ذكرى رحيلِ الفنانِ التشكيليّ إسماعيل خليل عاشور
إسماعيل خليل عاشور ولد في مدينةِ المجدل عام 1937م حيث كان المد النضالي الفلسطيني والثورة الفلسطينية الكبرى بعد عام على إضراب الستة أشهر.
أنهى دراستهُ حتى الصف الثالث الابتدائي في مدرسة المجدل، حيث شاهد بأمِّ عينَيْهِ مأساةَ شعبنا الفلسطيني خلال نكبةِ عام 1948م وما حصلَ به من قتلٍ وتشريدٍ ودمارٍ ومصادرةِ أراضيهم ومنازلهم. هاجرت أسرتهُ إلى غزةَ بعد النكبةِ التي حلَّت بالشعبِ الفلسطيني، حيث وجدَ نفسهُ طفلاً مقتلعاً من مسقطِ رأسِه بمدينةِ المجدل ليحطَّ الرحالُ بهم في غزةَ وهو لم يتجاوز الحاديةَ عشر من العمر، اندمجت عائلتهُ في عالمِ غزة قطاعِ الطبقةِ الوسطى ومخيماتِ اللُّجوءِ والشتات والبؤسِ والفقر.
عاد لوحدِه سيراً على الأقدامِ على شاطئِ البحرِ إلى مدينةِ المجدلِ لطرف جدِّهِ وعمِّهِ ومكثَ عندهم في المجدلِ حتى عام1950م، عندما أجبَرَ الصهاينةُ من تبقّى من سكانِها على الرحيل، فعادَ معهم إسماعيل إلى غزة مرةً ثانية.
أنهى إسماعيل عاشور دراستهُ الإعداديةَ في مدرسةِ الزيتون الإعداديةِ للاجئين (ب) في غزة عام 1955م.
نبغَ إسماعيل عاشور في الرسمِ منذُ طفولتهِ المبكِّرةِ وكثيراً ما جذبَ انتباهَ مدرسوه بموهبتهِ والذين كانوا يُعجبونَ برسوماتهِ ويتوقَّعونَ له مستقبلاً باهراً.
حصل إسماعيل عاشور على الثانويةِ العامَّةِ من مدرسةِ فلسطين الثانوية للبنين عام 1958م.
كان الفتى إسماعيل عاشور مُولَعاً بالرسمِ حيثُ وجدَ ضالَّتَهُ في ريشَتِهِ المرهَفَةِ وروحهِ المنطلقةِ للانعِتاقِ من القيد، مثله في ذلك مثل العديد من فنّاني جيلِ النكبةِ بما تركت هذه النكبة من انطباعاتٍ مؤلمةٍ وذكرياتٍ حزينةٍ لا تزولُ من مُخيِّلةِ أبناءِ ذلك الجيلِ والأجيالِ التالية.
التحقَ إسماعيل عاشور بكليةِ الفنونِ الجميلةِ بالقاهرةِ وتخرَّجَ منها عام 1965م.
خلال دراستهِ في الجامعةِ عمل إسماعيل عاشور في التلفزيون المصري مصمِّماً لمُقدِّماتِ البرامجِ بأستوديو الرسومِ المتحركةِ في الفترةِ ما بينَ عامي (1962م – 1965م).
لقد كان فنُّ الكاريكاتير من المجالاتِ التي أبدعَ فيها الفنان إسماعيل عاشور وكان لريشتهِ الساخرةِ حيزاً واسعاً على صفحاتِ العديدِ من المطبوعاتِ الصحفيَّةِ الصادِرَةِ في قطاعِ غزة عبرَ سنواتٍ طويلة، حيث عمل في جريدةِ أخبار فلسطين كرسّامِ كاريكاتير في الفترةِ من (1965م – 1967م)، حيث اتَّخَذَ هذا المجالَ متنفَّساً كبيراً للتعبيرِ وكانَ يتمتعُ بروحِ السخريةِ والفكاهةِ اللاذعة.
شارك الفنان إسماعيل عاشور في إصدارِ العديد من مجلاتِ الأطفال: (البراعم، العلوم، الشروق الصغير، الربيع، ينابيع) كما شارك في إصدارِ مجلةِ صوتِ التربية والتي كانت تصدرُ عن مديريةِ التربيةِ والتعليم بغزة.
