Fareed Zaffour
البيت الطيني في الساحل السوري ..ذاكرة حجر وتراب ..
……………………………………………………………………………………………
كان آهالي الضّيعة قديماً يجتمعون لمساعدة بعضهم في بناء البيوت الطينية أو اعادة تطيينها في كل عام قبل بداية فصل الشتاء ..هذا البيت الذي كان يجتمع تحت سقفه الاجداد والاحفاد وما بينهما.. بأساسه الخشبي بسقفه كان شاهداً على أسواء حال اقتصادية مرّت على الفلاح في قريته الجبلية ..
اليوم مع الأسف بدأ هذا الشاهد يحتضر أمام أكوام الحديد والإسمنت ..لتتراجع سمة بارزة من سمات البيئة الجبلية ..حقيقة لقد أوشك هذا البيت الطيني أن يدخل الذاكرة بعد أن كان عبر مئات السنين النموذج الوحيد للعمارة في تلك القرى الوادعة الجميلة..حيث كان الفلاحون يعتمدون في بناء مساكنهم على ما تجود لهم بيئتهم من مواد بناء مجانية أو رحيصة التكاليف التي كانت لا تحتاج إلا إلى تعاون الاهالي مع بعضهم ..
وكان صاحب البيت عندما ينتهي من بناء بيته الطيني يحتفل بالاهالي اللذين ساعدوه في البناء ويقدم لهم وجبة طعام فاخرة ..ثم يتبعها ب قرطل من التين او الفواكه المتوفرة لديه
واليوم بالرغم من وجود عشرات الظواهر الاصيلة والعادات الجميلة في قرانا الساحلية المتناثرة على التلال وفي سفوح الجبال فإن القرية أوشكت أن تفقد معناها وطبيعتها شيئاً فشيئاً ..
لقد أوشك البيت الطيني أن يدخل في عداد الذكريات وتميل شمسه نحو الغروب بعد أن كان عبر مئات السنين النموذج الوحيد للعمارة في قرانا الجبلية الجميلة..ودخلت تلك البيوت الخيال والفكر وصارت مادة للمثل الشعبي والأغاني الشعبية ..
..غسان القيّم..
مقتطفات من بحثي عن البيت الطيني في الساحل السوري ..نشرته مجلة التراث الشعبي التي تصدرها وزارة الثقافة السورية ..مديرية إحياء التراث الشعبي..
في الاعادة إفادة..