“نزار الأسود”: إذا أحببتها فافعل شيئاً لأجلها
الجمعة 11 نيسان 2014
هو المعلم والأديب والباحث الذي نشط بجمع الأدب والحفاظ على معلوماته من الضياع، سمي الأب الروحي لتراث “دمشق” الأصيل، إنه “نزار الأسود” ابن حارة “السمانة” في “دمشق”.
الأستاذ “رائد حامد” مدير تحرير مجلة “المعلم العربي” تحدث عن جيرته: «ربطته مع “المعلم العربي” سنوات من علاقة الجيرة والود المتصل، كان يواظب على زيارتنا، وكثيراً ما كان يحمل أوراقاً بين يديه هي جزء من مشاريع كتابة قادمة، أو كتاب قادم ليفتح باباً لحوارٍ ممتع حول قضايا التراث والتاريخ العربي، بهدوئه المعتاد وصوته الخفيض الذي أتعبته السنون كان يتحدث بانفعال رزين عن همومه في جمع التراث الشعبي لمدينته “دمشق” التي أحبها فأحبته، وكشفت له عن مكنونات مخزونها من المرويات الشفهية والحكايات ومنوعات الفلكلور، كان في نبرة حديثه إخلاص لموضوعه وارتباط وجداني، هو بعض من طبيعة ذلك المعلم المربي، الذي تمثله والذي يعشق التاريخ بوصفه قطعة من ذاته وماضيه، أغمض عينيه تاركاً مخطوطات ثمينة لم تر النور بعد، ولا تقل أهمية عما قدمه منها مطبوعاً عبر العقود الماضية، موضوعها أسرار مكنونة من تاريخ “دمشق” وتراثها، راسماً لنفسه في عيون الذين عرفوه وقرؤوا ما كتب واحداً من حراس الذاكرة التي لا تخبو».
مدونة وطن “eSyria” التقت بتاريخ 26 آذار 2014 الباحث “ممدوح حبق”، فتحدث عنه بالقول: «ولد المعلم الكاتب والباحث “نزار الأسود” عام 1936م بحارة “السمانة” بـ”دمشق”، جمع الثقافة وعشق الوطن، والده المربي “محمد عربي الأسود” والدته السيدة “عائشة شخاشيرو”، أحب التراث الشعبي وعمل على جمعه من مختلف المدن السورية، وقد بدأ عمله هذا منذ السبعينيات وشملت دراساته العادات والتقاليد السائدة في المجتمع الشامي من مأكل وملبس، ومأثورات شعبية وأدب شعبي، تحدث عن كيفية اللقاء بين العائلات وتقاليد الزواج والوفاة والعمل في البيت الشامي، كما جمع الزغاريد
والأمثال لكافة المناسبات والأوقات من أكثر محافظات القطر، اهتم بالحكايات المروية للأطفال وهي القصص التي كانت تهدئهم حتى يناموا، أو كانت تروى لهم، وقد أنشأ مجموعات قصصية لهم مستمدة من كتبه التي كانت للكبار، هدفه أخذ العبرة والتربية وتعلم القراءة وجماليات الزخرفة والتلوين».
ويتابع مبحراً في تآليفه ومدوناته: «لم يقتصر جهد “نزار الأسود” على المأثورات والأدب الشعبي، بل عمل على جمع الحكايات الشعبية جمعاً ميدانياً ومشافهة من ألسن المعمرين والناس ذوي المعرفة، وقام بترتيبها حسب أحياء مدينة “دمشق”، وبحسب زمن الرواة، وقام أيضاً بجمع حكايات البادية السورية، وحكايات الأمثال الشعبية، والمرأة الشامية، والفن الشعبي، والعادات والتقاليد للكبار والصغار، وحكايات الأمثال الشعبية المتداولة في بلاد الشام: “سورية، لبنان، الأردن، فلسطين”، التي تلبس ثوب البيئة التي تصدر منها، إضافة إلى جمعه الأمثال الشعبية الشامية من التراث الشعبي الشامي، حيث قام بدراستها ليّعرف الناس بأهمية هذه الأمثال؛ فهي كنوز تراثية من حيث اللغة والشخصيات التي ترسم تاريخ وبيئة مجتمع خلال حقبة معينة، مركزاً في دراسته على الحياة اليومية وجمال الأسرة، وألعاب الأطفال ورواة السهرة والشعر الشعبي والأكلات الشامية في المناسبات، كما كانت له كتاباته المسرحية العديدة التي لم يتح لها التسجيل إضافة إلى العديد من أعمال الدراما الإذاعية لعدد من المسلسلات مثل “حب وغربة”، كما كان للوصف مكانة في كتاباته حيث نظرته الثاقبة إلى العديد من الأمور؛ التي شملت الأسواق، والمساجد، والمكتبات، والحكواتي، وكركوز وعيواظ في مدينة “دمشق”».
