خسوف القمر: ما يجب معرفته عن ظاهرة “القمر الدموي” النادرة”
شهد العالم في آخر جمعة من يوليو/تموز 2019 أطول خسوف للقمر خلال القرن الحادي والعشرين، فيما يعرف بـ”القمر الدموي”.
وخلال ذلك، تسنى رؤية ظل أحمر أو بُني اللون للقمر خلال خسوفه الكلي في بعض المناطق داخل أوروبا، والشرق الأوسط، وأستراليا، وأغلب أجزاء آسيا وأمريكا الجنوبية.
وفي نفس الليلة كان كوكب المريخ عند أقرب نقطة من الأرض منذ عام 2003، واستمر ذلك لعدة أيام. وظهر المريخ في شكل “نجم أحمر مشرق” حين كانت السماء صافية.
لماذا يستمر الخسوف لوقت طويل؟
يمر القمر بمركز ظل الأرض عند النقطة الأوسع على الإطلاق من مساحة الظل، وهو ما جعله أطول خسوف للقمر، وفقا لتيم أوبرين، أستاذ الفيزياء الفلكية بجامعة مانشستر.
ولا يقتصر الأمر على الخسوف الكلي للقمر واقتراب المريخ من الأرض، بل يحدث ما وصفه أوبرين بأنه “مسيرة الكواكب” أيضا، إذ تصطف الكواكب في المجموعة الشمسية بطريقة تسمح بالاستمتاع بمشهد رائع لكواكب الزهرة، والمشترى، وزُحَل، والمريخ.
وقال أوبرين إن “المريخ سوف يظهر وكأنه نجم جميل أحمر اللون ساطع يبعد عن القمر”.
وأضاف “كل عدة سنوات يصل المريخ أثناء دورانه حول الشمس إلى نقطة تجعله أمام الأرض، ما يسمح لنا برؤيته عن قرب”.
أين يُظهر الخسوف؟
يظهر الخسوف بوضوح في المناطق التي تكون فيها السماء صافية ليتمكن الجميع من مشاهدة هذه الظاهرة في جميع أنحاء العالم باستثناء أمريكا الشمالية. ويبدأ بظهور القمر في بريطانيا وغرب أوروبا.
وتكون الرؤية الأوضح للظاهرة في شرق أوروبا ووسط وشرق أفريقيا وجنوب شرق آسيا، وهي المناطق التي يُشاهد فيها خسوف القمر الكلي إذا جاءت حالة الطقس مواتية.
وعلى ذلك، يكون المكان الأفضل في بريطانيا وأوروبا لمشاهدة القمر الدامي هو المنطقة الجنوبية الشرقية.
كما ظهر قريبا من القمر كوكب المريخ الذي بدا كنجم ساطع أحمر اللون. ويظهر كوكب المشتري جنوب أوروبا بينما يظهر الزهرة في الغرب.
وقالت إيميلي براندسين، مديرة مركز أستروكامباس لدراسات الفلك في جامعة يورك، إن ما سنراه الليلة “نموذج مصغر للقمر الدامي”.
وأضافت أنه “خسوف كلي للقمر في وقت يكوف القمر تقريبا أبعد نقطة عن الأرض، وهو ما يجعل القمر يبدو أصغر حجما مما اعتاد الناس على رؤيته”.