حلب
من ويكيبيديا
حلب | |
---|---|
(بالعربية: حلب) | |
معالم مدينة حلب
ساحة السبع بحرات •قلعة حلب مبنى القصر البلدي •مئذنة المسجد الأموي •ساعة باب الفرج محطة بغداد (محطة القطار) •الحديقة العامة بيوت في حلب القديمة من القلعة |
|
|
|
شعار حلب عاصمة الثقافة الإسلامية |
|
|
|
خريطة مدينة حلب
|
|
|
|
اللقب | الشهباء |
تاريخ التأسيس | 12200 قبل الميلاد |
تقسيم إداري | |
البلد | سوريا[1][2] |
عاصمة لـ | |
المحافظة | محافظة حلب |
المسؤولون | |
المحافظ | حسين أحمد دياب[3] |
رئيس مجلس المدينة | معد المدلجي[4] |
خصائص جغرافية | |
إحداثيات | 36.2053°N 37.1590°E |
المساحة | 190 كيلومتر مربع (73 ميل2) كم² |
الارتفاع | 379 متر (1,243 قدم) |
السكان | |
التعداد السكاني | 5,132,10 نسمة (إحصاء 2014) |
إجمالي السكان | 5,181,061 |
الكثافة السكانية | 11.221 نسمة لكل كيلومتر مربع (29.060 نسمة لكل ميل2) |
معلومات أخرى | |
المدينة التوأم | |
التوقيت | +2 |
التوقيت الصيفي | +3 غرينيتش |
الرمز الهاتفي | +963-21 |
الموقع الرسمي | الموقع الرسمي |
الرمز الجغرافي | 170063 |
معرض صور حلب – ويكيميديا كومنز | |
|
|
حلب
|
حلب هي مدينة في سوريا وهي عاصمة محافظة حلب التي تعد أكبر المحافظات السورية من ناحية تعداد السكان بعدد سكان رسمي يفوق 4.6 مليون ( تقديرات 2004). وهي تقع شمال غرب سوريا على بعد 310 كم (193 ميلاً) من دمشق. كما أنها تعد أكبر مدن بلاد الشام، [5][6] وهي تعد أقدم مدينة في العالم حيث كانت المدينة عاصمة لمملكة يمحاض الأمورية، وتعاقبت عليها بعد ذلك حضاراتٌ عدة مثل الحثية والآرامية والآشورية والفارسية والهيلينية والرومانية والبيزنطية والإسلامية. وفي العصر العباسي برزت حلب كعاصمة للدولة الحمدانية التي امتدت من حلب إلى الجزيرة الفراتية والموصل. تعد حلب واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم وذلك منذ بداية الألفية السادسة قبل الميلاد[7]، حيث أظهرت الحفريات في تل السودة وتل الأنصاري الواقعتين جنوب المدينة القديمة أن المنطقة كانت قد احتلت في الجزء الأخير من الألفية الثالثة على الأقل [8] ويظهر هذا في أول ذكر لحلب في الألواح المسمارية المكتشفة في مملكة إبلا وبلاد الرافدين حيث لوحظ التفوق العسكري والتجاري.[9] مثل هذا التاريخ ربما يرجع إلى كونها نقطة تجارية إستراتيجية في منتصف الطريق بين البحر الأبيض المتوسط وبلاد الرافدين وفي كونها في نهاية طريق الحرير الذي يمر عبر آسيا الوسطى وبلاد الرافدين. وبقيت حلب لقرون أكبر المدن السورية وثالث مدينة في الدولة العثمانية بعد إسطنبول والقاهرة.[10][11][12]. تحولت التجارة إلى البحر عندما تم افتتاح قناة السويس عام 1869 وبدأت أهمية حلب بالتراجع بشكل بطيء. تلقت حلب أكبر الضربات عند بداية القرن العشرين، فعند سقوط الخلافة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى سلخت عن حلب أجزاؤها الشمالية (معظمها ضمن الأقاليم السورية الشمالية) التي ضمت إلى تركيا عام 1920 بالاتفاق بين أتاتورك وسلطات الانتداب الفرنسي. خسرت حلب التجارة مع مدن هذه الأقاليم خاصة المدن التي كانت تابعة لولاية حلب تاريخيا كعنتاب ومرعش وأضنة ومرسين، كما خسرت السكك الحديدية الهامة التي كانت تصلها بالموصل. أدت اتفاقية سايكس بيكو وفصل العراق عن سورية إلى كساد وتدهور كبير في اقتصاد حلب. وفي عام 1940 فقدت حلب إمكانية وصولها إلى البحر بعد خسارتها لمنفذها الرئيسي على البحر الأبيض المتوسط في الإسكندرونة. تراجع موقع حلب السياسي بسبب جعل مدينة دمشق عاصمة لسوريا. رغم كل هذه الضربات، بقيت هذه المدينة عاصمة اقتصادية لسوريا، فهي تضم أهم المعامل الصناعية وهي أيضا تشكل مركزا للمناطق الزراعية في سوريا، وخاصة زراعة القطن الضرورية لمعامل النسيج المزدهرة في المدينة. كانت حلب وريفها تعطي معظم الناتج الإجمالي السوري حتى نهاية الخمسينات [13] أصبحت المدينة القديمة في مدينة حلب من مواقع التراث العالمي اليونسكو في عام 1986.[14]. وقد نالت المدينة لقب عاصمة الثقافة الإسلامية عن الوطن العربي في عام 2006 م. وخلال أحداث الأزمة السورية، تضررت حلب بشكل كبير إنسانيا واقتصاديا بفعل القتال والقصف ونقل المعامل إلى تركيا، وتوقفت عجلة الاقتصاد في المدينة وتعرض الكثير من معالمها الأثرية للدمار مثل مئذنة المسجد الأموي واحتراق معظم أسواق حلب القديمة.
التسمية
كما هو حال معظم المدن القديمة، هنالك عدة نظريات حول اسم المدينة حيث ذكرت في الكثير من المخطوطات والوثائق التاريخية القديمة؛ وقد ورد ذكر حلب في رقم مملكة إبلا باسم أرمان في عهد ريموش بن سرجون الأكدي في الألف الثالث قبل الميلاد.[15] بينما يرى البعض أنها وردت باسم آران على مسلة نارام سين في ديار بكر والتي تعود للألف الثالث قبل الميلاد وسميت باسم هليا في مخلفات مملكة ماري (تل الحريري) ودعيت حلبو عندما كانت عاصمة لمملكة يمحاض الأمورية في حوالي 1800 قبل الميلاد بينما أطلقت عليها الكتابات الآشورية خلابا وخلوان.[16] وذكرت حلب منذ القرن السادس عشر قبل الميلاد باسم خرب في الآثار المصرية. وقد ورد اسم خلبو في إحدى النصوص التي تعود إلى زمن رمسيس الثاني، بينما أظهر نص آخر يعود إلى ذات العهد لفظ حلبو حيث خسر ملكها أمام رمسيس الثاني نتيجة لتدخله لصالح ملوك الحيثيون على المصريين في معركة قادش.[17]
بينما عرفت المدينة باسم بيروا Beroe إبان قيام دولة السلوقيين عقب انقسام إمبراطورية الإسكندر المقدوني.[18] بينما يعتقد آخرون أن سلوقس الأول نيكاتور مؤسس الحكم السلوقي أطلق على المدينة عام 312 قبل الميلاد اسم Bereoa بيروا وتلفظ بالفرنسية بيريه BERE، على اسم مسقط رأس فيليب الثاني المقدوني والد الإسكندر المقدوني، وبقيت حلب تحمل هذا الاسم طيلة العصور اليونانية والرومانية والبيزنطية.
اختلفت وجهات النظر حول اسم حلب ذاته حيث أن البعض عزا الاسم إلى تعريب كلمة حلبا السريانية التي تعني البيضاء فقيل حلب.[19] وقال البعض الآخر بأن لفظة حلب آرامية وأن الآشوريين والمصريين الأقدمين سموها حلبو.[20] بينما ذكر أحد مؤرخي المدينة وهو خير الدين الأسدي أن أصل كلمة حلب يعود إلى حَلْ رب فيقال حَلْ لَب حيث أن معنى كلمة حَلْ هو المحل وكلمة لَبْ هو التجمع فيصبح معنى كلمة حلب هو موضع التجمع.[21] وقد ذكرت المدينة أيضاً باسم آرام صوبا حيث ورد هذا الاسم في سِفر الملوك الثاني من كتاب العهد القديم.[22] أما لفظة الشهباء ففسرها البعض بأنها من الشهب وهو البياض يتخلله السواد، حيث لقبت بهذا اللقب لبياض تربتها وحجارتها.[23] ويرجح آخرون بأن أصل كلمة الشهباء يعود إلى بقرة شهباء قيل أن النبي إبراهيم كان يحلبها فقيل حلب الشهباء، وقد قوبل هذا الطرح بالعديد من الانتقادات من المؤرخين الذين اعتبروه محض أسطورة تنافي العلم والمنطق.[24] بالنسبة للاسم في اللغات الأجنبية، يتم استخدام كلٍ من Alep وAleppo دون تمييز رغم أن Aleppo هي عبارة عن نسخةٍ إيطالية من الاسم في الأساس.
التاريخ
- مقالة مفصلة: تاريخ حلب
مدينة حلب القديمة * | |
---|---|
|
|
|
|
|
|
|
|
الدولة | سوريا |
النوع | Cultural |
المعايير | iii, iv |
رقم التعريف | 21 |
المنطقة | الدول العربية ** |
الإحداثيات | 36°12′N 37°09′E |
تاريخ الاعتماد | |
السنة | 1986 (الاجتماع العاشر للجنة التراث العالمي) |
|
|
* اسم الموقع كما هو مدون بقائمة مواقع التراث العالمي ** تقسييم اليونسكو لمناطق العالم |
عصور ما قبل التاريخ
نادراً ما تم التطرق إلى حلب من قبل علماء الآثار، حيث أن المدينة الحديثة تحتل ذات الموقع الذي كانت تحتله المدينة القديمة، وقد أظهرت الحفريات في تل السودا أن المدينة احتلت هذا الموقع منذ حوالي الـ 5000 سنة.
