Saad Hashmi | HIPA
فوتوغرافيا
إسعاد الناس .. من أسمى رسائل الكاميرا !
بعيداً عن التعريفات المتعدَّدة للسعادة، والفلسفات القديمة والمتجدَّدة والحديثة التي تحاول قولبة مفهوم السعادة بطريقتها ووضعه في قفصٍ ذهبيّ يناسبها، وتسطيح كافة المفاهيم الأخرى التي تختلف معها في نوع القفص وأبعاده ومكان وجوده .. الكاميرا لديها أساليب مُبسَّطة المفهوم مُعقَّدة الآلية والتنفيذ، تستطيع من خلالها اكتشاف دلائل مباشرة على السعادة، وعلى رأس هذه الدلائل “الابتسامة”.
ومن أروع تجارب توظيف الكاميرا في مهمة الإسعاد، مبادرةٌ تحدَّثنا عنها سابقاً، وهي “كاميرات محمد بن راشد للسعادة” في دائرة جمارك دبي، لرصد مدى ارتياح وسعادة المتعاملين، حيث تقوم كاميراتٌ ذكيةٌ بتحليل مدى سعادة للمتعاملين بشكل تقنيّ، حيث تعمل على تحليل تعابير وجه المتعاملين، دون تخزينها للحفاظ على الخصوصية، قبل وبعد إتمام معاملاتهم في مراكز الخدمة، ومن ثمَّ قياس مستوى السعادة بشكلٍ فوريّ ودقيق.
كمصور .. مالذي تستطيع فعله لإسعاد الناس؟ إذا كنتَ مهتمّاً بمبدأ السؤال إذن إليك نموذجاً من الواقع. يمكنك زيارة إحدى المستشفيات والاستعانة بالقسم المختص للاطلاع على حالات بعض الأطفال، خاصة أولئك الذين ترتبط حالاتهم المرضية بالوضع النفسيّ ! ما رأيك لو فوجئ أحدهم بغرفته وقد غطَّتها مجموعةٌ من صوره منذ أسابيعه الأولى في هذا العالم .. ثم صوره المستقبلية وقد أصبح طيّاراً أو طبيباً أو لاعب كرة ! يمكنك فعل ذلك وأكثر بمساعدة إدارة المستشفى وأهل الطفل.
ليس الأطفال وحدهم من يحتاجون للسعادة ! هناك كبار السن وربما بعض الحالات الميؤوس منها ! إياك أن تُقلَّل من قيمة عدستك ! فالبعض لا يهتم أحد بجعلهم يبتسمون أبداً ! ولم يهتم أحد بإهدائهم صوراً يظهرون فيها بشكلٍ جميل ! من يدري ! قد تكون مبادرتك وإسعادك لهم نقطة تحوّلٍ فارقة في حياتهم !!
فلاش
لقطة ! قد تكون إشراقة الأمل التي ينتظرونها !
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي