بادئ ذي بدء يجب أن نفهم أن هناك طريقتين في قياس الضوء:
1- قياس الضوء المنعكس من الجسم المراد تصويره و هي الآلية التي يعمل بها مقياس الضوء المدمج في الكاميرا.
2- قياس الضوء الساقط على الجسم المراد تصويره و طريقة عمل مقياس الضوء المحمول. و من المهم أن قياس الضوء يتم ليعادل قيمة الرمادي المحايد، حيث أن مقياس الضوء المنعكس يفترض بأن الجسم المراد تصويره يقوم بعكس نفس كمية الإضاءة التي تعكسها بطاقة الرمادي المحايد المعيارية ( و هي بطاقة تستخدم لتحديد التعريض و التوازن اللون الأبيض )، بأي حال إن كان الجسم المراد تصويره مشرقا أو ذا ألوان فاتحة أو مائلا للبياض، أو في حال كان داكنا أو يميل إلى السواد فإن التائج التي سنحصل عليها من مقياس الضوء ستكون خاطئة يجب عندها على المصور أن يقوم بتصحيحها.
للتبسيط فإن الأمثلة المدرجة ستعتمد على تغيير فتحة العدسة و يمكن الوصول إلى نفس النتائج بتعديل سرعة الغالق أو تعديل حساسية الفيلم.
عند استخدام مقياس الضوء المدمج في الكاميرا و تصوير جسم يحتوي اللون الأبيض بكثرة فعليه أن يختار فتحة أكبر بحوالي نقلتين زيادة عن ما يطلبه مقياس الضوء في حال العمل بنمط يدوي كامل أو زيادة تعويض التعريض إن كان يعمل على نمط أولوية الغالق و ذلك لأن الكاميرا تعتقد بأنها تنظر إلى تدرج الرمادي المحايد، لا إلى الأبيض المشرق، لذا ستقوم بضبط التعريض للرمادي لا إلى الأبيض. و مثال ذلك عند تصوير يوم مثلج تحت شمس مشرقة، أو تصوير رمال بيضاء في إحدى الصحارى، و لنفترض أن الكاميرا طلبت فتحة 16 لتبضط التعريض فعندها يجب أن تحدد الفتحة على 8 لتحصل على ثلج أبيض مشرق عوضا عن ثلج بلون رمادي كامد، بينما سيقوم مقياس الضوء المحمول بإعطاء القياسات المناسبة لضوء الشمس الساقط و عندها لن تحتاج لأي تعديل. حيث أنه يجب أن يشير إلى فتحة 8 في نفس الظروف التي أشار فيها مقياس الكامرا المدمج إلى 16 و هذا كونه يقيس الإضاءة الساقطة من الشمس لا الإضاءة المنعكسة من الجسم.
عندما تقوم بتصوير جسم أعتم من الرمادي المحايد، كمثال عندما تصور سيدة ترتدي ثوبا أسود في مكان ظليل أو تحت سماء بغيوم سوداء سيعطي مقياس الضوء المدمج قراءة تنتج صورة زائدة التعريض و ذلك لأن السيدة بالثوب الأسود ستعكس ضوءا أقل من بطاقة الرمادي المحايد و مع ذلك فالكاميرا ستظل معتبرة أن المشهد هو من تدرج الرمادي المحايد، و لذا إن كانت نتيجة القراءة 2.8 فعليك تصغير الفتحة إلى 5.6 إن كنت في الوضع اليدوي الكامل أو إنقاص تعويض التعريض إن كنت على أولوية الغالق، و مجددا فإن مقياس التعريض المحمول يجب أن يشير في هذه الظروف إلى 5.6 لأنه يقيس كما أسلفنا الضوء الساقط لا المنعكس.
و كذا الأمر عند تصوير البورتريه فالعروس المرتدية لثوب أبيض مع بشرتها الفاتحة و شعرها الأشقر تحت شمس مشرقة و خلفها جدار أبيض سوف تقاس بشكل خاطئ من قبل مقياس الضوء المدمج الذي سيقوم بإعطاء قراءة تنقص التعريض عما يجب أن يكون، بينما العريس ذو البشرة الأكثر سمرة و ببزته السوداء أمام جدار أسود سيكون في الجهة المعاكسة أي أن مقياس الكاميرا المدمج سيقوم بإعطاء قراءة تؤدي لزيادة تعريض المشهد، و على المصور فهم المشهد أمامه ليقوم بزيادة التعريض أو إنقاصه حسب المشهد إن كان يستخدم مقياس الكاميرا المدمج أو أن ينتقل للعمل مع مقياس ضوء محمول.
كما أن مقياس الضوء المدمج في الكاميرا يعتمد على أنماطه الثلاث:
1- النقطي و الذي يقيس الضوء المنعكس من نقطة واحدة في المشهد.
2- نمط ثقل المركز و الذي يضم إلى النقطة مركز المشهد في قراءة الضوء.
3- نظام المصفوفة لنيكون و التقييمي لكانون يقيس كامل المشهد و يعادل ما بين الظل و النور.
بينما يمكن لمقياس الضوء المحمول أن يقيس بين خيارين بتبديل الرؤوس:
1- رأس نصف كروي و يقيس الضوء الساقط بزاوية 180 درجة.
2- رأس دائري مسطح و يقيس الضوء الساقط على بقعة محددة.
كما أن مقاييس الضوء المتحركة بأغلبها تملك القدرة على قياس شدة الإضاءة الوامضة ( الفلاش ) بينما لا يستطيع مقياس الكاميرا المدمج أن يقوم بذلك. و عليه عزيزي المصور يجب عيك مراقبة مشهدك بعناية و دراسة التدرجات الضوئية حسب المناطق الديجيتالية الخمسة لتحديد نمط القياس و مكان القياس إن كنت تعمل مع مقياس الضوء المدمج و أن تقوم بالتعديلات اللازمة لضمان تعريض صحيح، و كذا الأمر مع مقياس الضوء المحمول يجب عليك أن تدرس المشهد لتحدد مكان القياس و التوازن بين الظل و النور و لكن دون أن تخشى حصول قراءة خاطئة كما في المقياس المدمج.
رابط المقال الأساسي:
ترجمة بتصرف
هيثم فاروق المغربي