السايبورغ الرقمي في السينما
إن فن السينما، كان سباقا ولما يزل ومستقبلا، في تحقيق هذه الفرضيات والتنبوءات العلمية المستقبلية الأمر الذي يدعونا لقول حقيقة مفادها، برغم إن هذه التجارب السينمائية تجارب افتراضية قد لا يتحقق الكثير منها في الواقع بذات الأشكال والمبالغات الفنية المطلوبة سينمائيا، لكنها امتلكت مسوغات الإقناع الفني على المتلقين، لماذا؟ لأنها استندت على مرجعيات وفرضيات وتنبوءات علمية من شأنها أن تكون ذات يوم من بداهات الواقع، وليس من أحلامه أو مثالياته. ولقد سبقتها في ذلك أفلام الخيال العلمي كثيرا في تحقق ما كان حلما أو مجرد خيال.
وقبل البدء بتحليل فيلم “النمر الأسود” من إخراج ريان كوجلي 2018 على وفق هذه الفرضيات، لا بد من المرور على بعض الأفلام السينمائية المهة التي تصدر أبطالها (السايبورغيون) عناوينها وأحداثها، بتنوعها بين لأفلام الكارتون للصغار وسينما الكبار: 1 – فيلم “السايبورغ فرانكي” وهو مشهور من أفلام كارتون 2- فيلم “السايبورغ فاندام” 3- فيلم “حرب النجوم” وفيه شخصية “دارث فيدر” يرتدي القناع والزي الأسود وهو من الشخصيات الشريرة في الفيلم 4- فيلم “سبايدرمان” في جزئه الثاني الذي يتحدث عن شخصية الدكتور اكتوبوس العالم العبقري المجنون، صناعة برامج إلكترونية بظهره تتصل بجهازه العصبي فيصبحان حالة واحدة 5- فيلم “جنود السايبورغ”، وهو سلسلة مانغا يابانية تاليف شوتارو ايشينوف تتحدث عن فتى ياباني اسمه “سايبورغ”، وهو أحد الأحداث الجانحين التي تقوم منظمة اسمها “منظمة الشبح الأسود” باختطافه 6- فيلم “سايبورغ 2” وهو من أفلام الأكشن تم إنتاجه في الولايات المتحدة عام 1993 من إخراج مايكل شرودر، بطولة انجلينا جولي وجاك بالانس . 7- فيلم “روبكوب” الشهير وهو يتحدث عن الشرطي المميز الذي تتعرض ساقه لإصابة بليغة ليتحول إلى شرطي آلي بعد ذلك بعد دمج أجزاء آلية في جسده .8- فيلم “افاتار” الشهير الذي خضعت أغلب شخصياته الافتراضية لعمليات سايبورغية بامتياز وحققت أيضا مسوغات نجاحها الافتراضية بحكم طبيعة أحداث وبيئة الفيلم المتحولة والساحرة حقا. وأيضا ممكن إضافة بعض أفلام من الخيال العلمي مثل: “فيلم بليد رينر” وهو أميركي إنتاج عام 1982 إخراج ريدلي سكوت يقوم فيه شرطي في مدينة لوس انجلوس في العام 2019 بالبحث عن مجموعة من الآلات تشبه البشر تماما وملاحقتها وقتلها، وفيلم آخر عنوانه “ترومان شو” كوميدي ساخر إنتاج 1998 من إخراج بيتر ويار تجري فيه متابعة حياة شخص لا يشعر في البداية بأنه يعلم أنه يعيش في عالم افتراضي من عوالم تلفاز الواقع، وبعد ارتيابه في ذلك الأمر يبدأ رحلة في محاولة اكتشاف الحقيقة حول حياته وهذه الأخيرة بحسب إشارة سايمون ديورنغ في كتابه “الدراسات الثقافية مقدمة نقدية”.
