200 مليون زائر في العام.. تعرّف على شارع “أكسفورد” بلندن
لا شك في أن أعياد الميلاد وما يرافقها من احتفالات دينية واجتماعات عائلية وعطل رسمية للتفرغ لهذه الأعياد، تشكل جزءاً من عادات الشعوب وتقاليدها التي تتقلدها كل عام بهذه المناسبات.
ولندن كغيرها من مدن العالم التي تحتفل بهذه الأعياد وتخصص لها احتفالات عبر مواسم عديدة، حيث تتم إضاءة الأشجار والشوارع والمنازل إيذاناً بقدومها، حتى إن المار بشوارعها، على اختلاف أسمائها، يُبهر بهالة الأضواء وأشكالها المختلفة والمتنوعة، في منظر يجذب النظر، ويؤنس القلب.
ومن أشهر الشوارع التي تُخصص لهذه المناسبة والذي يتميز عن غيره من مناطق لندن هو شارع أكسفورد، حيث يُعد أكثر الشوارع حيويةً ونشاطاً؛ لكونه مركزاً تجارياً وسياحياً يعج بالناس ليلاً ونهاراً، فما الذي يميز هذا الشارع عن غيره في الميلاد؟ ولم خُصص بالاحتفالات عن غيره؟
يُزار شارع أكسفورد من قِبل أكثر من 200 مليون زائر في العام الواحد، وهو يحتوي على أكثر من 300 محل تجاري، موزعة على مساحة خمسة ملايين قدم مربعة، ويقال إن شارع أكسفورد أكثر شوارع لندن نشاطاً وحيوية، وقد سجل عام 1909 بداية اعتبار الشارع مركزَ تسوقٍ بعد افتتاح محلي “دبنهامز” و”سيلفريدجز” فيه.
وقد اعتاد البريطانيون، في مثل هذا الوقت من كل عام، إضاءة الشارع، البالغ طوله ميلاً ونيفاً، وتزيينه.
وفي هذا العام، زُيِّن الشارع بـ1778 قطعة نثرية وضوئية على طوله، وأضيء بـ750 ألف (لمبة led)؛ وذلك إيذاناً بقدوم الكريسماس وبدء العد التنازلي له.
ويسبق موعد إضاءة هذا الكم الهائل من الأضواء العيد المجيد بــ84 يوماً، وخلالها ترى الشارع الممتد مكتسياً ومغطّىً بسحابة من الأنوار متخذة أشكال حبات الثلج، في تقليد درج عليه البريطانيون منذ عقود.
اقرأ أيضاً:
التعليم يصارع الانهيار ومستقبل قاتم يواجه الطلاب في اليمن
ولا يتوقف الأمر على إضاءة الشارع بهذا العدد الهائل من الأنوار والتزيين فحسب؛ بل غدا مناسبةً احتفاليةً عارمةً لنشاطات مختلفة، وصار يُشرع فيه بمراسم احتفال رسمية بحضور مئات الآلاف من المتفرجين والمشاركين.
ويُفتتح عادة بحضور واحد من أشهر نجوم العالم الغنائية، وقد تحول أول مرة هذا التقليد من إضاءة للأضواء إلى مناسبة سنوية بافتتاح رسمي على أيدي المشاهير عام 1981، وذلك بحضور ملكة جمال العالم بيلين ليون من فنزويلا.
ومنذ ذلك الوقت حتى اليوم، أصبحت إضاءة الشارع طقساً سنوياً قبيل أعياد الميلاد، ومع العام الحالي يكون قد مر 58 عاماً على هذا التقليد.
وقد افتتح العام الماضي الاحتفالَ نجمُ الراب البريطاني المغني كريج ديفيد، أما هذا العام فقد افتتحته المغنية البريطانية ريتا أورا وكان ذلك الأربعاء 7 نوفمبر الحالي، وذلك بحضور الفرق الموسيقية على اختلافها بطرق الجاز بطابع الأربعينيات من القرن العشرين.
والجميل في الأمر أن مثل هذا الحدث لا يمكن أن يمر مرور الكرام عند الجمعيات الخيرية وجمعيات مناصرة الأطفال واللاجئين ودُور الأيتام؛ بل تُستغل لجمع التبرعات في واحدة من أكثر الأيام غدقاً وفرحاً؛ وذلك لتلبية حاجات الفئات المستهدفة كي يعيشوا لحظات السعادة كغيرهم من الناس.