عصر البرونز
وصفت حلب في السجلات التاريخية كمدينة هامة في وقت مبكر مقارنة بدمشق، حيث أن حلب ذكرت للمرة الأولى في الألف الثالث قبل الميلاد، عندما كانت عاصمة مملكة مستقلة مرتبطة بإبلا هي مملكة أرمان أو أرمي كما سميت في إبلا وأرماني كما سميت من قبل الأكديين.[25] حيث يصف عالم الآثار جوفاني بيتيناتو مملكة أرمان بأنها كانت تشبه مملكة إبلا في النرجسية. قام نارام سين الأكادي بتدمير كلتا المملكتين إبلا وأرمان في القرن الثالث وعشرين قبل الميلاد.[26][27]
العصر البرونزي المتوسط
في فترة الدولة البابلية القديمة، ظهرت تسمية حلبا لأول مرة [27]. وكانت وقتها عاصمةً لسلالة العموريين لمملكة يمحاض (حوالي 1800-1600 قبل الميلاد) والمعروفة أيضاً بإسم أرض حلب كانت الأقوى في الشرق الأدنى آنذاك.[28] دمرت على أيدي الحثيين تحت قيادة مرسيليس الأول [الإنجليزية] في القرن الـ 16 قبل الميلاد. ومع ذلك، ما لبثت حلب أن استعادت دورها الريادي في سوريا بعدما خفّت القوة الحيثيون في المنطقة نتيجة للصراعات الداخلية.[27].
العصر البرونزي المتأخر
قام الملك الميتاني بارشطار [الإنجليزية] ملك إحدى الممالك الحورية باستغلال فراغ السلطة الناجم عن ضعف الحثيين وغزا حلب في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، لتجد حلب نفسها على خط المواجهة ما بين مملكة الميتانيين والحيثيين ومصر.[27] واستعاد الملك الحثي سابيليوليوما الأول حلب من بين أيدي الميتانيين في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، فقد كان لحلب أهمية مقدسة لدى الحيثيون وغدت مركز عبادة إله العاصفة المقدس.[27]
العصر الحديدي
عندما انهارت مملكة الحيثيون في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، أصبحت حلب جزءاً من مملكة أرفاد الآرامية السور-حيثية (والمعروفة أيضاً بإسم بيت اغوشي والتي تعرف في هذه الأيام بتل رفعت) في بداية الألفية الأولى قبل الميلاد.[29] كما وأصبحت عاصمة في نهايات القرن 9 قبل الميلاد. أصبحت حلب قسماً من الإمبراطورية الآشورية الثانية، قبل أن تسقط في يد المملكة البابلية الثانية، والإمبراطورية الأخمينيية الفارسية.
العهد الهيليني والروماني والفارسي
استولى الإسكندر المقدوني على المدينة عام 333 ق.م، وأقام سلوقس الأول مستعمرةً هيلينية في المدينة بين 301-286 قبل الميلاد، وسماها بيرويا على اسم مدينة بيرويا في مقدونيا. استمرت بيرويا تحت حكم السلوقيين مدة 300 عام حتى سلمها آخر سلالتهم للقائد بومبيوس الكبير عام 64 قبل الميلاد، وأصبحت بذلك جزءاً من مقاطعة سوريا الرومانية. ظلت المدينة تحت الحكم الروماني ثلاثة قرونٍ أخرى، رغم أن روما لم تفرض عليها أسلوب الإدراة الرومانية نظراً لأنها مقاطعة إغريقية قديمة يتكلم سكانها اللغة اليونانية. كانت حلب وقتها أو بيرويا المدينة الثانية من حيث الأهمية في سوريا بعد أنطاكية في القرن 6. وتحفل المنطقة بالعديد من اللقى الأثرية والأديرة والكنائس لعل أشهرها دير مار سمعان العمودي أو سان سيمون، وضريح مار مارون حيث يوجد قبر مؤسس الطائفة القديس مارون في منطقة براد غرب حلب. ذكرت بيرويا أيضاً مرتين في العهد القديم في السفر 13:3.
سقطت حلب أيضاً في يد الإمبراطورية الساسانية عندما غزت سوريا في بدايات القرن السابع.
عهد الفتح الإسلامي
فتحت مدينة حلب بقيادة أبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد عام 637 ميلادي، لتشكل جزءاً من دولة الخلافة الراشدة ثم الأموية ومن بعدها العباسية. وفي عام 944 غدت عاصمة الدولة الحمدانية تحت حكم سيف الدولة الحمداني، عاشت المدينة عصراً ذهبياً أيام الأمير سيف الدولة وكانت أحد الثغور الهامة للدفاع عن العالم الإسلامي في وجه المد البيزنطي، احتلت المدينة لفترة قصيرة بين عامي 974 و 987، أثناء الصراع البيزنطي السلجوقي، تمت محاصرة حلب أيضاً مرتين أثناء الحروب الصليبية عامي 1098 و 1124 إلا أن الجيوش الصليبية لم تتمكن من احتلالها لمناعة تحصينها. في 9 آب عام 1138، تعرضت المدينة لزلزال مدمرٍ دمرها والمناطق المحيطة، ويصنف على أنه الزلزال الخامس من بين الزلازل التاريخة الأشد دماراً في العصور القديمة.
عهد الغزو المغولي والدفاع الأيوبي
انضوت المدينة تحت حكم صلاح الدين في عهد الدولة الأيوبية منذ عام 1183.في 24 كانون الثاني لعام 1260، تم احتلال المدينة من قبل المغول تحت قيادة هولاكو [30] بالتعاون مع حاكم أنطاكية بوهيموند السادس، دافعت عن المدينة حامية متواضعة من قبل الملك الأيوبي غياث الدين طوران شاه وسقطت المدينة بعد 6 أيامٍ من القصف المستمر بالمنجنيقات، وسقطت القلعة بعدها بأربعة أسابيع، تم ذبح السكان بوحشية. إلا أن الملك طوران شاه لم يذبح وأبدي له احترام لبسالته على غير عادة المغول. وتابع بعدها الجيش المغولي تقدمه نحو دمشق ليحاصرها ويقتحمها هي الأخرى في 1 آذار عام 1260.
استعاد المملوكيون زمام المبادرة بعد انتصارهم في موقعة عين جالوت في 3 أيلول / سبتمبر عام 1260 بقيادة الملك المظفر سيف الدين قطز وتم قتل القائد النسطوري كتبغا الموالي لهولاكو واستعادة دمشق بعدها بخمسة أيام وحلب بعدها بشهر.
استقلت حلب عن الدولة المملوكية المركزية في القاهرة عندما قام الملك الظاهر بيبرس المملوكي بإعلان الانفصال، وأرسل قواته في خريف عام 1261 لاستعادة المدينة. في تشرين الأول لعام 1271 هاجم المغول مرةً أخرى حلب بجيشٍ يضم عشرة آلاف فارس قادمين من الأناضول بعد هزيمتهم للتركمان الذين حاولوا المساعدة في حماية المدينة، ونجحوا في احتلالها وتقدموا نحو حماة، لكن الظاهر بيبرس أعد جيشاً قويا تمكن من إجبار المغول على الجلاء عن حلب مرة أخرى[31]. استولى المغول مجدداً على المدينة في 20 تشرين الأول 1280، وعاثوا فيها فساداً وتدميراً في الجوامع والأسواق، وهرب السكان نحو دمشق، ليقوم القائد المملوكي المنصور سيف الدين قلاوون بتجهيز قواته للرد، وما إن رأى المغول الجحافل تتقدم حتى تراجعوا هرباً إلى ما بعد نهر الفرات.
عادت حلب للحكم الذاتي إذاً عام 1317. وفي عام 1400 قام القائد المغولي تيمورلنك بأسر المدينة [32] وذبح الكثير من السكان ويقال بأنه أمر ببناء تلة من جماجم السكان استخدم فيها عشرين ألف جمجمة [33]، وبعد تراجع المغوليين، عاد السكان المسلمون خاصةً ليحتموا في المدينة، أما المسيحيون فقد قام بعضهم ممن لم يستطيعوا الدخول مرة أخرى بإنشاء حي جديد عام 1420 خارج حدود السور الشمالي تم تسميته بالحي الجديد أو الجديدة. ولعبوا دور همزة الوصل في التجارة بين تجار حلب والمحيط الخارجي لتمتعهم بحماية نسبية من قبل الممالك الصليبية في القدس وأنطاكية.
الفترة العثمانية
أضحت حلب جزءاً من الدولة العثمانية عام 1516، وكان تعداد السكان في نفس الفترة حوالي 50000 نسمة، وكانت مركز ولاية حلب وعاصمة سوريا [34]. نظراً لموقعها الاستراتيجي القريب من الأناضول، لعبت حلب دوراً محورياً في الدولة العثمانية، وكانت المدينة الثانية بعد القسطنطينية، والمدينة الرئيسية للتجارة بين بلاد الشرق والغرب. وإذا كانت السفارات الغربية واقعة في إسطنبول، فإنّ المهام القنصلية الرئيسية كانت تتم في حلب، وابتداءً من القرن الثامن عشر بشكل خاص بدأ القناصل والتجار الأوروبيون يتمنون السكن في حلب مع عائلاتهم مؤسسين بذلك سلالات راسخة. لكن الاقتصاد في المدينة تأثر بشدة بعد افتتاح قناة السويس عام 1869، حيث انتعشت دمشق اقتصادياً وعادت لها أهميتها الحيوية كمركز العاصمة السورية مرة أخرى بعد أفول نجمها كما في أيام الأمويين والأيوبيين.
من الشواهد على ذيوع صيت حلب في تلك الفترة ذكرها مرتين في قصص السير وليم شكسبير عام 1606 في قصة ماكبث. اسشتهاد آخر نراه في قصة عطيل.
