المخرجة للا كابر: واقع السينما في موريتانيا صعب
نجحت المخرجة الموريتانية الشابة للا كابر في تخطي صعوبات كثيرة واجهتها منذ دخول عالم السينما، خصوصاً أن المجتمع القبلي في موريتانيا لا يزال ينظر إلى عمل المرأة بالفن نظرة دونية.
ولم تفلح التهديدات التي تلقتها كابر، بعد تقديمها فيلماً روائياً قصيراً، في ثنيها عن مواصلة طريقها وتحقيق حلمها بتقديم تجارب سينمائية تعبّر عن واقع مجتمعها.
المخرجة للا كابر تروي لـ”العين الإخبارية” جانباً من الصعوبات التي واجهتها، وتقييمها لوضع العاملين بالسينما في موريتانيا عموماً والنساء خصوصاً، وإلى نص الحوار:
هل يواجه العاملون في السينما صعوبات؟ وما تقييمك لوضع الفن في موريتانيا؟
واقع السينما في موريتانيا صعب ومؤلم، ربما أستطيع القول إنها ليست موجودة، رغم أنه لدينا شبه مهرجان يقام سنوياً، ولا يزال ضعف المجال الثقافي في البلاد من أبرز الصعوبات التي تواجه السينمائيين حالياً، فليست هناك معاهد للسينما أو دور عرض، ولا توجد ميزانية مخصصة للسينما لدى وزارة الثقافة، والمجتمع نفسه يرفض فكرة أن تكون لدينا سينما، رغم أنه في الستينيات والسبعينيات كانت هناك دور عرض والناس كانت أكثر انفتاحاً.
من يعمل في مجال السينما أو المسرح أو في أي مجال من مجالات الفن يعتبرونه شخصاً غير مهم أو ناقص، وهذا يرجع إلى كوننا مجتمعاً قبلياً، وربما يكون ذلك السبب الرئيسي لعدم تقدّمنا في أي شيء، فلو كان الشخص ينتمي لقبيلة كبيرة لا يستطيع أن يعمل في الفن، لأن العادات والتقاليد تمنعه من ذلك، ولو عمل بالفن يعتبرونه شاذاً عن المجتمع.
معنى ذلك أن النساء الراغبات في العمل بالسينما يواجهن صعوبات أكبر؟
بالتأكيد، فالنساء يواجهن معاناة كبيرة جداً، إذ إن المجتمع يعتبر عمل المرأة في السينما والفن عموماً خطأ كبيراً وتصرفاً غير أخلاقي.
المجتمع يرفض السينما خاصة لو كانت تناقش موضوعات حساسة مثل الكبت والاغتصاب، حيث يمكن أن نجد مهرجاناً يضم 5 أو 6 أفلام تشارك فيها فتاة واحدة بعينها، نتيجة عدم وجود ممثلات في موريتانيا.
وكيف نجحتِ في اقتحام عالم السينما وتقديم فيلم روائي قصير عام 2010؟
اقتحامي عالم السينما لم يكن سهلاً، إذ واجهت صعوبات كثيرة في محيطي الضيق، ووقت عرض فيلمي القصير كانت الصعوبات أكثر، ومع ظهوري في بعض البرامج، وتشجيعي الفتيات اللاتي يمتلكن موهبة التمثيل أو يرغبن في دخول عالم السينما، وحديثي عن التابوهات المسكوت عنها في مجتمعنا، تعرَّضت لسيل من الشتائم وتلقّيت تهديدات، لكن هذا في حد ذاته شكَّل نجاحاً بالنسبة إلي.
هل تدربتِ على الإخراج قبل تقديمك فيلم “مشاعر أخرى”؟
نعم، تدرّبت على الإخراج لمدة 10 أيام فقط في دار السينمائيين الموريتانيين، التي كانت تنظم ورش تدريب قبل المهرجان السنوي للسينما، وتعلمت هناك أبجديات الفن السابع، لا سيّما أنه ليس لدينا معهد متخصص في تدريس فنون السينما، وكل ما نجده بعض الورش سواء التي تُعقد في الداخل أو على هامش بعض المهرجانات الدولية والعربية.
ولماذا لم يتم تكرار التجربة؟
لكي أكرّر التجربة لا بد أن تكون هناك إمكانات للإنتاج، وحصل سيناريو كتبته عن واقع عمال المقابر في موريتانيا على منحة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية سنة 2012، واختير مخرج من الكاميرون ومصوّر من الجزائر، على أن يتحمل المهرجان جميع التكاليف، لكن بعد عودتي إلى موريتانيا رفض مسؤولو البلدية إعطائي تصريحاً بالتصوير، بدعوى أن الفيلم يضر بسمعة البلاد، وحاولت أكثر من مرة استخراج التصريح من دون جدوى.
هل هناك موضوعات معينة تتمنين تقديمها على شاشة السينما؟
موضوعات كثيرة جداً أتمنى تقديمها لكن الظروف المحيطة بي وما نعانيه ومشاكل الإنتاج تحول دون ذلك، وحتى الإعلام نفسه لا يساعد على نجاح السينما، والتليفزيون لا يتعاون معنا.