من حكايا سوريا والسوريين..
حكاية “التلال”.. (3)..
تل ” براك”..
ومدينة ناغار المخباية بخرائب التل..
أهلها ابتكروا علامة تجارية بختم خاص مطبوعة على أغطية الجرار الفخارية من 4500 سنة ق.م…..!!!!!!!!
وابتكروا فكرة تدجين وتهجين الخيول ونشروا ثقافة الحفاظ عالسلالات اﻷصيلة….!!!!!!!
على بعد شي 42 كم شمال شرق الحسكة..وعلى الضفة اليمنى لنهر جعجع (أحد روافد نهر الخابور) وعند الحدود الشمالية على طرف المنطقة الزراعية الممطرة من سهل بلاد مابين النهرين..موجود تل براك..وهو واحد من مئات التلال اﻷثرية السورية اللي بترجع بتاريخها ﻷكتر من 6000 عام ق.م ..وكان لموقع التل أهمية كبيرة بسبب وجوده على الطريق التجارية لنقل النحاس من شرق اﻷناضول لجنوب الرافدين..وعلى طريق تاني بيجتاز حوض دجلة باتجاه جبل سنجار لتل براك وماردين وصولا لمناجم النحاس القديمة جنب ديار بكر…
وبتل براك اتخبت مدينة ناغار (نغر)..أو ناغارا ومعنى التسمية مشتقة من النجارة وتسوية السطوح..ونغر هي آلة يدوية بسيطة لتسوية السطوح..(اسمها الفاره بمصطلحات النجارين)..
انذكرت ناغار بقوائم إبلا كأهم مدينة مزدهرة باﻷلف التالت ق.م وكانت مشهورة بفخار نينوى الملون والمحزز والمحفور (وكان وجود هالنوع من الفخار دليل على انو فخار نينوى كان يتصنع بتل براك )…
كشفت التنقيبات اﻷثرية انو اﻹستيطان بهالتل بدأ من قبل 6000 عام ق.م..واستمر حتى العهد الروماني واﻻسلامي المبكر… ومر بعصور تاريخية عديدة وعريقة بالقدم..بدءا من عصور ماقبل التاريخ..لعصر الحضارة الحلفية 6100 ق.م.. لعصر الحضارة العبيدية 5500 ق.م..(اكتشفوا من هالفترة وجود مجمع صناعي حرفي كبير) ..وعصر أوروك 4500 ق.م .. وعصر البرونز القديم والحديث والعصر اﻵكادي..والعصر اﻵشوري.. والعصر اﻵرامي..للهلنستي والروماني.. الخ
وبلغ تل براك أوجه باﻷلف الرابع ق.م وصارت ناغار أهم مدينة ازدهرت بشكل كبير بالتجارة والصناعة وصارت أهم مركز للنشاطات الحرفية والصناعية وقامت بدور محطة على طريق قوافل تجارة النحاس..وكانوا يستخدموا الحمير والبغال لنقل البضائع..ومن الوثائق الكتابية المكتشفة..ووثائق إبلا انعرف انو ناغار كانت مشهورة بجودة حيواناتها وخاصة حيوانات النقل والجر ..وكانت مشهورة جدا جدا بتربية الخيول المدجنة ..اللي كان سكان إبلا مستعدين يدفعوا أغلى اﻷسعار للحصول على هالخيول.. و أهل ناغار ابتكروا فكرة وثقافة تربية الخيول و الحفاظ عالسلالات اﻷصيلة منها ..
وانعرفت ناغار بالعصر اﻵكادي كمركز ديني وموطن اﻵلهة (سيدة ناغار)…
وأول الكشوفات اﻷثرية بناغار كان سنة 1930 .. عثر مهندسين فرنسيين على تمثال بازلتي ضخم..(طبعا لقية اﻷرض حلال فشلعوا التمثال من أرضه وأخدوه على فرنسا..وهو معروض لحد هﻷ بمتحف اللوفر).. وقام واحد من بين المهندين بتصوير تل براك وكل التلال اﻷثرية من الجو ليتحقق من مكان موقع التمثال …وهيك بدأ التنقيب اللاشرعي والكشف عن كنوز المنطقة وسرقتها حتى سنة 1967..