الميزانية الإجمالية للفيلم بلغت 210 ملايين دولار، ولاقى نجاحًا كبيرًا ليحصد على شبابيك التذاكر مبلغ مليار و325 مليون دولار بمجرد صدوره
أما فيلم “النمر الأسود” فنزعم أن فكرة الفيلم مأخوذة من هذه السطور الذي ثبتها نبيل علي في كتابه “الثقافة العربية في عصر المعلومات” وهي: “ما هذا الذي يجري حاليا في وادي السيلكون الأميركي؟ هل هي ثورة الإنترنت بعد ان أصبحت الأداة المثلى للتجارة الالكترونية، ولهفة سكان هذا الوادي الشديدة على تلبية مطالب أهل هذه التجارة، فراحوا يستقطبون عمالة الكومبيوتر من كل حدب وصوب، من مصر والهند والأردن ودول أوروبا الشرقية. إنه اندفاع جديد لاستخراج ذهب جديدA new gold rush ذهب الأدمغة هذه المرة لا ذهب الأتربة. وأيضا يجد الباحث من الأهمية بمكان تعريف منطقة “وادي السيليكون” الذي استند إليها فيلم “النمر الأسود” في فكرته الأساس كبيئة لأحداثه، فوادي السليكون بحسب تعريف راي، هي “منطقة في كاليفورنيا، جنوب سان فرانسيسكو تعتبر مركزا مهما لابتكار التكنولوجيا العالية، بما في ذلك تطوير البرمجيات والاتصالات والدوائر المتكاملة وما يتعلق بها من تقنيات”.
وما هو السيلكون؟ هو “عنصر كيميائي رمزه اس اي، وهو من أشباه الفلزات وهو الحجر الصلب أو الصوان وهو ثامن عنصر شائع في الكون حسب الوفرة، وهو ثاني أكبر عنصر متوفر في القشرة الأرضية بعد الاوكسجين”. وبإشارة نبيل علي ومفادها بان “ما كل هذا الاستفزاز الذي تعمده ميرفين مينسكي عن عالم الذكاء الاصطناعي عندما شطح به الخيال ليقول امرا يكاد يكون مضحكا وهو: إن عقول السيلكون صنيعة الذكاء الاصطناعي، ستنمو إلى درجة نصبح معها – نحن البشر- في عداد المحظوظين لو قبل أصحاب هذه العقول السيلكونية أن يحتفظوا بنا كحيوانات اليفة (بحسب نبيل علي نفسه)، وان “وادي السيلكون هو منطقة في كاليفورنيا جنوب سان فرانسيسكو وتعتبر مركزا مهما لابتكار التكنولوجيا العالمية، بما في ذلك تطوير البرمجيات والاتصالات والدوائر المتكاملة وما يتعلق بها من تقنيات” بحسب اشارة راي كيرزويل في كتابه “عصر الآلات الروحية”.
حكاية الفيلم؛ حكاية افتراضية جمعت بين الرمز والأسطورة والخيال، لكنها تناغم وتحاكي الواقع وأزماته السياسية والمصيرية، في حلحلة المشاكل الإنسانية، والبحث عن الحقائق التي من شأنها تعيد الحقوق وتشيع العدالة الضائعة في هذا المجتمع أو ذاك، عبر صراع تاريخي أزلي ورثه الأبناء عن آبائهم في سلسلة متتالية من الأجيال الشرعية منها وغير الشرعية بحسب حكاية الفيلم وفرضياته المرمزة .
لم يكن اختيار وادي السيلكون المنطقة الواقعة في كاليفورنيا اختيارا اعتباطيا – وهي الغنية بأغلى المعادن كما نوهنا – لكي تدور فيها أحداث الفيلم الأساسية، بل لتعلق الأمر بإمكانيات هذه المنطقة التقنية المتطورة وخاصة في المشاهد المعاصرة للفيلم وليس الافتراضية، المسيطر على هذه المنطقة – ومن هنا تبدأ فرضية الفيلم – هم أتباع مملكة “واكاندا” بوصفها ولاية أفريقية متطرفة عن العالم، ومتقدمة تكنولوجيا، بزعامة ملكهم (تتشالا – النمر الأسود) الذي حظي باختياره ملكا بعد اجتيازه لاختبار شجاعته في قتال عياني مقدس أمام جميع قبائل واكاندا الخمسة، وأيضا كونه الابن الشرعي للملك المغدور به أباه الذي تم تصفيته في انفجار إرهابي في كاليفورنيا. وإن أمام الملك تتشالا مسؤولية كبيرة في الدفاع عن مملكة آبائه وأتباعه ومحاربة أعدائها من الطامعين بها وسراق خيراتها ومعدنها الحيوي الرئيسي فيها وهو “الفايبرونيوم”، وأول هؤلاء الطامعين هو شخصية “كلو” الشاهد الوحيد على ثروة هذه المملكة والذي يسعى دائما إلى سرقة أجزاء من الفايبرونيوم وبيعه لقاء مبالغ كبيرة. وان “كلو” هذا هو من الشخصيات الشريرة في أقطاب الصراع الذي يقود كفته هو، ضد الملك تتشالا ومملكته قاطبة، وهو أيضا – أي كلو – المائزة الرئيسة فيه أنه الشخصية (السايبورغ) في هذا الفيلم، إلى جانب شخصيات سايبورغية في الفيلم أمثال الملك نفسه لكنه متحول بحسب ارتدائه لبدلته الفولاذية حين القتال، إلا أن “كلو” يمتلك مدفع الذراع في يده اليسرى وهو مدفع متخف لا يمكن رؤيته إلا حين يريد استخدامه عند الحاجة في لحظة الدفاع عن نفسه ومقاتلة من يضده.
