هيثم أحمد زكي في ذمة الله .. لا أكاد أصدق رحيلك المبكر .. وجع قلب.. الله يرحمك يا صديقي يا طيب القلب ويجعل مثواك الجنة..وتكون في مكان أرحم و أحسن ..ويرحم والدك العظيم أحمد زكي ووالدتك الجميلة هالة فؤاد
عاش ومات وحيدا.. الموت يغيب هيثم أحمد زكي
ياسمين عادل-القاهرة
هزت فاجعة جديدة قلوب كثيرين إثر انتشار خبر وفاة النجم الشاب هيثم أحمد زكي، ابن الراحليْن النجم أحمد زكي والفنانة هالة فؤاد، عن عمر ناهز 35 عاما؛ نتيجة الإصابة بهبوط حاد في الدورة الدموية، وإن كانت الجثة لم تكتشف إلا بعد ساعات من الوفاة، بعد أن تقدمت خطيبته ببلاغ نتيجة قلقها لاختفائه تماما، وعثر عليه بعد أن فارق الحياة وحيدا في منزله.
وتصدر الخبر خلال دقائق قليلة منصات التواصل الاجتماعي، واحتل وسم “وفاة الفنان هيثم أحمد زكي” المرتبة الأولى على تويتر، وانهال النجوم بالتغريدات بين مصدومين ومكلومين من الفراق، واتجه آخرون إلى بيته لوداعه قبل رحيله الأخير.
۲۷۴ نفر دارند درباره این صحبت میکنند
|
“ابن موت”
“ابن موت”، هذا هو ما يطلقونه على الطفل الذي يولد في حين تحيطه كثير من العلامات التي توحي بأنه سيرحل عن الدنيا مبكرا، وعادة ما يملك هؤلاء جاذبية تجعل من الصعب نسيانهم ولو قصرت فترة بقائهم على الأرض؛ ففي عيونهم نظرة حزن لا تفارقهم، كما لو كانوا يعرفون ما سيحدث لهم.
هل كان هيثم أحمد زكي “ابن موت”؟ ذلك الطفل الذي انفصل والداه وهو لم يكمل عامه الأول بعد، وماتت أمه وهو ابن التاسعة ليذوق طعم اليتم ومرارته التي لا تضاهيها أي مرارة أخرى، قبل أن يتوفى والده أيضا وهو في عمر العشرين.
۱٬۰۰۵ نفر دارند درباره این صحبت میکنند
|
كل هذا الوجع وأكثر كان يمكن ملاحظته ببساطة بمجرد النظر إلي عيني شاب ربما كبرت سنوات عمره، لكنه من داخله ظل الطفل الصغير الذي حرمته الدنيا من الإحساس بالأمان منذ البداية، ونقشت على روحه ندوبا لم يكن من المتوقع أن تمحى يوما.
نهاية وبداية
لكن، يبدو أن القدر أراد منحه استراحة محارب، فبمجرد وفاة والده وانقطاع جذوره من الدنيا، فتحت السينما يديها للشاب بخطوة فنية عملاقة لم تكن في الحسبان، حين استكمل هيثم دور والده شابا في سيرة العندليب عبد الحليم حافظ وفيلم “حليم” الذي صدر عام 2006، وحقق نجاحا كبيرا، خاصة أنه كان آخر أعمال الراحل أحمد زكي.
ومع أن المردود النقدي على أداء هيثم لم يكن جيدا في ذاك الوقت، فإنه قدم في العام التالي فيلم “البلياتشو”، لتأتي ردود الفعل مخيبة للآمال أيضا، وهو العمل الذي وصفه هيثم نفسه بخطوة ضده، وفي غير محلها، وكانت نتيجة استغلال المنتجين لاسمه دون أن يكون مستعدا لبطولة بهذا الحجم، رغم أن الدور ما زال عالقا في أذهان الجمهور حتى الآن.
“البلياتشو التعيس”
وهو ما استدعى توقفه عن التمثيل ضع سنوات، حاول الاجتهاد خلالها، والالتحاق ببعض الورش التمثيلية لإثقال موهبته، ليعود بعدها من جديد فيقدم القليل من الأعمال التي تراوح تقييمها الجماهيري والنقدي بين السلبي والإيجابي، منها في السينما: “كف القمر”، و”سكر مر”، والكنز1″، و”الكنز 2”.
أما على مستوى الدراما التلفزيونية فقدم: مسلسلات “دوران شبرا”، و”الصفعة”، و”السبع وصايا”، و”أستاذ ورئيس قسم”، وشارك كذلك في بطولة الجزء الثاني من مسلسل “كلبش” في 2018.
يذكر أن آخر أدواره كان هذا العام في مسلسل “علامة استفهام” الذي عُرض في رمضان الماضي، وكان من بطولة النجم محمد رجب.
ومع أن المسلسل طالته الكثير من السخرية اللاذعة على منصات التواصل المختلفة، فإنه نجح في تصدر قائمة الأكثر تفاعلا على تويتر، بداية من الحلقة 16 بسبب الأحداث الشيقة وغير المتوقعة التي فاجأت الجمهور، وأجبرت عديدين على متابعة العمل.
عاش ومات وحيدا
لم يكن هيثم أحمد زكي من أبناء النجوم الذين يحتلون الساحة الفنية، سواء بأعمال فنية ضخمة أو حتى أخبار شخصية، لم يثن أحد على موهبته بالقدر الكاف -ربما لأنه لم تتح له الفرصة الحقيقية لإبرازها فعلا- رغم فوزه بجائزة أفضل ممثل شاب في مصر عن دوره في مسلسل “دوران شبرا”.
هكذا عاش هيثم الحياة على الهامش، لم يتورط بها بقدر ما تورطت هي به، لم يسعى للفت الانتباه أو يستغل اسم والده ومكانته الفنية التي لا يختلف عليها أحد من أجل الحصول على فرص ليست من حقه، ولم يسع أصحابها إليه، رضى بالقليل الذي منحته له الدنيا وعاش في هدوء.
المصدر : الجزيرة