وأهم الكشوفات كانت : _بقايا معبد بيضوي الشكل مبني من اﻵجر وساحة مرصوفة بالحجر وأطلقوا عالمعبد اسم معبد العيون بسبب اكتشاف عدد هائل من أشكال العيون فيه .. ووجدوا مذبح متقن الصنع والزخرفة ( وكان معروض بمتحف حلب لحد قبل الحرب).. وبشرفة المعبد وجدوا تماثيل لحيوانات منوعة وأدوات وفخاريات بتحمل رموز رقمية بترجع لتقاليد وعادات كانت متبعة بالمنطقة..
_وجدوا كمان سور ضخم محيط بالمدينة وبوابة بترجع لﻷلف الرابع ق.م .. وكشفوا عن مدينة نغر وأبنيتها وثروتها من الدهب والعاج ومخططها ونظامها المدني المتطور ..أقروا بانو التل شهد أولى الحضارات اﻹنسانية وانو ناغار بتشكل وحدة من أقدم مدن العالم..
_بناء مدرج ومعبد عثروا فيه على محتويات مهمة :مجموعة كبيرة من التماثيل الصغيرة بشكل أقنعة ورؤوس صغيرة سموها (دمى العيون ) لأنها مميزة بعيونها الكبيرة والواسعة.
_مئات التماثيل وآلاف الكسر الحجرية والرخامية بتمثل أشخاص معروض منها الكتفين والرقبة مع عيون بارزة جدا (تماثيل نصفية) كانت تستخدم كسحر ضد اﻹصابة بالعين وهي تمائم وطقوس دينية للحماية من الشر والعدو (إحدى المعتقدات والطرق للتقرب من اﻻله بهالمنطقة) يعني تعاويذ قدمها السكان للمعبد تعبير عن تفانيهم للدفاع عن المدينة وصد اﻷعداء ولجلب الخير وابعاد الشر…
_عرفت مدينة ناغار بعصر أوروك ب4500 ق.م ..صناعة اﻷختام وطبعات لسدادات الجرار الفخارية منقوش عليها رسوم لحيوانات واشارات ورموز من الحياة اليومية لتمييزها عن غيرها من السلع (يعني علامة تجارية بختم خاص ومميز)..وكانت نفس العلامات منقوشة على بواب بيوت أصحابها ..
_وجدوا منشأة معمارية متكاملة احتوت على لقى أثرية (أواني ..طاسات فخارية)..ورقم مسمارية وعلى أحد هالرقم وجدت اشارات حسابية (دليل على وجود نشاط اداري وتجاري) ..وهالرقيمات بتعبر عن أقدم محاولات للكتابة الليي قام فيها اﻹنسان واللي اسمها مرحلة اﻷرقام والدوائر واﻹشارات…
_تحت أرضية أحد المنازل عثروا على كنز ثمين مؤلف من قطع فضية دائرية وحلزونية (وهي شكل من أشكال صك العملة)..باﻹضافة لقطع من اللازورد وخرز من العقيق اﻷحمر وخواتم دهبية ونحاسية ونسر برأس أسد وصفيحة دهبية رفيعة للزينة بوسطها دبوس ومنقوش عليها رسمة أسدين (يعني بروش )…وأختام اسطوانية منقوش عليها رؤوس حيوانات…
_وجدوا بالقصر وببعض البيوت عدد من النصوص المسمارية وبقايا وقطع نادرة من الحديد والنحاس والزجاج والعاج وقوالب لصب المعادن وأدوات برونزية وكميات من العاج وكتل من الزجاج والخزف المزجج وتماثيل من حجر كلسي وتماثيل بازلتية…وتمثال بازلتي ضخم لثور برأس إنسان …وغير ها كتير من اﻹكتشافات….
رح اتوقف هون بحكاية تل براك ﻷنو ما الها نهاية و عا شوي كنت رح اطلب منكن نستعير تمائم وتعاويذ العيون من معبد العيون بناغار (اذا بعدن موجودين) بلكي بتبعد عنا الشر وبتجيب الخير ..و لناكد للعالم اننا متل أجدادنا أهل ناغار مستعدين للتفاني بالدفاع عن بلدنا وصد ﻷعداء عنها…
حييتم يا أهل الحسكة… وتحيا سوريا….