مساء الخير زملائي الأكارم
تاليا للنقاش الجميل و الغني الذي أكرمني به الأستاذ زكريا محي الدين مساء الأمس حول التقشفية واختلافاتها عن التجريدية التعبيرية أتابع ما بدأه أستاذي الكريم بعرض توجه أو تيار أتبناه في العمل الفوتوغرافي و سأشرحه في سطور:
تاليا للنقاش الجميل و الغني الذي أكرمني به الأستاذ زكريا محي الدين مساء الأمس حول التقشفية واختلافاتها عن التجريدية التعبيرية أتابع ما بدأه أستاذي الكريم بعرض توجه أو تيار أتبناه في العمل الفوتوغرافي و سأشرحه في سطور:
كلنا يعلم أن الفوتوغراف هو ابن المدرسة الواقعية و سيدها و مرآتها و أتى بعد الرسم ليزيحه عن عرش الواقعية متربعا عليه بسطوته التي ما تزال تتنامى حتى اليوم تبعا لاستخدامات التصوير الفوتوغرافي في كل المجالات الإعلامية و الإخبارية حيث برزت أهميته الفوتوغراف كحامل رساله و مغير في توجهات أمم و سياسات دول مما دفع بالرسم إلى التوجه نحو المدارس التشكيلية المتعددة من تعبيرية و تجريدية و تكعيبية و غيرها من المدارس الفنية، و لم يبقى الفوتوغراف حبيس الواقعية الكلاسيكية التي نشأ منها بل بدأ المذهب التجريبي يدخل إليه منذ أواسط القرن الماضي حيث بدأ المصورون الفوتوغرافيون بتجربة التشكيلات التجريدية و الانطباعية في أعمالهم و حديثا نشأت التقشقية أو المينيماليست و التي تفضل الأستاذ زكريا بشرحها بإسهاب جميل و كان النقاش في ما بيننا حول الحالة التكنيكية فجميع المدارس التي ذكرتها من تعبيرية و تجريدية و تقشفية تختلف في توجهها التعبيري و أسلوب خطابها البصري و لكنها تتفق في أمر جوهري ألا وهو أنها جميعا تحوير للواقعية الكلاسيكية فمازال الفنان الفوتوغرافي التجريدي أو التقشفي معتمدا على التجول في المحيط مستكشفا فإما أنه يبحث عن تشكيل معين يخدم فكرة في رأسه أو يتجول باحثا عن تكوين يوحي له بفكرة فيعمد إلى التقاطها و تقديمها و هنا نرى أن الفنان الفوتوغرافي مرتبط بمحيطه متأثر به مما يؤدي بعد فترة إلى وقوع المصور في دوامة التكرار شاء أم أبى ولا سبيل لتلافي ذلك إلا بتغيير المكان و قد لايكون هذا بالأمر اليسير عند الكثير من المصورين في العالم العربي لعوامل عدة منها ما هو مادي و منها ما هو سياسي أو أمني و نحن في القطر العربي السوري خير مثال على صعوبة التحرك و التصوير في المحيط تبعا لما مرت به بلادنا من حروب في السنوات التسعة الماضية إذا ما الحل؟
كما الرسم و الرسامون علينا نحن المصورون أن نقوم بقفزة نوعية نفتح فيها باب التجريب و ننفتح على مدارس تشكيلية و ابداعية جديدة و حتى لو كانت منافية تماما لما عهدناه في أساليب التصوير التي مارسناها و سأشرح فكرتي حول أسلوب عملي الخاص مع تواضع تجربتي و خبرتي:
الواقعية الكلاسيكية و التجريدية و التعبيرية و التقشفية كلها تعتمد على أن يقوم المصور بالبحث في المحيط كما أسلفت، و لكن ماذا إن كان محيطي مهما بحثت فيه لا يحوي تكوينات تعبر عن الفكرة التي أريد إيصالها للمتلقي، فماذا أفعل؟