استمرت المدينة تحت الحكم العثماني حتى انهيار الإمبراطورية. مع نهاية الحرب العالمية الأولى، حددت معاهدة سيفر مقاطعة حلب كجزء من سوريا، بينما تم وعد الأرمن بتحقيق استقلال هضبة أرمينيا من قبل فرنسا في المعاهدة الفرنسية الأرمنية المبرمة عام 1916، لكن مصطفى كمال أتاتورك رفض هذه المعاهدة واستمر بضم حلب والأناضول وأرمينيا إلى تركيا وخاض حروباً لاستقلال التراب التركي، وقد دعم السكان العرب والأكراد في المدينة النضال التركي بدايةً ضد الفرنسيين باعتقادهم أنه سيجلب لهم الاستقلال، ومن أشهرهم إبراهيم هنانو الذي قام بالتنسيق في فترة من الفترات مع كمال أتاتورك، لكن النهاية جاءت كارثية على حلب؛ فمع عقد معاهدة لوزان تم انتزاع معظم مقاطعة حلب باستثناء حلب نفسها ولواء الاسكندرونة، وهكذا تم سلخ حلب عن الأناضول ومدنه التي كانت تضمها علاقات تجارية مكثفة. الأسوأ من ذلك كان معاهدة سايكس – بيكو التي قسمت بلاد الشام وفصلتها عن العراق. وزادت عزلة حلب أكثر بعد أن تم أيضاً سلخ لواء الإسكندرونة عام 1939، فتم حرمان حلب من مينائها الرئيسي ليجعلها معزولة تماماً.
مرحلة الانتداب الفرنسي
قامت ولاية حلب بعد إعلان الجنرال الفرنسي هنري غورو في أيلول عام 1920 الانتداب الفرنسي على سوريا والذي قسم البلد لولايات لتسهيل التحكم بها بغرض تأديب السوريين على تصديهم لفرنسا في معركة ميسلون. كان هدف غورو تعزيز التنافس التجاري بين كل من حلب ودمشق آملا أن ينقلب إلى انقسامٍ سياسي على مبدأ فرق تسد الاستعماري، فقام بدعم الامتيازات الاقتصادية في حلب ليزعج الدمشقيين وأعلن دمشق عاصمة ليستفز الحلبيين، كان هدف غورو إغراء حلب بالامتيازات الاقتصادية لجعلها ترفض أي فكرةٍ للوحدة مع دمشق التي تم إفقارها نسبياً. لكن محدودية الموارد في سوريا وترابط علاقات مدنها الاقتصادية وقتها جعلت الحكومة الفرنسية غير قادرة على استخدام فكرة الولايات المنفصلة لأنها هددت بحصول رد فعل عكسي في الولايات الفقيرة لتنادي بالوحدة مرةً أخرى، وقامت فرنسا حينها باقتراح قيام فيدرالية ولايات سوريا عام 1923 (بما فيها ولاية لبنان)، ليتم في النهاية ضم ولاياتٍ ثلاث، ولاية حلب ودمشق واللاذقية، تم تحديد حلب كعاصمةٍ في البداية، ثم ما لبثت أن أعيدت دمشق عاصمة؛ وكان رئيس الفيدرالية هو السيد صبحي بركات من مواليد مدينة حلب. تم إيقاف العمل بالفيدرالية عام 1924 عندما قامت فرنسا، ولنفس أسباب التفرقة، بفصل حلب ودمشق في ولاية وجعل ولاية اللاذقية ولاية منفصلةً للعلويين بعد أن استشعر الفرنسيون خطر نزعة استقلالية بعد فترةٍ من اتحاد الولايات الثلاث. وبعد هذا بقليل في عام 1925 قامت في السويداء جبل الدروز الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش؛ أرادت فرنسا الرد على السوريين فأوعزت إلى البرلمان الحلبي (وكان جلّ أعضائه من الموالين لها) بالانعقاد وإعلان الانفصال عن دمشق. ولكن الوطنيين في حلب بقيادة إبراهيم هنانو ثاروا بقوة وأحبطوا المشروع الفرنسي بعد أن أقاموا الاحتجاجات والتظاهرات وقاموا بقطع الطرق المؤدية إلى البرلمان يوم التصويت لمنع أعضائه من الوصول والتصويت على قرارهم المتوقع. وفي عام 1930 كانت حلب جزءاً من الجمهورية السورية، في عام 1936 تم توقيع معاهدة الاستقلال مع فرنسا وقيام حكومة الملك فيصل، ونالت حلب استقلالها كجزء من سوريا مجدداً في عام 1946 بعد أن قامت حكومة فيشي الفرنسية بنقض المعاهدة السابقة وإعادة احتلال سوريا عام 1941.
ما بعد الاستقلال
شاركت حلب بقوة في الحياة السياسية ما بعد الاستقلال، فكان أول رئيس حكومة وطنية من حلب وهو سعد الله الجابري، وبعد فترة تبعه ناظم القدسي ومعروف الدواليبي، وكان محمد ناجي عطريآخر رئيس حكومة من مدينة حلب. والحلبي الوحيد الذي وصل إلى منصب رئيس الجمهورية هو أمين الحافظ بدعم من حزب البعث في 27 تموز / يوليو 1963. كما نشأت في حلب عدة حركات مثلاً حزب الشعب عام 1948 بقيادة رشدي الكيخيا وناظم القدسي والذي اتخذ من مدينة حلب مقراً رئيساً له. كما تأسست فيها حركة الإخوان المسلمين في سوريا في عام 1937،[35]
عانت المدينة من نزاع مسلح بين حركة الإخوان المسلمين والحكومة السورية بين عامي 1979 و1982، ويعتقد بأنها ثاني مدينة سقط فيها قتلى ضمن هذا النزاع بعد حماة.
الأزمة السورية
شهدت المدينة عدداً من الأحداث بعدَ اندلاع حركة الاحتجاجات السورية 2011، فقد خرجت أول مظاهرة مناهضة لنظام الأسد وحزب البعث فيها في “جمعة العزة” بتاريخ 25 مارس 2011، ثمَّ أصبحت المظاهرات فيها حدثاً شبه أسبوعيّ أو حتى يومي، وأخذت بالتوسع شيئاً فشيئاً، ولو أنها لم تصل إلى قوة حركة الاحتجاجات في باقي مناطق سوريا.[36][37] في تاريخ 30 يونيو 2011 أطلقت تنسيقيات الاحتجاجات عُنوان “بركان حلب” على يوم الخميس ذاك في مُحاولة لتأجيج المُظاهرات في المدينة أكثر، وأدى ذلك إلى خروج المظاهرات في أكثر من عشرة مناطق في المدينة وحُدوث محاولات للاعتصام في ساحة سعد الله الجابري الرئيسية بها، كما سقط قتيل خلال تلك المسيرات.[38]
في 12 أغسطس 2011 خرجت مظاهرات ضخمة في المدينة هي الأولى من نوعها تحت شعار “جمعة لن نركع إلا لله”، وبسبب هذا أطلق الأمن النار على المُحتجين فسقطَ 3 قتلى في حيّ الصاخور، وأدى ذلك إلى تأجيج المظاهرات به أكثر وأكثر.[39] وفي تاريخ 17 أغسطس 2011 تكرَّرت محاولات مُشابهة لتحريك المدينة بعدَ إطلاق شعار “أربعاء بدر حلب” على ذلك اليوم، وأدى ذلك إلى خروج مظاهرات ضخمة مشابهة للتي خرجت يوم بركان حلب ووصل خلالها الثوار إلى ساحة سعد الله الجابري في قلب المدينة،[40] وفي يوم الثلاثاء 6 سبتمبر خرجت مظاهرة كبيرة ضد النظام من الجامع الأموي وذلك في تشييع مفتي حلب إبراهيم السلقيني الذي كان قد توفي قبلها بيوم، ويَقول معارضون للنظام أن المخابرات السورية هي التي قتلته، وذلك إثر موقفه المؤيد للثورة السورية.[41][42]
ومنذ بداية عام 2012 أصبحت المظاهرات السلمية ضد النظام حاشدة ويومية في حلب وتركزت في عدة أحياء مثل صلاح الدين والسكري وبستان القصر والجامعة وغيرها، وكان يسقط عشرات القتلى من جمعة إلى جمعة في هذه المظاهرات، في 20 يوليو 2012 اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة داخل المدينة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في ما عرف لاحقا بمعركة حلب، ومن ثم بدأ الجيش السوري قصفه العنيف على أحياء في المدينة، وقد أدى هذا القصف لمقتل أكثر من 4000 شخص بعد أشهر من المعارك معظمهم مدنيون [43] كما ذكرت الأمم المتحدة ان أكثر من 200 الف شخص فروا من حلب منذ بدء المعارك فيها[44].
