هذا العام تتنافس مجموعة قوية جدًا من الأفلام على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم، على الرغم من أننا لم نصل إلى نهاية العام وهو الوقت المُفضّل لإصدار أقوى الأفلام، إلا أن هناك مجموعة ليست بالهيّنة لحد الآن، بما في فيها Once Upon a Time … in Hollywood للمخرج كونتين تارانتينو، وفيلم The Irishman للمخرج مارتن سكورسيزي، وBombshell الذي تؤدي فيه النجمتان تشارليز ثيرون ونيكول كيدمان دور مُذيعتي نشرة أخبارٍ، و Little Women الذي يُعد جمع شمل الكاتبة والمخرجة غريتا غيرويغ مع الممثلة ساويرز رونان نجمة فيلمها Lady Bird، وعلى رأسهم فيلم الجوكر من بطولة خواكين فينكس.
هنا قائمة لأقوى أفلام 2019 المُنافسة على لقب الأوسكار لهذا العام، وهي التي تم عرضها حتى الآن، وما هي نقاط القوة بها.
المنافسة على الأوسكار.. أفضل أفلام 2019
Bombshell
نقاط قوة الفيلم: إذا أراد المُصوتون أن يُرسلوا رسالةً حول وسم #me_too، فإن أمامهم الفرصة المثالية لفعل ذلك مع فيلم Bombshell، الذي يتناول سقوط رئيس قناة Fox News روجر أيلز والنساء في قناة الأخبار المثيرة للجدل واللاتي اتهمنه بالتحرش. يُحب المصوتون في جائزة الأوسكار أن يكافئوا الأفلام المرتبطة بالعالم الواقعي، وتشارليز ثيرون، التي تلعب دور المذيعة ميغن كيلي، قد خاضت هي وفريق عمل الفيلم “رحلةً من الجدال”، كان القصد منها الحث على مناقشة القضايا الاجتماعية بعد العروض.
نقاط ضعفه: مع أن الأكاديمية قد بذلت جهوداً كبيرةً لتنويع عضويتها خلال السنوات الأخيرة، لكن لم يفز فيلمٌ تلعب فيه سيدتان أو أكثر، الأدوار الأساسية منذ فيلم Chicago عام 2003. ثم، هل يكون المصوتون المتحررون في لجنة الأوسكار شغوفين بترشيح فيلمٍ يُقدم مذيعات قناة Fox News بشكلٍ سيئ؟
The Farewell
نقاط القوة: بصورة درامية رقيقة يصف هذا الفيلم قصة أفراد أسرة صينيّة تُخفي عن جدتهم إصابتها بمرض عضال، ويُعتبر هذا الفيلم مفاجأة هذا الصيف. بطلة الفيلم أوكوافينا قامت بأداء قوية للغاية في فيلم Crazy Rich Asians، وحتى زاو شوزين، التي لعبت ببراعةٍ دور الجدة، قد تركت موطنها الصين لتزور الولايات المتحدة وتُقيم حملةً هناك.
نقطة ضعفه: تملك شركة التوزيع الضخمة A24 فرصاً أفضل في أفلامٍ مرشحةٍ لجائزة أفضل فيلمٍ مثل Moonlight حين تصدر في فترة الخريف. ولم يتمكن أيٌّ من فيلمي الشركة التي كانت تنافس على الجائزة العام الماضي Eighth Grade وFirst Reformed، من شق طريقه نحو الجائزة. فهل يستطيع هذا الفيلم هذا العام الظفر بها؟
The Irishman
قوة الفيلم: في الحديث عن أقوى صانع ومُخرج أفلام لهذا العام، لا أحد يستطيع منافسة سكورسيزي، الذي أخرج بالفعل ثمانية أفلام ترشحت كلها لجائزة أفضل فيلم. وعلى الأرجح سيكون فيلم The Irishman تاسع أفلامه المرشحة للجائزة، وهو عودةٌ قويةٌ وأنيقةٌ لدراما الجريمة التي تميز المخرج بها، تزدان بأداءاتٍ مبهرةٍ لأبطاله روبرت دي نيرو، وآل باتشينو، وجو بيشي. وبإسهاماتٍ قويةٍ من بقية صناع الفيلم ستضمن له أن يؤخذ بعين الاعتبار في عدة فئاتٍ، فإن هذا الفيلم قد يكون على رأس قائمة الأفلام المرشحة بقوة.
