المبدع #نبيل_ بلحاج ..جوهرةَ الفن التَونسي..
يُغرد على أغصان التشكيل العربي..
– بقلم المصور : فريد ظفور
- زخات ناعمة من مطر خريفي مبكر..تتساقط رخية وتكرج فوق الشرفات وعلى أرصفة الشوارع..أنين خافت لريح لعوب ..تغالب نعاسها الخفيف بوهن شديد..سأخرج من كوخي المعرفي العاطفي والمستفيض بالزمهرير الفني..إلى برج عاج من الضوء والتشكيل العربي..فقد تأخرت أستجدي الحياة الثقافية على فرس من ضياء..يخب على الدرب التشكيلي خباً عظيماً..هو الضوء واللون يسدلان ظلالاً إبداعية على الفنانين..وتألقاً جمالياً عميقاً..وإني سأدني المخاض الصحفي الذي طال شوقي إليه..فلا وقت للإنتظار على شرفات الزمن المتسارع..سأبحث عن لحظة مثمرة وآوي إلى الشارع التشكيلي البصري المستفيض ببوح العراك المعرفي والنقدي..ليغتال حبي حديث المعارض والفنانين..وسأمشي طويلاً طويلاً..إلى أن أعيد الصباح الجميل للفن الضوئي والتشكيلي ذات يوم..فلا أغدو عصياً على المستحيل..جم الحياة..ويرجع عقدي الفلسفي نظيماً نقياً لينتمي للهدوء الجميل..سأفشي صراخاً معرفياً كتوماً وأكتم جرحاً فنياً أليماً..ولا بد من أن تشرق شمس الأمل لأن غداً لناظره قريب..
- فتعالوا معنا نرحب بضيفنا الفنان التشكيلي المعطاء بلا حدود الأستاذ والناقد نبيل بلحاج..
- إن التناغمات الضوئية والتشكيلية والموسيقية هي إنفعالات..لأن الأثر الفني كائن إحساسي ولا شيء غير ذلك فهو موجود بذاته..فتلك التطابقات في التدرجات الرمادية أو الأنغام أو الألوان..أسواء كانت إنفعالية أو تنافرية فهي إنفعالات موسيقية ولونية..عبر هوية اللون والتناغم وهوية المؤثر الإنفعالي الفني التشكيلي والبصري..فالفنان نبيل بلحاج..يبدع كتلاً من المدركات والتكوينات والتشكيلات والإنفعالات..لكن إرادة الحياة وقانون الإبداع فيها هو أن المركب الفني يجب أن يتقوم لوحده..وأن يجعله الفنان قائماُ بذاته..وهذا لعمري هو الأمر الأصعب لأن فيه أحياناً الكثير من عدم الواقعية الهندسية والنقص الفيزيائي والكيميائي والخطأ العضوي..وهذا نموذح مفترض..أي من وجهة نظر المؤثرات الإدراكية والإنفعالية الفنية المعاشة ..وهذه الأخطاء السامية إنسانياً تتصل بضرورة ومتطلبات الفن عامة والتشكيل خاصة..فهناك إمكانات رسمية وإلكثير من الآثار تدّعي أنها فنية..والتي لايمكنها التشكيل والتكوين والإنتصاب لوحدها..ذلك لأنه الفعل الذي به المركب أو الفعل المبدع من الأحاسيس يحفظ بذاته..إنه لوحة تشكيلية فنية..لأن هدف الفن عند الفنان نبيل بلحاج..بما لديه من وسائل وإمكانات مادية ومعنوية ..هو أن يعرّي المؤثر المدرك من إدراكات الموضوع المرسوم ومن حالات الذات المدركة للفن..وأن يعرّي المشاعر كمعبر من حالة إلى أخرى..فإستخراج لوحة من الخيال والإحساسات يعادل فعل الإبداع عند الفنان..كائن حسي خالص..لذلك لابد من منهج وفلسفة تتغير مع كل فنان تشكيلي ليتؤلف جزءاً من إنتاجه..
- فمع تنوع المناهج بحسب الفنون وبحسب الفنانين..ورغم ذلك نستطيع تتميز نماذج وأعمال كبرى أبدعتها ريشة فنان….لأن فلسفة الفن عند نبيل بلحاج هي إبداع اللوحة ..إبداع المفاهيم..لأن له ثمة شخصية فنية مفهومية..إله ينزل إلى الحدث الفني التشكيلي..وقد يغدو أبرز حادثاته..لأنه لايكتفي بإعطاء ذاته الفنية ..بل يتدخل في مساعدة وفي عميلة إستكناه غيره من المبدعين..لأنه لا يكتفي في إعطاء ذاته المعرفية الفنية البصرية..ولا أهمية للمفهوم التشكيلي منقطعاً عما يُمفهمه..ولا يجهز كله..وينخرط في تكوين ذاته النقدية الفنية عبر تكوينه وتعريفه لغيره من الفنانين..والفيلسوف والناقد الفني يجري وراء المفهوم ..لأنه لايوجد وحدة سكونية للمفهوم وغاية مناه وأقصى مايتمناه وما يمكنه أن يفعله مع أشياء العالم والفكر والفن والأدب ..هو أنه يجعل الحدث الفني أو الشيء لا يأتي إلا ومعه نظامه وفلسفته ..لأن نظام وفلسفة الشيء الفني هو شيء فني أيضاً..لأن الفن لا يحوي مسطحاً فنياً آخر غير مسطح التركيب الجمالي..التي تعني مركبات الإحساسات والمسطح الذي تنتسب إليه بالضرورة مع موادها..فكل إحساس هو سؤال ..حتى ولو كان الصمت وحده يشكل جوابه الفني..