آخر تقييم لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لحجم الأضرار في المواقع الأثرية في مدينة حلب القديمة بين أن ثلث المدينة تم تدميره بالكامل خلال سنوات الحرب في سوريا وأضافت أن 60% من مدينة حلب القديمة قد تضرر بشكل كبير و 30% تم تدميره كليا.[45]
المناخ
يمكن اعتبار المناخ في حلب مناخاً شبه قاري، نظراً لأن سلسلة الجبال المحاذية للبحر الأبيض المتوسط الشاملة جبال اللاذقية وجبال الأمانوس تقوم بحجب تأثيرات المناخ المتوسطي على المدينة. معدل درجات الحرارة يتراوح بين 18-20 درجة مئوية، ومتوسط هطول الأمطار حوالي 385 ملم. 80% من الأمطار تحصل بين شهري تشرين الأول وآذار. من النادر تساقط الثلوج وإن كانت المدينة تشهدها كل بضع سنوات. ومتوسط درجة الرطوبة حوالي 58%..[46]
[hide]البيانات المناخية لـحلب | |||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
الشهر | يناير | فبراير | مارس | أبريل | مايو | يونيو | يوليو | أغسطس | سبتمبر | أكتوبر | نوفمبر | ديسمبر | المعدل السنوي |
الدرجة القصوى °م (°ف) | 17 (63) |
21 (70) |
31 (88) |
34 (93) |
41 (106) |
47 (117) |
51 (124) |
47 (117) |
41 (106) |
37 (99) |
30 (86) |
18 (64) |
51 (124) |
متوسط درجة الحرارة الكبرى °م (°ف) | 10 (50) |
13 (55) |
18 (64) |
24 (75) |
29 (84) |
34 (93) |
36 (97) |
36 (97) |
33 (91) |
27 (81) |
19 (66) |
12 (54) |
24 (76) |
متوسط درجة الحرارة الصغرى °م (°ف) | 1 (34) |
3 (37) |
4 (39) |
9 (48) |
13 (55) |
17 (63) |
21 (70) |
21 (70) |
15 (59) |
12 (54) |
7 (45) |
3 (37) |
11 (51) |
أدنى درجة حرارة °م (°ف) | −13 (9) |
−10 (14) |
−7 (19) |
−2 (28) |
0 (32) |
9 (48) |
16 (61) |
15 (59) |
7 (45) |
5 (41) |
−3 (27) |
−8 (18) |
−13 (9) |
الهطول مم (إنش) | 89 (3.5) |
64 (2.5) |
38 (1.5) |
28 (1.1) |
8 (0.3) |
3 (0.1) |
0 (0) |
0 (0) |
0 (0) |
25 (1.0) |
56 (2.2) |
84 (3.3) |
395 (15.5) |
المصدر: BBC Weather[47] |
الديموغرافيا السكانية
تعداد السكان تاريخياً
العام | تعداد السكان |
---|---|
1883 | 99179 |
1901 | 108143 |
1922 | 156748 |
1925 | 210000 |
1934 | 249921 |
1944 | 325000 |
1950 | 362500 |
1960 | 425467 |
1965 | 500000 |
1983 | 639000 |
1990 | 1216000 |
1995 | 1500000 |
2000 | 1937858 |
2004 | 2181061 |
2005 | 2301570 |
حسب المؤرخ شيخ كامل الغزي، فإن تعداد حلب بلغ حوالي 400,000 نسمة قبل زلزلة حلب الكبرى. والذي تبعه انتشار موجة من الطاعون والكوليرا في أعوام 1823 و 1827. أدت هذه الكوراث إلى انخفاض عدد السكان بشكل حاد ليصل 110,000 في نهايات القرن التاسع عشر [48] في عام 1901، بلغ التعداد الكلي لمدينة حلب 108,143 نسمة شكل المسلمون منهم 76,329 نسمة بنسبة (70.58%)، بينما شكل المسيحيون 24,508 نسمة (22.66%)، واليهود نسبة 7,306 (6.76%).[49].
النازحون الأرمن لمدينة حلب
إلا أن تعداد سكان المدينة عاد ليزداد بعد استقبالها للنازحين الأرمن في بدايات القرن العشرين (1915–1922). وصل التعداد السكاني للمدينة عام 1922 إلى 156,748 شكل المسلمون منهم 97,600 (62.26%)، المسيحيون 22,117 (14.11%)، اليهود 6,580 (4.20%)، الأرمن 20,007 (12.76%)، وجنسيات أخرى 7,792 (4.97%).[50][51]. جاءت الموجة الثانية للنازحين الأرمن مع انسحاب القوات الفرنسية من كيليكية عام 1923.[52], وذلك بعد وصول أكثر من 40,000 ألف لاجئ أرمني بين 1923-1925، ووصل التعداد الكلي للمدينة إلى 210,000 نسمة مع نهاية عام 1925 وشكل الأرمن ربع السكان.[53].
وفقاً للمعطيات التاريخية المقدمة من قبل شيخ كامل الغزي، فإن الغالبية من مسيحيي المدينة كانوا من الكاثوليك حتى نهايات فترة الحكم العثماني. إن ازدياد أعداد المسيحيين الأورثودوكس ارتبطت بقدوم النازحين الأرمن من أرمينيا ومرتفعات تركيا الجنوبية، ومن الناحية الأخرى لتدفق أعداد من النازحين الأورثودوكس عند تهجيرهم من لواء الآسكندرونة عندما تم إلحاق سنجق الإسكندرونة عام 1939 بتركيا.في عام 1944، كان تعداد السكان حوالي 325,000، شكل المسيحيون منهم حوالي 112,110 (34.5%) نصفهم من الأرمن 60,200.
كانت مدينة حلب تضم تعدادا هاما من اليهود أيضاً في العصور القديمة. وبها معبد يهودي بني في القرن الخامس الميلادي. كانت أحياء اليهود التقليدية تشمل أحياء الجميلية، باب النصر، والمناطق المجاورة للمعبد. ثم بدأت موجات هجرة اليهود نحو فلسطين تظهر بعد إعلان قيام دولة إسرائيل من طرف واحد من قبل المهاجرين اليهود الأوروبيين ومع تواطؤ كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. عام 1968، كان لا يزال يقطن مدينة حلب أكثر من 700 يهودي على الأقل [54]
حاولت الحكومة السورية بداية الحفاظ على الرعايا اليهود؛ فمثلاً وحتى يومنا هذا، ظلت أملاك اليهود غير مسكونة حتى بعد هجرتهم، إذ تركت الحكومة السورية حجوزاتها على المساكن شريطة أن لا يهاجر الرعايا اليهود السوريون إلى الأراضي التي احتلها الكيان الإسرائيلي. إلا أن معظم اليهود قد هاجروا بدايةً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليشكلوا جالية معتبرة في بروكلين – نيويورك بشكل أساسي، أما البقية فقد غادروها في النهاية وتوجهوا إلى إسرائيل.
الوضع الديموغرافي الحالي وتناغم السكان
المدينة حالياً هي الأكثر كثافةً سكانياً في القطر، مع تعداد وصل حتى 2,181,061 نسمة وفق أرقام مسح عام 2004. وفي أواخر العام 2005 أعلن مجلس المدينة وصول التعداد إلى 2,301,570 مليون نسمة. غالبية سكان حلب هم العرب وأقلية من الأكراد والأرمن والشركس والتركمان وغيرهم، وتتجانس فيها الإثنيات والأديان منذ القدم لتتمتع المدينة بالتنوع والمشاركة والتعاون بين كافة الأعراق والطوائف من السكان بشكل رائع وجميل يعتبر مضرباً للمثل في الشرق الأوسط.
تقريبا 85% من سكان حلب هم من المسلمين السنة العرب، وسكان حلب من الديانة المسيحية هم التجمع الثاني من حيث الحجم بعد مدينة بيروت (بين 10% و15%) في المنطقة، وتحتضن بين جنباتها حوالي 45 كنيسة أو مبنى كنسي تنتمي للطوائف المتنوعة فهناك السريان واللاتين والموارنة والكاثوليك والأرثوذكس والكلدانيين يتعايشون جميعاً في جو من الود والإخاء. كانت حلب أيضًا موطنًا لإحدى أغنى المجتمعات المسيحية الشرقية وأكثرها تنوعًا في الشرق، تاريخياً قطن المسيحيون في أحياء معروفة مثل الجديدة والعزيزية والسليمانية، محطة بغداد، العروبة والميدان. وإن بدأوا بالانتشار خارج هذه الأحياء التقليدية مع ازدياد عدد السكان وظهور الأحياء السكنية الحديثة. قبل الحرب الأهلية السورية كانت مدينة حلب ثالث مدينة في الشرق الأوسط بعد القاهرة وبيروت من حيث عدد المسيحيين،[55][56] حيث ضمت المدينة قبل الحرب الأهلية السورية بين 160,000 إلى 250,000 مسيحي.[57][58][59]
يتميز أهل حلب بلهجتهم المحلية المميزة والتي تستعير كثيراً من الكلمات من اللغة التركية نظراً لقرب المسافة الجغرافية.
الطراز المعماري
تتميز مدينة حلب بتعدد الطرز المعمارية الموجودة فيها، إذ تجمع أنماطاً معماريةً سلجوقية وبيزنطيةً إضافةً للطرز المملوكية والعثمانية، ممن تعاقبوا عليها على مر السنين[60].
يوجد في المدينة العديد من المباني القديمة العائدة للقرنين الثالث والرابع عشر ميلادي، مثل الخانات والمدارس الدينية والحمامات، إضافةً للمباني الدينية كالجوامع والكنائس. وظهرت في حلب في القرنين السادس والسابع عشر بيوت مملوكة للعديد من العائلات الحلبية الثرية تتميز بواجهاتها الحجرية الغاية في الجمال، في القرن ال 19 ومطلع القرن العشرين كان طراز العمارة الباروكية هو السائد، ومثاله بناء فيلا روز الشهير في منطقة العزيزية. بينما يجمع حي الشهباء الجديدة الراقي العديد من الطرز المعمارية الشرقية، والكلاسيكية الغربية وحتى الصينية[61] وذلك بفضل مهارة الصناع الحلبيين في قد الصخور، خصوصاً من الحجر الأبيض الذي تشتهر به مدينة حلب.
معالم المدينة القديمة
يوجد نسبياً انقسام واضح بين حدود المدينة القديمة والمدينة الحديثة في حلب. الجزء القديم موجودٌ ضمن جدار المدينة القديم الذي يشكل دائرةً نصف قطرها 5 كيلومترات، وله 9 بوابات. (باستثناء حي الجديدة الذي بني بعد الغزوات المغولية في القرن الخامس عشر عل الرغم أنه يعد جزءاً من المدينة القديمة) في مركز المدينة القديمة تقع قلعة حلب الضخمة على تلة مرتفعة، مشرفة بذلك على كافة أحياء المدينة القديمة. ويتوسطها مدرجٌ واسع هو مدرج القلعة الذي تقام فيه العديد من الحفلات.