ما ليس في صالح الفيلم: تصدَّر سكورسيزي العناوين مؤخراً، بسبب رغبته في تقويض هيمنة أفلام مارفيل على صالات العرض، زاعماً أنه يجب أن يكون هناك مزيد من التنوع في شاشات السينما، ويجب أن يكون هناك مزيد من النزعة الإنسانية البارزة. وعلى الأغلب سيتفق أعضاء الأكاديمية مع هذا الطرح، لكن فيلم The Irishman من إنتاج Netflix، وكثيرٌ من المُصوتين الكلاسيكيين قلقون للغاية من تلك المنصة تماماً مثلما هم قلقون من أفلام أبطال القصص المصورة.
Joker
قوة الفيلم: بدأ هذا الفيلم موسمه بحصد لقب جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي، كما أن إيراداته ستصل قريبًا إلى مليار دولار حول العالم وهو رقمٌ لافتٌ للانتباه، خصوصاً أن الفيلم يخلو من مشاهد الحركة والخدع المولَّدة باستخدام الكمبيوتر والتي كانت في نظيره من سلسلة أفلام Batman. ويلقى أداء خواكين فينكس التحولي في دور البطولة تقديراً بالغاً في الأوساط السينمائية، ودائماً ما تُعزز فرص حصول فيلمٍ على جائزة أفضل فيلمٍ إذا ما فاز بطله بجائزة أفضل ممثلٍ.
ما ليس في صالحه: مع أن الفيلم جذب اهتمام جمهول كبير جدًا من المتابعين للسينما، لكنه لا يُشبه أبداً التصور التقليدي لأي شخصٍ عن فيلمٍ جماهيريٍّ ممتعٍ، وقد يلقى حائط سدٍّ لدى مُصوتي الأوسكار الذين يرفضون نزعته التشاؤمية، وطرحه العنيف. وفيما يشترك الفيلم في كثير من الأشياء مع أفلام سكورسيزي القديمة مثل Taxi Driver أكثر مما يشترك مع أفلامٍ مثل Black Panther من إنتاج مارفيل، إذ إنه يظل فيلماً مأخوذاً عن قصةٍ مصورةٍ، وهذا النوع من الأفلام لم يفز بجائزة الأوسكار الأبرز.
Little Women
قوة الفيلم: ترشح فيلم Lady Bird، أول فيلمٍ من إخراج غريتا غيرويغ، لخمس جوائز أوسكار عام 2017، وخرج سنتها خالي الوفاض. ولو أن المُصوتين أرادوا تعويضها، فإن فيلم Little Women يُمثل فرصةً مثاليةً، ويكتظ بنجومٍ تُحبذهم الجائزة مثل رونان، ولورا ديرن، وميريل ستريب.
نقطة ضعفه: صحيحٌ أن النسخة التي أُنتجت عام 1933 من الفيلم قد ترشحت لجائزة أفضل فيلمٍ، إلا أن هذه القصة قد رُويت مراراً في الأفلام وبالتلفزيون، وتقريباً لم تفز من قبلُ أية إعادة إنتاجٍ لفيلمٍ بالجائزة الكبرى. لقد أحدثت غيرويغ تغييراتٍ بنيويةً جريئةً في تناولها لرواية لويزا ماي ألكوت، لكن هل يكون ذلك كافياً؟
Marriage Story
قوة الفيلم: يكاد يكون من المؤكد أن يُرشَّح أحد أبطال فيلم نواه بومباتش، الذي يحكي عن عائلةٍ تخوض غمار الطلاق، سواءٌ آدم درايفر، أو سكارليت جوهانسن، لجائزة أفضل ممثلٍ لدورٍ رئيسيٍّ، والممثلة ديرن، التي خطفت الأضواء بأدائها لدور المحامية البارعة لسكارليت جوهانسن، لجائزة أفضل ممثلةٍ لدورٍ مساعدٍ. ويُعتبر السيناريو القائم على الحوار الذكي هو الأقرب في سباق جائزة أفضل فيلم أصلي.
