خاطرة : جلسة نقد وحوار مع الذات – ووقفة تقييم لما سبق :
في كل اعمالي الفنية – والثقافية – والمهنية – والاقتصادية – والاجتماعية – كنت استخدم طريقة في التقويم والتقييم الذاتيين لكل مرحلة مضت ؟
استعرض فيها كل مقومات البناء التي استخدمتها – ومدى فعالية كل منها سلبا او ايجابا ؟
كنت استخدمها في : حفلاتي التي كنت أقيمها في كل موريتانيا والتي كانت بالعشرات أو أكثر من ذلك – في كتاباتي لآلاف التدوينات في سوريا في الجرائد والمجلات المحلية والعربية ثم على الفي سبوك في فترة وجودي في بلجيكا – وقبلها في عملي كصاحب روضة نيفا وعشرين سنة ثم تطويرها الى مدرسة خاصة لمدة خمس سنوات – في تاليف الكتب ونشرها – في التجارة التي مارستها أكثر من عقد من الزمن –
كان لي وقفة مستمرة ودورية مع الذات لتقييم الفترة السابقة ومقارنتها بما سبقها – وبما اردته لها كان ذلك يتم بين الحين والآخر وبخاصة عندما كنت أشعر بتراجع في المردود ؟
فإذا ما وجدت تطورا ايجابيا حددت الوسائط التي كانت سببا له – واذا ما لمست تراجعا أو تباطؤا : وضعت كل المكونات على بساط البحث إن كانت هذه المكونات من داخل العمل – أو خارجية لا يمكنني التأثير فيها واستعرضت المتغيرات الجديدة التي يمكن ان تكون هي التي رفعت من مردود العمل أو خفضت منه ؟
وموضوع جلسة نقدنا في حلقتنا القادمة في الايام القادمة سيكون لعملي غير المأجور والذي اخترته لنفسي منذ حضوري من بلدي الغالي سوريا مضطرا بسبب الصقيع العربي وهو كتاباتي على الفي سبوك –
حيث اخترت الكتابة في الفي سبوك : للتواصل مع اهلي في سوريا وموريتانيا – فمن جهة استمر في عمل احبه كثيرا وهو الكتابة – ومن جهة أخرى اتسلى فأنسى معاناتي من تشتت اسرتي في دول عديدة وكذلك ما حصل لأقربائي وأصدقائي – ومن الدمار والسرقات التي وقعت لممتلكاتي ومقتنياتي ؟
حيث يكون القلم والكتاب والعود : هم من يقفون معي بصدق لأنهم الاصدقاء الذين لم ينسوني يوما ولا غادروني أو غدروا بي ؟
لم تكن الكتابة عندي مصدرا للرزق – فكتبي التي نشرت عن طريق دار الربيع للنشر – كنت ابيعها بسعر متواضع للدار – أما كتبي الاخرى التي طبعتها ونشرتها بنفسي فلم أخسر فيها لكني لم اربح فيها ما يجب ربحه – وكذلك في الفن : فقد سجلت اكثر من عشر أغاني في اذاعة حلب ودمشق وعشرات الاغاني في اذاعة نواكشوط دون أن أوقع على تنازل للأغنية مقابل نقود معينة أي كنت اسجلها مجانا وكما فعلت ذلك مع عدة اذاعات عربية وغير عربية –
لقد اعتمدت على راتبي كمدرس وعلى الساعات الاضافية التي كنت اجهد نفسي بها حيث كانت ساعاتي الاضافية تساوي في عددها بقدر نصابي القانوني اي انني كنت اعمل ضعف طاقتي المحددة قانونيا – وعندما تضخم الاقتصاد في بلدي ومع عدد افراد اسرتي الكبير الذي انعم الله به علي كان لابد لي من الاتجاه الى التجارة التي مارستها عقدا من الزمن ولم تعجبني لتعارضها مع قيمي في الربح الحلال في البضاعة مرة واحدة وليس مرات عديدة مع تضاعف الاسعار احيانا لنفس البضاعة وهي موجودة في المحل – وكذلك موضوع آخر ضغط علي هو موضوع ( وتداينوا ) حيث لم أكن أرد فقيرا يريد أن يشتري لاولاده وليس معه ما يكفيه – وبينما كنت أدفع التزاماتي في الوقت المحدد والقدر المتفق عليه للتجار الذين اشتري منهم بضاعتي – في المقابل كان الزبائن يقصرون في الدفع مضطرين بسبب ضيق ذات اليد – حيث اقفلت محلي وانا لست مديونا للتجار بليرة واحدة – بينما كان لي مع الزبائن ديونا تعادل عشرات الالاف من الدولارات حينها – وهكذا كنت مضطرا للتفكير في منحى آخر للعيش فكان افتتاحي للروضة التي تطورت فأصبحت مدرسة امتلكت بناءها المكون من عدة طوابق لمرحلتي الروضة والابتدائي تدريجيا من الربح المتراكم لسنوات طويلة – وسيارتين لنقل الطلاب – كانت اقساطي عادية جدا وكانت خدماتي افضل من كل مدارس حلب الخاصة من حيث التربية والتعليم وضمان سلامة الطفل الجسدية والخلقية والنفسية والعاطفية حيث كنت مع طلابي طوال الوقت افتح المدرسة صباحا وأكون اول من يدخلها صباحا – ولا أخرج منها الا عند قفل بابها قبيل العصر – هذه المؤسسة التعليمية الناجحة والتي تسبب الصقيع العربي بإغلاقها لأنها كانت لسوء الحظ تقع في منطقة ساخنة فسرقت وخربت ؟
كانت هذه : مقدمة للموضوع الذي سأتدارسه مع اصدقائي في الحلقة القادمة من جلسة تقييم ونقد لكتاباتي في الفيسبوك والى ذلكم الوقت استودعكم الله
الباحث الفنان فريد حسن