افتتح الدكتور خالد العناني، وزير الآثار المصري، وهارتوج فيشير، مدير المتحف البريطاني، معرضاً فنياً مؤقتاً تحت عنوان “تصوير مصر على الزجاج: كنوز فوتوغرافية من أرشيف وزارة الآثار”، والذي يقام في القاعة رقم 50 بالدور الأرضي للمتحف المصري بالتحرير، ويستمر لمدة شهرين في الفترة من 1 إبريل وحتى 31 مايو 2018.
وأوضح الدكتور هشام الليثي، مدير عام مركز تسجيل الآثار، أن المعرض يضم 21 سلبية زجاجية “نيجاتيف”، و6 لوحات جرافيك تحكي تاريخ التصوير في مصر، وذلك من خلال صور تم التقاطها لمصر عبر عدسات أهم المصورين في القرن الـ18 والـ19، كما يسلط الضوء على طرق الحفاظ على السلبيات الزجاجية في وزارة الآثار، بالإضافة إلى عرض مجموعة من الكاميرات القديمة التي كانت تستخدم في أعمال التصوير على الزجاج.
وقال الليثي إن المعرض يسلط الضوء على أهم السلبيات الزجاجية “النيجاتيف” التي تم حفظها وتوثيقها، من خلال مشروع توثيق مصر (مارس 2017 – إبريل 2018)، في إطار التعاون بين وزارة الآثار والمتحف البريطاني، وبدعم من صندوق أركاديا.
وأضاف أن وزارة الآثار تمتلك أرشيفاً وثائقياً فريداً يحتوي على أكثر من 60 ألف سلبية زجاجية مختلفة المقاسات والاحجام، ومحفوظة بمركز تسجيل الآثار المصرية والمتحف المصري بالتحرير، بالإضافة إلى ما يزيد على 100 ألف صورة.
يذكر أنه مع اختراع التصوير الفوتوغرافي في باريس عام 1839، وجد مخترعو التصوير أنه يمكن نسخ الكتابة الهيروغليفية المصورة على المعابد والمقابر في مصر، وفي نوفمبر من نفس العام استطاعوا مع التقاط هوراس فيرنت وفريدريك جوبيل – فيسكي، أول صورة فوتوغرافية معروفة في مصر، من قصر رأس التين بالإسكندرية، سار بعدها العديد من المصورين على خطاهم واتبعوهم، فجابوا البلاد شمالاً وجنوباً لتصوير الآثار، والمناظر الطبيعية، والشعب الذي يسكنها.
وتزامنا مع تأسسيس مصلحة الآثار المصرية عام 1858، بدأ علماء الآثار بأعمال الحفائر الآثرية في جميع أنحاء البلاد واعتمدوا على التصوير الفوتوغرافي، كأمر أساسي في توثيق عملهم والقطع الأثرية التي اكتشفوها، فتعاون البعض منهم مع مصورين راسخين مثل إيبوليت ديلي وإميل بيشار، الذين تم توظيفهم من قبل أوجست ماريت لإنتاج ألبوم متحف بولاق عام 1872، وهو أول كتالوج لمجموعات هذا المتحف.
وقام علماء الآثار الآخرون مثل “فلندرز بيتري”، و”جورج ريزنر”، بممارسة التصوير الفوتوغرافي بأنفسهم، وطوّروا تقنياته لتتكيف مع كثرة الرمال وحرارة الشمس، التي تواجه جميع أعمال الحفائر في مصر.
ونتج عن أعمال هذا التوثيق في مصر الآلاف من الصور الفوتوغرافية من أربعينيات القرن التاسع عشر فصاعداً، وتم الاحتفاظ بالكثير من تلك الصور على السلبيات الزجاجية بالمتحف المصري في القاهرة، وبأرشيف وزارة الآثار، وتتضمن هذه السلبيات أعمال المصورين” أنطونيو بياتو” (1860-1906 )، وجابرييل ليكجيان (1870-1890)، إلا أن معظم المصورين لا يزالون مجهولين، حيث إن مساهمتهم نادرة، حسب ما ذكر في النشر الأثري، في ذلك الوقت.