أبواب حلب القديمة
أبواب حلب جزءٌ أساسي ومهم من السور، ومن ذاكرة المدينة، فقد كانت هذه الأبواب منفذ أهل حلب عبر السور المنيع الذي رد عنهم هجمات الغزاة على مر العصور، حتى أنه يمكن القول أن كل ضربة سيف أو سقطة رمح أو طلقة منجنيق، لابد أنها وقد تركت أثراً أو حفرة أو ندبة على هذه الأبواب. عدد هذه الأبواب تسعة، اندثر منها أربعة وحوفظ على خمسة منها في المدينة القديمة:
- باب الحديد
- باب أنطاكية
- باب النصر
- باب قنسرين
- باب الفرج
- باب المقام
- باب الجنان أو باب جنين في اللهجة الحلبية.
- باب الأحمر
- باب النيرب
الحفاظ على المدينة القديمة
باعتبارها مدينةً ذات طرازٍ معماري قديم تميزه الأسواق المسقوفة والخانات والحمامات والمدارس، إضافةً للمساجد والكنائس، فإن المدينة كنزُ أثري بحاجة للعناية والصيانة المستمرة. تمت إعادة تخطيط المدينة بشكل واضح بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. وفي عام 1954 اعتمد مخطط معماري من قبل المعماري الفرنسي أندريه جوتون، والذي اقترح شق عددٍ من الجادات العريضة عبر المدينة لتتناسب مع دخول السيارات. بين أعوام 1954-1983 تم هدم العديد من الأحياء القديمة تحت هذه الذريعة بغرض التوسع، خصوصاً في المناطق الشمالية مثل باب الفرج وباب جنين لكن الوعي المتزايد بأهمية هذه المباني أدى في النهاية لإلغاء مخطط جوتون عام 1979 وليتم الاستعاضة عنه بتخطيط لمهندس المدن السويسري ستيفانو بيانكو، والذي أطلق فكرة المحافظة على النسيج العمراني القديم لحلب القديمة. الأمر الذي مهد الطريق لليونسكو لتضم مدينة حلب القديمة إلى التراث العالمي عام 1986[62].
قام العديد من المعاهد العالمية بالتضافر مع الجهات المحلية وجمعية آثار حلب، لإعادة تأهيل المدينة القديمة بإضافة نمط حياة عصري إليها مع المحافظة على الطابع التراثي. تقوم هنالك شراكة بين مؤسسة ألمانيا التقنية GTZ ومؤسسة الآغا خان ضمن برنامج الآغا خان لحماية المدن القديمة ساهمت في كثير من الأعمال للحفاظ وتأهيل المدينة القديمة
الأسواق والخانات في مدينة حلب
مدينة حلب مدينةُ تجارية بامتياز، فقد جذب موقع المدينة الاستراتيجي على طريق الحرير العديد من السكان من كافة الأعراق والمعتقدات ليقطنوا فيها ويستفيدوا من وقوعها بين الصين وبلاد الرافدين من الشرق وأوروبا من الغرب، ومصر في الجنوب. تحتوي حلب على أكبر سوقٍ شرقيٍ مسقوفٍ في العالم، بمساحةٍ كلية تصل حتى 16 هيكتاراً وبطولٍ يصل حتى 16 كيلومتراً
تعتبر منطقة المدينة المنطقة التجارية النشطة للبضاعات المستوردة، مثل الحرير القادم من إيران، التوابل والبهارات القادمة من الهند. والقهوة والأقمشة القادمة من دمشق. تعتبر المدينة أيضاً موطن الصناعات المحلية كالقطن، المنتجات الزراعية، وصابون الغار الذي تشتهر به مدينة حلب. شيدت معظم أجزاء السوق في القرن الرابع عشر وسميت حسب أسماء الحرف والمهن المزاولة فيها، مثل سوق الصوف، سوق الصاغة، وقس على ذلك.. بالإضافة للتجارة، فإن السوق منح للتجار ولبضائعهم خانات متواجدة حول الأسواق. أخذت الخانات أيضاً أسماءها عن مواقعها وحرفة السوق الواقع فيه، وتتميز هذه الخانات بواجهاتها الجميلة المحصنة بالأبواب الخشبية المتينة.
الأسواقُ والخاناتُ التاريخية
الأسواق التاريخية في المدينة قديمة كثيرة أهمها[63]:
- سوق خان الحرير، بني في النصف الثاني من القرن السادس عشر، وعرف بمحلاته ال 43 المتخصصة في تجارة الأقمشة، وقد كان مقراً للقنصلية الإيرانية حتى عام 1919.
- خان الشونة، بني في العام 1546. ويعتبر حالياً مركزاً للصناعات الحرفية اليدوية الحلبية.
- سوق العطارين، تقليدياً، كان هذا السوق سوق بيع التوابل والأعشاب في حلب، إلا أنه حالياً مركز لبيع المنسوجات والأقمشة بمحلاته ال 82.
- سوق الياسمين
- سوق العتمة
- خان الجمرك، مركز تسوق للألبسة والأقمشة بمحلاته ال 55، بني عام 1574، ويعتبر أكبر خانٍ في حلب القديمة.
- خان الوزير، بني عام 1682، ويعتبر سوق المنتوجات القطنية الأساسي في مدينة حلب.
- خان البنادقة
- خان خيري بيك
- خان الشونة, سوق المهن اليدوية.
- خان قاضي، بني في عام 1490، أحد أقدم الخانات في حلب.
- خان البرغل، بني في عام 1472، وقد كان مقر القنصلية البريطانية في حلب حتى بدايات القرن العشرين.
- خان الصابون، أو سوق الصابون، بني في بدايات القرن السادس عشر.
- سوق النحاسين، بني في عام 1539، وشغلته القنصلية البلغارية في القرن السادس عشر. بينما يعتبر حالياً مركز لصناعة وبيع الأحذية العصرية مع 84 محلاً متخصصاً في بيعها.
- سوق الزرب، المعروف قديماً بسوق الضرب، حيث كانت العملة تضرب في الفترة المملوكية. حالياً فإن السوق يتضمن 71 دكاناً، تقوم معظمها بالمتاجرة في الأقمشة والملبوسات وخصوصاً الملابس التقليدية.
- سوق البهرمية، أسفل جامع البهرمية وتضم 52 محلاً لبيع المنتجات الغذائية.
- سوق الحدادين، تحتوي على 37 دكاناً وكانت مقر الحدادة تقليدياً.
- سوق العتيق، أو خان العتيق، متخصصة في تجارة الجلود والمدبوغات وتحتوي 48 محلاً.
- سوق الصياغ، مركز بيع المجوهرات الأساسي في حلب وتضم 99 معرض مجوهرات.
- سوق النسوان، للمستلزمات النسائية من الملابس وأثياب الزفاف وعدة زينة العروس.
- السويقة أو سويقة علي، تعني كلمة سويقة تصغيراً لسوق، لكنها نسبياً سوق كبير يحتوي مجموعةً من الخانات والمتاجر المتخصصة بشكل أساسي في مستلزمات المطابخ المنزلية.
- خان الهوكيدون، وهي كلمة أرمنية تعني «منزل الروح»، وترمز للخان الذي بني في تلك المنطقة كنزُلٍ للحجاج الأرمن أثناء طريقهم إلى القدس.
يعود الجزء القديم من خان الهوكيدون إلى أواخر القرن الخامس عشر وبدايات القرن السادس عشر، بينما تعود عمارة الجزء الحديث إلى القرن السابع عشر. تحول حالياً إلى سوقٍ كبير متخصصة في بيع الملابس الداخلية.
- الصليبة، هي مركز تجاري في وسط الكنائس المسيحية في حي الجديدة
- سوق الصوف، للمنتجات الصوفية.
- بوابة القصب، مركز للصناعات الخشبية وكراسي الخيزران التقليدية الشهيرة.
المباني الأثرية
تتضمن أهم المباني الأثرية في المدينة القديمة:
- القلعة قلعة حلب، جيدة التحصين والمبنية على تل اصطناعي مردوم جزئياً يرتفع حوالي 50 متراً عن مستوى المدينة، يعود تاريخ القلعة إلى الألف الأولى قبل الميلاد. العديد من أجزائها الحالية تعود للقرن الثالث عشر. وقد تأثرت هذه القلعة الصامدة بتعاقب الغزاة والكوارث الطبيعة خصوصاً زلزال عام 1822.
- المدرسة الحلاوية، بنيت في العام 1124 في الموقع الأصلي لكنسية سانت.هيلين، والتي بنيت كمعبد في روما القديمة من قبل قسطنطين الكبير. وفي فترة الحروب الصليبية وعندما تمت محاصرة المدينة، فإن قاضي حلب أصدر قراراً بتحويلها إلى جامع، وفي نهاية القرن الثاني عشر، حولها نور الدين زنكي إلى مدرسة، وتتميز بوجود محراب جميل مصنوع في القرن الرابع عشر.
- المكتبة العجمية، وهو قصرٌ بني في القرن الثاني عشر بالقرب من القلعة من قبل الأمير مجد الدين بن الداي من الأسرة الزنكية، تم تجديده في القرن 15. وأصبح مقراً لمتحف التراث الشعبي بين عامي 1967 – 1975.
- المدرسة المقدمية، وهي إحدى أقدم المدارس الدينية في المدينة وبنيت عام 1168، مشهورة بنقوش الآرابسك الجميلة.
- المدرسة الظاهرية، بنيت عام 1217 جنوب باب المقام، من قبل السلطان الظاهر غازي[64]،
- مدرسة الفردوس، والتي يعتبرها البعض أجمل مسجدٍ في حلب القديمة [65]. بنيت من قبل أرملة الظاهر غازي بين 1234-1237، وبعد ذلك أعيد بناؤها في الفترة الأيوبية أيام الحاكم الناصر يوسف، تتميز ببهوٍ جميل تتوسطه نافورة وتحيط بها الأقواس من مختلف الجهات، وتتميز بوجود محراب جميل مزين بنقوش الآرابسك.
- المدرسة السلطانية، بدأ بناؤها في عهد السلطان الظاهر غازي وتم بناؤها بين 1223-1225 من قبل ابنه مالك العزيز محمد، أكثر ما يميز بناءها هو محراب قاعة الصلاة.