برغم أن الحكاية يشوبها شيء من التعقيد، لكنها جاءت عبر سيناريو سينمائي محكم ومنضبط، لدرجة أن إضاعة دقيقة واحدة أو أقل في غفلة المشاهدة من شأنه أن يربك متابعة الفيلم عند المتلقي ويشوش متعته، ومع هذا تتراتب الأحداث في منطقية عالية وتسلسل درامي متصاعد ضمن حبكة بنائية، تتشابك ذرواتها بحكم تعدد واختلاف أزمنة الأحداث وأمكنتها الواقعية منها والافتراضية، الحلمية منها والطقوسية، إذ وفي لحظة البداية الأولى للفيلم، لا نسمع سوى حوار ثنائي عبر ظلام الشاشة بين الابن وأبيه:
الابن: بابا
الأب: نعم يا بني
الابن: قص علي قصة
الأب: أي قصة
الابن: قصة الديار
ثم يبدأ الأب بسرد قصة ديار “واكاندا” العتيدة والتي سعت للحفاظ على سر قوتها التقنية أمام العالم. فهل ستنجح فعلا؟
عبر هذه الحوارية، يعلن الفيلم عن متنه الحكائي وكأنه قصة يمكن أن يرويها أب لابنه لحظة نومه، ولكن شيئا فشيئا نكتشف أنها تحتاج إلى ليال طويلة لتروى كما ينبغي، بحكم تحولاتها وتركيبة أحداثها وتعدد شخصياتها بانفراديتها أحيانا ومجموعاتها أحيانا آخر، إذ اعتمد الفيلم في الكثير من مشاهده على الجماعية في تقنية المشهد، في المعارك، وفي الحشود المتجمعة لأداء طقوسي معين (مثل مشاهد اختبار القوة) وهو من المشاهد الساحرة في الفيلم، حيث تجتمع قبائل الواكاندا الخمسة لمعاينة حلبة الصراع عبر تكوين منظري خلاب وهم يعتلون سلالم الجبل الغاطس في المياه أمام شلال كبير ومرتفع جدا، فإن طقوس القتال لديهم مقدسة، مثلما انتمائهم لعرقهم مقدس هو الآخر، تتداخل مع هذا المنظر موسيقى إيقاعية جماعية، وآهات الجموع وصرخاتهم وتآليههم الإنشادية، لتقوية المنازلة الثنائية بين الغالب والمغلوب، بين الملك ومن يتحداه طالبا عرش واكاندا .
اتخذت هذه المنطقة عزلتها من العالم، بحكم امتلاكها أغلى المعادن مثلما نوهنا، وهو معدن الفايبرنيوم والذي يعود مصدره – بحسب حكاية الفيلم – إلى نيزك هبط فوق مملكة وكاندا، ومن حينها أصبح دخول الغرباء إلى المملكة غير مرحب به، كي لا يطلعوا على أسرار وعجائب مملكتهم. هذه الانطلاقة الحكائية المفترضة أعطت الفرصة أمام الشركة المنتجة للفيم وتدعى (مارفل) صناعة بطلها الخارق والمميز عن ـبطالهم السابقين في أفلام أخرى، فجاء (بلاك بانثر – النمر الأسود) بطلا خارقا رئيسيا وقوته التي يحصل عليها من خلال الدرع الآلي والمنيع الذي يرتديه.
