الدكتور #محمد _عبد الله _الأحمد..
سنونو مهاجر..يحاكم الواقع ويكسر جدران المحظور..
بقلم المصور : فريد ظفور
- نقش فوق الغيم نبوءاته..ياملكوت الثلج ..ألا يبعث في الأرض غراب يخفي سوأتنا..وينادينا الحلم فنسبح في قاع الظلمات ونغرق متآلفين مع الموت..هي ذي الأنهار تصفق ..ما أقرب مئذنة الحرية تدعونا..لروائح نعناع بلادي ..كي نبدأ ميلاداً في نرجس عينها..كي تصغي لنشيدنا وتظلل أشجار القلب بغيمات ضفائرها وتنادي نوارس البحر..وبين لغات الصمت يضيء وفي جعبته غصناً للزيتون ..تزبل أوراق النار..ولوع الناي الحزين..متهمة بكتابة ذاكرة الآلام..بالسطو على الوقت الضائع..فلا يعرف الثلج تحت ضلوعة ولا يعرف الإحتراق..فهل يمكنه أن يغير شكل النهار وشكل المساء وشكل الربيع..من بدء كفيه تحت مسامات ذاكرته في إقتطاف فيغير كل مراثي شغافه وحتى رحيل الكلام..فما كنت أنت ولا أنا إلا دخان الإنتظار..فأنت المسافر في زمان العشق بأشرعة الحصار مجدافك الصمت المجروح فوق موجات البحار..ولا بد أن يأتي النهار ..وأن يعود السنونو المهاجر ..ولا بد أن يعود يوماً إلى محطته القطار..فتعالوا معنا نرحب بالفنان والمفكر والشاعر والباحث..الدكتور محمد عبد الله الأحمد..
- أناشيد الحياة..بوح عاطفي مفجوع ومحزون..ورجع ذكريات مرير..وأوصاف واقعية وحياتية وصادقة..الغربة عن الوطن..السفر..المهجر..والعودة إلى الوطن والأصدقاء والأحباب..وثمة أمل خافت ومحموم في شفاء البلد من براثن جراحها المدماة..في الأمن والأمان والصحة والعافية ومعاودة الحياة وعودة المهجرين لديارهم..أم هو يأس من شفاء أو وداع دون لقاء..فنان وشاعر ومفكر بصوت عالي..مايزال حتى الآن يقرض الشعر ..يبثه عذابه ووجده..وعاشت وتعيش كلماته صدى قلب كبير هدّه الألم والعذاب والصراع في الوطن..وذكريات شاعر إنسان فتح صدره للإنسانية والمجتمع والوطن..كما فتحه للحب والجمال والخير..وترك في قصائده أجود نماذج البوح الشعري المعبر عن أوجاع المواطن والوطن..وذكرياته الطفولية والصبا والشباب وذكرى الحب والأمل ..وبعضها الأليمة من يأس من الحياة ومن الحب ومن السعادة..وهو الآن ينتظر العبور للوطن..وأشواقه أصبحت أباطيل وسراب ونبت دونما ثمر وورد من غير رائحة وطن..
- الأدب ذالك الفن الجميل الذي يستعمل الكلمة في إلهاب العواطف وترقيص المشاعر والأحاسيس..وإغناء الفكر ..وتدريب العين والأذن على تعلم الفن وتذوقه..فقد تعود جيلنا على تذوق الأدب والفن وتكونت جبلتنا هذا التكوين..وإتجهت أفئدتنا هذا الإتجاه..فالأدب والفن عندنا هوية ربما مميزة وربما فريدة..ففي السابق كان ديوان العرب الشعر..ديوان الحياة والمجتمع والفرد والتاريخ والمروءة والصبوات الفردية والجماعية..وكان ينبوع علماء الإجتماع والساسة في عصرنا حيث إستقى منه المؤرخين كل المفاهيم والقيم..لقد صبّ الأباء والأجداد كل مواهبهم الفنية والأدبية في الكلمة..فتفتحت مشاعرهم الخصبة وإحساسهم الفني العميق بمظاهر وجمال الطبيعة والبيئة والمجتمع..بالرغم من أن طبيعتهم قاسية ولكن مواهبهم كانت عظيمة..وكانت الكلمة هي المنفذ..وجاءت الكلمات لوحات فنية فلقد صب العرب كل أحاسيسهم الفنية ..رقة وروعة وصفاء..ولكن ذلك كان مصون بإطار من الأخلاق والشهامة والمروءة وهكذا كان الأدب العربي منذ كان صورة رفيعة من موسيقى عذبة اللفظ المنظوم في صورية وميثيولوجية عليا..المتنامي من مناخ وحصن أخلاقي رفيع المستوى..القائم على العطاء الدائم والبذل المتواصل..وكان الأديب والشاعر هو المميز أخلاقياً ومثلاً أعلى في المجتمع..ومن هنا كان دور الدكتور محمد عبد الله الأحمد..الذي عرفنا بأدب الإنسان ذي القضية وأدب إنساني ضال..وليس من الضروري أن يكون الأقوى في عالم التقنية والأنترنت والحرب ..أقوى في عالم الفكر والفن والأدب..وكمثال فإن العرب المغلوبين قد أجبروا الرومان الغالبين على إعتناق الديانة المسيحية ..التي هي وليدة الأرض العربية..وفي هذا ما يجعلنا نعتقد كعرب بأننا مدعوين للنظر في كل القيم والأفكار الوافدة علينا من الغرب..ونلاحظ بأعمال الدكتور محمد عبد الله الأحمد بأن هناك تياراً يسري في عروق هذه الأمة ..لُحمته الفن الرفيع ..وسداه إلتآم قضايا المجتمع العربي المعاصر..وقد إستطاع مجابهة الأدب الرخيص والمستور والفاقد للهوية الوطنية..