وقد شارك مع جمعية كريسماس شارع أكسفورد الخيرية، كل من الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال، و”سكاي سينما”، وذلك للمرة الثانية على التوالي للحدث.
ويعود تاريخ إضاءة الشارع أو هذا التقليد إلى عام 1959، وذلك لحاقاً بشارع ريجينت، وكان الهدف في البداية رفع حماس الناس دينياً وبيان جمالية الأعياد واحتفال الأطفال بالكريسماس كنوع من التبشير، وإضفاء الجمالية على الطقوس الدينية التي عادة ما تتسم بالجمود.
ومنذ ذلك الحين إلى الآن، لم يتوقف هذا الطقس إلا في مرحلة الركود الاقتصادي التي شهدتها البلاد بين عامي 1969-1978، إضافة إلى إطفائها عام 1963م؛ وذلك تعاطفاً مع اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي ذلك العام.
وقد تزايد إقبال السياح الأجانب بشكل كبير في السنوات الأخيرة على الشارع، وهم يمثلون الآن تقريباً 50% من مجموع الزبائن.
– حضور عربي
ويمثل السياح العرب رقماً كبيراً في معادلة “أكسفورد ستريت”، وهو المحاذي لما يسمى شارع العرب ومقصدهم في لندن، أي “إدجوار راود”.
وإلى جانب مساعي أصحاب المتاجر لاستقطاب السياح العرب، خاصة من الخليج، والذين يعتبرون الأكثر إنفاقاً، فإن هناك ضغوطات على الحكومة البريطانية لتخفيف إجراءات الحصول على الفيزا للسياح الصينيين الأثرياء الذين يتزايد عددهم بالملايين مع النمو الاقتصادي الذي تعرفه البلاد.
ومن المنتظر أن يتزايد النشاط التجاري في الشارع وإقبال المتسوقين عليه مع التطوير الذي يشهده، خاصةً في محطة “توتنهام كورت راود” مع مشروع “كروس رايل” للقطارات السريعة والمنتظر افتتاحه في 2018.
مراسل “الخليج أونلاين” التقى سارة آيتن، وهي متعهدة حفلات خاصة في لندن، حيث قالت: “لا شك في أن لندن تستقطب جميع الزائرين والسياح بالاحتفالات السنوية التي تقام من أجل إضاءة أنوار أعياد الميلاد بمركز المدينة، وتحديداً في شارع أكسفورد”.
وبيَّنت أن “العام الماضي تم تقديم أكثر من 50 فعالية خلال الاحتفالات، بالشراكة مع العديد من المنظمات الثقافية، حيث تكون الأسواق مفتوحة وصوت الموسيقى والرقص يعم المكان، وتكون أكشاك الطعام والشراب وأماكن لعب الأطفال مفتوحة أيضاً، والكثير من الأنشطة الأخرى في جميع أنحاء المدينة؛ من أجل إضافة المزيد من التشويق والمتعة على الاحتفالات”.
وأضافت آيتن لـ”الخليج أونلاين”: “إن المناطق الأكثر حيوية في المدينة هي شارعا أكسفورد وريجنت، بالإضافة إلى منطقة بيكادللي سيركس، ومتجري (هارودز) و(سيلفردج)، السياح يأتون خاصة في الليل لمشاهدة الأضواء على امتداد الشارعين، حيث تتنافس المتاجر في عرض الزينة والأضواء بأشكال وتصاميم مختلفة؛ لجذب السياح والمتسوقين، أيضاً مواكب الفوانيس والأضواء والرقص والفن والموسيقى الحية تنتشر على جانبي شارع أكسفورد؛ لتضفي لوحة مميزة للشارع تجذب الانتباه وتبهر المتسوقين”.
اضواء عيد الميلاد الجميلة! 😍 😍
شارع اكسفورد – لندن، المملكة المتحدة
لمشاهدة الفيديو:
https://www.facebook.com/vacationmodeofficial/videos/pcb.128206077862284/128205924528966/?type=3&theater
🇬🇧