ماذا لو كُتب في سيرتك الذاتية أنك كنت من أهم مساعدي السير «ألكسندر فلمنج»! ذلك العالم الاسكتلندي الذي اكتشف «البنسلين» وحصد جائزة نوبل في الطب لعام 1945، الأهم من «نوبل» بالنسبة له وللبشرية جمعاء، الأثر الذي بقي وامتد، فقد أنقذ «البنسلين» حياة الملايين وما زال يفعل ذلك كل يوم.
كيف تصف شعور الرضا الذي يتملّكك لو كنت أنت أحد أسباب نجاح هذا العبقري في تحضير اختراعه؟
ماذا لو كتب «جوناس سولك» في مذكراته أنك كنت من أبرز داعميه ومانحي الأمل له خلال محاولاته لتحضير لقاح شلل الأطفال؟ إلى أي مدى ستشعر بأهميتك بالنسبة لكوكب الأرض؟ وقد كنت سبباً في دعم مخترع اللقاح الذي أنقذ وينقذ حياة ملايين الأطفال حول العالم؟ هذا المخترع الذي لم يسعَ للشهرة أو الثروة! بل لخدمة البشرية، في إحدى المقابلات طُرح عليه سؤال: من يملك براءة اختراع لقاح شلل الأطفال؟ فأجاب: لا أحد، هل يمكنك استخراج براءة اختراع للشمس؟
حولنا وبيننا في بيئة العمل يوجد هناك متميزون ومبدعون ومبتكرون، كما يوجد الكثير من الموظفين الاعتياديين، الذين يؤدون واجباتهم كما يجب دون زيادة أو نقصان.
وجود هذه الفئات وغيرها أمر طبيعي، لكن الأمر المرفوض تماماً أن تترك نفسك فريسة لمشاعر الغيرة والعدوانية والتفكير بجلب الأذى عندما تجد زميلك في العمل مُنتجاً ومبدعاً أكثر منك! فتحاول أن تنال منه بأي طريقة كي تُلغي أفضليته عليك! ربما عقلك غير الناضج ونظرتك القاصرة يعتبران سلوكك ضمن «حق الدفاع عن النفس»، لكن هذه الفكرة حمقاء تماماً.
الجميع يعملون ضمن إطار المصلحة العامة، وكل الأدوار مهمة وضرورية في معادلة التنمية، بما فيها دورك وأدوار الآخرين، إياك أن تلعب دور العقبة أو العائق أمام المبدعين، فهذا سلوك غير أخلاقي وغير وطني أيضاً! عُد للأمثلة السابقة وتأكد من أن دعمك لكل زميل عمل يفوقك خبرة وإبداعاً هو في صالحك، فقد تساعده في مشروع يُحقق قفزة نوعية لإدارتك ومؤسستك ووطنك، فيعمّ الخير على الجميع.
هل فهمت؟ أرجو ذلك.