بالأمس طرحت سؤالا و أجاب العديد من الزملاء بآرائهم و كان السؤال:
هل تعتقد/ين أن عدد اللايكات على صفحة المصور سبب مهم لجعل الناس ترغب بالوقوف أمام عدسته؟!
قبل الإجابة على هذا السؤال دعونا نحدد أهم عوامل نجاح المصور الفوتوغرافي:
1- التمكن التام من أساسيات الفوتوغراف.
2- حصول المصور على العدة و العتاد الفوتوغرافي الملائم لمجاله الفوتوغرافي و هذا لا يعني بالضرورة أن تكون المعدات من الأغلى ثمنا و لكن ارتباط السعر المرتفع بالعدة يؤدي للحصول على ميزات أعلى في هذه العدة و بالتالي اختصار الوقت و ارتفاع جودة الملف الذي يخرج من الكاميرا دون وجود إشكاليات كبيرة كالنويز الناجم عن الآيزو و الانحراف اللوني.
3- النظرة الفنية و تميز أخذ اللقطة بشكل خلاق مع روح عالية للابتكار و عدم تكرار الذات.
4- التسويق.
ما سأتحدث عنه هو النقطة الرابعة، التسويق.
تنفق معظم الشركات العالمية ثلث أرباحها ( يزيد أو ينقص ) على الإعلان بوصفه العمود الفقري الأساسي بعد جودة الخدمة في اجتذاب الزبائن، و عليه تقوم هذه الشركات بنشر الإعلانات الطرقية و المتلفزة و الإذاعية للترويج لخدماتها و كذا الأمر ينطبق على المصور الفوتوغرافي إذ أنه يحتاج إلى التسويق لنفسه و لعمله و هنا يقسم الفوتوغرافيون إلى قسمين:
الفوتوغرافي الفنان : و هو من يستخدم الكاميرا لخلق لوحات فنية و تسويقه يستهدف صالات العرض و المهتمين بتجميع الأعمال الفنية.
الفوتوغرافي الذي يقدم خدمات التصوير للعامة : و هو من يستخدم الكاميرا لتصوير البورتريه و الأعراس و المنتجات و غيرها من الصور ذات الاستخدام الشخصي أو الإعلاني، و في كلا الحالتين أصبحت الشبكة العنكبوتية واحدة من أكبر منصات الإعلان فكل عمل احترافي يجب أن يمتلك موقعا الكترونيا و ذلك لعرض منتجاته و خدماته و تعريف الناس به و هناك العديد من المواقع التي تخدم الفوتوغرافيين كمواقع:Flickr, 500px, Stock و العديد غيرها التي تقدم خدمة العرض و الأرشفة و التسويق و البيع، و من ثم أتى الفيس بوك بخدماته شبه المجانية و مساحات التخزين الكبيرة و الصفحات التخصصية التي تعادل في قوة انتشارها المواقع الرسمية.
و هنا تأتي الإجابة على السؤال:نعم تؤثر النسبة الكبيرة لأعداد الإعجابات ( Like ) على رغبة الناس في استخدام المصور من قبل العامة لأن المجتمعات تميل نحو الغريزة القطيعية في الانجراف نحو تيار معين و هذا يفسر انتشار موضة معينة من اللباس أو تسريحات الشعر أو .. أو ..أو، لكن هنا يتم الخلط بين أمرين:
1- الجودة و المستوى.
2- الانتشار.اللايك أو الإعجابات دليل انتشار و هذا ما تبحث عنه العامة بمعظمها بدافع التقليد فكم نرى من أناس يلاحقون خطوط الموضة رغم أنها قد لا تناسبهم كلون الشعر الذي قد لا يناسب بشرة الفتاة أو نمط من اللباس لايناسب الأشخاص ذوي الكتلة الجسدية الكبيرة أو العكس.
اللايك يكون من العامة و العامة ليست مؤهلة لتأمين النقد الحرفي الفني و عليه كثرة اللايكات تعني الانتشار و لا تعني جودة المنتج أو الصورة و نقص اللايكات لا يعني سوء المنتج، فمن أراد تقييم منتجه فعليه بالتوجه للمختصين و من أراد الانتشار فعليه التوجه للعامة و لكن حتى العامة تصحوا بعد فترة و إذا كان المنتج قليل الجودة ستعزف العامة عن استخدامه إذا لا أحد يحب أن يخسر،و بالتالي يجب على المصور الفوتوغرافي جيد المستوى أن ينفق وقتا ليس بالقليل على صفحات التواصل الاجتماعي لينتشر عمله و بالتالي سيحصد نتيجة ممتازة من جميع التوجهات الاختصاصية و العامة.