Saad Hashmi | HIPA‏

فوتوغرافيا 

صورتي أجمل بكثير من صورتك !

مجتمعات الفنانين والمبدعين عموماً هي من المجتمعات النَشِطَة من حيث التفاعل خارجياً مع كل مستجدات الحياة مهما بَدَت عاديةً لغيرهم، والتفاعل داخلياً مع المُكوِّن الرئيسيّ لها، المبدعون والمبتكرون ذوي الحسِّ الفنيّ العالي والثراء المعرفيّ والإنتاج المتميّز سواءً كان غزيراً مُتدفِّقاً أم انتقائياً مُنضوياً تحت راية المزاجية.

التفاعل الداخليّ البشريّ في مجتمعات الفنانين، يكتظُّ بصورةٍ شبه يومية بعمليات التقييم الفنية، المبسّطة السطحية السريعة، وأيضاً العميقة التحليلية، وبين هذه وتلك تتطاير الآراء وتصطدم وجهات النظر ويدُبُّ الخلاف بين المتحاورين، وجميعهم يملكون الأدوات الفنية والعناصر المتكاملة التي تُعزِّز فكرتهم وتمنحها مصداقيةً عالية. في الحقيقة أن الكثير من المصورين اكتسبوا خبرةً وثقافةً ومعرفةً واسعة من هذا النوع من النقاشات، والبعض منهم اعترف صراحةً بأنه مدينٌ لها بسِعةِ أُفُقِه وتوسُّعِ مداركه وإنضاجِ علاقته بذوقه الخاص.

في الجانب الآخر من المشهد، نجدُ نسبةً من المصورين تحاول دوماً اجتذاب التصنيف الجَمَاليّ لطرفها، وبذل مجهوداتٍ كبيرة في محاولات احتكار الذوق البصريّ الرفيع لصالحها، وكأنها براءة اختراعٍ قابلةٌ للتملُّك ! التوصيفُ أمرٌ مشروع لكل مصور ٍمهما كانت خبرته وإبداعه وإنجازاته، لكن التصنيف الجَمَاليّ المحسوم هو قرارٌ غير موجود ! وما هو غير موجود لا يحق لأحدٍ امتلاكه ! إبداء الرأي حقٌ ممنوحٌ للجميع مع أفضليةٍ مُستحقة لمن يحاولون تضمين الدعم والتشجيع والتحفيز فيه، خاصة للهواة والمبتدئين ! فهذا السلوك محمودٌ وفق نتائجه، أما الانتقادُ المُبكِّر فهو مذمومٌ وفق نفس المنطق.

عندما تُصنِّفُ صورةً ما بقولك (إنها لا تَمُتُّ للجَمَال بصلة) فقد ارتكبتَ خطأً جسيماً، لقد احتكرتَ ما لا تملكه ! الجَمَالُ مساحةٌ حرّة لا حكم نهائيّ فيها .. ولو كان ذلك، لانتهى الإبداع البشريّ منذ زمن .. وكانت الألوان اختُصِرت في لونٍ واحدٍ يعتبره الجميع مُجبَرين “جميلاً”.

فلاش

صورتي وصورتك .. معاً .. يُثريان الجَمَال أكثر

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

www.hipa.ae

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.