د. أحمد بوزيد يكتب عن اللقاء المفتوح مع الحسن الگامح بأيت ملول
تقاطعات الشعر و الفوتوغرافيا و التجربة الشعرية للحسن الكامح في ضيافة النادي الثقافي بمؤسسة الخليل بأيت ملول “
نظم النادي الثقافي بمؤسسة الخليل ابن أحمد بمدينة أيت ملول أكادير صباح يوم السبت 27 دجنبر 2019 نشاطا ثقافيا متعلقا بورشة الكتابة الشعرية في لقاء مفتوح مع الشاعر المغربي الحسن الكامح ، الشاعر الذي زاوج بين كتابة الشعر و عوالم الهندسة و صاحب مجموعة من المبادرات الثقافية بمدينة أكادير ، و قد أتى هذا النشاط في إطار الدينامية التربوية و الثقافية التي تعرفها المؤسسة وفي إطار انفتاح إعدادية الخليل على المشهد الثقافي المغربي و بناء الجسور الخلاقة بين المدرسة و المحيط، و إيمان ناديها الثقافي بالأهمية الكبرى لورشات الكتابة في حياة المتعلمين و المتعلمات وفي مسارهم الدراسي لأنها تسمح لهم بصقل مواهبهم والتعرف على تقنيات الكتابة الابداعية لكونها ٱلية لنقل التجربة الإنسانية في مختلف تمظهراتها. كما تكمن أهميتها في أنها تختصر سبل التعلم لدى الراغبين والراغبات في الانتساب إلى المشهد الأدبي و ذلك لأنها تمنحهم طرقا مختصرة نتجت عن تراكمات فكرية وممارسات يومية لكتاب مكرسين و معروفين.
وهي أيضا حيز للمتعلمين و المتعلمات لتبادل الأفكار والتعلم المتبادل بين الطلبة الدارسين للكتابة الإبداعية وبين كتاب و شعراء معروفين و ذلك عبر المراجعة والتعليق على نتاجات المتعلمين و اقتراح طرق لتحسين النصوص المكتوبة في الورشة و اقتراح منافذ من مجلات و جرائد و انطولوجيات لنشر ما تم إنتاجه من نصوص في ورشة الكتابة الإبداعية، كما شكل هذا النشاط كوة لتنمية المهارات الصفية كمهارة التقرير و ذلك بإنجاز تقارير من قبل المشاركين في هذا الحدث الثقافي و تنمية حسهم الإعلامي باعتبار الإعلام الثقافي مسالك من مسالك لقاء الشعر بعموم القراء .
و قد تم افتتاح اللقاء بتقديم الشاعر حسن الكامح للناشئة من قبل الأستاذ أحمد بوزيد أستاذ اللغة العربية بالمؤسسة ، الذي قدم أعمال الشاعر و نبذة شخصية عنه ، و بعدها قدم الشاعر حسن الكامح معالم عامة عن الكتابة الشعرية و استفاض في بسط بعض التقنيات الضرورية و المقومات الأساس لكتابة الشعر و انتهى ذلك كله بإنتاج نص شعري بشكل جماعي و إنتاج نصوص فردية من قبل التلاميذ و قراءتها أمام الحضور و تتويج النصوص المتألقة و منح أصحابها جوائز رمزية عبارة عن دواوين للشاعر ، و استمرارا لعتبات البرنامج قرأ الشاعر حسن الكامح بعض نصوصه للناشئة من عمله ” أكادير …أكادير” الذي ألفه بمعية الفوتوغرافي يونس العلوي و هو عبارة عن تقاطعات بين الشعر و الفوتوغرافيا ، بين بهجة الكتابة و غواية الصورة كما قام بتوقيع أعماله أمام متعلمين متعطشين لنبل الشعر .
نشاط تربوي عبر فيه المتعلمون بمؤسستنا عن قدراتهم الإبداعية وعن إمكاناتهم الفكرية في حوارات تروم مراكمة المعرفة عن الأدب و عن قضايا الكتابة .
وقد سعد النادي بالحضور المتوهج للأستاذ الحسين زكورا أستاذ اللغة الفرنسية بالإعدادية الذي أكرم وفادة شاعرنا بمنحه عمله ” روائع مجموعة ازنزارن ” كعربون محبة و كهدية رمزية .
إن المشهد التربوي إلى الاستفادة من تجربة الورشات بوصفها تجربة مائزة و نوعية في مجال الكتابة الابداعية. فمعظم الروائيين والشعراء و الكتاب الصحفيين و كتاب النثر الذين تتداول اسماؤهم على الساحة العالمية الٱن بشكل عام سبق و أن درسوا على يد مجموعة من الكتاب المكرسين و المرموقين و الذين في الحقيقة لم يكونوا يشتغلون كأساتذة جامعيين بل يتم استدعاؤهم بعد تحقيقهم للشهرة للتدريس بأقسام الادب و الفنون و الفنون الأدائية . وهي تجربة ارتأت مكونات النادي الثقافي إدماجها في برنامجها السنوي وذلك باستدعاء كتاب مرموقين ليتقاسموا تجربتهم مع ناشئة متطلعة إلى الإسهام في إغناء الإبداع التلاميذي وموقع الأدب في المدرسة المغربية .
آيت ملول أكادير: 27 دجنبر 2019
أحمد بوزيد