فكانت كلماته بلسم تمس شغاف القلب وتفتح لها القلوب وعمرت بها الصدور وإزينت بها النفوس..داعياً للتواصل بين الإنسان وأخيه الإنسان في الوطن وخارجه..ودعانا ليكون المرء إزاء صديق له مثلما يكون إزاء نفسه لأن صديقنا هو نحن..في شخص واحد ..كما قال الفيلسوف أرسطو..ومن نافلة القول بالدور الذي لعبه الدكتور محمد عبد الله الأحمد في بناء الصرح الثقافي في موقع ومنتديات المفتاح وفي مجلة المفتاح ومجلة فن التصوير..فقد كان الجندي المجهول القابع خلف الكواليس يقدم النصح والأفكار والقصائد والمقالات..التي تنتشر في أرجاء المنتدى والمجلة..ناهيك على دوره الريادي في بلورة وتمكين الصداقة بين مجموعة وفريق منتدى المفتاح أمثال الزملاء فراس وردينة رهجة وعبير العبد الله وسلمان الأحمد ومنال ظفور وأسيا وبدر وفرهد وفريد وإبتسام وإمتثال وأسد ظفور..ونبيل وإبراهيم وتوفيق سلامة..ود.محمود ود.كمال وفرح سلامي..وياسمين الشام وفكرت للفنون الجميلة وطلال الحوت وزوجته أم محمد وبنان سفر وساري بيلوني وفايز وسليم وسناء عبود وسمير حاج حسين ود.جميل ضاهر ..وحسن سمعون وزوجته..وعباس سليمان علي وولديه..وعلاء الدين بشير وزوجته وأولاده..وعمار حمشو..وجلال الحوراني.. وسلمان إسماعيل ومحمد زهرة ومهيار ونبيه الحسن وغيداء الأحمد ونبيه إسكندر وغيرهم الكثير..الذين كانوا البناة الحقيقيين لنجاح منتديات المفتاح..
- إذا كانت الكتابات تنطوي على مايمكن أن يسمى حقيقة الإنساني والإجتماعي في بنيتها الفكرية.فإن الإجتماعي تحديداً وهو يلتحم بالسياسي في نسيج واحد..يتقدم في موازاة غير مشروطة مع السياسي ليجلو الجلية القائمة بينهما بأعمال وكتابات وأشعار الدكتور محمد عبد الله الأحمد..والتي إمتد تأثيره للقصة والرواية والسينما..في أعمال محمد الأحمد يتسع المدى وتتكسر جدران المحظور وتسيل الكتابة نهراً دافقاً لتلامس كل شيء من حوله..وتقاربه من زوايا جديدة ورؤى فريدة أكثر تمثلاً لآلية الواقع وأكثر حرية في التعامل مع الذات والآخر..فقد تكون ألوانه قاتمة ولربما داكنة ومتدرجة رمادياً وقد يكون الإنهيار شاملاً والنهايات محملة بالشجن..لكنها صور شعرية جميلة وأفكار بناءة ولوحات من زماننا وألوان من واقعنا المعاش..بالرغم من أن الدكتور محمد عبد الله الأحمد مهاجر لكن بقيت قصائده وصورها خارج العدم والعبث ..وطيفه ينهض في كل بيت شعر وفي كل قصيدة موغلاً في بناء الحياة الأفضل بغد أجمل..ولعل مايزيد من حساسية تعرضه لتلك المواضيع الوطنية ..هو دقة الظرف الذي تمر به بلاده سورية..مما يجعلنا نتساءل ببراءة الأطفال عن دوافع إثارة مواضيع وشخصيات وطنية وعن جدواها في وقت يتعرض فيه وجودنا لخطر يتهدده مصيرياً بأكثرياته وأقلياته كافة دون إستثناء..وما إنفك أعداء الأمة والوطن يبحثون عن منفذ يخترقون من خلاله الجسد الوطني والعربي..إمعاناً في تمزيقة وتفتيته مستغلين كل الأوراق ووسائل الإعلام المكتوبة والمنطوقة الورقية والرقمية..وساعين إلى إبراز التناقضات الثانوية ورفعها إلى مستوى التناقضات الرئيسية..وإفتعال المشاكل وطرح القضايا صرفاً للأنظار عن موضعها الصحيخ..وهو وجود المفكرين أمثال الدكتور محمد.. والتفكير الجدي في مصير الكل ..
- وندلف أخيراً للقول بأن ماقدمه ويقدمة الشاعر والمفكر الدكتور محمد عبد الله الأحمد..يستحق التقدير والمتابعة والبحث والشكر والثناء لجهوده وهمومه في الدفاع والذود عن حياض الوطن بكا ما أوتيا من قوة..بالكلمة وبالقلم وعبر وسائل التواصل الإجتماعي كالفيس بوك وغيره من المنصات الرقمية الموجودة على الشبكة العنكبوتية..لأن حربنا الآن هي حرب الكلمة والصورة والطائرات المسيرة..من هنا حريٌ بنا القول بأن ماقدمه الفنان والأستاذ الجامعي والصحفي والمفكر والشاعر الدكتور محمد عبد الله الأحمد..يستحق أن ترفع له القبعة ويستحق تسليط الضوء عليه ومكافأته ومساعدته لنشر أفكاره التي ستظل عنواناً ومركز هداية ومنارة للأجيال القادمة من الشباب والشابات في سوريا والوطن العربي والعالم أجمع..وبهذا أصبح الدكتور محمد عبد الله الأحمد..السنونو المهاجر..الذي حاكم الواقع وكسرجدران المحظور..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــملحق مقالة الدكتور محمد عبد الله الأحمد ــــــــــــــــــ