وعن أهم مؤلفاته والكتب التي أصدرها يقول: «أصدر الباحث “نزار الأسود” العديد من الكتب أهمها: “الحكايات الشعبية الشامية، حكايات الأمثال
الشعبية، الأمثال الشعبية الشامية”، ومجموعات للأطفال هي: “البنات الثلاث، المليح والرديء، جرة الذهب، طاع أمه”، وغيرها، وكذلك “العشرة المبشرون بالجنة”، ومجموعة العلماء تحدث فيها عن أعمدة الحضارة العربية “ابن سينا، ابن زهر، ابن النفيس، ابن الهيثم”، وغيرهم، إضافة إلى تهذيب السيرة النبوية “ابن هشام” وهي عمل للبالغين، والإمام “أبو حامد الغزالي”، “كريكوز بلاد الشام”، “حسن الخراط”، وهناك مخطوطات لم تر النور منها: مخطوط “الشيخ كامل القصاب، الثورة السورية” الذي جمعه من أفراد الثورة السورية شفهياً ووثقه كتابياً ولم يصدر، و”تاريخ دمشق 1875- 1945م”، وهو توثيق للحياة اليومية ومجرياتها في “دمشق” ضمن هذه الحقبة».
عن علاقته مع أهله وعائلته يضيف: «ربطته مع أبيه المربي “محمد عرابي الأسود” علاقة وطيدة عنوانها الاحترام، فقد كان يقوم بزيارته أسبوعياً يوم الثلاثاء بعد خروجه من عمله ليستمع إلى نصائحه، حيث لم يرفض له طلباً طوال حياته، كما ربطته مع زوجته السيدة “هداية صبري” علاقة صداقة واحترام، وساد عائلته المكونة من: “شذا، وائل، لؤي، أحمد” علاقة المحبة والتفاهم، وكان العلم والثقافة عنوان هذه الأسرة».
وعن العلاقة مع أولاده يقول ابنه السيد “وائل” وهو يحمل ماجستير في اللغة الإنكليزية: «بذل والدي الجهد والوقت الأكبر من حياته لتعليمنا ومداعبتنا، وكان يصحبنا بجولاته في أحياء مدينة “دمشق القديمة” وبالأخص أنا، كان يحب أن يطلعنا على اهتماماته وحبه للآثار والأسواق القديمة وللمساجد، موضحاً لنا أن هذه الخانات والأزقة والأماكن سجلّ “دمشق”، وتحكي حكايات الأهل والأصدقاء».
* يذكر أن للكاتب والباحث “نزار الأسود” العديد من الكتابات في الصحف والمجلات المحلية والعربية، درّس في معظم مدارس
“دمشق”، إضافة إلى تدريسه اللغة العربية لعدد من الشخصيات الدبلوماسية، اعتمدت مؤلفاته مراجعاً للتدريس في المدرسة العربية لتدريس اللغة العربية، عضو اتحاد الكتاب العرب، عضو جمعية “أصدقاء دمشق”، عضو الهيئة التعليمية في وزارة التربية، كان معظم أصدقائه من المدرسين الذين يلتقيهم أسبوعياً للتسلية والتشاور.
توفي بتاريخ 29 كانون الأول 2011، وقيل بعد وفاته: توفي الأب الروحي لـ”دمشق” والبوابة الثامنة لها. وقد أوصى ابنه “وائل” أن يكتب على قبره: “هنا يرقد حبيب دمشق نزار الأسود يا واقفاً أمامي إذا كنت تحب دمشق؛ فافعل شيئاً ما من أجلها”.
تحسين صباغ هنا مع معاذ برغلي
شخصيــات من بــلدي
.
الشخصيـــة الســـادســة والثلاثـــون
الأب الروحي لتراث “دمشق المعلم والأديب والباحث
نزار الأسود
هو المعلم والأديب والباحث الذي نشط بجمع الأدب والحفاظ على معلوماته من الضياع، سمي الأب الروحي لتراث “دمشق” الأصيل، إنه “نزار الأسود” ابن حارة “السمانة” في “دمشق”.
بهدوئه المعتاد وصوته الخفيض الذي أتعبته السنون كان يتحدث بانفعال رزين عن همومه في جمع التراث الشعبي لمدينته “دمشق” التي أحبها فأحبته، وكشفت له عن مكنونات مخزونها من المرويات الشفهية والحكايات ومنوعات الفلكلور، كان في نبرة حديثه إخلاص لموضوعه وارتباط وجداني، هو بعض من طبيعة ذلك المعلم المربي، الذي تمثله والذي يعشق التاريخ بوصفه قطعة من ذاته وماضيه، أغمض عينيه تاركاً مخطوطات ثمينة لم تر النور بعد، ولا تقل أهمية عما قدمه منها مطبوعاً عبر العقود الماضية، موضوعها أسرار مكنونة من تاريخ “دمشق” وتراثها، راسماً لنفسه في عيون الذين عرفوه وقرؤوا ما كتب واحداً من حراس الذاكرة التي لا تخبو».