اشتركَ في عددٍ من المعارضِ الفنَّيةِ منها معرضُ الكاريكاتير الذي أُقيمَ في الصينِ الشعبيةِ عام 1965م وفازت فيهِ فلسطين بأعمالِ فنّانِها بالمرتبةِ الأولى.
عمل الفنان إسماعيل عاشور مدرساً للتربيةِ الفنِّيَّةِ بدار المعلمين بغزة، ومن ثم أصبح مشرفاً تربَوِيّاً للتربية الفنيةِ منذ عام 1973م وحتى إحالتهِ إلى التقاعد.
عاش الفنان إسماعيل عاشور في ظلِّ الاحتلالِ القائمِ وتهديداتهِ من التعبيرِ برسمهِ سياسيّاً.
لقد تميزَ الفنان إسماعيل عاشور بهدوئهِ وخجلهِ فلمْ يكُنْ يُجيدُ الدعايةَ لنفسهِ وعاش قِمَّةَ شبابِهِ فترةَ سواد الاحتلال الإسرائيلي والانغلاقِ والتي أغلقت في وجهِهِ كل ما كانَ يطمحُ له من الاستزادة.
إسماعيل عاشور كفنانٍ مقتدر، ثقافياً وتشكيلياً سخَّرَ موهبتهُ المميزة، وخلال سنواتٍ طويلةٍ لعكسِ جوانب نابضة بالحياةِ ومعاني الكفاح المستمر من معيشة اللاجئ الفلسطيني بكل تنويعاتها.
ادخل الفنان إسماعيل عاشور الفن (الجرافيكي) بواسطةِ الحرق على الخشب.
عمل محاضراً بكليةِ التربية – جامعة الأقصى بغزة.
أصدر كتاباً يضمُّ “120” لوحةً للتراثِ الشعبي نشرتهُ وزارةُ الثقافةِ الفلسطينية.
أقامَ معرضينِ بمفردهِ في فترةِ قدومِ السلطةِ الوطنيةِ الفلسطينية.
الفنان إسماعيل عاشور كان بصدقٍ مرآةً لعصرهِ ولوحاتُهُ تعكس روح زمانه وملامح مكان مجتمعه.
الفنان إسماعيل عاشور كان علامةً مميزةً في المسيرةِ الفنيةِ الفلسطينية فلوحاته المعروضةُ تُعبِّرُ تعبيراً صادقاً وترتبطُ ارتباطاً بمسارها الذي لا ينفصل ولا يضلل عن المشاهد، بل المسمى جزءٌ مكملٌ للعمل التشكيلي، ولوحاته تعبر عن الواقع وتجسد أحداثه وما يعانيه المجتمع من تناقضات.
توفي الفنان التشكيلي إسماعيل خليل عاشور بتاريخ 15/12/2009م بعد صراعٍ مع المرض اللعين وبعد رحلةِ عطاءٍ طويلةٍ في مجالاتِ الفن عن عمرٍ ناهزَ الثانيةَ والسبعين عاماً.
لقد ظلَّ الفنان إسماعيل عاشور حتى النهاية وفياً لفنهِ والأسلوبِ الذي بدأ به مخلصاً لموضوعاته المتمثلةِ في الكاريكاتير والصور الشخصية والتراثية ذات الملامح الشعبية متعة للعين والقلب معاً.
هكذا كان قدر الفنان/ إسماعيل عاشور أن يعيش دائماً وسط المحن والحوادث المحورية الفاصلة، تلك هي إبداعاته في رسوم الكاريكاتير واللوحات الفنية.
هذا وقد أصدرت وزارة الثقافة الفلسطينية كتابين عن الفنان إسماعيل عاشور:
– التراث الفلسطيني في صور عام 2000م
– إسماعيل عاشور الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير عام 2016م
رحم الله الفنان التشكيلي الكبير والمبدع/ إسماعيل خليل عاشور وأسكنه فسيح جناته.
الذكرى السنوية الأولى لرحيل العميد سلمان عليان أبو يوسف (أبو عزام)
سلمان عليان سلمان أبو يوسف من مواليد بئر السبع بتاريخ 15/3/1942م، هاجرت أسرته إلى قطاع غزة عام 1948م إثر النكبةِ التي حلَّت بالشعبِ الفلسطينيِّ واستقرَّ بهمُ المطافُ في مخيَّمِ النصيرات.
