– النا قد السوري المخضرم # أنور_ محمد..
فلسفة الفن عنده تشع بمحيط مثلث إبداعاته في التشكيل والسينما والمسرح..
بقلم المصور: فريد ظفور
-
- قمرٌ في لهيب الفن تألق..عند إزدحام العنادل بالذكريات وعند إرتحال الفراشة بين الرصاصة واللغم..شرع قلمه للنص الجريء..فأسرج الضوء الفرح خيوله..وإرتد يرقد في المقاعد يراقب الأحداث والمشاهد..وتسلق درب الإبدالع بالثقافة ..وكأنه شرب كأس الفنون والأدب…أفق يهاجر للجنوب ..للغرب ..للبحر ..وليله يمضي مسافر وينهمر الصباح..وماذا تقول فراشات عشقه عن إحتراق الشرانق..قبل العبور..فربيعه أت ومتجدد..لأن السماء الفنية إذا رجها طفله الإبداعي إنتعشت وذابت على قدميه السحب النقدية..في نبضه قطرات الندى ..تفوح برائحة العشق أهاته الجمالية..فتعالوا معنا ننفض أشرعة الثلج ونبدد البرد القارص بدفء اللقاء والتعرف على الناقد السوري الأستاذ أنور محمد..
- تستمد هذه القراءة لفلسفة الفن عند الناقد أنور محمد قوانين إشتغالها من إشتغال ملفوظ مقلاته النقية ودراساته الأدبية نفسها..لأن القراءة جزء لايتجزأ من النص.إنها منطبعة فيه ..كما قال ميشيل شارل..ولن أباشر من موقع نقدي جاهز ومحدد سلفاً ..بل من موقع إفتراضي تلزمني به مقالاته..لأن الفلسفة العربية والنقدية وعت تماماً ضرورة محاورة الواقع العربي والفكر العربي ..للمساهمة في تطوير البنية الفكرية العربية وجعلها أكثر مواءمة وقدرة على فهم العصر..عصر الأنترنت والعالم الإفتراضي ومواقع التواصل الإجتماعي..والتحاور معه.. والنص يزاول من حين لآخر ما يمكن إعتباره نوعاً من التنظير لعملية النقد الفني والأدبي..وهذا التنظير يشكل عنده الجهاز العصبي المصطلحي لإبداع مصطلحات المفاهيم النقدية..
- إن الدماغ هو الذي يقول أنا هو آخر. لأنه ليس دماغ الترابطات والإندماجات اللاحقة..ولا وجود فيه للتعالي ..والأنا ليس فقط أنا أدرك للدماغ كفلسفة فحسب ..بل أنا أشعر للدماغ كفن والإحساس ليس أقل دماغاً من المفهوم..ولن نتساءل عند أية مرحلة من الطريق ولا في أي مستوى سوف يظهر الإحساس..لأنه من المفترض فيها كلها..ويبقى في المقام الخلفي منسجماً لأن الإنسحاب ليس عكس التحليق..لأنه إضافة..والإحساس هو الإثارة عينها..لأنها تستمر وتنتقل إلى الإستجابة لأنها تحفظ ذاتها أو تخافظ على إهتزازاتها..
- هناك مسطحات ثلاثة لا تنحل إلى بعضها بما فيها عناصرها ..وهي مسطح المحايثة للفلسفة ..ومسطح التركيب للفن ..ومسطح المرجع للعلم..يقابلها شكل المفهوم وقوة الإحساس ..وظيفة المعرفة تقابها المفاهيم والشخصيات المفهومية ..الإحساسات والأشكال الجمالية..الوظائف والأعمال الفنية والأدبية والمراقبون الإنفراديون والنقاد والمفكرون..وهناك أيضاً عملية تشهد بالضبط على إلحاح وإستمرار الإبداع..ليس فقط حول المشهد أو الفيلم أو الصورة أو عمل اللوحة أو البحث أو الترابط بينها وبين المتلقي من الجمهور والمشاهدين ..بل في تقلبات أفكاره وأعماله الإبداعية المتجددة ..مما يدعو إلى إعادة النظر بأعمال المبدع (مسرحياً سينمائياً تشكيلياً )..لأنها عمليات التفرغ والتفرد..لأنها غير قابلة للإنفصال عن الممكنات التي تستعيرها..من العمل المنجز نفسه..ولا نحققها خوفاً من التفكك أو الغرق في الجزئيات ..فنعود للعام الذي يبرر العمل المنتج الذي يغوص فيه الدماغ نفسه بإعتباره ذاتياً معرفياً..والعلاقة بين المتغيرات تقدم للناقد ..نقاط التشابك الكيماوية التي تحيل إلى سديمحتموي خاضع للقوانين العلمية ..إنها تقاطعات خارجية وداخلية ..لأن كل فن وأدب يبقى فوق مسطحه الخاص ..ويستخدم عناصرة ومفرداته وقوانينه الخاصة بجنسه..ورغم ذلك هناك تقاطعات يصعب على الناقد تحديد مكامن إبداعها..لأن كل علم أو مجال أدبي كان أو فني..مميز من الفن والفلسفة والعلم..إنما يُقيم على طريقته بسلب معين..