وقد بدأ عمله هذا منذ السبعينيات وشملت دراساته العادات والتقاليد السائدة في المجتمع الشامي من مأكل وملبس، ومأثورات شعبية وأدب شعبي، تحدث عن كيفية اللقاء بين العائلات وتقاليد الزواج والوفاة والعمل في البيت الشامي، كما جمع الزغاريد والأمثال لكافة المناسبات والأوقات من أكثر محافظات القطر، اهتم بالحكايات المروية للأطفال وهي القصص التي كانت تهدئهم حتى يناموا، أو كانت تروى لهم، وقد أنشأ مجموعات قصصية لهم مستمدة من كتبه التي كانت للكبار، هدفه أخذ العبرة والتربية وتعلم القراءة وجماليات الزخرفة والتلوين
لم يقتصر جهد “نزار الأسود” على المأثورات والأدب الشعبي، بل عمل على جمع الحكايات الشعبية جمعاً ميدانياً ومشافهة من ألسن المعمرين والناس ذوي المعرفة، وقام بترتيبها حسب أحياء مدينة “دمشق”، وبحسب زمن الرواة، وقام أيضاً بجمع حكايات البادية السورية، وحكايات الأمثال الشعبية، والمرأة الشامية، والفن الشعبي، والعادات والتقاليد للكبار والصغار، وحكايات الأمثال الشعبية المتداولة في بلاد الشام: “سورية، لبنان، الأردن، فلسطين”، إضافة إلى جمعه الأمثال الشعبية الشامية من التراث الشعبي الشامي، حيث قام بدراستها ليّعرف الناس بأهمية هذه الأمثال؛ فهي كنوز تراثية من حيث اللغة والشخصيات التي ترسم تاريخ وبيئة مجتمع خلال حقبة معينة، مركزاً في دراسته على الحياة اليومية وجمال الأسرة، وألعاب الأطفال ورواة السهرة والشعر الشعبي والأكلات الشامية في المناسبات، كما كانت له كتاباته المسرحية العديدة التي لم يتح لها التسجيل إضافة إلى العديد من أعمال الدراما الإذاعية لعدد من المسلسلات مثل “حب وغربة”، كما كان للوصف مكانة في كتاباته حيث نظرته الثاقبة إلى العديد من الأمور؛ التي شملت الأسواق، والمساجد، والمكتبات، والحكواتي، وكركوز وعيواظ في مدينة “دمشق”».
أصدر الباحث “نزار الأسود” العديد من الكتب أهمها: “الحكايات الشعبية الشامية، حكايات الأمثال الشعبية، الأمثال الشعبية الشامية”، ومجموعات للأطفال هي: “البنات الثلاث، المليح والرديء، جرة الذهب، طاع أمه”، وغيرها، وكذلك “العشرة المبشرون بالجنة”، ومجموعة العلماء تحدث فيها عن أعمدة الحضارة العربية “ابن سينا، ابن زهر، ابن النفيس، ابن الهيثم”، وغيرهم، إضافة إلى تهذيب السيرة النبوية “ابن هشام” وهي عمل للبالغين، والإمام “أبو حامد الغزالي”، “كريكوز بلاد الشام”، “حسن الخراط”، وهناك مخطوطات لم تر النور منها: مخطوط “الشيخ كامل القصاب، الثورة السورية” الذي جمعه من أفراد الثورة السورية شفهياً ووثقه كتابياً ولم يصدر، و”تاريخ دمشق 1875- 1945م”، وهو توثيق للحياة اليومية ومجرياتها في “دمشق” ضمن هذه الحقبة».
توفي بتاريخ 29 كانون الأول 2011، وقيل بعد وفاته: توفي الأب الروحي لـ”دمشق” والبوابة الثامنة لها. وقد أوصى ابنه “وائل” أن يكتب على قبره: “هنا يرقد حبيب دمشق نزار الأسود يا واقفاً أمامي إذا كنت تحب دمشق؛ فافعل شيئاً ما من أجلها”.
منقول من صفحة شام شريف Ghada Dabbour
-
تم الرد بواسطة Fareed Zaffour
-
عماد الأرمشي رحمه الله و أحسن مثواه … لقد اغنى التراث الشامي بالكتير الكثير من المعلومات و الأدلة
-
-
عماد الأرمشي سلمت بداك اخي تحسين .. فأنت خير مؤتمن على سرد تاريخ هذه الشخصيات .. و لك الثواب على هذا العطاء
-
-
محمد البخاري رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
-
-
Fareed Zaffour مجلة المفتاح :
المعلم والأديب والباحث “نزار الأسود” ابن حارة “السمانة” المسمى الأب الروحي لتراث “دمشق” الأصيل .. والبوابة الثامنة لها – إعداد الأستاذ : تحسين صباغ ..
http://www.almooftah.com/?p=12593
موقع ومنتديات المفتاح :
http://www.almooftah.com/vb/showthread.php?p=294991…
المعلم والأديب والباحث “نزار الأسود” ابن حارة “السمانة” المسمى الأب الروحي لتراث “دمشق” الأصيل…