“محمد الحسن داغستاني”.. طاقةٌ إبداعيةٌ متوهجةٌ على الدوام
سلوى الديب
الخميس 01 آب 2019
تجربةٌ فنيةٌ فريدةٌ تنوعت بين الرسم والخط والنحت وتصميم الغرافيك والتصوير الضوئي، موهبة لا ينضب عطاؤها، عالج رموزه بأشكال مختلفة تعتمد على الوحدة الزخرفية العربية المعروفة، تميّز بأسلوبه التجريدي الحروفي، أي دمج التجريد مع المطلق مع الحروف العربية.
تكبير الصورة
مدونةُ وطن “eSyria” التقت الفنان “محمد الحسن داغستاني” بتاريخ 26 تموز 2019، ليحدثنا عن انطلاقته الفنية، فقال: «تفتحت أحاسيسي الفنية عام 1958، فكانت بداية انطلاقتي الفنية، رحتُ أرسم ما يعجبني في الطبيعة أقلّد أحياناً وأنقل حيناً أخر، فألقى الثناء من محيطي ولم أتردد في التوجه نحو الرسم فهو في نظري عالمٌ يعجّ بالألوان الرائعة. في عام 1962 انخرطت بالحياة العسكرية، ولكن حبي الشديد للفن التشكيلي دفعني إلى التجويد في تجربتي الفنية، وعملت جاهداً لرفع المستوى التعليمي والثقافي لديّ، ثم طرأ تحوّل في أسلوبي بفن الرسم فاستوحيت لوحاتي من الواقع مهتماً بالتصميم والابتكار بالخطوط والألوان، وقد تأثرت لفترة بأسلوب الفنان “أدهم اسماعيل” رغم أنّي لم ألتقيه، لكنني بعد فترة تحررت منه، وقد اعتمدت في أعمالي فلسفة الأرابيسك في الفن العربي التي تعتمد عنصر اللانهاية في الخط والتبسيط في الأشكال والألوان الزاهية الشرقية، وفي عام 1965 دخلت مرحلة جديدة، فقسمت تجربتي الفنية إلى ثلاث فترات: فترة الرسم والنقل عن الطبيعة مثل “طاحونة مسعدة” و”بائعات اللبن”، وفترة رسم الوجوه الشخصية وتكبيرها ومنها: وجه الوالدة والجد ووجه “أم مرام”، ثم الرسم من الخيال أي استيحاء من الواقع عند دراسته جيداً مثل: “علم الأطفال” و”طفولة وصداقة”، ثم سافرت إلى “الجزائر” للعمل كمدرس للتربية الفنية عام 1975».
وتابع حديثه عن أبرز المحطات في حياته، قائلاً: «شاركت بأول معرض في مركز الفنون التشكيلية بـ”حمص” في عام 1966 وحصلت على الجائزة الأولى من مجلس “رعاية الشباب” في المدينة تشجيعاً لنشاطي الفني برغم وجودي في
رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيلين بحمص أميل فرحة
“الجولان”، وفي عام 1967 تمّ نقل عملي إلى مدينتي “حمص”، فالتحقت بمركز الفنون التشكيلية مدة عامين، واجتهدت لتطوير تجربتي، ظهرت نكسة حزيران في أعمالي حزناً وأسىً وانكفأت على نفسي، وأشهر لوحاتي في تلك الفترة (المرأة النازحة والمرأة اللاجئة وتحت الخيام)، ومن أبرز معارضي ثلاثة معارض شخصية في “دمشق” في عام 1972 و1973، وشاركت بتسعة معارض داخل “سورية” وخارجها، حيث تميز عام 1974 بالمشاركات الخارجية ومنها معرض “السنتين” العربي الأول في “بغداد” ومعرض “الفن السوري” في “الجزائر” و”تركمانيا” و”بلغاريا”، وقبل سفري إلى “الجزائر” أقمت معرضي الخامس في “دمشق” في عام 1975، ومعرض في عام 1980 والمعرض التالي في عام 1987، ثم ساهمت بثلاثة معارض في كل من “الجزائر” و”المغرب” و”الأردن”، وخلال وجودي في “الجزائر” أقمت معرضاً شخصياً في مدينة “خميس مليانة”، وفي عام 1976 سافرت إلى “فرنسا” واطلعت على معظم المعالم السياحية والفنية، ثم شاركت في العام نفسه بالمعرض السنوي لفناني “سورية” في “دمشق”، ولم أتردد بالمشاركة في العام نفسه بمعرض في “تشيلي” ومعرض في “الأردن”، وأثناء وجودي في “اليمن الشمالي” بعقد عمل كرسام وخطاط عام 1980 أقمت معرضاً خاصاً في مدينة “صنعاء”، وكانت لي فرصة المشاركة بمعرض في “موسكو”، ثم عدت إلى “سورية”، وأقمت معرضين في “دمشق” وهما “تحية إلى ثورة الثامن من آذار” ومعرض “تحية إلى المرأة العربية”، ولم يحطّ بي الرحال بل عدت للسفر والعمل في “السعودية” كرسام وخطاط عام 1982، ولكني لم أقم بأي معرض بل حملت نتاجي الفني وعدت إلى “سورية” لإقامة
الفنان التشكيلي محمد طيب حمام
معرض فردي في “دمشق” عام 1983، وعملت بمكتب الفنون الجميلة فرع “طلائع البعث” في “حمص” عام 1985 مدة ستة أشهر، ولم أستطع الاستمرار بسبب روتين العمل، وفي عام 1989 أقمت معرضاً شخصياً في “حلب” وتلاه العديد من معارض التسويق الفني في “حمص” ومعرض “17 نيسان” مع فناني “حمص” ومعرض “تحية إلى حمص القديمة”، وتتالت المعارض في المدن السورية في “حلب” ثم “دمشق”، وشاركت بالعديد من المعارض الجماعية منها: رسم سجادة يدوية وقدمتها لوزارة العمل في “دمشق”.
كذلك شاركت بالمعرض السنوي لفناني القطر في “دمشق”، شاركت بمعارض لا تعدُّ ولا تحصى في المدن السورية منها معرض “تحية لـ 17 نيسان” في “حمص” والمعرض الفني العشرين للجيش والقوات المسلحة في المتحف الحربي في “دمشق”، ومعرض عن الطبيعة في “حلب” والمعرض الخاص الحروفي في “دمشق”».
رئيس فرع “حمص” لاتحاد الفنانين التشكيليين “أميل فرحة” وصديق الفنان، قال: «الفنان “محمد الحسن داغستاني” من الفنانين الرواد في مدينة “حمص”، لديه العديد من التجارب الفنية المهمة التي تستحق تسليط الضوء عليها، وما زال يسعى لابتكار تجارب جديدة، يمتلك طرحاً جديداً كمدارس خاصة به، كمحاولاته الأخيرة المتعلقة بعلاقة الدائرة بالمثلث والمربع، دائماً يمتلك مفهوماً خاصاً بالفن يحاول تجسيده من خلال لوحاته، وأنا أشعر بالتقدير لتجربته التي لا تتوقف والمتجددة دائماً، وخاصة بعد أن أتيح المجال أمامه وعدم تقيده بأيّ مدرسة فنية سواء معترف بها أو حديثة ما خلق للفنان فرصاً جديدة للابتكار، وقد لجأ “داغستاني” لهذا الأسلوب بطرحه مواضيع جديدة وأسلوب حديث، ومدرسة جديدة
تلونت أعماله بالفرح والحياة
يؤسس لها وربما هي محاولاته الأولية».
الفنان التشكيلي “محمد طيب حمام” تناول “داغستاني، قائلاً: «تعدّ تجربته من الفن التكعيبي وهي تجربة متميزة وجميلة وفريدة، ولديه ألون جريئة وحضور فني متميز، تجربته تتجاوز عمري الزمني، نرى في أعماله تقاطعات خطوط لونية، فيستوحي من الواقع موضوعاته».
يذكر أنّ الفنان “محمد الحسن داغستاني” من مواليد مدينة “حمص” “دير فول” ، وقد صدرت له عدة كتب عن تجربته الفنية هي “محمد الحسن داغستاني طاقة إبداعية متوهجة” و” الضحية والمعاناة في طريق الفن محمد الحسن داغستاني”.