الموسيقى في العالم وفي موريتانيا :
الحلقة الثانية :
بدلا من أن نبحث في بناء الوطن ومشاكله التي لو تعاونا عليها لصار الوطن من اجمل البلاد – يأتي البعض ليخلق مشكلة من طرح افكار أو اثارة نعرات تسيء لاخوته في الوطن –
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) صدق رسول الله ؟
وسنتحدث في فكرة التكفير التي جاءت مع الصقيع العربي ( الكل يكفر الكل ) رغم ان هذا محرم شرعا – لكنه ومع الاسف صار كل طرف يعتبر الاسلام ملكا خاصا به ( حاشى للاسلام ان يكون كذلك )
ومن بين من كُفروا ممارسي الموسيقى :
ماهي الموسيقى : تتألف الموسيقى من عنصرين مكونين لها اولهما النغم – ثانيهما الايقاع ؟
والموسيقى موجودة قبل نزول آدم الى الارض فخرير الجداول موسيقى – وحفيف اوراق الشجر والصنوبر سينفونية لا اروع منها – وصوت المطر موسيقى – وصوت الشلالات موسيقى وزقزقة العصافير وتغريد الطيوروهديل الحمام موسيقى – وصوت صرصار الحقل اوصرصار الليل موسيقى – ولن اطيل في تعداد أشكال موسيقى الطبيعة فهي أكثر من ان تحصى – وهذه جميعها انغام وجدت منذ خلق الله الارض وما عليها قبل أن يوجد آدم وبعده – والصوت هو العنصر الاول في الموسيقى –
أما العنصر الثاني وهو الايقاع : فهو موجود ايضا منذ خلقت الارض فصوت حوافر الخيل ايقاع لا اجمل منه إنتظاما – وصوت قطرات الماء النازلة من المزراب – واجترار الحيوان ايقاع – وعند ما جاء الانسان اضيفت ايقاعات كثيرة كايقاع عجلات القطار وايقاع صوت المحرك ايا كان – وايقاع حذاء الجندي أو الماشي كلها ايقاعات دقيقة …..الخ
ومنذ اقدم العصور اكتشف الانسان ادوات موسيقية كالناي الذي هو قطعة من القصب طولها لا يزيد عن طول الذراع – واخترع بعدها الرباب فكان وترها من زيل الفرس وبطنها من القرع او الخشب وزندها عصا أو خشبة
ثم بدأ يطور هذه الالات حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه من آلات بالمئات ؟
واذا تحدثنا عن صوت الانسان فمنذ الاسابيع الاولى تهدهد الام لطلفها بصوت حنون يدخل السعادة والسكينة والامان الى نفسه فينام قرير العين سعيدا سعادة لا ينافسه عليها أحد ؟
لقد خلق الله الجمال في الطبيعة ليدخل السعادة الى نفوسنا – لانه سبحانه خلق كل شيء لاجل الانسان :
جمال الزهور وعطرها – وجمال الطيور وجمال تغريدها وطيب لحمها – جمال الاسماك ولذة طعمها – جمال الفراشات – جمال النحل وعسله اللذيذ – جمال الاغنام والماعز والغزلان وصوتها العذب – جمال الخيل وصهيلها الجميل ….الخ خلقها واحلها لنا لنسعد بها ؟
ولنعد الى صوت الانسان الذي يستخدمه في الكلام والنطق فهو نعمة ربانية ميز بها بني البشر عن باقي الكائنات – الحنجرة موجودة عند الانسان كما هي موجودة عند كثير من الحيوانات – لكنه متميز عنها بالنطق إضافة الى العقل ( علما ان بعضها يعقل بمستويات أدنى بكثير من الانسان ) لكن النطق هو ما يميز الانسان ولو كان الببغاء ينطق كلمات يقلد بها صاحبه أو من يجالسونه لكنه لا يعتبر ناطقا عاقلا ؟
أما الوجه الآخر للصوت والحنجرة فهو الغناء – حيث لا يقف الامر عند الام التي تدندن لطلفها للانسان بجنسيه وفترات عمره – الانسان الذي يدندن ابان سيره , أو عمله , أو ابان انتقاله بين البراري والبساتين – فنجد ان لزيد صوتا أجمل من عمر – أو لبثينة صوتا أحن واعذب من ليلى ؟
لماذا خلق الله هذا الصوت اجمل من ذاك ؟ ولماذا كان بعض الاصوات قبيحا لا يمكن سماعه ؟ حاشى لله أن يخلق شيئا عبثا ؟
خلق العين لنرى بها – و الاذن لنسمع بها – والفم لنأكل ونتكلم به – وهكذا كان لكل عضو في جسمنا فائدة معينة ؟
سؤالي لماذا خلق الله حبالا صوتية جميلة كحبال صوت أم كلثوم وعبد الوهاب في مصر – وصباح فخري وفريد واسمهان في سوريا – وسدوم وسيداتي وديمي في موريتاني ومثلهم الكثير في الوطن العربي وفي العالم – هل خلقها حاشاه عبثا – لا : إن الله جميل يحب الجمال : جمال الشكل – والصوت – والطعم – والرائحة – …..الخ من اشكال الجمال ؟
والى اللقاء في الحلقة الثالثة لنتابع في الموسيقى العالمية والموسيقى في موريتانيا – دمتم للفنان الباحث فريد حسن
-
الشيخ حمدن آب وصوت فريد حسن وعشقه لموريتانيا وهو الجميل الذي لا يمكن رده.