عالم التصوير والمعرفة –
أبحر المصور النيوزلندي العالمي توم آنج عضو لجنة تحكيم جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي أول من أمس، بالمشاركين في الورشة الثالثة والأخيرة لبرنامج الجائزة التي حملت عنوان «الصورة الرابحة»، في محيطات المعرفة والثقافة الفكرية والبصرية التي اكتسبها من تجربته الغنية في عالم التصوير التي أثمرت عن تأليفه أكثر من 30 كتاباً في التصوير بما فيها الكتاب الأفضل مبيعاً «دليل المصور الرقمي» الذي ترجم إلى 20 لغة.
لغات ولهجات
بدأ المصور توم آنج عمل الورشة، بتقديمه لمحة عن اختلاف اللغة البصرية لكل تخصص في عالم التصوير، فلصورة العمارة وغيرها من الفئات كالصحافة والبورتريه والطـــبيعة والصورة الإعلانية وغيرها، لغتها أو لهجتها التــي تميزها عن غيرها، وما هو مقبول في فئة لا يقبل في فئة أخرى.
وأشار بعدها إلى أن الفوز بعدد من الجوائز لا يجعل من المصور محترفاً أو يعني استمراريته، فهناك عدد كبير من الهواة أو غير القادرين على التفرغ واحتراف التصوير كمهنة. وعليه فإن استمرارية هؤلاء المصورين ترتبط بتطوير هوايتهم في مجال خبرتهم ومعرفتهم، سواء على صعيد مهنتهم أو محيط حياتهم. وبالتالي يستطيعون تحقيق إضافة نوعية في عالم التصوير بما يقدمونه من اكتشافات في عالم لا يُعرف عنه الكثير، وفي الوقت نفسه يُحققون فرصة لتفردهم في ساحة تضم 200 مليون مصور يستخدم الكاميرا الرقمية، وينتجون 15 ألف مليار صورة في العام، علماً أن عدد الصور النوعية منها لا يتجاوز نصف مليون فقط.
جوهر النجاح
وتناول آنج عدة محاور رئيسية على المصور أخذها في الاعتبار قبل مشاركته في أي من مسابقات التصوير العالمية. وشملت تلك المحاور الجانب الفكري المعرفي الإنساني والجانب التقني. وأكد أن جوهر نجاح أي مصور ينطلق من مصداقيته مع نفسه ونزاهته في التعامل مع مضمون مشروعه. وتلك النزاهة تتطلب وعياً بالعلاقة بين المصور والعالم المحيط به، وتفاعلاً إنسانياً وفكرياً. وبصورة تلقائية تنقل هذه المحاور المصور إلى حالة التميز والتفرد ليعكس القاعدة ويتبعه المصورون بهدف تصوير ما صوره قبلهم.
المعرفة بالشيء
انتقل بعدها إلى الجانب المعرفي مشيراً إلى ضرورة تدريب العقل على إبصار ما لا يراه الإنسان العادي. ويتمثل هذا التدريب في قراءة تاريخ التصوير ومشاهدة أكبر عدد ممكن من صور الرواد السابقين الذين لا يتوفر معظم نتاجهم على الانترنت. ويشير إلى أن هذا التدريب البصري يجعل المصور واعياً بما ينتجه ويساعده على الابتكار والمغامرة. فكم من المصورين الذين خلدهم التاريخ لم يتجاوز حيز ما التقطوه من صور طيلة حياتهم محيط حديقتهم الصغيرة. والمقصود أن المعرفة بالشيء تمنح صاحبها ثقة كاملة وقدرة على الإبداع، وإبداع الصورة يرتبط إلى حد كبير بقدرة مضمونها على طرح التساؤلات، وبالتالي كلما تعددت دلالات معاني الصورة ارتقت قيمة الصورة وبالتالي فرص فوزها.
ارتقاء نوعي
ساهمت ورش الجائزة الثلاث التي أقيمت في مسرح مركز الامتياز بقرية البوابة في مركز دبي المالي العالمي، والتي قدمها أربعة أعضاء من لجنة تحكيم الجائزة يمتلكون خبرة غنية ومتنوعة بالتصوير الضوئي، في الارتقاء النوعي بوعي ومعرفة وثقافة المصورين المشاركين من هواة ومحترفين الذين تجاوز إجمالي عددهم 300 مشارك من مختلف الجنسيات. وتمثلت خصوصية برنامج الورش في فتحه الباب لجميع المعنيين بالتصوير مجاناً، آخذين في الاعتبار أن تكلفة المشاركة في مثل هذه الورش في أي مكان بالعالم عالية جداً.