حجازى.. عبقرية البساطة العميقة
ولد الفنان الكبير أحمد حجازى فى الإسكندرية 1936 لأب كان سائق قطار، عاش بداية عمره فى طنطا، أنهى تعليمه الثانوى والتحق بكلية الفنون الجميلة، والتى رشحه لها الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين، وعمل ضمن الكتيبة المؤسسة الأولى لمجلة صباح الخير، والتى كانت ترفع شعار مجلة القلوب الشابة والعقول المتحررة، وظل يرسم بصباح الخير إلى أن قرر التفرغ لرسوم الأطفال كنوع من أنواع الاحتجاج على تردى الأوضاع فى مصر، لعب القطار دورا كبيرا فى تشكيل وجدان حجازى، فكان كلما ركب القطار مع والده سائق القطار رأى مصر كلها من نافذته بكل متناقضاتها كانت من أهم شخصياته تنابلة السلطان فى مجلة سمير للأطفال.
كان حجازى هو فنان البساطة العبقرية ويمتلك قدرة هائلة على تقديم لوحات تنطق بالبهجة وتعبر عن أكثر الأفكار تعقيداً بكل بساطة.
اعتزل حجازى فى سنواته الأخيرة وسافر ليقيم فى طنطا لكنه سيبقى ملهما للكثير من أجيال الساخرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلا عن العدد اليومى..
تعيشى يا ضحكة مصر فى 50عاما.. أشهر أعمال 8من أكبر رسامى الكاريكاتير ترجموا ضحك المصريين.. صلاح جاهين طفل متعدد المواهب.. “حجازى” عبقرية البساطة.. “بهجت” اكتشاف البهجة من المرارة.. مصطفى حسين طلقة ضحك
السبت، 18 يوليه 2015 11:08 ص
هذه الكوكبة من صناع البهجة والنقد والضحك.. اليوم اخترنا بعض أعمال كبار رسامى الكاريكاتير الكبار الذين رحل بعضهم ولا يزال الآخرون يمتعونا برسوماتهم التى تبدو فى جملها معاصرة.
الرسومات تقول لنا عن قضايانا لم تختلف كثيرا، وأيضا تخبرنا بأن الشعب المصرى يستمر فى حياته ينتقد ويسخر ويعيش ويواصل حياته وينتصر على ما يواجهه من تحديات.
فى هذا الملف الذى نقدمه فى العيد مختارات من رسومات كبار الرسامين، الذين رسموا ضحكة مصر فى كل حال، فى الفرح والحزن فى الشارع والمكتب، ناقشوا كل القضايا البسيطة والعميقة، السياسة والاقتصاد والغلاء والرجل والمرأة، نفس الكلام والقضايا نفس الهموم. العباقرة الكبار أحمد حجازى، بهجت عثمان، محىى الدين اللباد، محمد حاكم، مصطفى حسين،ممن رحلوا، ومن المعاصرين اخترنا جمعة فرحات وسمير عبد الغنى ممن يواصلون بإخلاص رحلة الرسامين العظام الذين قدموا مصر بكل عمق وبساطة، وحولوا أكثر الموضوعات تعقيدا إلى لوحات تنطق بالسخرية.
كان الرسامون الكبار ينتقدون ما يجرى وما يقع من أخطاء ويعبرون عن هموم الناس، وينتقدون الأفكار الخاطئة ويروجون دائما للبهجة، حتى فى أكثر اللحظات ألما.
سنجد لدى كل من الرسامين طعما خاصا يختلف عن غيره، لكنه يظل ضمن المواهب المتفجرة، فأحمد حجازى فنان البساطة العميقة، وبهجت عثمان ناقد سياسى واجتماعى، ومحيى الدين اللباد الريشة المثقفة التى تجمع العمق مع البساطة. ومحمد حاكم القادر على تقديم الابتسامة من الحركات الصامتة. وصلاح جاهين كان جامعة متكاملة للبهجة والضحك، بالرغم من أنه كان يحزن كطفل ويفرح كطفل. ومصطفى حسين الريشة التى ترجمت أكثر لحظات الحزن والفرح.
أما معاصرينا مثل جمعة فرحات، وسمير عبد الغنى، كل منهما نافذة فى السخرية والرسم المعبر، جمعة الأسطى الكبير، وسمير الطفل المشاغب.
نكتشف مع كبار الرسامين أن السخرية جينات مصرية، فنحن بداية خلق الضحكة، حتى وإن لم نكن نحمل شهادة بذلك من معابد ومقابر وأثار المصريين القدماء، والشعب الذى بنى حضارة بهذه الدقة، لم يكن له أن يحققها إلا بالصبر والضحك.
وتعبر المختارات التى نقدمها عن رحلة تمتد لخمسين عاما تعد من أخصب الفترات وأعمقها، ونكتشف كيف أن الهموم واحدة والريشة متعددة.
ضحكة المصريين ثائرة ناقدة صادقة صابرة، نحن أمام تنوع ضحكات المصريين هو انعكاس صادق لتنوع وثراء المجتمع المصرى، وهو الدرس الأهم، ستجد على صفحاتنا ضحكة فيلسوفة ناضجة لفنانين أساتذة كبار فى فن الكاريكاتير يرسمون البهجة، ويثيرون الخيال ويشرحون بدقة، من غادرنا وترك لنا التفكير فى الرسمة ومنهم من لا يزال يمتعنا رافعا راية من سبقوه، وتعيشى يا ضحكة مصر.