أوضح المصور الصحافي الفلسطيني معاذ عمارنة الذي اقتلع الاحتلال عينه اليسرى برصاصة خلال عمله الميداني أن تكافل زملائه وعامة الفلسطينيين معه يخفف كثيرا عنه أوجاعه، مشددا على رغبته بالعودة ليكون “عين الحقيقة” ولو بعين واحدة.
وما زال المصور الصحافي عمارنة يمكث في مستشفى “هداسا” عين كارم في القدس الغربية بعد أن أصيب برصاصة جندي في جيش الاحتلال في العين أثناء تغطيته للأحداث يوم الجمعة الماضي داخل بلدة صوريف قضاء مدينة الخليل.
وقال المصور الجريح معاذ عمارنة إنه لم يشعر بشيء لحظة الإصابة في العين إلا أن الدماء قد سالت من عينه اليسرى. واستذكر أن زملاءه المصورين أنقذوه من بين أيدي جيش الاحتلال الذين بدأوا يتوافدون ويتناوبون على تصويره عن كثب وهم يتهمونه بالقيام بالتمثيل وكأنه لم يصب وأنهم لم يطلقوا الرصاص، موضحا أنه خضع لعملية جراحية استمرت خمس ساعات حيث تم توقيف النزيف، ولكن شظايا الرصاص ما زالت داخل العين ولذا سيخضع لعملية أخرى في الأيام القادمة.
ويضيف المصور الجريح أن تكافل الزملاء معه يخفف عنه الألم جراء الإصابة الخطيرة والوجع الشديد في العين وارتفاع الحرارة والألم في الرأس، معربا عن تقديره بتوافد الكثير من زملائه ومن الفلسطينيين وطلاب المدارس من كل محافظات الوطن. كما عبر عن انفعاله لاحتضانه طفليه ميس الريم ابنة الـ8 سنوات، وإبراهيم ابن الـ4 سنوات.
يشار إلى أن معاناة الصحافيين الفلسطينيين وملاحقتهم مستمرة من قبل جيش الاحتلال، حيث قمع جنود الاحتلال المصورين والصحافيين في منطقة بيت لحم، واعتقل اثنين، وأصاب آخرين.
وعن ذلك يقول المصور الجريح عمارنة: “رسالتنا كمصورين صحافيين هي رسالة الأوفياء على هذه الأرض وجزء لا يتجزأ من قضيتنا الفلسطينية من توثيق ورصد كافة الانتهاكات الإسرائيلية من مصادرة الأراضي، وبناء المستوطنات، والإعدامات بدم بارد بحق المواطنين الفلسطينيين، والاعتقالات”، مؤكدا أن رسالته مستمرة وأنه سيعود لمزاولة مهنته في حال تحسنت أوضاعه الصحية “كي أبقى عين الحقيقة”.
يشار إلى أنه بعد ساعة من الاعتداء على عمارنة، انتشر وسم (هاشتاغ) تضامني مع المصور الصحافي معاذ عمارنة تأكيدا على أن عين الحقيقة باقية في الأراضي الفلسطينية. كما نشر كثيرون في صفحاتهم عبر التواصل الاجتماعي صورة بوضع اليد على العين اليسرى لتأكيد أن كل عيون الشعب الفلسطيني عين معاذ.
وعلى خلفية هذا الاعتداء أكد مركز “إعلام” داخل أراضي 48 أنه في عصر نمو انتشار المعلومة والصورة والخبر تنتشر أكثر حالات عرقلة الصحافيين عن أداء مهامهم بأن يكونوا عين الحقيقة فتستهدف العين لاستهداف الحقيقة. و”يستنكر مركز “إعلام” ما تعرض له الإعلامي المصور الصحافي معاذ العمارنة يوم الجمعة 15.11.2019 أثناء تغطيته لفعالية لمناهضة الاستيطان في بلدة صوريف، حيث أطلق عليه جيش الاحتلال النار مما أدى لإصابة بالغة في عينه أفقدته إياها، وهو ما زال حتى اليوم يخضع للعلاج، ونتمنى له السلامة”.
كما يدين “إعلام” بشدة ما تعرض له الزملاء الصحافيون خلال تعرض جيش الاحتلال لمسيرة تضامنية مع عمارنة، حيث “قمع الجيش هذه المسيرة السلميّة بالقوة باستخدام الغاز المسيل للدموع والملاحقة بالضرب المبرح مما أدى لإصابة عدد من الصحافيين واعتقال البعض لساعات”. وأكد “إعلام” أن هذا الاعتداء الجديد يشير لتّعنت السلطات الإسرائيلية واعتمادها أسلوبا منهجيا باستهداف الصحافيين والإعلاميين عمدا، محاولة بذلك منعهم عنوة من تغطيتهم للأحداث المتعلقة بانتهاكات قوات الاحتلال ونقل ممارساتهم الوحشية بحق الشعب الفلسطيني. وتابع “إعلام”: “اليوم وفي عصر نمو انتشار المعلومة والصورة والخبر تنتشر أكثر حالات عرقلة الصحافيين عن أداء مهامهم بأن يكونوا عين الحقيقة فتستهدف العين لاستهداف الحقيقة”.
كما أكد مركز إعلام أن حماية الإعلاميين وهم يقومون بأداء مهامهم هو حق مكفول وفقا للمعايير والقوانين الدولية، وأن استهداف الصحافي معاذ العمارنة خلال قيامه بتأدية عمله الصحافي الميداني من نقل للحدث هو انتهاك للقانون الدولي الإنساني ويحمل السلطات الإسرائيلية مسؤولية ذلك.
ويلفت إلى أن الصحافيين حتى وإن وجدوا في مسرح الاقتتال والنزاع لهم الحق بالحماية والسلامة، وأن أخطر ما يتعرض له الإعلاميون هو العنف المباشر الموجه ضدهم عمدا. يذكر أنه في العامين المنصرمين لوحظ ازدياد كبير في تعرض الإعلاميين لخطر استهدافهم مباشرة من قبل قوات الاحتلال حيث كانت عدة حالات استهداف مباشر للصحافيين من حالات إطلاق قنابل صوتيّة وحتى حالات إطلاق نار على الصحافيين، وقد أدى ذلك لفقدان حياة البعض أثناء وجودهم خلال تغطية لأحداث مختلفة في الضفة وفي غزة.
وخلص مركز إعلام للتأكيد بأنه يحمل السلطات الإسرائيلية مسؤولية سلامة الصحافيين ويدعو المؤسسات القانونية والإعلامية لبذل الجهود للحد من إلحاق الأذى بالصحافيين وبمعداتهم من خلال توثيق هذه الممارسات، ومتابعة التحقيق بالانتهاكات المتعاقبة والأذى المتعمد الذي يقوم به الجيش بحق الإعلاميين وملاحقة مرتكبيها قانونيّا ودوليّا.
(القدس العربي )