Manal Zaffour
من حكايا سوريا والسوريين …
حكاية “التلال”.. (2)
” تل حمو كار”
مكيف فخار سوري بمدينة صناعية من 5000 سنة ق.م ..بس…!!!!
وكمان يا سوريين..بأقصى الشمال الشرقي لسوريا على الحدود الفاصلة بين سوريا والعراق جنب سفح جبل سنجار..بمحافظة الحسكة السورية بمنطقة المالكية السورية جنب قرية الحرية التابعة لناحية اليعربية..
على تل حمو كار (اﻻسم سوري ) ومعنى حموكار : حمو=حيمى=مكان تجمع أو مدينة صغيرة..و كار =صفة وسمة مهنة أو عمل…حموكار بتعني حسب اﻵثاريين هي مكان العمل اللي بينظم شؤون العمل والعاملين..يعني ببساطة المدينة الصناعية.. والكلمتين حمو ..وكار أصلن سومريات آكاديات..وبقيو موجودات بقاموس لهجتنا المحكية…كل هالشرح اللغوي منشان ماحدا يقول انها كلمة فارسية أو كردية أو تركية (عذرا منكن أصدقائي )..
منرجع للتل .. وجدت البعثة السورية اﻷمريكية المشتركة (بسنة 1999) بتل حموكار مدينة أثرية قدروا عمرها ب 7000 سنة يعني من قبل اﻷلف الخامس ق.م واستمر السكن فيها للعصر اﻹسلامي..وكان سكانها السوريين عندهن تطور عمراني ونظام دولة وحكم ونظام اجتماعي جميل وتخصص بالعمل …طبعا قرأوا هالنظام من خلال المكتشفات اﻷثرية العديدة والمتنوعة جدا جدا..
منها مثلا بيوت من اللبن مؤلفة من طابقين..وأقنية تصريف للمياه.. ورصيف مرصوف باللبن المشوي بسطوح مستوية (يعني بلاط) ..وأفران ضخمة بتوصل للمترين و مقببة كانت تستخدم لطبخ اللحوم والحبوب وللخبز ﻷن عثروا بجانب اﻷفران على عظام حيوانات وبقايا نباتات متفحمة وحبوب وكسور ﻷواني فخارية ضخمة كانت تستخدم للطبخ …(لا تستبعدوا نلاقي المخلوقة العجيبة اللي اخترعت المكدوس واليبرق والتبولة متخباية هون بشي زاوية جنب هاﻷفران)..
وبأرضيات أحد المباني ﻻقوا قبر طفل مع تماثيل صغيرة من العضم وكتير من الخرز عاﻷرجح كانت مشكوكة بقماش تياب الطفل (لاحظوا قماش تياب من 4000 سنة ق.م)…
وكمان لاقوا نصال زجاجية متقنة الصنع قدروا تاريخها ب 4500 ق.م ..
وطبعا عدد كبير من اﻷختام بأشكال وأحجام مختلفة…الكبيرة كانت للشخصيات المهمة..والصغيرة اللي كانت أعدادها أكتر فكان يستخدمها عامة الشعب..وهاشي دل العلماء على وجود نظام اداري دقيق ومدهش بسوريا باﻷلف الرابعة ق.م وهاﻷختام بمعظمها بتدل على علاقات تجارية (كان التاجر يحط ختمه يعني توقيعه عالمواد والسلع والقماش…) ..وهالظاهرة بدأت مع بداية العمران وتأسيس الدولة..
ومن المكتشفات اللي عطت مدينة حموكار أولوية باﻷهمية بالنسبةللمدن القديمة اللي بترجع لنفس الفترة من التاريخ ..هو اكتشاف أقدم نظام للتكييف الهوائي بالتاريخ وبيتمثل : بوجود مقرات أو فتحات بحيطان ثنائية ومتوازية بيفصل بينهن مسافة من الفراغ تقدر ب 15 سم بتسمح بتدفق الهوا النقي المكيف لمقاومة الحر والشوب..(اتخيلوا ما أجمل هاﻷجداد)..
طبعا بعد ما انسرقت آثارنا وخاصة الرقيمات اللي بتثبت هويتنا.. وادمر بعض مناطقنا اﻷثرية ..والباقي منها.. في حدا عم يغير هويتها لهالمناطق ويلغي سوريتها ويسميها بأسماء ماالها علاقة لا بحضارتنا ولا وتاريخنا…
ومع هيك ودايما وأبدا….تحيا سوريا..