- لأن مايحدد الأشكال الثلاثة للفكر الفني عند نبيل بلحاج..هي الفن والعلم والفلسفة..هو مواجهة السديم..رسم مسطح وتشكيل مسطح فوق السديم..والفلسفة تريد إنقاذ اللامتناهي بإعطائه تكثفاً..والعلم يتخلى عن اللامتناهي ليفوز بالمرجع..والفن يريد خلق متناه يعيد إعطاء اللامتناهي..برسم مسطح تركيب..والأنواع الثلاثة للتفكير تتقاطع وتتشابك ولكن بدون تركيب ولا تماثل متماه فيما بينها..فالفلسفة تحقق إنبثاق أحداث مرفقة بمفاهيمها..والفن يقيم نُصباً مرفقة بإحساساتها..والعلم يبني حلات للأشياء مرفقة بوظائفها..فيمكن إنشاء نسيج غني من الترابطات بين المسطحات..فكل عنصر مبدع على مسطح يستدعي عناصر أخرى متنافرة يجب إبداعها على المسطحات الأخرى..ولكن الفن والعلم والفلسفة تتطلب المزيد..لأنها تشكل مسطحات على السديم..وهنا تصبح المفاهيم والإحساسات الفنية والوظائف المعرفية غير محسومة..في الوقت عينه الذي تصبح فيه الفلسفة والعلم والفن غير قابلة للتمايز..
- الفنان المبدع نبيل بلحاج..أيقونة فنية تونسية ..بصمتها الفنية التشكيلية مانح ومعطاء عام وبلا حدود..كل الفنانين عنده سواسية كأسنان المشط..يتسابق مع الزمن غزير الإنتاج ومتبحر في فنون التكوين والتشكيل العربي ..مبصر بالأحداث الفنية والتقنية الضوئية..متألق دائماً ويمتطي صهوة حصانه الفني التشكيلي ليجول به بين المدارس الفنية وملاعب الريشة وإبداعاتها التكوينية المتمازجة بعرق جبين الفنانين وبألوان الطيف السبعة وأحياناً بالحروف وباللونين الأبيض والأسود وتدرجاتهما اللونية..مجتهد ومواظب عمله..يعمل بصمت وبلا أية أضواء ..هدفه الفن التشكيلي العربي أولاً والعالمي ثانياً..يتسابق لتقديم وتعريف الجمهور بالفنانين والفنانات ..ولا سيما الوجوه والمواهب الشابة..فقد تعرفت عليه عبر فضاءات الشبكة العنكبوتية..ومنذ ذلك الوقت وهو يقدم أعماله ومقالاته بسخاء وبلا أية تعويضات مادية..فهو أحد الجنود المجهولين في مجلة فن التصوير وفي مجلة المفتاح الثقافية المنوعة..دائم النشاط والحيوية الفنية والتشكيلية..يصطاد لنا بشكل دائم أعمال ومواهب وخبرات فنية متميزة ومعطاءه ومبدعة..وهكذا يقدم العطاء تلوا العطاء ويبذل الغالي والنفيس في خدمة الفن عموماً والتشكيلي خصوصاً..وهكذا حتى إصطادته عروس البحر الجميلة وأدخلته القفص الذهبي..فمرحى لهما وألف مبروك لفنانا الجميل الأسرة والمسكن الجديد..
- وهنا نصل محطتنا الأخيرة في قطار الفن السريع لنحط بترحالنا ونودع ونكبر ونثمن ماقدمه فناننا وناقدنا الشاب الجميل والأنيق الأستاذ نبيل بلحاج..للفن والفنانين والفنانات من أعمال وأضاء على أعمالهم ومعارضهم بالكثير من الدراسات الفنية والنقدية..من هنا ندلف للقول بأن الفنان نبيل بلحاج..قامة فنية خلاقة ومبدعة وتستحق منا كل تقدير وإحترام..آملين أن تنصفه وسائل الإعلام وبلداننا العربية لمساهماته في الساحة الثقافية الفنية العربية والعالمية..بالرغم من الفترة الزمنية القصيرة التي سطعت شمسه المعرفية التشكيلية في الأوساط الفنية العربية..وكلنا أمل بمزيد من العطاء والتقدم والإبداع للفنان الشاب المبدع والذي لعمري ينتظره مستقبل فني واعد ..سيصل عبره نحو العالمية ويكتب لنا سفراً فنياً إبداعياً يبقى من بعده منارة ّعزّ وهداية للأجيال الفنية القادمة..ليبقى المبدع نبيل بلحاج ..جوهرةَ الفن التَونسي.. الذي يُغرد على أغصان الفن التشكيلي العربي..
ــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنان نبيل بلحاج ــــــــــــــــــــــــ
الإسم واللقب : نبيل بن عمار الحاج محمد
_إسم الشهرة : نبيل بالحاج
_الجنسية : تونسية
_الصفة : فنان تشكيلي
_خريج المعهد العالي للفنون والحرف بڨابس سنة 2008
_مشارك في العديد من المعارض والتظاهرات الشخصية والجماعية
_منسق للعديد من التظاهرات
_متحصل على العديد من الشهائد والدروع
_مدرس فنون جميلة في العديد من المدارس الخاصة
_مدرس فنون جميلة بالمركب الشبابي بصفاقس
_ساهم في تهيئة وإنجاز مدينة ألعاب إيطالية
_تصميم وتزويق عربات ضخمة لبعض الشركات
_رسم العديد من الجداريات
_تصميم شعار بلدية العامرة
_صاحب كتاب “معرض في كتاب”
_العديد من القراءات الفنية
_صحفي عربي في مجال الفن
_عضو مبادرة “إحياء” لتهيئة مدينة ڨابس