طاحونة الماء
على بحيرة افامية ( البركة ) من الجهة الغربية ، وفي أقصى سور البحيرة الغربي ، يقوم بناء حجري يضم تفاصيل بناء طاحونة كبيرة تعمل على قوة الماء المجمعة في البحيرة و الساقطة من الجغل على عنفات خشبية تدير حجر الطاحون الدائري البازلتي الكبير ، وفوقه يقوم قمع خشبي كبير توضع به الحبوب المراد طحنها ، بالصعود اليها عن طريق درج خشبي يوصل الى منصة مرتفعة تشرف على قلب الطاحونة ، وتتحكم بتزويد حوض الطاحونة بالحبوب المراد طحنها ،
اما الدقيق المطحون ، فيعبئ بأكياس منها الخيش ( قلم أحمر ) ومنه القطنية الكبيرة المسماة ( عدل ) ويسمى احيانا ( شمبل ) ، وقد شاهدت هذه الطاحونة وهي تعمل في بدايةالستينات من القرن الماضي ، وكان الناس يميزونها عن طاحونة أخرى على الطريق العام بقولهم ( الطاحون النارية ) تلك التي تعمل على محرك ديزل ، يحرك دولاب الطاحون عن طريق قشاط كبير يربط بينهما ،،
وقد تعرضت طاحونة البركة الى إهمال وتخريب ، وقامت مديرية الآثار بترميمها ووضعها بيد بلدية قلعة المضيق ، فأجرتها الى السيد حمو نصرالله ، وعمل فيها مقصفا دام مدة زمنية ، ثم تعرض للإهمال ، وتحولت لمجرد منزلا سكنيا ، وهي ملك لدائرة أوقاف إدلب ، بعد تنازل مالكتها الحاجة جميلة للأوقاف عنها ، وكانت مؤرخة بحجر فوق الباب كتبت فيه عدة أسطر تدل على عملية ترميم وصيانة لها منذ أكثر من مائتين وخمس وعشرين سنة ، وقد أتحفنا السيد عمر سعيد بالنص المكتوب عليها مشكورا ، حيث سكن بها ،،،،
وتعتبر هذه الطاحونة المائية واحدة من أهم طواحين الماء في سورية ، حيث تؤرخ لحقبة إعتمد بها الناس على قوى الطبيعة في خدمة أنفسهم ،
وكانت تؤلف أغاني الفرح عند الطواحين منها :
والله لأطحن برغلهم ،،،،،،
خشن ناعم حي الله ،،،،،،،
و،،،والأغنية التي صدح بها صاحب الصوت الجبلي الجميل السيد نصري شمس الدين ،،،،:
يا مارق عالطواحين ،،والمي مقطوعة
خايف لاتدورالطواحين والحلواية توعى
يا مارق من هاك الحي صوب النبعة جايي
عامهلك لاتخلي المي تنطر بالقناية
-
سمير أبو جوني تاريخ وذكريات رائعة