لم يكدْ العالم قد بدأ تعرّف تقنيّة الصورة الجديدة على أجهزة التلفاز HD (الصور العالية الدقّة)، حتى بدأت الشركات التكنولوجية الكبرى بالتنافس على طرح تلفزيونات جديدة بتقنية الأبعاد الثلاثة 3D.

بعدها بدأت هذه الشركات بتطوير تقنياتها المرئية حتى وصلَت إلى طرح تقنية 4K، وهي التقنية الجديدة التي تنشغل بها حالياً جميع الشركات التكنولوجية وتتنافس على تطويرها وإعتمادها في جميع شاشاتها، سواء على أجهزة التلفاز أو الهواتف الذكية أو حتى الساعات الذكيّة بعدما كانت تقنية الـ Full HD هي الأكثر شيوعاً.

ولمن لا يعلم بعد بتقنيّة الـ 4K إليكم نبذة سريعة عنها:

4k هي دقّة عالية جداً تسمى أيضاً Ultra HD وهي دقة عرض جديدة للفيديو تصل إلى 3072 ×4096 كما أنها امتداد تطوير دقّة العرض المعروفة بـ Full HD. وأطلق عليها هذا الاسم Ultra HD لأنها توفر دقة فيديو 16 ضعفاً ما يصل إليه بكسل الـ HD، وتم اصطلاح تسمية 4K على هذه الدقة لكون البعد الأفقي فيها أقرب ما يمكن لرقم 4000 بكسل, وتُعبّر هذه الدقة عن عدد البكسلات الموجودة ضمن الشاشة، فكلما ازدادت البكسلات، أصبحت الصورة نقيّة وواضحة، والعكس صحيح.

السبب في التطوّر والوصول إلى تقنية الـ 4K، هو لتقليل حدّة الأطراف والبكسلات الظاهرة في الصورة أو الفيديو ما يعطي الانطباع بأنها حقيقية، فمع ازدياد مساحة الشاشات التي تجاوزت الخمسين إنشاً، بدأت البكسلات تظهر بوضوح، ما يؤثر على تجربة المشاهدة.

الصوت والصورة 

وبالإضافة إلى الصورة المثالية التي تقدمها هذه التقنية إلا أنّ 4k توفر أيضاً تحسين جودة الصوت عبر استنساخ وتطوير 24 قناة مختلفة من الصوت رأسياً لثلاث طبقات من المتكلمين.

لماذا دقّة 4K هامّة؟

لا شكّ في أنّ تقنية 4K  أصبحَت تُستخدمُ كمعيار هامّ في عالم الكاميرات والتصوير، وأصبحَت الشركات اليوم تعمل على إدخالها في كاميراتها وجميع شاشاتها، كما أصبحَ من السهل جداً أن ترى عدداً من الجوالات والأفلام المنزلية مصنوعة بهذه الدقّة، وهذا ما يمكن أن يؤدي إلى وجود مقاطع الفيديو في “يوتيوب” وغيره من المواقع وحتى قنوات البثّ التلفزيوني سوف تتبنى هذا المعيار قريباً.

تقنيّات ما قبل 4K
ظهرت تقنيّات عديدة قبل تقنية 4K، التي عدّها المستخدمون آنذاك أعظم ما توصلت إليه التكنولوجيا، وهما تقنيتا HD وFull HD، حيث أعطت هذه التقنيات جودة عالية للصور، وألغت مفهوم ما يعرف بالبكسل أي تباعد نقاط الصورة بعضها عن بعض.

الشركات التي تدعم هذه التقنيّة
هناك بعض الشركات استخدمت هذه التقنية بالفعل، مثل شركة “شارب”, التي أطلقت أول شاشة ضخمة جداً بمقاس 120 بوصة بتقنية LCD للمصممين والمهندسين، تدعم تقنية 4K عام 2013، وكذلك شركة “سامسونغ” التي أطلقَت شاشة UHD 4K بقياس 28 بوصة، وأيضاً شركة “إل جي” التي قدمَت شاشات OLD 4K، منها المسطحة الشكل والمنحنية وآخرها شركة “أبل” التي أطلقت تلفازها الجديدApple TV بتقنية الـ 4K.

كذلك اتجهت الشركات التي تقدم الأجهزة اللوحية والحواسب المحمولة إلى تصنيع شاشات تعمل بدقة العرض 4K في أجهزتها، مثل “باناسونيك” التي أطلقت حاسباً لوحياً يحتوى على شاشة تعمل بدقة العرض 4K وأيضاً أعلنت “توشيبا” إطلاقها حاسباً محمولاً جديداً يعمل بشاشة 4K.

4 k  نحو المستقبل
لا شك بأنّ تقنية الـ 4K هي التقنية الأبرز حالياً التي تعمل على إظهارها الشركات في جميع منتجاتها، إلا أنها بلا أدنى شك أيضاً لن تكون التقنية الأخيرة التي يتم التوصل إليها، فلا عجب أن نرى في المستقبل القريب تقنيات جديدة تبتدئ من الـ 5K  وصولاً الى الـ 6K فالـ 7K وحتى الـ8K.