تلقَّى تعليمهُ الابتدائيَّ والإعداديَّ في مدارسِ وكالةِ غوثِ اللاجئين، والثانويَّ من مدرسةِ خالد بن الوليد بالنصيرات.
أنهى دراستهُ في معهدِ المعلِّمينَ عام 1961م.
غادرَ قطاعَ غزةَ إلى مصر عام 1962م وحتى عام 1964م حيثُ عملَ مدرساً هناك، ومن ثمَّ تعاقد مع وزارةِ المعارفِ القطريةِ حيث عملَ مدرساً حتى عام1990م.
حصل على بكالوريوس في التربية من جامعة قطر عام 1985م.
تطوَّعَ في العملِ التنظيميِّ لحركةِ فتحٍ منذُ انطلاقتها حتى وصل إلى مرتبةِ عضوِ لجنةِ إقليم حركةِ فتح في دولةِ قطر.
خلال إقامتهِ في دولة قطر عمل كمتطوع في المجلس الأعلى للشباب والرياضة في منظمةِ التحرير الفلسطينية في دولةِ قطر.
ترأَّسَ العديد وفود الأشبال والفتوة والزهرات في دوراتٍ داخليةٍ وخارجيةٍ إلى عدة دولٍ مثلَ (سوريا واليمن والجزائر).
إثرَ حربِ العراقِ على الكويت أصدرَ أميرُ قطر قراراً بترحيلهِ وأسرتهِ إلى تونس وهنالك بدأت مرحلةٌ جديدةٌ من حياته.
فقد تفرَّغَ على كادرِ الصندوقِ القوميِّ لمنظمةِ التحرير الفلسطينيةِ وعملَ في تونسَ مديراً في التربيةِ والتعليمِ عام 1991م.
عاد إلى أرضِ الوطنِ عام 1994م بعد عودةِ قيادةِ المنظمةِ وقواتها وعُيِّنَ في جهاز التفويض السياسيِّ (مفوضاً سياسيّاً للشرطةِ في المنطقةِ الجنوبية).
عمل كأمين سرِّ لجنةِ الإصلاحِ والعشائرِ في قطاعِ غزة، كذلكَ رئيساً للجنةِ الإصلاحِ في المنطقةِ الوسطى والجنوبية.
كان له دورٌ كبيرٌ في إنجاحِ المخيَّماتِ الصيفِيَّةِ في قطاعِ غزَّةَ والتي كانت تُقامُ سنوِيّاً.
كان قائماً على تنظيمِ حفلاتٍ ومعارضَ خيريةٍ يعودُ رَيْعُها لصالحِ أبناءِ الشعبِ الفلسطينيِّ في الداخلِ والشَّتات.
انتقل العميد/ سلمان عليان أبو يوسف (أبو عزام) إلى رحمة الله تعالى يوم الأربعاء الموافق 14/12/2016م عن عمرٍ ناهزَ الرابعةَ والسبعينَ عاماً قضاها في عملِ الخيرِ والإصلاحِ بين الناسِ وخدمةِ أبناءِ شعبهِ وقضِيَّتهِ وطالما حلُمَ بتحريرِ وطنِهِ المُغْتَصَب.
رحل أبو عزام بعد رحلةٍ طويلةٍ مناضلاً صادقاً، شجاعاً، ذا مواقف مشرِّفَةٍ في كلِّ مراحلِ انتمائهِ الوطنِيِّ منذُ التحاقهِ بحركةِ فتحٍ وحتى آخرِ أيّامِ حياته.
لقد تركَ الفقيدُ أجملَ الأثرِ في نفوسِ من عرفهُ وتعاملَ معهُ، إن كانَ في قطرَ أو في تونسَ أو غزة، وكانَ وفيّاً مخلِصاً لأصدِقائهِ وعمله.
العميد أبو عزام متزوج ورُزِقَ بابنٍ وسبعِ بناتٍ وهم (عزام، لينا، لمياء، رنا، ربا، سمر، سهى، رشا).
رَحِمَ اللهُ العميد/ سلمان عليان سلمان أبو يوسف (أبو عزام) وأسكنهُ فسيحَ جناتِه. وفقا لما نشر بصحيفة أمد.