- العلم يقيم علاقة بما هو ليس علماً ..وبما يعود عليه بآثاره وفائدته..والقول لايقتضي فقط بأن الفن يجب أن يُعدَّنا أو يوعّينا..أو يعلمنا بأن نشعر ونحس ..نحن الغير فنانين أو أدباء..أو نحن المتلقين أو المتابعين للفنان أو للأديب..ولكن ينبغي على فلسفة الفن أن تعلمنا أن نتصور ..والعلم يجب أن يعلمنا كيف نعرف..وهذه الترتيبات ليست ممكنة إلا إذا كان كل نوع أو صنف ..فنياً وعلمياً..بحيث يقيم لحسابه علاقة أساسية مع (اللا) الذي يعنيه..فمسطح الفلسفة الفنية هو قبفلسفي مادمنا نعتبره بذاته في معزل عن المفاهيم التي تأتي لتوقده أو تشعله..ولكن اللا فلسفة توجد حيث يواجه المسطح السديمي..كما أن الفلسفة تحتاج إلى لافلسفة تفهمها ..وتحتاج إلى فهم لا فلسفي ..كما يجتاج الأدب والفن إى لافن ولا أدب..والعلم أيضاً يحتاج إلى اللا علم..وهذه المجالات لاتحناج إلى ذلك كبداية ولا كنهاية..بمعنى آخر إلى ماليس منها مباشرة..لأنها تصبح معدة للزوال ما أن تتحقق ..ولكن تحتاج إليه في كل لجظة من تطورها أو من صيرورتها..فإذا كانت اللاءات الثلاثة لا تزال تتميز بالنسبة للمسطخ الدماغي ..فهي لن تتميز بالنسبة للسديم الفني أو الأدبي الإبداعي الذي يغوص فيه الدماغ..وفي هذا الغوص يقال بأنه يُستخرج من السديم ظل فلسفة الفن الآتي ..كما يستدعيه الفن والعلم والفلسفة..الجمهور والمشاهد والناس والنظارة والقراء والفيلم والعرض والصورة واللوحة والكادر والمشهد والموسيقى والإضاءة والديكور والمناظر والكاميرات والمخرج والمؤلف والمنتج ..الخ.. والعالم والدماغ ..أو الشعب – السديم..أو بمعنى آخر فكر غير مفكّر أو نقد بناء عبر ناقد حاذق يرقد في الثلاثة..مثل المفهوم واللامفهوم والصمت الداخلي ..وهنا تصبح مفاهيم فلسفة الفن والأدب والإحساسات والإبداعات والوظائف غير محسوسة ..وفي الوقت نفسه تصبح الفلسفة والفن والعلم غير قابلة للتمايز..وكأنها تتقاسم الأدوار المسرحية أو تتقاسم الظل نفسه الذي يمتد عبر طبيعتها المختلفة والمتضادة..وهكذا يبدع المفاهيم الناقد الأستاذ أنور محمد..وعنده المفهوم ليس الإصطلاح المنطقي..لأن له ثمة شخصية نقدية مفهومية ..إنه إبداع ينزل إلى الحدث ليغدو أبرز أحداثه ولا يكتفي بإعطاءه ذاته بل يتدخل في عملية إستكناه غيره..
