يعتبر المدى التدرجي ( Dynamic Range ) عاملا مؤثرا في تسويق الكاميرات الحديثة و كذلك الأمر عند اتخاذ القرار بشراء كاميرا جديدة أو تحديد امكانيات الكاميرا الموجودة بين يدي المصور فهل لهذا العامل تأثير حقيقي على الصورة و هل يعتبر عاملا من العوامل الحاسمة في قرار الاستبدال أو البقاء على ما يتوافر بين أيدينا من الكاميرات؟
أولا يجب ان نعلم أن هناك نوعين من الداينميك رينج ”سنبقى على هذه التسمية لأنها الأشيع استخداما“ :
1- الداينميك رينج الخاص بالموضوع المصور:
و هو التدرج الضوئي في المشهد المصور ما بين مناطق الظل و مناطق النور ( Shadow – Highlights ) و يتسع هذا التدرج في المشاهد ذات الكونتراست العالي كمشاهد الطبيعة في وضح النهار فترة الظهيرة حيث نجد سماء مشرقة و غيوما بيضاء و نجد أشجارا تحتها و بين أغصانها ظلال كثيفة، كما ينخفض على العكس في الأيام الغائمة الخريفية أو الشتوية و كذا الأمر في المشاهد الداخلية تبعا لطبيعة الألوان في المشهد و طريقة الإضاءة من ناحية الشدة و الاتجاه و التوزيع.
2- الداينميك رينج الخاص بالكاميرا:
و هو التدرج الذي تستطيع الكاميرا التقاطه انطلاقا من التعريض المتوسط و يصل في الكاميرات الحديثة إلى 12 نقلة ضوئية، ستة نقلات صعودا و ستة نقلات هبوطا.
بداية يجب أن نفهم أن الصور التي نلتقطها ليس بالضرورة أن تحتوي كامل الداينميك رينج للهدف المصور فمن الممكن أن نحصل على اقتطاع لمناطق الشادو أو أن نحصل على اقتطاع لمناطق الهايلات و السبب في ذلك يعود إلى أن الداينميك رينج للهدف المصور أعلى من الداينميك رينج للكاميرا أما إن كان الداينميك رينج للهدف أصغر من الداينميك رينج للكاميرا فإن كافة التفاصيل سيتم تسجيلها دون وجود اقتطاعات و ضياع للتفاصيل في طرفي الهيستوغرام و هذا الأمر لا يتعلق بالمصور حقيقة إن كان قد ضبط التعريض بشكل صحيح إذ أنه قد يخسر بعض التفاصيل في الظل أو الهايلايت بسبب ضعف الداينميك رينج في كاميرته لذا نجد معظم مصوري الحياة البرية و حياة الشارع و التصوير الليلي يهتمون بمدى هذا التدرج في الكاميرا التي يقتنونها.
إذا وصلنا لنقطة مهمة:
إن كان الداينميك رينج للهدف المصور أكبر من الداينميك رينج للكاميرا فإننا لن نستطيع الحصول على كافة التفاصيل في الظل أو الهايلايت بل إننا سنخسر وجود أحدها على حساب الآخر.
إن كان الداينميك رينج للهدف المصور أكبر من الداينميك رينج للكاميرا فإننا لن نستطيع الحصول على كافة التفاصيل في الظل أو الهايلايت بل إننا سنخسر وجود أحدها على حساب الآخر.
إذا ما العمل إن كنت مصورا هاويا و لا أملك القدرة على شراء كاميرا حديثة بداينميك رينج عالي؟
إليكم بعض الحلول التقنية سهلة الاستخدام:
1- يمكن استخدام عاكس أو فلاش أو مصدر إنارة من أي نوع إن كان الجسم قريبا بما يكفي لإنارته بمصدر إضاءة خارجي أو بعكس قليل من الضوء عليه.