- خان الفرافرة، بني عام 1237 وغدا صومعة للمتصوفة في القرن الثالث عشر.
- بيمارستان آرغون الكاملي بدأ العمل عام 1354 وحتى بدايات القرن العشرين.
- دار رجب باشا، وهو منزلُ ضخم بني في القرن 16 قرب جادة الخندق، وقد تم تجديده ليشغله حالياً المركز الثقافي لمدينة حلب. الملحقة به قاعة مسرح كبيرة.
- بيت جنبلاط منزلُ قديم بني في نهايات القرن 16 من قبل حاكم حلب الكردي حسين باشا جنبلاط
- المدرسة العثمانية وهي مركز تعليمي إسلامي توجد شمال باب النصر، وتم بناؤها تحت أمر الباشا العثماني الدراقي عام 1730.
- بيت مرعش، وهو منزل حلبي تقليدي في حي الفرافرة، بني في نهايات القرن الثامن عشر من قبل عائلة مرعش.
- ساعة باب الفرج، بنيت في العام 1898- 1899 من قبل المعمار الأسترالي شارتييه [66]
- دار الكتب الوطنية، بنيت خلال الثلاثينيات 1930 وافتتحت عام 1945.[67]، ضمن حي الجديدة، تتجمع متلاصقةً مع العديد من المباني الأثرية [68]:
- بيت وكيل، منزل حلبي بني عام 1603، بديكوراتٍ خشبية مميزة، أحد ديكوراته هذه تم جلبها إلى برلين لتعرض في متحف برغامون (بالألمانية: Pergamonmuseum) ببرلين تحت اسم: الغرفة الحلبية.
- Beit Achiqbash, بيت أجقباش، بني عام 1757، وأصبح مقراً لمتحف الفنون الشعبية منذ عام 1975.
- بيت غزالة، مبنىً قديم من القرن 17 يتميز بديكوراته الفخمة، والتي أنجزت من قبل النحات الأرمني قاشقادر بالي عام 1691. خلال القرن العشرين تم استعماله كمدرسة ابتدائيةٍ أرمنية، وحالياً يستخدم بعد التجديد كمتحف ذاكرة مدينة حلب.
- دار زمريا، بنيت في نهاية القرن السابع عشر من قبل عائلة زمريا، وتم تحويله إلى فندق حالياً.
- دار باسيل، منزل حلبي من بدايات القرن 18، تم تحويله لمدرسة إدارة أعمال منذ عام 2001.
- بيت دلال، بنيت عام 1826، وكانت عبارةً عن كنيسة وصومعة، إلى أن تم تحويلها إلى فندق.
الأماكن الدينية
- الجامع الأموي الكبير، بني عام 715 من قبل الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، وتم إنهاؤه على الأرجح في عهد خليفته سليمان بن عبد الملك. يتضمن الجامع مزاراً للنبي زكريا، والد يوحنا المعمدان. البناء بطرازه الحالي يعود لنور الدين زنكي وبدأ تشييده عام 1158. لكنه قد تأذى بشدة أثناء الغزو المغولي عام 1260، وتمت إعادة بنائه مجدداً، ترتفع منارته بخمسة وأربعين مترا وتعتبر شاهداً على العمارة السورية في العصور الإسلامية [65] وقد تم تشييد هذه المئذنة عام 1090-1092 على يد السلطان السلجوقي الأول قسطش، ولها أربع واجهات تتميز كلُ منها بشكلٍ مختلف. دمرت مئذنة الجامع الكبير في 24/04/2013.
- جامع الأطروش، بني عام 1403 على الطراز المملوكي، وله مدخل جميل وواجهة مشغولة بعناية.
- جامع العادلية، بني عام 1557 [69] من قبل المتصرف العثماني في حلب محمد باشا، يتميز ببهوٍ للصلاة تظلله الأقواس من الجوانب، ومحراب جميل.
- جامع الطغاشي، بني خلال القرن 14 وتم ترميمه عام 1537، وله واجهة كبيرة مزدانة بالأعمدة الصغيرة.
- جامع الصاحبية، بني عام 1930 قرب خان الوزير.
- جامع القيقان (جمع غراب)، ويحتوي على عمودين أثريين من البازلت في مدخله، كما يضم حجراً منقوشاً عليه باللغة الحثية القديمة.
- جامع الصفاقية، أنشئ عام 1425، ويشتهر بمئذنته المثمنة المزخرفة بإتقان.
- جامع السفاحية, بناه القاضي أحمد بن صالح بن أحمد السفاح.
- جامع النقطة، يعتقد بانه يحوي حجراً قيل بأنه معلم بنقطة دم سقطت من الحسن بن علي، يعتقد بأن موقع هذا الجامع كان عبارة عن صومعة اعتكاف دينية تم تحويلها إلى مسجد عام 944.
- جامع التوتة، وهو جامع من العصر الأيوبي، يحتوي على زخارف وخطوط كوفية تعود للقرن الثاني عشر. وتوجد فيه قوسٌ رومانية قديمة تدل على أنه موقعه كان بدايةً لطريق رومانية تسمى دوقمانوس (باللاتينية: decumanus) في اتجاه شرق-غرب وفق التخطيط الروماني للمدن القديمة.
- جامع الخسروية، أتم بناؤه عام 1547، وصمم من قبل المعمار العثماني الأرمني الأصل الشهير المعمار سنان
- المسجد الكبير، من المعالم التاريخية والدينية الهامة في قلعة حلب ويقع بجوار سور القلعة الشمالي
- كنيسة الأربعين شهيد، أيضاً كنيسة أرمنية من القرن الخامس عشر تتواجد في حي الجديدة.
- كنيسة الشيباني، في حي الجلوم، بنيت في القرن الثاني عشر، تضم كنيسةً ومدرسة يوم أحدٍ لبعثة ماري الرسولية، وحالياً تستخدم كمركزٍ ثقافي.
- متحف زآرهيان كنيسة الأرمن الأرثودوكس، بنيت عام 1429 وكان اسمها القديم كنيسة الأم المقدسة.
- مار راسيا الحكيم، كنيسة كاثوليكية من القرن الخامس عشر في الجديدة.
- توجد العديد من الكنائس مثلكاتدرائية القديس الياس المارونية، و كنيسة السيدة العذراء الكاثوليكية وآخريات.
- كما يوجد في حلب معبد يهودي يسمى معبد البنداره، تم إكماله في القرن التاسع، وتم ترميمه عدة مرات أبرزها عام 1428، وهو متواجد حتى يومنا هذا.
التعليم
نظراً لموقعها كمركزٍ اقتصادي أول، فلا بد للمدينة أن تحتوي العديد من المؤسسات التعليمية، على مستوى التعليم الأساسي والثانوي. فتوجد في المدينة عشرات المدارسُ الحكومية التي تقدم خدمة التعليم الإلزامي والثانوي بالإضافة لعدد من المدارس الخاصة، وفيها أيضاً مدرستان دوليتان هما International School of Aleppo والثانوية الفرنسية في حلب Lycée Français d’Alep. لعل أشهر مدرسة في مدينة حلب هي ثانوية المأمون العريقة المنشأة بأمر الوالي العثماني جميل حسن باشا عام 1892، وكانت حينها تدعى بالمكتب الإعدادي.
في عام/1992/ كان الاحتفال الرسمي بمناسبة إحياء الذكرى المئوية لهذه الثانوية العريقة، وقد كلِّلَ بإصدار الكتاب المئوي التذكاري. وهو كتاب تضمن كلماتِ المهرجانِ والمسؤولين وانطباعاتٍ وذكرياتِ المدرسين والمدراءِ والطلابِ السابقين. وحفل بصور تذكاريةٍ جميلة. وقصائدَ تتغنَّى بالمأمون وفضلِها. ويضافُ إلى الكتابين الهامين المذكورين عدّة أعداد من مجلة المأمون وهي أعداد غنية صدرت في عام/ 1967 – 1968/.
على مستوى التعليم العالي فالمعلم الهام هو جامعة حلب الحكومية، ويتجاوز عدد طلاب جامعة حلب 60 ألفاً وتضم 18 كلية و8 معاهد تقنية. ومعاهداً للفنون الجميلة التابعة لوزارة التعليم العالي.
توجد أيضاً في المدينة فروعُ لجامعاتٍ غير حكومية مثل جامعة قرطبة الخاصة وجامعة الخليج الخاصة للإدارة والهندسة المعلوماتية، وتوجد بالقرب منها أيضاً جامعة إيبلا الخاصة على حدود محافظة إدلب. وتجتذب هذه المعاهد التدريسية العديد من الطلاب من سوريا والدول المجاورة. ويوجد في حلب أحد أكثر المعاهد العسكرية تقدماً على مستوى الشرق الأوسط: أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية
الفنون والثقافة
- مقالات مفصلة: قائمة أدباء حلب في القرن العشرين
- مسرح حلب في القرن العشرين
حلب مدينة الفن والفنون ولا يمكن ذكر الفن في الوطن العربي دون ذكر حلب، فقد كان سيف الدولة يهتم بالعلوم، وظهر في عصره عدد من الأطباء المشهورين، مثل عيسى الرَّفي المعروف بالتفليسي، وأبو الحسين بن كشكرايا. ومن أبرز الفلكيين والرياضيين الذين ظهروا في عصر الحمدانيين في بلاد الشام أبو القاسم الرقي والمجتبى الإنطاكي وديونيسيوس وقيس الماروني، كما عُني الحمدانيون بالعلوم العقلية كالفلسفة والمنطق، فلَمع نجم عدد كبير من الفلاسفة والمفكرين الإسلاميين في بلاط الحمدانيين، مثل: الفارابي، وابن سينا. أما في مجال العلوم العربية، فقد ظهر عدد من علماء اللغة المعروفين، مثل ابن خالويه، وأبو الفتح بن جني، وأبو علي الحسين بن أحمد الفارسي، و«عبد الواحد بن علي الحلبي» المعروف بأبي الطيب اللغوي.
