Fareed Zaffour
فطر “بيض النعام” أو “العملاق السوري” < سام *****>؟؟ سام خطير في بعض الحالات.
((ملاحظة هامة)): بعد الدراسة والتحرّي, تبين لنا أنّ هذا الفطر, فطر ” بيض النعام ” Amanita Syriacus هو السبب الأساس بحالات إسعاف تسمم الفطور في مشافي المنطقة الساحلية, التي ينمو فيها هذا النوع من الفطور, إذ أنّه فيه مركّب سام هو alpha-amanitin وبنسبة صغيرة, علماً أنّ الكثيرون قد إعتادوا على أكله ومنذ سنوات بعيدة, وبالرغم من أنّه لذيذ جداً, ومن يأكلونه لايشعرون بأيّة أعراض تسمم, لكنّهم لا يعلمون بأنّه يضرب كلاويهم وكبدهم ببطئ, وإذا ما تناول أحدهم كمية كبيرة منه دفعة واحدة, فإنه سيصاب في اليوم التالي بالمغص والإسهال (عليه الذهاب الفوري إلى المشفى) يستمر لأيام, بعدها يضرب كبده وكليتيه, ويصل التأثير إلى القلب والرئتين, وقد يتوفى الشخص, والعلاج ممكن, لكن بدون التأخر عليه لأكثر من عدّة أيام.
أكبر فطر سوري, لذيذ الطعم, لكن ليس من ألّذ فطورنا, يُبقي على تماسكه بعد طهيه, وتشعر به ينزلق بالفم عند أكله, وقد أكلنا منه لسنوات, ولكننا توقفنا عن أكله مؤخراً, وننصح عامة الناس بعدم أكله, فحالات التسمم في الساحل السوري, والبالغة حوالي 10 حالات سنويا, وبعضها يتسبب بالوفاة, تقريباً بكاملها سببها تناول هذا الفطر, كما أكّد لنا كلّ المصابون, وقد يكون السبب أنّ فطرنا هذا حاله حال الفطر الأوربي ” طربوش الموت المزيف” false death cap وهذا قريبه ويشبهه كثيراً, شاهده هنا https://en.wikipedia.org/wiki/Amanita_citrina أي يمكنك أكله ولذيذ لكنّه يسبب التسمم إذا ما تناولته بكميّة كبيرة ( أكثر من ثلاثة صحون دفعة واحدة) وهذا ما حصل مع بعض من تسمم ونقل إلى مشفى بانياس, والدراسة هذه قامت بها جامعة كامبردج في بريطانيا ووجدوا فيه كمية قليلة من المادة السامة alpha-amanitin وبتقديرنا فإنّ تناول هذا الفطر عاماً بعد عام, سيسبب ضرراً في الكبد والكلاوي لمتناوله, هذا إضافة لوجود أنواع خطيرة تشبهه كثيراً بالشكل, لهذه الأسباب فإننا ننصح وبشدّة, بعدم أكل هذا الفطر, وإن كنت ممن إعتاد على أكله فننصحك بالتوقف عن أكله. يبدو أنّ هذا الفطر ذاته غيرمصنف عالميًا, فأطلقت عليه إسم علمي هو Amanita Syriacus أي “الأمانيتا السوري” وهذه الأسماء العربية لأسباب واضحة. ينمو غالباً على أرض غابات الصنوبر أو تحت أشجار السنديان, وغالباً بشكل انفرادي, أو عدة فطور متجاوره. وهومنتشر لدينا في الجبال الساحلية, وتجده في النصف الأول من الشتاء, ويكون أبيض ناصع اللون, وبغلاصم أسفل قرصه, بلون بيج لا يغمق كثيراً مع تقدم عمر الفطر, أكثر ما يميزه هو بقاء ” كتلة الجذر” مع الفطر عند إقتلاعه, ويكون معبّئ البنية و ثقيل الوزن, وقد يصل وزن الفطر الواحد إلى 1 كغ, وقطر قرصه إلى 25 سم, ويظهر بدايةً كبيضة تصبح كبيرة, ولايلبث أن يفتح قرصه إلى طربوش, ويبقى بتحدّب بسيط, أبواغه (بذاره) بيضاء اللون, فقد تراها كغبار أبيض على التربة تحت قرص الفطر. وأيضاً لهذا الفطر “شبيه خطير” هو “الملاك الهالك” destroying angel فكن على حذر شديد, قبل أكله, ويمكنك التفريق بينهما على هذا الشكل: https://www.facebook.com/pg/SyrianMushroomsGills.WildlifeOfSyria.E.Alsaleem/photos/?tab=album&album_id=1289440194494092 الصور في غابة سرستان في صافيتا, وفي غابة التلة, والشعرة, في القدموس, طرطوس, سورية.
(ملاحظة): أكل الفطور البرّية يتطلب الحذر, فرغم أنّه 90 % من الفطور تؤكل, ومعظم السام منها, يسبب إضطرابات معوية يمكن علاجها بالمشافي هذه الأيام, فعليك الحذر ودقّة الملاحظة, وأن تسأل الناس المحليين من المجربين لأكله, وعندما تقدم على أكل نوع من الفطور لم تجرّب أكله أنت سابقاً, فعليك إتباع أهمّ قانون لأكل هذه الفطور, وهو:
((قانون التجريب )): أي
1- يوحي لك نوع الفطر أمامك أنّه من النوع الذي يؤكل, من خلال صور رأيتها, أو تجارب سابقة الخ.
2- تغسل وتتطهي الفطر, وأفضل الطرق هي حمسه في زيت الزيتون مع بصل مفروم أو بدونه.
3- تأكل منه لقمة واحدة فقط, وتكمل شؤونك, منتظراً لمدّة حوالي 8 ساعات, وإذا لم تواجه بعدها أيّة أعراض معوية ولو خفيفة, كمغص أو شعور إقياء, الخ, بعدها تأكل عدّة لقمات, ثم تنتظر لعدة ساعات أخرى, بعدها تأكل كامل ما طهيت.
4- بعد أن تمر تجربة الأمان دون أعراض, يمكنك تثبيت هذا النوع على أنّه نوع يؤكل. وتحفظ مكان نموه بالضبط ويمكنك بإستمرار القدوم وقطفه من نفس البقعة, وقد تلاحظ أنّ شكله قد إختلف قليلاً من مرّة لأخرى, وهذا أمر طبيعي بالنسبة للفطور, فيختلف شكلها قليلاً حسب الظروف الجوية, وحسب مرحلة عمر الفطر نفسه.
5- عند تنظيف وطهي الفطر, تفحصه وتتأمله وتحفظ نقاط علام تميّزه, كنقطة إتصال الساق مع القرص (كيف يبدو شكلها), ولون غلاصمه مثلاً, وهل هو قاسٍ أم يتفتت بسهولة الخ.
6- إذا وجدت الفطر منهوش ومأكول منه في البرّية من قبل فئران أو حلزون أو ديدان أو غيرها, فهذا لا يعني أنّ الفطر هو من النوع غير السام, فقد تكون هذه الكائنات قد كونت مضاد للسموم مع مرور السنوات.
الباحث إياد السليم