كثيرون ربما لم يتخيلوا يوما كيف تبدو تفاصيل الكائنات الصغيرة التي بالكاد تراها العين المجردة، كالدبابير والعناكب وغيرها، وهذا ما دعا المصور الإماراتي يوسف الحبشي للدخول إلى هذه العوالم من خلال جهود كبيرة استخدم فيها تقنيات مختلفة كان نتاجها مجموعة مبهرة من الصور.
يقدم الحبشي، عبر معرض “عالم الماكرو” خلال المهرجان الدولي للتصوير “إكسبوجر” في إمارة الشارقة، عوالم ساحرة لا يُتاح للإنسان أن يشاهدها في الحياة اليومية، حيث ينقسم المعرض إلى قسمين؛ الأول “وحوش صغيرة” والثاني “كواكب تحت المجهر”، وتهدف هذه الأعمال المصورة بالغة الدقة إلى إلقاء الضوء على تفاصيل مكبرة للغاية لكائنات فائقة الصغر، وذلك بأسلوب يُبرز جمال هذه العوالم الساحرة بطريقة غير اعتيادية.
وقال الحبشي لـ”العين الإخبارية” إن المعرضين يختلفان بشكل جوهري في طريقة التصوير وإظهار المحتوى للمشاهد، مشيراً إلى أن ما يقصده من اسم “الوحوش الصغيرة” هو تقديم تصوّر مختلف لكلمة “صغير” لتبدو بمعنى اللطيف والودي.
ومن أنواع الكائنات التي رصدتها عدسة الحبشي بالغة الدقة، الذباب والدبور “الوقواق” الذي يتميز بالجسم المعدني، وسوسة النخيل، إضافة إلى بعض أنواع العناكب مثل “السرطعوني” و”طويل الأرجل”، وكذلك الخنافس ذات الأوراق الخضراء وهي فصيلة غير محلية، وقد جرت عملية التصوير في دولة الإمارات.
واستخدم الحبشي في مشروعه ذي النتائج المبهرة تقنية “التركيز المتلاصق” وتقوم فكرتها على عملية دمج مجموعة من الصور بنقاط تركيز مختلفة، بهدف الخروج بصور ذات عمق ميداني واسع، وهو الأمر الذي يتيح التعرف على تفاصيل لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة.
وأضاف الحبشي أن هناك تحديات فيزيائية تواجه العاملين في هذا المجال، حيث كلما زادت عملية التكبير قلّ العمق الميداني وأصبح ضحلاً جداً، ولذلك يتم التقاط مجموعة من الصور وفق نقاط تركيز مختلفة ومن ثم القيام بدمجها في كل مرة للحصول على النتائج المطلوبة.
واعتبر الحبشي أنه من الطبيعي أن يكون خلف التوصل إلى نتائج مميزة حالة من الانبهار تختلف درجتها من عمل إلى آخر، ويعود ذلك لغرابة الشكل والتفاصيل التي يشاهدها المصور والمشاهد للمرة الأولى.
يذكر أن المصور الإماراتي يوسف الحبشي فاز بالمركز الأول في مسابقة “عالم صغير من نيكون” (Nikon Small World) للصور المجهرية العالمية في دورتها الـ44 التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تفوق الحبشي على علماء ومصورين من 89 دولة قدموا أكثر من 2500 صورة مجهرية، ليكون بذلك أول مصور عربي يحصد هذه الجائزة العالمية العريقة التي يبلغ عمرها 44 عاماً، ويحقق بلقطاته الدقيقة إنجازاً متفرداً في عالم التصوير العلمي.