ما ليس في صالحه: يستدعي الفيلم دراما عائلية على مقياسٍ إنسانيٍّ في فترةٍ معينةٍ، مثل الأفلام الفائزة بأوسكار أفضل فيلمٍ Kramer vs. Kramer، وTerms of Endearment، لكن المُصوتين هذه الأيام يميلون إلى تفضيل الفائزين بدرجةٍ كبيرةٍ. وهذا فيلمٌ أكثر هدوءاً وأعمق فكراً من الأفلام البراقة التي تتسابق على الجائزة، وسيحتاج جمهوره لإحداث ضجةٍ لصالحه.
Once Upon a Time … in Hollywood
قوة الفيلم: يحب المصوتون الأفلام التي تتحدث عن صناعة الترفيه، وهذا الفيلم رسالة حبٍّ للمكافحين الذين يعملون بهوليوود. وفي حين تناضل الشخصيات التي يؤديها ليوناردو دي كابريو وبراد بيت للتكيف مع التغيرات التي تطرأ على مجال عملهم، قد يرى أعضاء الأكاديمية كذلك أن التصويت لصالح الفيلم الأصيل النادر الذي حقق نجاحاً هائلاً في صالات العرض هذا الصيف، تحصيناً ضد التحول نحو منصات المشاهدة على الإنترنت. وقد ينتهزون الفرصة كذلك لمنح تارنتينو جائزتي أفضل فيلمٍ وأفضل مخرجٍ اللذين لم يحصل عليهما من قبل، خاصةً أنه هدد بالتقاعد.
ما ليس في صالحه: خلال السنوات العشرين الماضية، لم يفز بالجائزة سوى فيلمين صيفيين فقط، وسيكون على هذا الفيلم أن يُعيد تقديم نفسه بنجاحٍ هذا الشتاء إذا كان المُصوتون سيُبقونه في الاعتبار. وحتى الآن فإن المرحلة الثانية من الحملة الترويجية للفيلم غير مسموعٍ عنها بشكلٍ فظيعٍ.
Parasite
قوة الفيلم: يُعتبر هذا الفيلم الذي يدور حول عائلةٍ من المحتالين تشق طريقها وصولاً إلى الكنف الفسيح لعائلةٍ ثريةٍ، الفيلم الأجنبي الأبرز لهذا العام. بعد أن فاز الفيلم بالسعفة الذهبية لمهرجان “كان” في مايو الماضي، فاز الفيلم كذلك بإعجاب الجمهور بشكلٍ عامٍ، وهو في طريقه لحصد مئة مليون دولارٍ من العائدات عالمياً. يبدو الفيلم بموضوعه الذي يتحدث عن عدم المساواة في توزيع الدخول مناسباً للوقت الراهن، وهو ما سيساعده على التميز وسط أفلام الفترة الحالية، وسيستفيد من التنوع غير المسبوق الحاصل في جنسيات المُصوتين للأوسكار، الذين دعموا فيلم Roma حتى أوشك على الحصول على الجائزة العام الماضي.
ما ليس في صالحه: باختصار، لم يفز أي فيلمٍ أجنبيٍّ قط بجائزة أفضل فيلمٍ. ومع أن فيلم Parasite قد يُحقق مفاجأةً في عديد من فئات جوائز الأوسكار، من بينها أفضل فيلمٍ وأفضل مخرجٍ، وأفضل فيلمٍ أجنبيٍ، وأفضل سيناريو، وأفضل تصميم إنتاجٍ، فإن ترشيح أيٍّ من أفراد طاقمه لجائزةٍ قد يكون أمراً أصعب. ومن النادر أن يفوز فيلمٌ بجائزة أفضل فيلمٍ دون أن يُرشح أي ترشيحٍ لجوائز التمثيل، والأفلام التي تفوز عادةً ما تكون متقدمةً طيلة الموسم.