ونحن نلتقط عشرات الصور من هواتفنا أو كاميراتنا في هذا اليوم تحديداً، علينا أن نتنبه إلى أن كل صور اليوم بتاريخ 19 آب/أغسطس، ستكون مختلفة ومميزةً جداً. وذلك لأنها التقطت بـ”يوم التصوير العالمي world photo day”، الذي يصادف هذا العام 2019 الذكرى الـ180 على اختراعه أول مرة. لذلك ونحن نلتقط أي صورة علينا أن نقول شكراً لكل من “لويس داجير” و”جوزيف نيبس”، الفنانان والعالمان الفرنسيان اللذان اخترعا التصوير الفوتوغرافي، واللذان التقطا أول صورة في التاريخ، وتحديداً أن نقول شكراً لـ”داجير” أول من أخترع الكاميرا.
اختيار يوم التصوير العالمي 19 آب/ أغسطس
بدأ الأمر كله، في بدايات العام 1839، عندما أعلن “لويس داجير” عن اختراعه لما يُعرف بـ”نظام داجير”، أو الـ”داجيروتيب”، وهو أول نوع للتصوير الفوتوغرافي على الإطلاق. إلا أن الفنان والكيميائي الفرنسي لم يُسجل براءة اختراعه الثوري هذا، حتى جاء تاريخ 19 آب/ أغسطس من العام نفسه، وقامت الحكومة الفرنسية بشراء براءة الإختراع والإعلان عنه بشكل رسمي خلال تلك الفترة، وأطلقت عليه اسم “الهدية التي كانت مجانية للعالم”، كما أنه تم اعتبار “داجير” بطلاً قومياً لامعاً.
وبعد مرور 171 عاماً على هذا الإختراع الذي غيّر شكل العالم، وتحديداً خلال العام 2010، تم الإحتفال لأول مرة باليوم العالمي للتصوير، بعد أن اتفقت عدد من المنظمات والمؤسسات العالمية على تحديد يوم 19 آب الذي أعلن رسمياً خلاله عن اختراع “داجير” ليكون موعداً لهذا الإحتفال. ومنذ ذلك الحين، يتم الإحتفال فيه كل عام عبر إقامة ورشات العمل الخاصة بالتصوير، وتنظيم المسابقات والمعارض ورحلات التصوير في كل مكان.
الاحتفال بأهم اختراعات الحضارة الإنسانية
التصوير الفوتوغرافي ليس مجرد وسيلة للتوثيق من جهة، أو التسلية من جهة أخرى، بل هو فنّ وعلم قائم بحد ذاته. وهو الطريق إلى تبادل الخبرات والثقافات حول العالم، كما أنه من وسائل إيصال الجمال إلى أبعد الحدود. لذلك نحن نحتفل بالفن والعلم والجمال خلال احتفالنا باليوم العالمي للتصوير.
وفي هذا العام 2019، وبعد مرور 180 عاماً على اختراع التصوير رسمياً، قررت المنظمات المعنية بهذا الشأن أن تجعل موضوع الإحتفال بهذا اليوم هو “فهم الغيوم”، لما فيها من جماليات وإشكاليات معرفية وتأويلية، قد تكون الصورة قادرة على ترجمة بعضها، وإخراجها إلى الناس بشكل مغاير. والهدف الرئيسي أيضاً من هذا الموضوع هو إنتاج صورة سهلة الاستخدام موثوقة وشاملة.
رحلة إلى التاريخ
“لويس داجير”، هو رسام وكيميائي فرنسي ولد عام 1787 وتوفي عام 1851. ظلت فكرة التصوير هاجساً مستمراً في نفسه، وكونه عالماً وكيميائياً، أجرى العديد من الإختبارات والمحاولات للوصول إلى هدفه لكن معظمها باء بالفشل. حتى التقى خلال العام 1827 بـ”جوزيف نيبس”، الذي كان يشاركه الشغف نفسه، والذي لديه عدة محاولات سابقة لاختراع الكاميرا.
قرر الفرنسيان أن يتعاونا في هذا الأمر، وحققا تقدماً كبيراً بالوصول إلى هدفهما، إلى أنه في العام 1833 توفي “نيبس”، ما جعل “داجير” يكمل ما عملا عليه منفرداً، حتى تمكن بعد بضعة سنوات من اختراع أول نظام تصوير في التاريخ أطلقه إلى العالم بشكل مجاني كما أسلفنا. وفي مثل هذا اليوم من العام 1939 تم الإعلان رسمياً من قبل الحكومة الفرنسية عن اختراع أحد أعظم الإنجازات البشرية. واليوم تكريماً لـ”داجير” أقيم له نصب تذكاري على قبره بمنطقة قريبة من العاصمة الفرنسية باريس.