من مواقف الصراع المحتدمة في الفيلم أيضا، يتوجب الوقوف عندها هي محاولة تتشالا الملك اللحاق بـ “كلو” الشرير، الذي سرق قطعة من الفايبرنيوم من إحدى المتاحف ويروم بيعه، وفعلا يتم إلقاء السيطرة على “كلو” وحبسه من قبل الملك تتشالا وأخته التي تعد العقل الإكتروني للمملكة، وعند محاولة التحقيق أو الاستجواب مع “كلوط لمعرفة منه حقيقة امتلاكه لمدفع الذراع المدمر، بعد أن انتزع منه في مواجهته الاقتتالية مع الملك تتشالا وحاشيته، وكيف ومن أين حصل عليه؟ يجيبهم كلو بالنص:
“إنها أداة تنقيب قديمة .. أضيفت عليها بضعة تحسينات .. يمكن أن حضر لك مثلها لو أردت”.
كلو هنا يخاطب الشخص الأميركي الذي يستجوبه بتكليف من تتشالا. ويكمل “كلو” قوله:
“حصلت عليها من هذا الواقف خلف الجدار” ويقصد الملك تتشالا ومن مملكته الواكاندا. يكمل:
“أعجوبة تكنولوجية .. لديهم في أفريقيا .. إنها بنيت فوق جبل من اثمن معدن عرفه البشر، يسمونه اسيبو، يعني العطية، الفايبرنيوم .. من واكاندا .. بحث المستكشفون لقرون عنه .. إنه ليس مجرد معدن .. يخيطونه في ملابسهم .. وتقنيتهم، وأسلحتهم .. مدفع ذراعي هذا يعتبر مجفف شعر مقارنة بما لديهم .. لديهم جبل مليء به .. إنه نقطة في بحر مما لديهم .. أنا الدخيل الوحيد الذي رآه .. وتمكن من الخروج حيا .. ” (نص الحوار مأخوذ من الفيلم مباشرة – الباحث).
إذا، بامتلاك “كلو” (مدفع الذراع) هذا واستخدامه تحول إلى شخصية سايبورغية بامتياز، إذ تلابست القطعة الآلية هذه مع جسمه وعظامه، وامتلك التحكم بها قاذفا عبرها ومنها قنابل فتاكه يمكن أن تدمر منطقة كبيرة وتقتل أناسا كثيرين. وهو غير آبه بما يفعله لأن الشر كامنا في دواخله وتراكيبه البايولوجية وأن مثل هذه القطع المعدنية تدفع حاملها إلى أن يكون شريرا. إلا أنه يموت في النهاية، يقتله انجاداكا الذي يروم عرش واكاندا، على عكس شخصيات سايبورغية أخرى لا تموت بل تعيد تكوينها بعد أي تدمير لها، لكن حالة كلو هنا مختلفة كون أنه تم قتله بعد نزع وقطع هذه الآلة عنه.
أما تتشالا الملك، فهو سايبورغ من نوع آخر في هذا الفيلم، فعند عزمه على مقاتلة عدوه كلو ومحاولة القبض عليه، تستدعيه أخته (العقل التقني في المملكة) لاختيار أحدث بدلة مصنوعة من الفايبرنيوم ومقاومة لأي إطلاقات نارية ولا تؤثر فيها حتى القنابل، وهي بدلة مبرمجة فعلا ضمن هذه المواصفات، فينجح تتشالا بها ليكون شخصية سايبورغية لكن مؤقتة، لأن ذلك مرتبط بارتدائه البدلة وخلعها. وبهذا فهو سايبورغ مؤقت وعند الحاجة، بدليل أنه يتم التغلب عليه من قبل انجاداكا الذي نازله نزالا عادلا دون ارتدائه البدلة، فتغلب عليه وقتها ورماه انجاداكا في عمق الشلال، لكن أحداث الفيلم تكشف لنا أن تتشالا لم يمت، بعد أن وجدته إحدى القبائل على ساحل البحر ورعته حتى رجع صلبا وقويا وعاد منازلا انجاداكا الذي يروم نشر سرهم وتقنيتهم، فغلبه واسترجع عرشه الشرعي بعد منازلة تقنية افتراضية مثيرة جدا .
