افتتح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الأربعاء، بحضور الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، فعاليات الدورة الـ3 من المهرجان الدولي للتصوير “إكسبوجر”، وينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة هذا العام، تحت شعار “لحظات ملهمة”، ويستمر حتى 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في مركز إكسبو الشارقة، بمشاركة نخبة من أبرز المصورين العالميين والشركات والعلامات التجارية الرائدة في مجال التصوير.
- حاكم الشارقة يفتتح معرض “مليحة” في بروكسل البلجيكية
- بالصور.. حاكم الشارقة يقدم محاضرة بعنوان “أحمد بن ماجد”
ويشارك في الدورة 90 مصورا محترفا من مختلف أنحاء العالم، يقدمون أكثر من 700 صورة يضمها 34 معرضا منفردا و120 عملا فوتوغرافيا في 6 معارض جماعية لكبرى المؤسسات الفنية والصحفية والإبداعية العالمية.
وتحدث الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية التي عقدت بعنوان “لحظات ملهمة”، واستعرضت مضامين شعار الدورة الـ3 للمهرجان، عن أهمية ومكانة الصورة في الوقت الحالي، ودورها في نقل ومعالجة القضايا، قائلا إن “المهرجان الدولي للتصوير (إكسبوجر) حقق مكانته العالمية، لما يحمله من رسالة تتوافق مع خطى إمارة الشارقة عاصمة الثقافة العربية والإسلامية وحاضنة الإبداع وملهمة العمل والإنجاز وفق رؤى وتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة”.
وتقدم الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي إلى حاكم الشارقة ببالغ الشكر والعرفان، لدعمه المتواصل للمهرجان الدولي للتصوير الذي انعكس على تطويره وترسيخ مكانته العالمية.
وأوضح رئيس مجلس الشارقة للإعلام أن المهرجان الدولي للتصوير بدأ بفكرة تطوير الصورة الصحفية في العمل الإعلامي، وبسبب الإقبال الكبير تطور ليتناول كل أشكال الصور وأنواعها التي تعبر عن قضايا وطنية وإنسانية ومجتمعية، إضافة إلى الصور الفنية والجمالية، مشيرا إلى أن الصورة لغة جديدة، ونجاح المهرجان ارتكز إلى أهميتها.
وتابع: “الصورة أصبحت هي الخبر والعنوان والقصة والقضية بكل تفاصيلها”، لافتا إلى أن قضايا قومية أسهمت الصورة في نقل حقائقها إلى العالم، وفتحت ملفاتها التي أعادت إحياء الضمير الإنساني وتشكيل الرأي العام التي انشغل الشارع عنها لتعدد القضايا وصورها.
وتطرق الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي إلى القضية الفلسطينية التي تعايش الوجدان العربي والإسلامي معها، لتلخص القضية في كبسة زر على كاميرا مصطفى حسونة، بعد أن التقط صورة لشاب مكشوف الصدر في وجه رصاص الاحتلال وبيده المقلاع وبالأخرى علم وطنه رمز الحرية.
وأشار إلى أن المهرجان الدولي للتصوير، إضافة إلى اهتمامه بالجانب الفني والتقني والجمالي للصورة، يؤكد أهمية قدرة الصورة على حمل رسالة تعبر عن القيم الإنسانية.
وأضاف رئيس مجلس الشارقة للإعلام: “نحتفل في (إكسبوجر) بكل اللحظات الملهمة التي تحاول الصورة إيصالها، كونها تنشر المعرفة وتعزز ثقافة المجتمعات وتنقل الرسالة واضحة إلى العالم بلغة مشتركة دون حواجز قادرة على كشف الحقائق ونشر المعارف وإعادة الأمان والاستقرار”.
ولفت إلى أن الدورة الـ3 من المهرجان الدولي للتصوير “إكسبوجر” تجمع أصحاب الرسالة وملهمي الإبداع وموثقي الأحداث، وتناقش تفاصيل الصورة وأبعادها، نظرا لتأثيرها البارز في صناعة الأحداث، معربا عن بالغ تقديره لقطاع المصورين الذين وصفهم بناقلي المعارف والثقافات والجمال وصناع الحقيقة، لدورهم المهم للبشرية جمعاء وللتاريخ والمستقبل، داعيا إلى أن تبقى صورهم سلاح الحق والصدق دائما.