كما لمع عدد من الشعراء المعروفين، مثل أبو الطيب المتنبي، وأبو فراس الحمداني، والخالديان: أبو عثمان، والسرى الرفاء والصنوبري، والوأواء الدمشقي، والسلامي والنامي. وظهر كذلك عدد كبير من الأدباء المشهورين، وفي طليعتهم أبو الفرج الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني الذي أهداه إلى سيف الدولة فكافأه بألف دينار، وابن نباتة الفارقي، وقسطاكي الحمصي الشاعر والمؤرخ، وظهر أيضا بعض الجغرافيين، مثل: ابن حوقل الموصلي صاحب كتاب المسالك والممالك.
وتشتهر حلب بالفرق الموسيقية الحلبية التقليدية التي تقوم بغناء الموشحات الدينية والقدود. ويشتهر قاطنو مدينة حلب بولعهم بالطرب والغناء والموسيقى وهي تعتبر عاصمة الطرب الأصيل في الوطن العربي. يقام على مسرح قلعة حلب سنوياً مهرجان الأغنية السورية وقد انطلق منها فنانون كبار ناشرين فنهم بمناطق كثيرة وفي مختلف التخصصات الفنية من غناء وموشحات وقدود حلبية وأناشيد دينية وتمثيل وغيرها. ووفد إلى حلب قديماً أهم أعلام الموسيقى العرب وأخذ من تراثها وفنها الكثيرون منهم سيد درويش وغيره حيث لا يزال كثير من مطربي هذه المدينة من رواد الطرب الأصيل في الوطن العربي وخاصة في فنون الموشحات والقدود الحلبية الشهيرة ومن أشهرهم عمالقة الطرب اليوم الفنان صباح فخري والفنان صبري مدلل وكثيرين في الموسيقى والموشحات والقدود والغناء الأصيل. كما اشتهرت حلب بأنها كانت مهد النشيد المعاصر، الذي تميز بالمديح النبوي والالتزام، وكان أشهر رواده الأستاذ أبو الجود محمد منذر سرميني والأستاذ الترمذي المنشد محمد أبو راتب.
وتتنوع الفنون في حلب من فنون الموسيقى والغناء والتمثيل ولها أعلامها المشهورون على مستوى الوطن العربي، وتشتهر حلب بالفنون الأخرى مثل الفن التشكيلي والنحت وتنتشر في مدينة حلب معارض وأروقة الفن الراقي لفنانين وفنانات حلب وفيها الكثير من المدارس الفنية المتميزة وأساتذة فنانين كبار في الفن التشكيلي والنحت أمثال وهبي الحريري، لؤي كيالي، عبد الرحمن موقت، سعد يكن، وفي الرسم والخط العربي ناهد كوسا. وكذلك في مجال الثقافة والأدب أمثال وليد إخلاصي، نهاد سيريس، ضياء قصبجي، والشعراء أمثال عمر أبو ريشة و نورس يكن من أدباء وشعراء حلب أيضاً: الشاعرة ملكة أبيض زوجة الشاعر سليمان العيسى – الأديب وليد إخلاصي – الشاعرة بهيجة مصري إدلبي. – الأديب محمود محمد أسد – الأديب محمد خير الدين الأسدي، عبد الكريم الأشتر، محمد التونجي – ليلى منير أورفلي. – عمر البابا – أحمد علي بابللي – عصام ترشحاني. – الأديبة رياض الجابري – شكيب الجابري. -مأمون الجابري. -فريد جحا. – عبد الله يوركي حلاق – الأديب قسطاكي حمصي – إبراهيم الحوراني – عائشة الدباغ – عمر الدقاق – سامي دهان – أحمد دوغان – نهاد رضا – جورج سالم – ليلى صايا سالم – الروائي فاضل السباعي – محمود علي السعيد – محمد الزينو السلوم – عبد الوهاب صابوني – جورج طرابيشي. – محمد عزام – كامل الغزي – محمود فاخوري. – محمد قجة – سلمان قطاية – ضياء قصبجي – عبد الفتاح قلعه جي – قدري قلعه جي – عبد الرحمن أبو قوس – عبد الرحمن الكواكبي – سامي الكيالي – قدري مايو – أحمد زياد محبك – سليمى محجوب – نظار نظاريان – مختار النعال. إذ تنتشر في مدن ومناطق حلب المراكز الثقافية والأدبية الكثيرة منها: دار الكتب الوطنية، والمراكز الثقافية في العزيزية وباب الفرج والصاخور و الفردوس.[70]
المطبخ الحلبي
- مقالة مفصلة: مطبخ حلبي
يتميز المطبخ السوري بشكلٍ عام والمطبخ الحلبي بشكلٍ خاص بتنوع أطباقه، الأطباق السورية غنية بالزيتون، البندق والفستق، وحلب بالذات مشهورة بأطباقها اللذيذة وبحب أهلها للقمة الهنيئة، ويُقال (حلب أرض المحاشي والكبب) أو كما يُقال بين السكان المحليين (حلب ام المحاشي والكبب)، لذلك ليس من المفاجئ بأن يفوز مطبخها بجائزة التذوق العالمية من قبل أكاديمية الطهي والتذوق العالمية من فرنسا عام 2007[71] ولكن في الحقيقة، فإن حلب كانت عاصمةً للطبخ قبل جائزة باريس بكثير، ربما يعود السبب إلى تمازج عديد من الإثنيات فيها، الأمر الذي ساعد على تعدد أنواع الأطباق، نظراً لأنها كانت جزءاً من الدولة العثمانية. فهي تحتوي على الكثير من الأصناف مثل الكباب، الكبة، اليبرق (محشي ورق العنب)، محاشي الباذنجان والكوسا، اللحمة بالكرز، السماقية، السفرجلية. يعتبر إفطار الفول المدمس إفطاراً تقليدياً في مدينة حلب، مضافاً إليه الزيت وعصير الليمون والفلفل الأحمر. وتعتبر الكبة أحد اختصاصات المطبخ الحلبي الأثيرة وأكثر أكلة محبوبة من قبل السكان، ابتكر الحلبيون أكثر من 17 نوعاً من أنواع الكبب المشهورة في الديار الشامية.
حلب أيضاً مركزُ هام لصناعة الحلويات، والتي تتميز باحتوائها على نسب كبيرة من الزبدة والسكر، مثل المبرومة، سوار الست، البللورية، بالإضافة لأصنافٍ أخرى مثل المامونية، الشعيبيات، المشبك، الزلابية، غزل البنات. وتتضمن معظم هذه الحلويات الجوز والقشطة والفستق الحلبي الشهير.
الرياضة
تعتبر كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية في المدينة، تضم المدينة نادي الإتحاد (الأهلي) لكرة القدم بالإضافة لنادي الحرية (العربي)، وتفخر حلب ملعب حلب الدولي والذي يتسع لأكثر من 75 ألف متفرج.[72]
تتضمن الأندية الرياضية الأساسية:
كرة السلة لعبة شعبية أيضاً في المدينة، والتي تضم 4 نوادٍ من بين أفضل 12 ناد سلة سوري، بينما في فرق السيدات فحلب تحتوي على 5 نوادٍ من الدوري الممتاز مشكلة بذلك نسبة 50% من المشاركة موسم 2010 – 2011. كما توجد رياضات أخرى مثل كرة الطاولة والسباحة من بين الرياضات المفضلة لدى الحلبيين.
النقل والمواصلات
السكك الحديدية
كانت مدينة حلب من المدن الأولى في سوريا التي تصلها خطوط النقل الحديدي، وذلك عندما قامت السلطات العثمانية ببناء سكة حديد بغداد عبر المدينة عام 1919 (ومنها أخذت محطة القطار اسمها محطة بغداد)، والتي تمتد حتى أنقرة وما تزال موجودةً حتى يومنا هذا، وتوجد أيضاً خطوط تصل ما بين حلب ودمشق ضمن خط حديد الحجاز الشهير الذي أنشئ أيضاً بدعم من الإمبراطور غليوم الألماني بغرض تسهيل نقل الحجاج إلى الحرمين الشريفين في الحجاز وحتى إسطنبول، ولهذه الأسباب التاريخية يتواجد مقر شركة الخطوط الحديدية السورية في حلب وليس في دمشق. نظراً لقدم عمر هذه الشبكات فقد تباطأت حركة الشحن والنقل للمسافرين خصوصاً نحو ميناء اللاذقية، إلا أن هذه الحركة عادت لتنشط 2005 مع استقدام قطارات الترين سيت الكورية الجنوبية لتصبح هناك رحلات منتظمة لكل من اللاذقية ودمشق كل ساعتين، مع خدمة جيدة المستوى.
المطار
- مقالة مفصلة: مطار حلب الدولي
يخدم المدينة مطار دولي يعتبر الحظيرة الثانية لطائرات الخطوط الجوية السورية، تعود بداياته لأوائل القرن العشرين، وتم بناؤه تدريجياً وتطويره حتى عام 1999 عندما اعتُمدت قاعة المطار الجديدة.[73]
التخطيط المستدام في حلب
يعتبر التخطيط المستدام سمةً أساسية لتطور المدن الحديثة، وكان لا بد للمدينة أن تهتم بهذا الجانب من أجل الحفاظ على موقعها ومكانتها المحلية والدولية، مما جعلها تنخرط في عدد من مشاريع التخطيط والتنمية المستدامة ورفع السوية الإدارية للموظفين. إن التنمية العمرانية المتكاملة في مدينة حلب UDP هي ثمرةُ للتعاون بين الوكالة الألمانية للتطور التقني ومجلس مدينة حلب. يهدف هذا البرنامج إلى تطوير الإمكانات المحلية في مجال التنمية والإدراة العمرانية.
للبرنامج ثلاثة مجالات عمل أساسية:
- استراتيجية تنمية مدينة حلب CDS: وتدعم الإدارات المحلية وزيادة الفاعلية، وتشجيع الحوار مع خطة التطوير الوطنية.
- السكن العشوائي IS وكافة الاستراتيجات لتطويره وتأهيله.
