الفنان #سامر _إبراهيم _أو# سامر_ أبو ليلى.
.ربان سفية مسرح خمص..ينشر عطره الفني في أرجاء الفضاء السوري والعربي..
بقلم المصور: فريد ظفور
- في الأفق المجدول ضفائر فنية..يزهو قوس القزح الزاهر بألوان الطيف السبعة..يطفر منه اللون دوائر وأشكال زخرفية..يعجن قيظ الروح الإبداعية وبرد الروح المسرحية..فينمو فيه النوء المسرحي الحائر..يزحف صمت القاعة ..ينشر جزره في الأحشاء ..ويرشف كل رصيد الماء والجهاز الخليوي..ويزفر دخاناً وفحماً في الأرجاء..يغلق بوابات زوار العرض ..يشمع عين الفن بنغمة شرقية..يُغرق طوف وطرف الحب..ويحرق طرف وطوف الرحمة..يطبع ختم الفرح ..ملء فضاء النفس ..يخلق ذكرى القباني بالأمس..وبوح الهمس المسرحي ببشرى الشمس الإبداعية ويزحف نحو المنصة ويتقدم ليعلن..بدء الفرجة الفنية..أيها السادة المسافرين على متن سفينة مسرح المحبة والأمل ..يرجى من حضراتكم ربط الأحزمة حول أي مشكلة أو معضلة لحين إقلاع طائرة الفرح والبدء بالعرض..رحبوا معي بضيفنا الكبير الفنان والمخرج والمؤلف سامر إبراهيم..أو سامر أبو ليلى..
- الفنان سامر إبراهيم..يشق الإبداع المسرحي الفني طريقه في سفوح وطرقات وعرة..وسط عوائق ذاتية ليس أقلها عمره المسرحي القصير وتجربته الغضة مقارنة بعمالقة مخضرمين في مدينتة حمص وفي سوريا..وكذلك عوائق موضوعية متصلة بطبيعة العلاقات الإجتماعية ومستوى التلقي الثقافي والفني السائدين ..وبما أن الإبداع هو مواجهة العالم والبيئة المحيطة لحظة تمثله وكانت المواجهه تبلغ ذروتها توازياً مع حجم ووطأة العادات والتقاليد والقيم المجتمعية المهيمنة وخاصة في فترة الحرب على سورية..
- والفنان المسرحي سامر أبو ليلى. كما يحب أن تناديه…كان يسير على دروب الحياة ..وحين يمر في الطريق كل صباح تطالعه وجوه البشر المتباينة ..البيضاء والسمراء والحنطية..الضاحكة والباكية والكالحة والمكتئبة..والوجوه الحيادية والمتطرفة..والصادقة والكاذبة..والطيبة واللئيمة والتي تحمل الأمل والساخطة ووجوه تعلن الحب وأخرى تشيع الكراهية..وجوه مهمومة ومحزونة وأخرى سعيدد وطليقة ترفع شعارها التفاؤل..ووجوه ترفع البغض والتتشاؤم عنواناً..أحاسيس شتى تتجاذبه وهو يتأمل الناس ويحدق فيما حوله..وبالرغم من أنه لكل إنسان وجهاً..لكن هناك من صنع لنفسه وجوهاً وبل أقنعة بأقنعة..صباحبة ومسائية للعمل وللبيت ..أقنعة للأصدقاء وأخرى للأهل..للكبار والصغار..للرجال والنساء للبيع والتجارة ..لأن لعبة الأقنعة طريفة ومدهشة ولها خصوصيتها وإمتيازاتها ولها من يتقنها ويبدع فيها..وبذلك يكون لكل إنسان دور على خشبة الحياة ..وهكذا تتزاحم الوجوه وتتدفق كل يوم وربما تترك بصماتها هنا وهناك في مرافق الحياة..ولكنها في النهاية تضيع وتزول ولا يبقى في ذاكرة البشر سوى الوجوه النيرة والمضيئة والنضرة والعذبة والشفافة ..التي لم تتقن و لم تجرب لعبة الأقنعة ..
- الحق أني كنت قبل متابعة أعماله لا أعرف شيئاً عن الفنان المسرحي سامر إبراهيم..وعن دوره الرائد في مجال عمله وهو واحد من المخرجين والأقلام والممثلين الصامتين.. الذي يعمل بصمت في شتى أصقاع القطر السوري منذ ماينيف عن الثلاثة عقود ..ليدافع عن ثقافة المسرح وحضارة الفن السوري والحمصي ..فقد كانت حضارة راقية وأشد تأثيراً في مسيرة الإنسانية.متحملاً بذلك وحده مشقة الطريق ومشاق الفن ..بالرغم من الهجمات التي تعرض لها والتشويه المبرح والمبرمج الذي يتعرض له كل مبدع وفنان أصيل..والتعرض لنقاط سلبية في حياته متناسين بأننا جميعاً نحمل الكثير من الأخطاء..وحتى الطبقات الراقية والمخملية موجود فيها هذا الداء..وبذلك بذل كل ما إستطاع من القدرة لإثبات وجوده أولاً وللتوضيح والتحقق والتبيين والتصحيح للوسط الفني الذي يعيش ضمنه..من دون أي يتلقى أي مساعدة أو تشجيع..فتحية له لأنه إستطاع تأدية دوره الملتزم والملهم في إقناع الناس بفنه وبعمله الإبداعي المسرحي..بالعمل وبالحجج والبراهين العقلية والعملية..بزيف المقالات والمحاولات التي تخرج مشوهة من رحم الحقد والكراهية وغاية هدفها التشويش والعبث بالنتاج المسرحي الإنساني..