وفي كلمته، أشار ديفيد بورنيت المصور الأمريكي، إلى أن الصورة تؤطر الحكايات وتجمد الزمن واللحظات، ولو لم تكن هذه الصور التي التقطها جميع المصورين حول العالم موجودة لما كان هناك تاريخ للحكايات والقصص والزمن، لافتا إلى أن الحياة والضوء هما أساس الصورة.
وأكد بورنيت أن المهرجان الذي نجتمع فيه اليوم يشكل علامة فارقة في المنطقة من خلال جمعه عددا كبيرا من المصورين العالميين والمتخصصين والخبراء في مجال التصوير الضوئي، ليتعرفوا على كل جديد في المجال، ويتبادلوا المعارف والخبرات، ويكتشفوا الجمال الكامن في أعمالهم، ويثروا تجارب بعضهم.
وقال: “عندما أنظر إلى صوري التي التقطتها قبل أكثر من 20 عاما أجد كثيرا من الاختلافات، لكنني أشعر بسعادة غامرة أنني استطعت أن أوقف الزمن عند تلك اللحظة بالذات، لأعود إليها متى أردت، وأرى ما حصل بها من تغيرات على الوجوه والأشكال والأماكن وغيرها، ما يجعلني أؤكد أن الصورة هي الذاكرة”.
بعدها تفقد حاكم الشارقة أجنحة المعارض، واطلع على أبرز الأعمال الفنية والفردية للمصورين الإماراتيين والعالميين المشاركين في المعرض، التي تتناول عددا من القضايا والمواضيع، كما اطلع على مشاركات موظفي الدوائر والمؤسسات الإعلامية المحلية المشاركة.
ويعقد المهرجان، طيلة أيام فعالياته، 18 جلسة حوارية ونقاشية يقدمها متخصصون محترفون في فنون التصوير الضوئي وممثلو كبرى شركات تصنيع الكاميرات العالمية، إضافة إلى عروض حية لفنيات التصوير، بجانب تنظيمه 16 ورشة عمل موزعة على 30 جلسة تستهدف المبتدئين والهواة والمحترفين.
ويوفر المهرجان هذا العام فرصة لمقتني الأعمال الفنية لشراء أعمال مصورين عالميين، إذ يخصص جزءا من ريعه للمؤسسات الإنسانية والخيرية، كما يتيح لزواره فرصة التقاط الصور بتقنيات 360 درجة داخل غرفة مستديرة مزودة بكاميرات ذات دقة عالية تسجل حركة الأشخاص بصورة ثلاثية الأبعاد.
ويشهد المهرجان مشاركة عدد من المؤسسات والجهات المحلية والدولية المعنية في الفنون الإبداعية والتصوير هي جمعية الإمارات للتصوير الضوئي واتحاد المصورين العرب وورلد برس فوتو وأسوشيتد برس وجمعية التصوير الفوتوغرافي الأمريكية، إلى جانب جائزة مصور الرحلات للعام.
كما حضر حفل الافتتاح الشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ محمد بن حميد القاسمي مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي مدير دائرة شؤون الضواحي والقرى، والشيخ فيصل بن سعود القاسمي مدير هيئة مطار الشارقة الدولي، والشيخ عبدالله بن محمد القاسمي مدير فرع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، والشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي مدير مؤسسة “فن”.
وأيضا حضره راشد أحمد بن الشيخ رئيس الديوان الأميري، وعلي سالم المدفع رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، وخالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، والدكتور خالد عمر المدفع رئيس مدينة الشارقة للإعلام “شمس”، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وسالم يوسف القصير رئيس هيئة تطوير معايير العمل، ومحمد حسن خلف مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام، وطارق سعيد علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وعدد من المسؤولين والمصورين العالميين المشاركين في المهرجان وممثلي وسائل الإعلام.