- مشروع إحياء مدينة حلب القديمة OCA
ويقوم المشروع بالتنسيق والتعاون مع كافة المبادرات في هذه المجالات مثل برنامج تطوير الإدارة المحلية للاتحاد الأوروبي، والمقرر أن يدوم بين عامي 2007 – 2016.
المدن الشقيقة واتفاقيات التوأمة
حالياً توجد لحلب علاقة تعاون وتوأمة مع أربع مدن:
الاقتصاد
التجارة في حلب
إن وجود المدينة الأساسي كان معتمداً عبر العصور على موقعها المفتاحي الهام على طرق التجارة، ما بين الهند والصين وبلاد الشام والبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، كانت حلب المدينة الثالثة من حيث النشاط التجاري في العهد العثماني بعد إسطنبول والقاهرة. تضرب التقاليد التجارية بجذورها العميقة في المدينة وتسري في دمها، وهي مشهورة بطبقة تجارها المحنكين، واستمرت هذه الريادة حالياً مع إنشاء غرفة تجارة حلب عام 1885، كواحدة من أقدم غرف التجارة في الشرق الأوسط والعالم العربي.
الصناعات التقليدية
تم حفظ الصناعات اليدوية العريقة بشكل جيد في أجزاء حلب القديمة كالحفر والنقش على الزجاج والصناعات النحاسية. حلب أيضاً مركزُ هام لمشغولات الذهب والصياغة والأحجار الكريمة.
اكتسب صابون غار حلب شهرةً عالميةً في الآفاق، ويعتبر أجود وأول نوع من الصابون القاسي ينتج في العالم.[78]، وهو لايزال يصنع في المصابن (مصانع الصابون) التقليدية التراثية في حلب القديمة وفق الطرق القديمة المتوارثة أباً عن جد.
ولكونها محاطةً بحقول الزيتون والغار والفستق، فقد اكتسبت المدينة باعاً طويلاً في تصدير المنتجات الغذائية والصناعات الغذائية التحويلية المغذاة المرتبطة بها وبخيراتها.كالفستق المعروف عالميا باسمها الفستق الحلبي.كما تشتهر حلب بالصناعات المتعلقة بزيت الزيتون وخاصة الزيتون (العفريني) نسبة إلى منطقة عفرين التي تحوي غابات من أشجار الزيتون، وهو من أجود أنواع الزيتون في العالم والزعتر الحلبي الملكي المعروف.
الصناعات الحديثة
حي الشيخ نجار هو المنطقة الصناعية الأساسية في المدينة، يحتل مساحة 4412 هكتاراً ليكون أحد أضخم الأحياء الصناعية في المنطقة، يقدر حجم الاستثمارات بأكثر من 2 مليار دولار حتى نهاية عام 2009، وهنالك الكثير من المشاريع الجارية لإنشاء فنادق فخمة، مراكز معارض وعدد من المنشآت الصناعية.
اقتصاد حلب عماده صناعات النسيج، الصناعات الكيميائية، الصناعات الدوائية، الصناعات الغذائية الخفيفة، الصناعات الكهربائية، الصناعات الهندسية والسياحة. وهي مركز التصنيع الأساسي في سوريا، باحتوائها على أكثر من 50% من العمالة الصناعية وأكثر من نصف حصة التصدير[79]. قائمة بالصناعات الأساسية:
- الصناعات الكهربائية خصوصاً الكهربائيات المنزلية.
- الصناعات الإلكترونية الصناعية ودارات التحكم
- صناعات هندسية مختلفة (برادات صناعية – صناعات الطاقة الشمسية والسخانات).
- صناعة الأقمشة والنسيج
- صناعة الخيوط وحلج القطن
- صناعة الملابس الجاهزة
- صناعة الزيوت النباتية
- الصناعات الدوائية
- الصناعات الكيماوية
- صناعة خطوط الكهرباء والكبلات
- صناعات الألبان
- صناعة التجهيزات الطبية
- الصناعات الغذائية المختلفة
- دباغة الجلود
السياحة
تتمتع حلب بعوامل ومقومات كثيرة في مجال السياحة وتنتشر الأماكن الأثرية بكثرة في هذه المدينة التي تعتبر أهم مدن الشرق وفي مدن وقرى محافظة حلب كالقلاع والمتاحف والأديرة والكنائس والمساجد والأسواق الشرقية الشهيرة، والعديد من المصايف والأماكن الطبيعية والغابات الرائعة في ريف المحافظة، وعدد من الفنادق الدولية ومن مختلف المستويات ومدن الألعاب (كمدينة حلب المائية)، والمنتزهات والحدائق الجميلة والكازينوهات والمقاهي والمطاعم. وتشتهر حلب بمطاعمها العريقة المشهورة بتقديم بأكلاتها المعروفة الشهيرة مثل الكبة والكباب المشوي.
وتقام في مدينة حلب مهرجانات وعروض سنوية عديدة أهمها، مهرجان وكرنفال القطن السنوي، ومهرجان الأغنية السورية،
ومهرجان المسرح ومهرجان السياحة والتسوق وغيرها من المعارض الصناعية مثل المعارض الصناعية إضافة للفعاليات العديدة في مدن المحافظة على مدار العام. وقد حولت العديد من البيوت الحلبية الأثرية إلى فنادق ومطاعم بمستوى عالمي يزورها السياح الأجانب والباحثين عن التميز في هذه المدينة العريقة من مختلف دول العالم.
أهم المواقع الأثرية المحافظة
- قلعة حلب
- قلعة ودير سمعان
- النبي هوري
- عين دارة
- جعده المغارة
- بالس
- وادي الساحور – دير سرياني
- تل أحمر وتل الشيوخ
- الجسور الرومانية على نهر عفرين
- قنسرين
- الناقوطة
- كهف الديدرية
- القرامل
- قرية براد الأثرية
- مدفن مار مارون
- قرية قصر البريج
أعلام ومشاهير
وُلد و تربى و لمعَ في حلب كمٌ هائلٌ من العظماء والمشاهير, الذين ليسَ من الممكن حصرهم في قائمة, نذكر منهم:
أعلام ومشاهير قدامى
- أبو القاسم الخرقي
- مار مارون
- ابن خالويه
- أبو الفتح ابن جني
- الناصر يوسف
- عبد الواحد بن علي الحلبي المعروف بأبي الطيب اللغوي.
- أبو الطيب المتنبي
- أبو فراس الحمداني
- أبو بكر الصنوبري
- أبو الفرج الأصفهاني
- ابن نباتة السعدي
- ابن اللبودي
- رشيد الدين علي بن خليفة
- نعمة الله ولي
- البحتري أحد أعظم الشعراء.
- ناظر الجيش
- أحمد بن عبد الله الشرباتي
- المهمنداري
- ابن يعيش النحوي من أبرز علماء اللغة العربية.
- بهاء الدين بن النحاس نحويٌ كبير.
- مريانا مراش.
أعلام ومشاهير معاصرون
- محمد راغب الطباخ مؤرخ حلب.
- مصطفى السباعي أحد أشهر مجددي القرنِ العشرين.
- عبد الفتاح أبو غدة من مشاهير المحققين.
- عبد الرحمن الكواكبي أحد قادة النهضة العربية.
- سليمان الحلبي قاتل الجنرال كليبر قائد القوات الفرنسية خلال احتلالها مصر.
- سعد الله الجابري أحد أشهر سياسيي سورية في القرن العشرين.
- محمد نجيب سراج الدين عالمٌ موسوعي.
- عبد الله سراج الدين عالمٌ متخصصٌ في الحديث الشريف.
- سعد الله آغا القلعة
- عمر أبو ريشة من أبرز وجوه الشعر المعاصر.
- مصطفى العقاد مخرج عالمي.
- إدمون رباط
- عبد الفتاح قلعه جي
- هيلاريون كابوتشي
- رشدي الكيخيا
- عمر أبو قوس
- خليل المرادي مفتي دمشق الشام.
- محمد سعيد ادلبي عالمُ دينٍ معروف.
- محمد علي الصابوني عالمٌ دينٍ معروف.
- محمد النبهان عالمٌ كبير, مؤسس للمدرسة الكلتاوية.
- كامل الغزي علامةٌ شهير.
- خير الدين الأسدي
- عبد القادر عيسى عالمٌ صوفي شاذليٌ.
- محمد نور الدين الترمانيني, مؤلف وشاعر.
- عبد السلام الترمانيني, مؤلف وشاعر.
- ناظم القدسي رئيس للجمهورية.
- أمين الحافظ رئيس للجمهورية.
- محمد ناجي عطري رئيس وزراء سورية بين عامي 2003 و 2011.
- محمد سلقيني عالم دينٍ معروف.
- مصطفى الزرقا من أبرز علماء الدين والفكر.
- صباح فخري مغنٍ شهير.
- ميادة الحناوي مغنية مشهورة مطربة الجيل.
- صبري مدلل غنائي وملحن معروف.
- حسن حفار, شيخ منشدي حلب.
- شكيب الجابري
- محمد ضياء الدين الصابوني
- ليفون تير-بيتروسيان رئيس أرمينيا.
- غسان مكانسي ممثل ومسرحي.
- محمد الحجار عالم وفقيه حنفي.
- عثمان طه خطاط عالمي, كتب مصحف المدينة المنورة.
- ابراهيم سلقيني أحد مشاهير فقهاء العصر.
- عبد الرحمن حميدة عالم في الجغرافي, وصاحب مؤلفات تخصصية كثيرة.
- محمد رواس قلعه جي مؤلف وموسوعي.
- علي منصور كيالي من البارزين في علوم القرآن والفيزياء.
- ميادة بسيليس مغنية مشهورة.
- سمير كويفاتي ملحن ومؤلف موسيقي.
- حازم شريف نجم غنائي.
- فايا يونان نجمة غنائية.
- شهد برمدا نجمة غنائية.
- سلوم حداد ممثل
- محمد خير الجراح ممثل
- بسام كوسا ممثل
- عمر حجو ممثل
- الليث حجو ممثل