بكل بساطة أنتقل إلى اعتماد طريقة الرسم فبدل أن أسجل المشهد أقوم بخلقه وادراج و ترتيب العناصر و التكوينات التي تخدم فكرة العمل الذي أقدمه كمن يرسم على كانفاس فارغة و هنا لم يعد للزمان و المكان أي قيد علي كمصور فأنا قادر على أن أخلق المشهد الذي أريد و أن أضع العناصر التي أريدها في كادري دونما حاجة لتغيير الزاوية أو الطول البؤري لأنني متحكم ببيئتي في مواضيع معينة و يمكنني أن أستخدم محيطي بتصوير جزئيات معينة و الاستفادة من البرامج الحاسوبية في دمجها معا للوصول إلى الفكرة المرجوة من عملي بصريا و من الممكن و الممكن و الممكن …. خيارات لامتناهية في التكنيك و التعبير، و قد يقول قائل إن هذا لم يعد فوتوغرافا و الجواب بالعكس هو فوتوغراف و لكن ليس فوتوغرافا واقعيا كما اعتدت بل يمكن أن يكون عبثيا أو سورياليا أو حتى تكعيبيا شأنه شأن الرسم فهل يجوز أن نقول أن الرسم التكعيبي ليس رسما و هو يخالف كل قواعد الرسم التي نشأت في عصر النهضة؟
إذا ما أود أن أقوله لزملائي المصورين هو التالي:
بات الفوتوغراف فنا واسع الانتشار ذا قاعدة شعبية كبيرة و بات متطورا متشعبا إلى مدارس فنية تكنيكية و تعبيرية و تشكيلية عدة و تم استغلال كل الموارد من أدوات و عدسات و برامج حاسوبية في خلق خطاب بصري يرقى بالتعبير و يفتح قنوات تواصل كبيرة بين المصور و مستقبلي أعماله و جمهوره و مازال عالمنا العربي قاصرا في خوض غمار هذه المدارس الفنية مقتصرا على سيطرة طاغية للواقعية الكلاسيكية و بعض التجارب الخجولة للتجريد و التعبير و حتى المينيماليست، فلم لا نقوم باستغلال كل التطور الذي وصلنا إليه و الذي يختصر علينا الجهد و الوقت و يفتح لنا آفاقا واسعة لا حد لها في التعبير عن مكنوناتنا لنتحول من حالة عكس المشهد إلى حالة خلق المشهد و تحميله مضامينا نحن نريد أن نوصلها لا أن نعتمد على المحيط و ما يوحيه لنا بتفاصيله غنية كانت أو فقيرة.
و إليكم بعض النماذج من أعمالي التي أعتمد فيها أسلوب الكولاج الديجيتالي حيث أقوم برسم العمل على سكتش ورقي و من ثم أحدد العناصر التي أحتاجها للوصول إلى فكرة العمل و أقوم بتصويرها مراعيا توجه الإضاءة و التونات و الحجوم و من ثم أقوم بجمعها في عمل واحد يوصل رسالتي التي أريدها للمجتمع فأنا كفنان فوتوغرافي أحمل رسائل إنسانية و هموم مجتمعية و دينية و أعنى بمستقبل أولادي و بلادي لذا وجب أن أقدم فكرا لا أن أكتفي بالإضاءة على مواطن الجمال حولي.
دمتم بكل الحب
— مع زكريا محي الدين وEsam Sharqawy.
-
ميثم الموسوي وفقت دكتور
-
Haitham Almoghrabi ميثم الموسوي محبتي و احترامي استاذ ميثم
بانتظارك على احر من الجمر لافتتاح المعرض في دمشق 🌹🌹🌹
-
-
Mustafa Nezar أهلا و سهلا بك أخ Haitham Almoghrabi في رحاب هذه المجوعة و كما ذكر أبو خالد زكريا محي الدين فقد ازدانت مجوعتنا بفنان متميز بروح خاصة مبدعة و ذات رؤية و رسالة نبيلة … ننتظر مشاركاتك القيمة أعمالا و حوارا
-
تم الرد بواسطة Haitham Almoghrabi
-
Amjad Murrar سعدت جدا باضافتك المفيدة حدا أستاذ هيثم
وسعدت جدا بهذا النقاش العلمي الذي يحوي بين طياته خبرة سنوات طويلة ..
وأرحب بك معنا في النادي..…عرض المزيد
-
استاذي الكريم شكرا من القلب لهذه الحفاوة و المحبة و ارجو من الله ان اكون عند حسن ظنكم و على قدر محبتكم