“محمد طيب حمام”.. الفنان العاشق للأزرق
سلوى الديب
الأربعاء 15 أيار 2019
خلق مفطوراً على حبّ الرسم منذ تفتح عينيه، فظهر تميزه في كافة المحافل والمعارض التي شارك بها. ، ولم يلتزم بمدرسة بعينها، غير أنه يميل إلى المدرسة الانطباعية، ويعتمد اللقطة الإبداعية.
مدونة وطن “eSyria” التقت الفنان التشكيلي “محمد طيب حمام” بتاريخ 1 أيار 2019، فتحدث عن ظهور بذور الموهبة لديه، قائلاً: «خلقت عاشقاً للفن، وضمن جوّ فني؛ حيث كان والدي يمتلك موهبة الرسم، وداعمي ومحفزي الأول والدائم، وعلّمني كيف أخطو خطواتي الأولى في طريق الفن، فكنت الرسام المميز منذ دخولي المدرسة الابتدائية، وشاركت بكافة المعارض سواء عن طريق معارض عدد من المنظمات منها “الطلائع” و”الشبيبة”، فبرز تميزي خلال مسابقاتها، حيث انتسبت إلى مركز “صبحي شعيب” عام 1982، واتبعت عدة دورات وأنا لم أتجاوز السابعة من عمري. تخرجت فيه عام 1984، فأتقنت استخدام الألوان وتميزت بمجال الرسم، وفي المرحلة الإعدادية بدأت موهبتي تكبر وتتبلور، فأعجب بها مدرّس الرسم “غزوان دواليبي”، فتبنى موهبتي، وكانت دائماً لوحاتي مرشحة للعرض في المعارض السنوية، وظهر احترافي بوضوح في المرحلة الثانوية، ولم أتردد في الالتحاق بكلية الفنون الجميلة في “دمشق” عام 1992، واختصصت بقسم الغرافيك الذي أحسست بأنه جزء من ذاتي وتاريخي وشخصي، فهو نوع غريب من التصوير يكرس علاقة الأبيض مع الأسود والرماديات.
شاركت خلال دراستي بالعديد من المعارض، وحصلت على جائزة “الأونروا” في “دمشق” عام
الفنانة التشكيلية ميساء علي صديقة الفنان
1996، وانتسبت إلى اتحاد الفنانين التشكيليين في “حمص” عام 1997».
وعن مشاركاته بالمعارض الفنية ونشاطاته، قال: «شاركت بكافة المعارض التي أقيمت ضمن “حمص”، وجميع المعارض السنوية التي أقيمت في “دمشق”، ومنها معرض “الربيع”، حيث إنني مشارك دائم فيه منذ عام 1997 حتى الآن، وكذلك بمعرض 17 نيسان السنوي في “حمص” منذ عام 1997 حتى الآن، ومعرض “الأربعة فنانين” في صالة “صبحي شعيب” عام 2001، ومعرض “اللوحة الصغيرة”، ومهرجان “المحبة والسلام” في “اللاذقية” عام 2010، وملتقى مهرجان “البادية” في “تدمر” عام 2010، وفي “سمبوزيوم” “أهدن” الدولي في “لبنان” عام 2010، وأنا حالياً عضو مجلس إدارة اتحاد الفنانين التشكيليين في “حمص” منذ عام 2010».
أما المدرسة التي ينتمي إليها والألوان التي عبقت فيها لوحاته، فقال: «تأثرت أعمالي بالمدرسة الانطباعية، حيث كان إحساسي عالياً بها، وأعدّها لقطة من الذاكرة أستحضرها، ثم أقوم برسم ما علق بها، وجنحت نحو المدرسة التعبيرية، وتميزت لوحاتي بالقرب من الواقعية، ولم أتناول التجريد في أعمالي لأنه يحتاج إلى مقدرة عالية على تجريد الخطوط والمساحات والشكل، حتى تكون اللوحة متجانسة. يطغى على لوحاتي اللون الأزرق لشغفي به، لكونه يدل
إحدى لوحاته وقد تلونت بالأزرق الحالم
على الصفاء والنقاء، ولأنني عاشق للشفافية والهدوء، ومن أشد الألوان قرباً إلى نفسي الرمادي ومشتقاته؛ الذي يشكل جزءاً من دراستي. وقد تأثرت بالفنان العالمي “فان كوخ”، وتأثرت كثيراً بالفنان “غسان نعنع”، فأنا عاشق لفنه، ويبدو ذلك واضحاً في بعض لوحاتي، وقد تأثرت كثيراً بالتراث ولون الحجر، فرسمت أحياء “حمص القديمة”، و”سوباط الأتاسي”، و”حماة”، و”حلب”، ويمكن أن أستعين بلقطات خاصة أصوغها بأسلوبي، فرسمت الطبيعة والريف والبحر، وتناولت المرأة بقلة مع أنها تعني لي الكثير؛ فهي الأم والأخت والزوجة والصديقة».
وعن تأثير الأزمة في نتاجه الفني، قال: «كان تأثير الأزمة في أعمالي واضحاً، فغلب عليها طابع الحزن والمعاناة من خلال الألوان التي ظهرت في لوحاتي، ومثل أغلب الفنانين أصبحت مقلاً بالأعمال الفنية، لكنني لم أستسلم لليأس، ففي لوحتي الأخيرة ظهر اللون الأزرق القاتم في معظمها، وبعض الألوان الأخرى، منها البنفسجي والأخضر الفاتحان، فيما بدى لون السماء نوراً يشع منه الأمل، ليزيل السواد في اللوحة، وتعود الحياة بألوانها المشرقة من جديد».
الفنانة التشكيلية “ميساء علي”، قالت عن فن “حمام”: «”محمد طيب حمام” فنان تشكيلي نشيط، اختص بأسلوبه القريب من الواقعي، ويتميز
لوحة فيها شيء من التراث
بمتابعته الدؤوبة، وألوانه المدروسة من حيث الدرجات والإضاءة، ودراسة الظل واللون في أعماله الفنية، ويعدّ من الفنانين المتألقين في مدينة “حمص”».
يذكر، أن “محمد طيب حمام” من مواليد مدينة “حمص”، عام 1974.