Fareed Zaffour
جدة “إنستاغرام” المرحة في التسعين من عمرها
تعكس مقولة شارلي شابلن “ستجد أن الحياة جديرة بالاهتمام إذا كنت تبتسم”جزءاً من الشهرة التي تعيشها كيميكو نشيموتو، أو “جدة إنستاغرام”، في ظل الشهرة التي تتمتع بها وهي في التسعين من عمرها.
كيميكو التي تحصل على اهتمام متزايد بسبب صورها الغريبة والمرحة، لم تبدأ في الاهتمام بالتصوير حتي سن الـ 72 عاماً، ومع الكاميرا تغيرت حياتها من ربة منزل إلى فنانة تؤكد على أن الحياة يمكن أن تتجدد أو تبدأ في أي وقت.
تظهر رسالة عدم ارتباط الحياة بالعمر في التعليقات على كتابها على موقع”أمازون”، ومنها تعليق تارو في 19 آيار (مايو) الماضي بقوله: “تعلمت أنه يمكن الاستمتاع بالحياة. أنا لازلت في السبعين من عمري وأتطلع إلى الاستمتاع بالحياة حتي عمر 124 سنة”.
وتعليقات تؤكد على إهداء الكتاب للأمهات في رسالة غير مباشرة بأن الحياة مستمرة والاستمتاع بها ممكن، وهو ما يفسر مقولة صحيفة “فويس” الكندية في 30 آيار الماضي، أن كيميكو في الـ 89 لديها عقلية فنان في السبعين.
الأغاني والتجارب ممكنة
المهم في تجربة كيميكو، المولودة في آيار من العام 1928 في البرازيل، أن أشياءً كثيرة حدثت في فترة عمرية يتصور البعض أنها النهاية.
بدأت كيمكو، مصففة الشعر وربة المنزل سابقاً، في التقاط الصور في العام 2001 وهي في الثانية والسبعين من عمرها، بعد دورة في التصوير الفوتوغرافي، يقدمها ابنها الأكبر في استديو يملكه بالقرب من منزلها في محافظة كوماموتو اليابانية. لم تكن قد لمست كاميرا من قبل، وفقا لصحيفة “جابان تايمز” في 10 شباط (فبراير) الماضي، وفي سن 74 لمست جهاز “ماك” للمرة الأولى وفقاً لموقعها على الإنترنت.
تؤكد كيميكو على أن التصوير ساعدها على التأقلم مع وفاة زوجها، وتقول: “إذا أصبحت في يومٍ ما طريحة الفراش سوف استمر في التقاط الصور وأنا مستلقية، حتي وإن كان هذا يعنى تصوير السقف فقط.. لن أترك الكاميرا أبداً”، وفقا لصحيفة “جابان تايمز”.
بدورها ساعدت الصور آخرين أيضاً، كما يظهر في التعليقات على كتابها، الذي نشر في العام 2016، على موقع “أمازون”، فقد أشار “دبيو”في 25 آيار الماضي، إلى أن الكثير من الصور تدفئ القلب، وتؤكد أن العمر ليس له أهمية .وعلق حساب باسم “هواكيف”في العام 2017: “الصور مليئة بالإحساس، ولا أتصور أن من التقطها شخص مسن، إنها تدفئ القلب.. لقد اشتريت كتابين لي ولوالدتي”.
تحولت كيميكو إلى وجه شهير و”موديل” يقوم بترويج الملابس، وإقامة معارض ونشر كتب، ووصل عدد متابعيها على “إنستاغرام” إلى أكثر من مئة ألف متابع.
كل غريب مطلوب
لم يبدأ “الهالوين”مبكرا، ولم تهاجم الغربان تلك السيدة، ولم تقتل بتلك الجرافة القديمة أو يتم العثور عليها في كيس قمامة.. لم يحدث كل هذا وغيره إلا في صور كيميكو التي لازالت قادرة على إثارة الضحك والغيرة.
من شهرة “إنستاغرام” اتسع حضورها في وسائل الإعلام في اليابان وخارجها، وهو ما ولد شهرة أخرى صاحبها إقامة أول معرض لصورها في طوكيو بين كانون الأول (ديسمبر) من العام 2017، وكانون الثاني (يناير) الماضي.
وعلى رغم أن شخصيات كثيرة اكتسبت شهرة من مواقع الـ “سوشال ميديا”، إلا أن كيميكو تثير الاهتمام بسبب السن، والمرح وكل ما يخص تنفيذ الصور، وهو الأمر الذي عبرت عنه بقولها، وفقاً لصحيفة “جابان تايمز”: “أريد فعل شيئاً مضحكاً.. الحياة كلها تدور حول اللعب، أنظر حولي في المنزل وأبحث دائما عن أشياء مرحة لتصويرها”.
لهذا كان من الطبيعى أن تؤكد صحيفة “فويس” على أن جزءاً أساسياً من الإعجاب بصور كيميكو يتمثل في استخدامها لأشياء عادية من حياتها اليومية، نوع الأشياء التي نتخيل إمكانية القيام بها، ولهذا تبدو الصور مألوفة، وتشعر أنك تعرف كيميكو نفسها.. وأن يكون اسم معرض طوكيو: دعنا نلعب”.
الصور وما خلفها
يتجاوز الاهتمام بصور كيميكو على الـ “سوشال ميديا”الشكل إلى حالة المرح والسعادة التي تروج وتتحول إلى مساحة للغيرة أو محاولة التقليد، وهو الأمر الذي يظهر في التعليقات التي تتحول إلى دعوات بأن يكون لدي الفرد “نصف مرح كيميكو”، أو أن يكون كيميكو عندما يكبر.