تنظم مؤسسة الشارقة للفنون في دولة الإمارات، بالشراكة مع العربية للطيران معرض “32: إعادة التسجيل” الذي تقيّمه بهافيشا بانتشيا، لمناقشة المناهج النقدية والتجريبية لصناعة الموسيقى العربية.
والمعرض هو النسخة الثانية من برنامج العربية للطيران لإقامة القيمين، ويشارك فيه الفنانون: حسن الحجيري، جو نعمة، جوليا تيكي، جمانة مناع، بالإضافة إلى شركات الإنتاج الموسيقية: هيز، نار، ونوى للتسجيلات الصوتية.
يفتتح المعرض يوم 27 سبتمبر/أيلول 2019 ويستمر حتى 10 يناير/كانون الثاني 2020، في الرواق 6 وبيت غلوم إبراهيم في ساحة المريجة، مقدّما طيفا من الوسائط، مثل أسطوانات الفينيل، والأعمال الصوتية، والأعمال التركيبية متعددة الوسائط، بما يظهر أهمية الموسيقى بوصفها ممثلة للقوى الثقافية والسياسية.
ومن خلال اتخاذ المؤتمر الأول للموسيقى العربية الذي استضافته القاهرة عام 1932، كدعامة أساسية ونقطة انطلاق، يسلط المعرض الضوء على مرحلة مهمة من تاريخ الموسيقى العربية؛ حيث جمع المؤتمر الذي دام أسبوعين، الموسيقيين والباحثين لمناقشة مستقبل الموسيقى، بما في ذلك الأنماط اللحنية والإيقاعية والسلالم الموسيقية، والتأليف والتعليم الموسيقيين، والآلات الموسيقية.
يعيد “32: إعادة التسجيل” النظر في هذا التجمع كحدث تاريخي، ويركّز على الأحداث والتعليقات والعواقب التي شغلت جلساته، آخذا بعين الاعتبار الظروف والعوامل الاجتماعية والتاريخية التي تأسست عليها نقاشات المؤتمر، ومحاولا تعقب صدى المؤتمر في القرن الحادي والعشرين، مع الأخذ في الاعتبار مجموعة متنوعة من الشبكات والقنوات، مثل دور الحفلات الموسيقية، ويوتيوب، وساوندكلاود، وتسجيلات فينيل وأشرطة الكاسيت، والتي من خلالها يتم الوصول إلى الموسيقى العربية المعاصرة والاستمتاع بها.
يسلط الفنانون حسن الحجيري وجمانة مناع وجو نعمة وجوليا تيكي الضوء على المواقع السياسية والمعمارية والخطابية للموسيقى العربية، في حين تعرض شركات الإنتاج الموسيقية هيز ونار ونوى للتسجيلات الصوتية، الممارسات التجريبية التي تكمن خارج تصنيف النوع أو التحديد الجغرافي، بحيث ينظر المعرض في المناهج النقدية والتجريبية لصناعة الموسيقى ضمن تيارات سياسية واقتصادية متقلبة يعوزها الاتساق، ويذكرنا بأن التأثير الموسيقي يمتد إلى ما وراء الحدود الجغرافية أو المعرفية.
وتتمحور أبحاث بهافيشا بانتشيا وأعمالها التقييميّة حول الممارسات الفنية والثقافية المتعلقة بتغير الظروف الكونية، وتركز على الخطابات المناهضة للاستعمار من جهة وتلك التي ظهرت عقب الحقبة الاستعمارية من جهة أخرى، إضافة إلى التاريخ والشبكات الإمبريالية الخاصة بإنتاج وانتشار وسائل الإعلام (الرقمية). ويتجلى أحد أهم جوانب تجربتها في علاقة وسائل الإعلام السمعية مع النماذج الجيوسياسية، لا سيما تلك التي تتعلق بالمضمون الاجتماعي والأيديولوجي للصوت والموسيقى في الثقافة المعاصرة.
ويعد برنامج العربية للطيران لإقامة القيمين منصة تتيح للقيّمين إعادة اكتشاف دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة ككل، بما يؤسس لعلاقات فنية وإبداعية معها. كما يهدف إلى تعزيز إمكانيات التبادل الثقافي بين الفنانين والمجتمع المحلي والمشهد الثقافي الأوسع، واستكشاف الأفكار والقضايا الجديدة التي انبثقت من الأوضاع المتغيرة بشكل دائم في المنطقة على الصعيد الفني والثقافي.
وتسعى المؤسسة لتحقيق ذلك من خلال دعوة القيّمين للعمل مع فنانين محليين وإقليميين وعالميين لهم خلفيات ثقافية مختلفة تتناغم مع خريطة رحلات العربية للطيران، التي تشمل بلدان الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وشرق أفريقيا، وآسيا وأوروبا.