2- استخدام تقنية HDR و تعني الداينميك رينج العالي ويعتمد هذا الأسلوب على التقاط عدد من الصور يبدأ بثلاثة صور إلى ما يلزم من اللقطات للحصول على هذا الداينميك رينج و يلزم فيها استخدام حامل ثلاثي لضمان عدم وجود أي اهتزاز في الكاميرا لأن الصور يجب أن تكون متطابقة تماما و عند تغيير التعريض يجب أن يتم تثبيت الآيزو و الفتحة لضمان عدم تغير جودة تسجيل اللون و عدم تغير عمق الميدان و التغيير يكون على حساب الشتر فقط و يتم دمج الصور ببرامج خاصة مثل برنامج Photomatix و تعتمد التقنية ببساطة على التقاط ثلاث لقطات الأولى بالتعريض المناسب و الثانية بزيادة نقلة إلى نقلة و نصف و الثالثة بإنقاص نقلة إلى نقلة و نصف، و هناك من يحبذ تحويل نظام ميتر الكاميرا إلى SPOT و يقوم بالقياس من أعتم نقطة ظلال و أكثر نقطة مضاءة في المشهد ليقوم بالتقاط لقطة بفارق نقلة مابين القياسين و يزيد عدداللقطات كلما زاد الاتساع في الداينميك رينج للمشهد و العكس بالعكس و يمكن دمج اللقطات بحيث تكون الصورة طبيعية تماما ولكنها تحتوي تفاصيلا في كلا جهتي الهيستوغرام دون مبالغة في التأثيرات اللونية كما يحصل عادة مع صور HDR التي نعرفها.
3- استخدام فلاتر ND Grade و تسمح هذه الفلاتر بتعديل إضاءة المشهد جزئيا بحيث يمكن أن توجه نحو السماء ليطابق تعريضها تعريض الأرض و له درجات تصل إلى 10 نقلات في بعض الفلاتر و ميزتها انها لا تحتاج إلى معالجة في الفوتوشوب لمطابقة التعريض.
4- تقنية ETTR و تعني إزاحة الإكسبوجر يمينا ( Exposure To The Right ) أي رفع الاكسبوجر بتعبير آخر حيث يقوم المصور فيها بزيادة التعريض و إزاحة الأقنية في الهيستوغرام يمينا إلى الحد الذي لا يحصل معه اقتطاع لمناطق الهايلايت مما يسمح بتسجيل معلومات و تفاصيل أكثر في مناطق الظل عن طريق ازاحتها يمين الهيستوغرام لإنقاص فارق النقلات بينها و بين التونات المتوسطة ( Med Tones ) و بما أن الداينميك رينج يعتمد على النقلات فمن الواجب الانتباه إلى أن النقلات الضوئية هي عبارة عن لوغاريثميات رياضية يعتمدها السينسور فيقوم بتسجيل التفاصيل بنفس النسب التي تؤثر فيها النقلة الضوئية على كمية الضوء أو زمنه و هذ المثال للتوضيح :
لنفترض أن التعريض الصحيح سيسجل تفاصيلا و تونات بمقدار 256
نقلة هبوطا أي تخفيض التعريض بمقدار النصف سيؤثر على تسجيل التفاصيل لتصبح 128
نقلة صعودا أي رفع التعريض بمقدار الضعف سيؤثر على تسجيل التفاصيل لتصبح 512
و هكذا هبوطا بمقدار النصف حتى ثلاث نقلات مثلا ليكون عدد مستوى التونات 32 مقارنة بـ 2048 بعد ثلاث نقلات صعودا .
لنفترض أن التعريض الصحيح سيسجل تفاصيلا و تونات بمقدار 256
نقلة هبوطا أي تخفيض التعريض بمقدار النصف سيؤثر على تسجيل التفاصيل لتصبح 128
نقلة صعودا أي رفع التعريض بمقدار الضعف سيؤثر على تسجيل التفاصيل لتصبح 512
و هكذا هبوطا بمقدار النصف حتى ثلاث نقلات مثلا ليكون عدد مستوى التونات 32 مقارنة بـ 2048 بعد ثلاث نقلات صعودا .
لذا عند وجود الخيار بين رفع التعريض أو خفضه فالخيار الأفضل يكون في رفع التعريض إلى الحد الذي لا نخسر معه تفاصيل الهايلايت و ذلك لأننا سنستطيع استعادة تفاصيل أكثر من الصورة زائدة التعريض مقارنة بالصورة ناقصة التعريض خصوصا عند التصوير بصيغة RAW و كذلك سنلاحظ أن الصورة ذات التعريض الأعلى تكون أكبر حجما من الصورة ناقصة التعريض و ذلك لاحتوائها على تفاصيل و مستويات أعلى و يمكن للمصور أن ينتج صورا بدقة أفضل من الملفات زائدة التعريض مقارنة بالملفات للصور ناقصة التعريض عن طريق المعالجة ببرامج الحاسوب كالفوتوشوب لاحتوائها كما أسلفت على تفاصيل و تونات أعلى طبعا مع تذكر القاعدة الأهم لا ترفع التعريض إلى الحد الذي تقتطع فيه الهايلايت.
دمتم بكل الود
هيثم فاروق المغربي