يعتبر الجدل بين مناصري المعالجة و مناهضيها هو الجدل الأكبر بين المصورين فأي منم على حق؟
لنبدأ أولا بمعلومة مهمة:
لا توجد صورة غير معالجة إذ أن الكاميرا تصور الصورة بصيغة RAW و من ثم تحولها إلى صيغة JPEG و تقوم بتطبيق التعديلات التي يضبطها المصور أو يتركها حسب ضبط المصنع و هي كثيرة منها:
- الألوان: إذ أن أي كاميرا تحتوي أنماطا لونية ضمن قوائمها منها Landscape, Portrait. Vived و تختلف في انتاج الألوان فنمط اللاندسكيب يميل غلى رفع الكونتراست بين الأزرق و الأخضر مثلا و البورتريه يميل إلى إضفاء مسحة لونية مشرقة لألوان البشرة و نمط فيفيد يزيد إشراق الألوان و إشباعها.
- الحدة: و هي جزء من المعالجة اللونية و يمكن التحكم بحوالي 9 درجات من الحدة في الكاميرات الحديثة.
- الكونتراست: و يتبع لنظام الألوان ليمكن المصور من رفع التباين بين الألوان و بين الظل و النور.
- الهيو ( Hue ) : و هو إضفاء مسحة لونية خاصة أو انحراف لوني كأن تكون الألوان مائلة للزرقة أو الحمرة … إلخ.
- نظام Active day light / Nikon- Light optimaizer / Canon و هي انظمة ديجيتالية تهدف إلى استعادة التفاصيل الغائبة في مناطق الظل أو النور.
و الكثير غيرها و هي معالجات تطبقها الكاميرا من خلال البرمجيات الخاصة بها.
بينما عندما يتم التصوير بصيغة RAW تقوم الكاميرا بتسجيل المشهد و تضع جميع المعلومات ضمن هذا الملف و تترك للمصور حرية التعامل معها ليخرج الصورة كما يرغب، إذ أننا حين نصور المشهد نفسه بصيغتين مختلفتنين نجد أن الصورة التي خرجت من الكاميرا مباشرة أجمل من ملف RAW قبل معالجته و هذا لأنها قد عولجت و انتهى الأمر بينما تخرج الصورة بملف RAW عارية أي أن ألوانها ليست صحيحة تماما و الحدة في أدنى مستوياتها و الكونتراست أيضا لذا يجب معالجتها أولا و من ثم عرضها، و هذا الشيء كان موجودا أيام الفلم فجميع الصور كانت تخضع لسلسة من المعالجات الكيميائية ضمن المختبر من تشميس و تقسية و نسخ على نيجاتيف آخر و إجراء روتوش بالقلم الرصاص و وضع فلاتر للتنعيم على عدسة المكبر و حتى وضع فلاتر ذات تأثيرات خاصة على العدسة أثناء التصوير.
يجب ان ننتبه إلى أن المعالجة لها أهداف كثيرة و طرق عديدة فهناك المعالجة الطباعية و التي يقوم فيها المختبر بضبط الصورة لتتوافق مع بروفايل الطباعة الخاص به حتى لو كان المصور قد صور الصورة و أخرجها من الكاميرا إلى المختبر مباشرة و يجب أن ننتبه إلى أن التعديل يجب أن يتوافق مع هدف استخدام الصورة، فالصورة الصحفية أو الوثائقية تحتمل تصحيح اللون و توازن الأبيض و الحدة و إعادة الاقتصاص دون أن يؤثر ذلك على المحتوى بأي شكل فلا يجب أن يزيد من تأثير الحالة أو يعدل مجريات الحدث و إلا عد هذا الأمر تزويرا و تزييفا، بينما المعالجة لأغراض فنية تبقى مفتوحة و مترامية الأطراف و حدودها رؤية الفنان لعمله و للهدف الذي يجب أن تخدمه أو تعبر عنه فبابلو بيكاسو لم يقدم لنا البشر كدافنشي و مثله سالفادور.
يجب أن ننتبه إلى أن الفوتوغراف هو فن كباقي الفنون و أن المصور فنان شأنه شأن الرسام لكل أدواته و طرقه و رؤاه و أن التحيز و التعنت إلى أحد الفريقين خاطئ فلا الفريق الذي يقول لا تعالج على حق و لا الفريق الذي يقول عالج على حق، بل كلاهما على حق و لكن كل في مكانه، و يبقى لك أيها الزميل و أيتها الزميلة حرية الاختيار بين أي من المدرستين تبعا لتوجهك الفني و الرسالة المرجوة من عملك الفني
.