جاليري المرخية يقدم تجربتين فنيتين في معرض أربعين ناقص
افتتح في جاليري المرخية بمطافئ: مقر الفنانين معرض أربعين ناقص في نسخته الثامنة، والذي يجمع أعمال الفنانين القطريين، الشيخ مبارك بن ناصر آل ثاني وبثينة المفتاح، ويتجلى في المعرض الذي يستمر حتى 17 يناير المقبل، الحديث والتليد، وتنصهر المسافات وتتقارب، وينسجان بينهما روابط لا تنفصل أبدا ويتحقق التوازن المنشود.
وأوضح الشيخ مبارك بن ناصر آل ثاني في تصريح لوكالة الأنباء القطرية على هامش افتتاح المعرض ليلة أمس، أنه يرصد في أعماله حالة التمدن التي وصل إليها المجتمع، في عدة نواح، سواء الحالة المادية، التعليم، والصحة، ومحاولة إيجاد حلول لهذه المشاكل، مشيرا إلى أن بعض الأعمال التي تتضمن ألعابا بخلفيات معينة، حاول أن يضفي عليها مشاعر إنسانية، كالشعور بالجوع والفضول والحزن، وأنه راعى في ذلك، “الوقفة” و”الحجم” و”المشهد”.
واستغرقت الأعمال التي يقدمها مبارك ناصر آل ثاني عاما ونصف العام بأحجام مختلفة. ويعتزم تقديم أعمال أخرى في معارض شخصية في قادم الأيام.
وفي أعمال أخرى للفنان داخل المعرض، حاول أن يبرز أن المدنية والزحف العمراني الحديث ابتلع كل شيء، حيث إن قطعا من “الإسمنت”، غمرت كل ما هو قديم، سواء ذكريات الطفولة (ألعاب طفولية)، أو بعض الأدوات التي كانت تستخدم في الحياة اليومية وأصبحت أثرا بعد عين.
أما الفنانة بثنية المفتاح، فتتمحور أعمالها على الطباعة الفنية و”التيبوغرافي” والرسم، وتطور ليصبح بمثابة أعمال تجهيزية تشمل استخدام وسائط متعددة. بغرض تقديم تجارب من الماضي ضمن سياقات معاصرة، وغالبا ما تلجأ الفنانة إلى شخوص وحكايات فلكلورية وتعيد قراءتها أو محاكاتها في مشاريعها الفنية. كما يبدو من خلال أعمالها، نظرتها الإيجابية للتقاليد.
تقول بثينة المفتاح في تصريح لـ قنا: “أستخدم مجموعة متنوعة من الوسائط للتعبير عن أحدث مفاهيمي من خلال الاستخدام الانتقائي للمواد، واستكشاف الوقت والتصور تجاه خصائصنا المميزة كمجتمع مستهلك”. وتضيف: “يكمن السؤال في كيفية تطور الثقافة وهل تحمل نفس الرمزية معها بمرور الوقت. إذ أدت العولمة وثقافة وسائل التواصل الاجتماعي إلى استبدال تراثنا القديم ببيئة حضرية جديدة.
وتركز الممارسة الفنية لبثينة على إعادة سرد قصص الماضي لإبقائها على قيد الحياة ومدافعة عن الأصالة مقابل التحضر والعولمة. وأعمالها التي تزين جاليري المرخية، يبدو وكأنها تكريم للرموز التراثية التي ورثناها، واسترجاع لتلك الأهازيج التي كانت تشنف مسامع الحاضرين في الأعراس قديما، أو تلك المرشات التي كانت تنثر عبيرها على الحضور.
وفي قراءة “سيميائية” لفضاء العرض، ليس اعتباطا أن يختار القائمون على الجاليري الأعمال التي تحتفي بالتراث في الطابق العلوي، في دلالة على أن مكانة التراث والهوية رفيعة.