- يربط التاريخ المسرحي بين المسرح والمسرحية..إذ لاوجود لمسرحيات دون مسرح ما بمكان ما..وتيشابه التاريخ المسرحي العربي بالألباني ..والظاهرة مشتركة من الإنقطاع بين تطور المسرح وتطور المسرحية..فالبدايات كانت قبل الميلاد وبعده ..ثم الإنقطاع حتى بداية القرن التاسع عشر..حيث بدأت الروح تعود للتقاليد المسرحية للبلدين والشعبين..فإنسان الأرض العربية ينطوي على سر الحياة فيه ..فكما يودع الأرض سر حيويته فيخصبها وكما يودع أحشاء الأمومة ماء إستمراره الجسدي..فإنه يبذر إبداعه دوماً مع فنانين شباب قادمين..فتحت قشرة الهدوء السراب ..ثمة قلوب عربية شابة تخفق ألقاً وإبداعاً ودهشة..تسمع صوتها رغم إحتجاجها وتستل خيوطها من نسيج الأشياء المسرحية المتشابكة..فربما لم يستكمل الجيل بناء حلمه على تلك الفسحة أو المنصة..فلم تستقر كتبه ودفاتره بعد على رفوفها..ولكنه يجرب ويغامر ويقامر..ويشده أبداً توق دائم للإبداع ونحو إكتشاف العالم ومعانقته وتعمق خفاياه..بإحساس جديد ورؤيا مكتملة..سوف تنبيء عن مبدعين عرب..وللأسف هناك بعض القائمين على المسرح منذ ماينيف عن النصف قرن لم يتغيروا ..فقد أصبحوا مثل شجرة دَبَّ فيها الهرم فشاخت وتآكلت جذورها وفروعها المسرحية بفعل عوامل الطبيعة والتطور الإجتماعي والتقني وبفعل الزمان ..فوقفوا بأوراقهم القليلة المصفرة المتبقية ..هكذا حين يداهمها الغروب تثير الرعب والشفقة..غير أنهم مازالوا مصرين على التمسك بمناصبهم من باب الحفاظ على الكرامة الشخصية أو لعلهم أضحوا معلماً أثرياً من معالم بلدانهم..
- كانت اليونان تقيم إحتفالات قروية مرحة تكريماً لآلهة الأرض أو للإله ديو نيسوس..حتى يعم الخصب والنماء ويزداد الرخاء..فكان الفلاحون يقومون بعرض تجاربهم بشكل تمثيل دراماتيكي..ومن هنا نشأت الكوميديا اليونانية من الحفل القروي السعيد..ومن الجدير ذكره بأن التراجيديا قد نشأت من أنشودة الديثرامب المتصلة بعبادة ديونيسوس..إلا أن التراجيديا نمت وإزدهرت قبل الكوميديا..ويعتبر الأدب المسرحي من ألصق الفنون بالحياة وتطورها عبر القرون ..فما أن تتغير أوضاع الحياة حتى تتغير تبعاً لذلك صور الأدب المسرحي ومضمونه..فقد كانت مثلاً فرنسا خلال القرن السابع عشر في عصرها الذهبي..أي عصر لويس الرابع عشر..وقد أدى التطور الإجتماعي والفلسفي في القرن الثامن عشر إلى هبوط فن التراجيديا وبدء إختفائه..لتحل مكانه الدراما الحديث.. التي لاتقيدها أصول التراجيديا التي معتبرة فناً أرستقراطياً ممتازاً..
- ويترك لنا الفنان المسرحي سامر إبراهيم إطلاق مخيلة الجمهور بتقديم إحساس حي بالمكان والشخصية وترك الجمهور يملأ الفراغات..وسيظل مهرجان حمص المسرحي السنوي قبلة أنظار الوسط الثقافي عامة والمسرحي خاصة ..وموضع حديث الصحافة والنقاد الفنيين..ومع ذلك يعد أبرز مافي أعماله علاقته بزملائه وأيضاً مع وجوه شابه وبعضها لها تجاربها المسرحية..ولنعترف بقدرة الفنان الإخراجية وفي السيطرة على أداء الممثلين والممثلات وإظهار أفضل مالديهم من طاقات إبداعية كامنة..وكذلك أداؤه الفني الرائع الذي وصل إلى مرحلة النضج الفني..
- وندلف أخيراً للقول بأن الفنان المسرحي سامر إبراهيم عملة نادرة قدمت الكثير ولديها كنز من الإبداع..وتستحق التقدير والإحترام..وحريٌ بنا نحن معشر الصحافة والإعلام المنطوق والمكتوب الورقي والرقمي بأن نسلط الضوء عليه وعلى المبدعين أمثاله وهم كثر بلا ريب ويحتلون مساحات كبيرة من الحركة الثقافية الإبداعية الفنية والأدبية..فمرحى للفنان أبو ليلى..وكل الشكر والتقدير لما قدمه في خدمة الفن عامة والفن المسرحي خاصة..وكلنا أمل بأن ينصف ويأخذ حقه بالتكريم وتسليط الضوء على تجربتة المسرحية المتألق والناجحة ليبقى منارة هداية للأجيال القادمة من عشاق الفن المسرحي..وليبقى سامر أبو ليلى..ربان سفية مسرح حمص..ينشر عطره الفني في أرجاء الفضاء السوري والعربي..
ـــــــــــــــــــــــــــملحق مقالة الفنان المسرحي سامر إبراهيم ــــــــــــــــــــــــــــ