الواكانديون، عندهم ولاء للعرش، لا لصاحبه، ولاء للعرش أيا كان من يعتليه، حتى الحب الشخصي بين العاشق ومعشوقته يتوقف أو يصبح من الدرجة الثانية أمام ولائهم الأكبر لعرش واكاندا، لأن في هذا العالم لا يوجد سوى الغازي والمغزو، لذا ينبغي أن تكون مستعدا للدفاع عن حقوقك ووطنك بقوتك وتقنياتك التي تبقى كاتما على أسرارها من الأعداء والطامعين. هذه سياسة واكاندا الأسطورية. وهي ترميزة فيلمية ذكية تحاكي الواقع وما يمر به من ويلات وكوارث وحروب ومجاعات وصراعات.
ثم إلى قرص الشمس، بعد انتصار تتشالا، نسمع كلمات الأغنية: “ماذا هو فاعل هنا؟ ما دوره المرجو هنا؟ يدافع عنك وقت حاجتك إليه. يقاتل بشدة. يقاتل بضراوة. يساندك حتى بزوغ فجرك”.
وفي النهاية، حيث لا نهاية.. عودة إلى كاليفورنيا من جديد، وكلمة شكر من تتشالا إلى من أحب من المقاتلات، إلى جانب عزمه مع أخته في توسعة تقنياتهم والإفادة منها للبشرية جميعا. وبعد التايتل (العنوان) الأول يرجع تتشالا بزيه العصري بالظهور مجددا وهو يلقي خطبة عامة في قاعة كبرى، يعلن التعاون مع الجميع والكشف عن خبراتهم البشرية من أجل العدالة وتحقيق السعادة في أرجاء المعمورة: ” يبني الحكماء جسورا، بينما يبني المغفلون حواجز” بهذه الجملة ينهي تتشالا الملك خطبته. وبعد التايتل الثاني ومن جديد يظهر لنا مشهد جديد يؤكد استمرارية فكرة الفيلم الأساسية وجملة “ثمة مشهد آخر، لا تغلق الفيلم بعد” تصاحب التايتل على طوله.
في ضوء ما تقدم نرى تزايد الاهتمام في استثمار وتوظيف التقنيات الرقمية في كافة الآداب والفنون الإبداعية وفي مقدمتها الفن السينمائي. وأن الأفلام السينمائية كانت دائما تلاحق الفرضيات العلمية وتنبوءات علمائها المستقبليين من أجل الترويج لها والإفادة منها فنيا وإنتاجيا. إلى جانب أن الشخصية الدرامية والسينمائية شهدت تطورا مسايرا لاجتهادات المخرجين الفنيين وابتكارات العلماء التقنيين وصناعة شخصيات مستحدثة للحاق بالركب المعلوماتي لمراحل مستقبلية تقع ما بعد المرحلة الانسانية ومنها “السايبورغ”. كما يسعى علم التقانة (التكنولوجي) بالاشتراك مع علم المستقبل وفرضياته الجديدة للغوص في مراحل متقدمة تتنبأ بالإنسانية من أجل إسعافها من مزالق الخطورة وآفات التطور التقنية السلبية منها. وأخيرا فإن شخصية مثل (السايبورغ) أو (ما بعد الإنسان) أصبحت يقينا ثابتا، بأن تحققها قادما لا محال، استنادا إلى الأدلة العلمية والبراهين المستقبلية والاستخدامات الآنية لبعض ملامحها ومفرداتها .
التعريف بالفيلم:
إخراج: ريان كوجلي – إنتاج عام 2018 .
الكاتب: رايان كوغلر وجوي روبرت كول – السيناريو: جو كول – رايان كوغلر .
أبطال الفيلم: تشادويك بوسمان بدور تي تشالا / النمر الأسود. مايكل بي جوردن بدور إيريك كلمونغر. (لوبيتا نيونقو) بدور ناكيا. داناي غورورا بدور أوكوي (مارتن فريمان) بدور إيفيريت روس. دانييل كالويا بدور وكابي. ليتيتيا رايت بدور شوري. ينستون دوك بدور مباكو. وأنجيلا باسيت بدور راموند. فورست ويتكر بدور زوري. أندي سركيس بدور أوليسيس كلاو.
مدة العرض: 134 دقيقة .
بلغت الميزانية الإجمالية للفيلم 210 ملايين دولار، ولاقى نجاحًا كبيرًا ليحصد على شبابيك التذاكر مبلغ مليار و325 مليون دولار بمجرد صدوره.