Fareed Zaffour
البقاء والدوام لله
الفنان الليبي علي الوكوك فى ذمة الله
انا لله وانا اليه راجعون
علي الوكواك نحات تشكيلي ليبي اشتهر بنحت لحاء النخيل أو ما يعرف بـ«الكرناف» وتجسيمه بإبداع، وأخيرًا انهمك في ابتكار أعمال ضخمة من بقايا ومخلفات الحرب في ليبيا.
حيث الصواريخ والقنابل والرصاص والخوذات البالية تتشكل في أكثر من 700 منحوتة يفوق طول بعضها 18 مترًا، ولم يكن بمقدور المخيلة تقدير جمال تلك الأعمال دون النظر إليها.
يبتعد الوكواك كثيرًا عن فن النقش على المعادن أحد الفنون العربية التي تجذب الغرب، لكن إعادة تدوير المخلفات الحربية وتحويلها إلى إبداع تقرب تجربته من التجارب العالمية التي طورت فن النحت بعد الحرب العالمية الثانية.
عندما كان فن النحت من أكثر الفنون استغلالاً لمادة المعدن والتي صنفت من فنون ما بعد الحداثة،
وهي تجارب مهدت للتعامل مع هذه الخامة القاسية بعض الشيء من حيث التفكيك والتركيب والقطع والإكساء واللحم، مقتربين من دلالات الخامة وخواصها.
ولقراءة أعمال الوكواك بدقة نحتاج إلى أسس مفاهيمية حديثة لفهم علاقة الصلابة التي تميز المعدن والخشونة في ملمس الصدأ والمشهد الإبداعي بين الإنساني واللاإنساني في استخدام تلك الأدوات الحربية.
لا نعلم ما إذا كان الوكواك يقصد ما وصلنا من دلالات تعبيرية في استخدامه هذه الخامات، إلا أنه نحات ذو خبرة فطرية، وصفها الفنان التشكيلي الأميركي بول جاكسون بولوك من خلال تجربته النحتية فيقول: «حين أكون في نحتي فأنا لا أعي ما أنا فاعل، مع ذلك فهناك تشعب وشيوع للأساليب، واستثمار للابتكارات، وتجارب متواصلة مع مواد جديدة».
النص منقول من «بوابة الوسط» لينا العماري | الأربعاء 22 أكتوبر 2014,