من وظيفة فعلية لتأمين التواصل بين الناس”؛ فالرسالة أصبحت “رمزاً لتواصل قد انقطع”، وفق قول بركات في مقالة أجريت معها بصحيفة “الشرق الأوسط”.