- كانت الشمس تنغمس في أديم الفراغ خلف أشجار السرو والجوز واللوز والتين والحور والعنب وكوكبة من الورود والياسمين والأضاليا والنرجس وأكليل الجبل والورد الجوري.. ..وكان الظلام يستعد لكي يزرع أستاره في أحشاء المدينة..عندما توقف عن المسير ..ليستعيد أنفاسه في النهاية بعد عناء السفر من اللاذقية إلى حمص ..وحضور العرض المسرحي لمسرحية: تانغو Tango ..وكانت الكتابة المسرخية : بسام جنيد .. ومشاركة الكتابة : نيرمين علي – ردينة حسن .. والفكرة والإخراج : ياسر دريباتي.. والدراما تورج : أنور محمد ..والتمثيل : نيرمين علي ورهام التزه..والمكان: مينة حمص – قاعة المحافظة ..والتاريخ- 24-و25-11 2019م – الساعة السادسة وعلى مدى يومين متتالين – وكان الخضور من الوسط الفني والثقافي والأدبي لمدينة حمص منهم الأستاذ فرحان بلبل والأستاذ حسن عكلا وإبنه جواد..والفنان تمام العواني والأستاذ سلمان الأحمد وعقيلته منال ظفور والأستاذ جابر أحمد والأستاذ بسيم طيبة ..والمصورين فريد وبدر ظفور..
- وكان اللقاء الجماعي بين كوكبة من الفرقة ومن المتابعين في منطقة الأوراس في كنف مزرعة الأستاذ سلمان عبد الله الأحمد وعقيلته أم كنعان (منال ظفور )…وأرادت فرقة اللاذقية أن تكون الحدث المميز في المدينة وفي دار ثقافتها..ولكن الحدث إنتلق إلى يت سوري عريق قدم كل متطلبات الإقامة والمنامة والضيافة العربية الأصيلة وبذلك إنتقل الحدث لتكون المزرعة مضماره بحيث تعارفنا وتناقشنا بالعرض وكان التاريخ حاضراً بالجلسة الفنية الأدبية المميزة ..وقدم الناقد أنور محمد عرضاً فنياً عن المسرحية والعمل والإخراج وغيره وكانت مداخلات للأخ بسيم طيبة أضفت على الجو روح الفكاهة والظرافة عبر شعر محكي جميل..وكذلك قدمت لنا أم كنعان حكاية من خكاياها السورية وأضاف أبو كنعان مداخلات وتوضيحات لبعض الأشياء الزراعية والثقافية..مع توضيع للفنان حسن علا عن المسرح الحمصي وذكرياته..والخق يقال أمضينا معاً برفقة المجموعة وبوجود الكابتن الفنان والأستاذ أنور محمد ..وقتاً جميلاً ويومين من العمر..تعرفنا فيه على شخصيته وعلى كتاباته ومساهماته النقية في الأدب والفن بالمسرح والسينما وفي التشكيل..فكر الشكر للمضيفن والتخية والتقدير للضيوف..
- -حبلاً من الرمل..يمتد بين الحزن والفرح..يرتوي من مياه وخيرات الجزيرة..ليقدم بعض الحقيقة..خبأته النوارش في عشها..وأهدته قلادة سمكية..وردة جورية.. سوسنة..لأنها تدرك بأنه يجيد إقناص القصيدة والمشهد والفيلم والكادر والصورة..فيا طبيب الجراح الفنية العميقة ..من لجرح الفن غير الندى والزهور الأنيقة المعطرة بشذى الحقيقة..فقد يفلت عقل الحالم من صرامة الموقف المعرفي ..لكنه عندئذ ينتج فناً.. وندلف أخيراً للقول بأننا في المجطة الأخيرة مع الأستاذ أنور محمد..الذي يعتبر بحق رائداً ومبدعاً في عالم الفنون والأدب منذ مايقارب النصف قرن..فأصبح لزاماً علينا بأن نسلط الضوء عليه..لأنه يستحق كل تقدير والإحترام ..وستبقى أعماله النقدية منارة ..فكل التحية والتقدير والإحترام للظروف التي جمعتني به..والشكر لما كتبه في الساحة الفنية العربية..لأن فلسفةُ الفن عنده تُشع بمحيط مُثلث إبداعاته في التشكيل والسينما والمسرح..لينشر ثقافة الصورة والمشهد والفيلم والكادر واللوحة وغيرها من المصطلحات التي ستصبح مرجعاً لعشاف الفن والأدب..
- ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الناقد السوري الأستاذ أنور محمد ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- المخرج المسرحي: ياسر دريباتي