يعتبر كهف الجارة الذي يقع في الصحراء الغربية المصرية أروع ما وقعت عليه عين إنسان في منطقة أفريقيا عمومًا والشمال منها خصوصًا، ويقع بالقرب من كثبان أبو محرق الرملية بالقرب من درب قديم للقوافل.
يربط الكهف واحة الفرافرة في الصحراء الغربية بأسيوط في صعيد مصر، واكُتشف كهف الجارة في 24 ديسمبر 1873 على يد المكتشف الألماني، جيرها رد رولفز، التي كان الهدف فيها هو الوصول إلى واحة «الكفرة الليبية»، وكان ذلك عندما قاده دليله في الرحلة إلى مكان يدعى الجارة، وبه كهف يتميز بما يطلق عليه جيولوجيًا رسوبيات الصواعد والهوابط.
كهف الجارة ذو أبعاد سحرية نشأ كنتيجة طبيعية للماء النقي ومناخ الصحراء الجاف خلال ملايين من السنين، وهو يخالف كل كهوف المنطقة في تكويناته وشكل رسوبياته الرائعة، حيث تبدو الأشكال الرسوبية الهابطة والصاعدة أشبه ما تكون بشلالات مياه متجمدة، وهي نتيجة لملايين من الأمتار المكعبة من المياه الأرضية التي تسربت خلال رمال الصحراء منذ ملايين السنين وخلقت هذا الكهف الأرضي، ثم جرى ترسيبها وتكثيفها بفعل الحرارة الشديدة، وتصل ارتفاعات التكوينات الرسوبية حسب وصف «رولفز» إلى 3 أو 4 أقدام.