نبذة عن أولغا توكارتشوك الفائزة بجائزة نوبل للآداب لعام 2018
فازت الروائية البولندية، أولغا توكارتشوك، بجائزة نوبل للآداب لعام 2018.
وتم تأجيل الإعلان عن الفائز بالجائزة العام الماضي بسبب الفضيحة المالية والجنسية التي هزت لجنة التحكيم.
وصفت لجنة التحكيم نتاج الروائية الفائزة بقولها: “إن الخيال الروائي الممزوج بالشغف المعرفي الجامح الذي يتجاوز الحدود هو شكل من أشكال الحياة”.
وكانت الروائية قد فازت العام بجائزة بوكر العالمية للرواية لعام 2018 عن روايتها “الترحال”، وهي أول روائية بولندية تفوز بهذه الجائزة العالمية.
وتعد توكارتشوك غزيرة الإنتاج ورواياتها الأكثر مبيعا في بلدها ونالت العديد من الجوائز عن أعمالها.
ودرست توكارتشوك علم النفس في جامعة وارسو ولدراستها الجامعية أثر واضح على نتاجها الأدبي، لذا كان أول عمل أدبي لها مجموعة شعرية نشرت عام 1989. ونشرت حتى الآن أكثر من 8 أعمال روائية إلى جانب مجموعتين قصصتين.
وإلى جانب عملها في الكتابة الروائية تقوم توكارتشوك بالإشراف على مهرجان أدبي قرب محل سكنها في جنوب بولندا.
جائزة “مان بوكر” الأدبية تعلن عن “جائزة ذهبية” في الذكرى الخمسين لتأسيسها
صدام
والرواية التي فازت عنها الكاتبة بجائزة بوكر هي الثالثة في سجلها وصدرت عام 2009. وتعرض فيلم مقتبس عن روايتها “سر بمحراثك فوق عظام القتلى” لحملة نقد شديدة من قبل الحكومة وصلت لدرجة أن وكالة الأنباء البولندية وصفت الفيلم بأنه “معاد جدا للمسيحية ويدعو إلى الإرهاب البيئي”.
وبيعت 170 ألف نسخة من روايتها الملحمية التاريخية “كتب يعقوب” التي يبلغ عدد صفحاتها 900 ونالت عنها جائزة أفضل رواية على المستوى الوطني للمرة الثانية عام 2014.
ولا تتردد الروائية في الإعراب عن مواقفها المناهضة لموقف الحكومة البولندية اليمينية المحافظة. وقالت في مقابلة لها على التليفزيون الحكومي عام 2014 إن بلادها ارتكبت أعمالا فظيعة عبر تاريخها واستعمرت دولاً أخرى، واضطر ناشر أعمالها إثر ذلك لتوفير حراسة شخصية لها لحمايتها وصرحت فيما بعد: “لقد كنت ساذجة جدا. ظننت إننا بتنا قادرين على مناقشة الصفحات السوداء في تاريخنا”.
مان بوكر الدولية لـ”لينكولن في المقبرة”
عنوان الرواية التي فازت والمترجمة الى اللغة الانجليزية “رحلات جوية” لا علاقة له بموضوع الرحلات المتعارف عليها في الوقت الراهن.
وقد حافظت بعض الترجمات إلى اللغات الاخرى على عنوانها الأصلي “بيغوني” ومعنى الكلمة باللغة البولندية “الرحالة” أو البدو في اللغة العربية.
ويطلق اسم بيغوني على مجموعة سلافية صغيرة عاشت سابقا، وتروج شكوك حول وجودها، إذ رفضت هذه المجموعة الاستقرار وأصرت على طريقة حياتها التقليدية والتي لا تعرف الاستقرار في مكان واحد، وهو أسلوب الحياة الذي اتبعته بعض الفئات في العالم الاسلامي أو فئة من الرهبان البوذيين الذين يعتمدون على الصدقات المقدمة من الغرباء لتدبر معيشتهم.
وتظهر هذه الفئة في النصف الثاني من الرواية عندما تصادف امرأة تواجه وضعا مأساويا في إحدى المدن الروسية امرأة اخرى غريبة المظهر وتلف نفسها بعباءة. تقول المرأة ذات العباءة والتي تنتمي لمجموعة بيغوني السلافية للمرأة المعذبة : بإمكانك وضع نهاية للمعاناة التي تعيشنها وتستطرد قائلة: “عندما نتوقف عن الترحال نصبح أصناما. من يتوقف يصبح مثل حشرة مثبتة بدبوس، يخترق قلبه مسمار خشبي، تثقب اقدامه ويداه ويتم ربطه بالسقف وبعتبة البيت…… لذلك يضمر الطغاة بكل أصنافهم وعبدة الجحيم كرها عميقا للبدو والرحل وهذا هو سبب اضطهادهم للغجر واليهود. يرغموننا على الاقامة واتخاذ مكان ثابت لنا كي نقضي فيه أحكام سجننا”.